المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحلل من حقوق الناس



امـ حمد
06-07-2012, 12:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


التحلل من حقوق الناس


لا شك أن الظلم مرتعه وخيم، والظلم من أقبح المعاصي وأشدها عقوبة، وقد حرم الله جلَّ جلاله الظلم في كتابه الكريم، وعلى



لسان نبيه الأمين صلَّى الله عليه وسلم،وتوعدت الظلمة ولعنتهم، والظالم الذكي، من يسارع بطلب العفو والمغفرة ممن




ظلمهم، قبل فوات الأوان، والعض على الأنامل والشفاه،ومن ظلم قريب منه،يمكنه الوصول إليه بكل سهولة، ولا يكلفه الأمر


عنت ولا مشقة، فقط قليلاً من التنازل عن الكبرياء والعظمة، وقليلاً من التواضع والرحمة، والمستفيد الحقيقي هو الظالم





نفسه،عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال(المسلم من سلم المسلمون من




لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) متفق عليه،تدارك نفسك فالدنيا تمر وتزول، ويوم القيامة يوم العدل





والحساب، الذي لا يؤدي الحقوق في الدنيا فسيؤديها يوم القيامة، وفي الدنيا سيؤدي المال مالاً،ويمكن أن يعفو غريمه





ويسامح، أما يوم القيامة فسيؤدي المال من حسناته، والمفترض أن الإنسان يحتفظ بحسناته،لأنه لا يدري هل حسناته





ستكفي بأن يدخل الجنة أو لا تكفي،وحديث ثابت في الصحيح،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لن يدخل أحدكم الجنة بعمله،إنما يدخل بفضل الله وبرحمته سبحانه)




وأيضاً قد يظلم الغير، ولا يدري أنه قد يسامحه، أو أنَّه يأتي يوم القيامة ويقول،هذا ظلمني أريد حقي من فلان،قدم





العرض،فعرض الإنسان كأن يقول،فلان كذاب، ففي هذه الحال طعن في عرضه،وكذلك إذا قال،فلان يأكل الرشوة،فلان ظالم،فهو





يطعن في عرض هذا الإنسان،ومن ضمن الطعن في العرض أن يقول،فلان زان،فلان يقذف المحصنات الغافلات،فلان يفعل




كذا،ومن المظلمة في العرض،الغيبة والنميمة، بأن ينقل كلاماً من شخص لشخص، ويفسد فيما بينهما، فهذا من الطعن في





عرض إنسان للإفساد بينهما، فهذا من ضمن المظالم التي سيدفع ثمنها يوم القيامة،عن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال(من كانت




عنده مظلمة من عرض أو من شيء) فـ(شيء)فمعناه،حتى لو كان شيئاً ليس له قيمة،فسيحاسب عليه العبد يوم القيامة،فتح الباب،بشرح الحديث الصحيح،رواه البخاري،أحياناً بعض الناس قد يتساهل في أمر المظالم في الأشياء التافهة، فقد يقول لك، أعطني القلم أكتب به، فيكتب ثم يضعه في جيبه، ثمّ





يقول،أنا سأبحث عن صاحبه وأعطيه، وانتهى الأمر ولم يعطه، لأنه لا يوجد أحد يتابع بعده،فهذه الأشياء التَّافهة هي من ضمن




المظالم، فأنت ما يدريك أن صاحبه موافق على أخذه، ولعلك تأخذ الشَّيء فيقول صاحبه بعد ذلك،لن أعطي أحداً شيئاً،لأنَّهم





يأخذونها ولا يردونها،وتقول للإنسان،أعطني قلمك أكتب، فيقول لك،لا تنسه وتضيعه مثلما عمل الذي قبلك،فأنت قد تستهين





بالشيء وتمنع خيره غيرك،عن ابي هريره في الحديث الصحيح،ورأينا في حديث النبي صلَّى الله عليه وسلم كيف أنه خطب النَّاس وقال(من كنت ظلمته في




عرضه أو ماله فليستقد)إذا كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا الشيء،وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ فغيره





أولى أن يتحلل من النَّاس في شيء من عرض أو مال أو في الجسد أو غير ذلك، قبل أن يؤخذ منه حسنات يوم القيامة،




قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم(يغفر للشهيدِ كل ذنب إلا الدَّين)المصدر،صحيح مسلم،وفي حديث،رواه البخاري ،بسنده ،في حديث ابي سعيد الخدري،رضي الله عنه،عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم،قال (إذا خلص المؤمنون




من النَّار،حبسوا على قنطرة بين الجنة والنَّار،فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا)وقال صلى الله عليه وسلم(إن المفلس من




أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة،ويأتي وقد شتم هذا،وقذف هذا، وأكل مال هذا،وسفك دم هذا، وضرب هذا،




فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم





طرح في النار )رواه مسلم،ويتحلل الإنسان من حقوق الناس بأحد أمرين،إما بالوفاء، وإمَّا بالإبراء،أما الوفاء،فإذا كانت





أموالاً يردها إلى أصحابها إن كان يعلمهم، وإن كان قد نسيهم فليتذكر، وإن كان يجهل محلَّهم فليبحث، فإذا تعذر العثور عليهم




فليتصدق بها عنهم، ويكون لهم أجرها، وله هو أجر التوبة، وإن كان أصحابها قد ماتوا وخلفوا ورثة، فإنه يبحث عن





ورثتهم، ويسلِّم إليهم المال، لأنَّ المال انتقل إلى الورثة بعد موت المورث، فإن جهل الورثة ولم يعلم عنهم شيئاً، ولم يتمكن



من العثور عليهم، يتصدَّق به عنهم،وإذا كان الحق عرضاً، بأن يكون قد تكلم في عرضه وسبه فإنه يتحلّل منه، بأن يطلب منه




العفو فيقول،إني أرجو أن تعفو عمَّا قلت فيك، فقد قلت كذا وكذا، فينبغي من المظلوم الذي طلب منه العفو أن يعفو، فمن عفا




وأصلح فأجره على الله، كما قال الله تعالى(وأن تعفوا أقرب للتقوى،ولا تنسوا الفضل بينكم)البقرة،وإن كان هذا المظلوم في



عرضه،لم يصل إليه خبر، أي لم يعلم بأنك قد اغتبته مثلاً،فمن أهل العلم من يقول،اذهب إليه وأخبره، واطلب منه العفو، ومنهم





من يقول،لا تخبره ما دام لم يعلم، ولكن استغفر له، وأثنِ عليه بالصفات التي هو متصف بها وهي حميدة، في الأماكن التي اغتبته فيها،فإن الحسنات يذهبن السيئات.

فيصل الفيصل
06-07-2012, 02:04 PM
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
قال الامام الشافعي
لا تـظـلـمـنَّ إذا مـاكـنـت مـقـتــدراً ــــــــ فـَالـظـُلْـمُ مـَرْتَـعـُهُ يـُفـْضـِـي إلـى الـنـَّدَمِ
تـنـامُ عَـيـْنـُكَ والـمـَظـْلـومُ مُـنـَتـَبـِـهٌ ــــــــ يـدعـو عـلـيـك وعـيـن الـلـه لـم تنم

امـ حمد
08-07-2012, 04:18 AM
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
قال الامام الشافعي
لا تـظـلـمـنَّ إذا مـاكـنـت مـقـتــدراً ــــــــ فـَالـظـُلْـمُ مـَرْتَـعـُهُ يـُفـْضـِـي إلـى الـنـَّدَمِ
تـنـامُ عَـيـْنـُكَ والـمـَظـْلـومُ مُـنـَتـَبـِـهٌ ــــــــ يـدعـو عـلـيـك وعـيـن الـلـه لـم تنم

تسلم اخوي فيصل الفيصل

بارك الله فيك