الحاقول
09-07-2012, 08:04 PM
الامتحانات الوطنية بالمنظار الوطني
الامتحانات الوطنية بالمنظار الوطني
الوطنية صفة رائعة ترمز الى معان نبيلة وجميلة تسكن قلب الانسان ووجدانه. ومن هذه المعاني النبيلة الانتماء والمحبة والحنين للمكان واخلاص العمل والتفاني في خدمته والمحافظة على امنه واستقراره والاسهام في تقدمه وازدهاره. فاذا ترجم الافراد هذه المعاني السامية بسلوك يتجسد على ارض الواقع انطلاقا من تعاليم الشريعة والقيم الاصيلة فانهم مواطنون صالحون. واصدق تعبير عن الوطنية هو ما توافق مع طبيعة الانسان وفطرته دون تكلف اوتصنع او اكراه. اما الصاق صفة الوطنية عنوة بانشطة وممارسات معينة لتجميلها والتظاهر باهميتها وجدواها وفرضها على الاخرين فان ذلك يناقض مفهوم الوطنية ويحيد بها عن اهدافها النبيلة! هذه احدى الحالات التي ينبغي التعامل معها وفق ما تقدم ؛ حيث يجبر الطلبة على الانتظام مجددا في امتحانات يسمونها الاختبارات الوطنية بعد ان انتهت اختبارات نهاية العام الدراسي وبلغ الملل لدى الطلبة واهلهم اقصاه وباتوا ينتظرون نتائج الاختبارات بفارغ الصبر ثم يرغمون على المكث بين جدران المدارس حتى منتصف النهار او يزيد في مناخ صيفي يكتوون بحرارته وشمسه الحارقة بحجة اجراء الامتحانات (الوطنية) وتحقيق شروط التمدرس او تطبيق المعايير ومبادئ تعليم المرحلة الجديدة وغيرها من الشعارات البراقة التي يثبت الواقع التعليمي المرير عكسها تماما!! وما زلنا نعاني طلبة واولياء امور وتربويون افرازات قرارات وتعاميم مجلس التعليم عاما بعد عام ونقول كفى والى متى؟! اننا في غنى عن تلك الاجراءات والخطط التي انعكست سلبا على ما غرسناه في نفوس الجيل من قيم المواطنة والهوية والانتماء، وحسب الدراسات الميدانية فان زيادة ايام الاختبارات او الحاقها مباشرة باختبارات اضافية تؤدي الى انخفاض درجة التركيز وتدني نسبة التحصيل وفقدان الدافعية نحو التعلم والتعبير عن الرفض بالشجار وافتعال المشاكل وتفشي العدوانية بين طلبة المدارس فهل هذا من الوطنية التي نسعى الى غرسها وتنميتها في نفوس الابناء والبنات؟! وكيف بطالب قد استنفد قدراته الذهنية مقتصرا على مستوى التذكر والحفظ ومغيبا عن مستويات التحليل والتركيب والاستنباط ومهدرا طاقته الحركية في فناء المدرسة وحول اسوارها بطريقة سلبية، كيف له ان يسهم في صناعة اي انجاز او نجاح وطني فعال؟!! ونحن من مختصين وآباء ومسؤولين معنيون باصلاح هذه الاوضاع تعليميا وتربويا ولهذا نرى الاكتفاء باختبارات نهاية العام الدراسي وتحليل نتائجها وتحديد مواطن القوة والضعف ثم اقتراح الحلول والخطط العلاجية بناء على تلك النتائج بانه اسلم واصلح وفيه حماية للابناء والبنات من كل هذا العناء والشقاء خاصة ان بينهم اطفالا يواجهون مهمات شاقة اذ يطلب منهم الجلوس بالساعات الطوال باوضاع غير صحية ليجيبوا عن اسئلة تصل الى عشرين صفحة!! وهذا يفوق طاقتهم وتفكيرهم ويخلو من اي قيمة تربوية وتعليمية اضافة لما يلاقونه من معاناة الزحمة وحرارة الجو. رحماكم بفلذات الاكباد يا اصحاب الرسالات فليس المجلس كالمدرسين فان مسؤولي المجلس ومسؤولاته بالاحرى يتنقلون بسيارات فارهة مريحة ويتنعمون في اجواء المكاتب الوثيرة المكيفة ويتناولون اطايب الطعام والشراب وربما تندروا بحكايات المعذبين في الميدان او سفهوا آراءهم.. اقول ذلك بناء على تجارب وقفت عليها بنفسي وقد يسافرون او يخرجون من مواقعهم ويعودون اليها متى شاءوا فلا يشعرون بضغط الروتين وارهاق العمل. وعلى الجانب الاخر يقف الناظر في حال الطلبة ازاء تلك الاوضاع التعليمية العجيبة وهم يخوضون غمار امتحانات اضافية مرهقة دخلت يومها الثالث فيرثي لحالهم، فهل نبشر قريبا بعدول هيئات مجلس التعليم عن قراراتها واجراءاتها التي امعنت السير في اتجاه مغاير ومتنافر مع تطلعات وآمال المجتمع القطري بكافة شرائحه واطيافه؟! ولسنا مضطرين الى مناشدة المنظمات الحقوقية والمدنية لانصاف المتضررين فقد حبانا الله بقيادة حكيمة يتقن رجالها اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.
تربية وطنية
• المعلمون والمعلمات الكادحون والكادحات المضطهدون والمضطهدات الذين تعرضوا لانتهاك حقهم في الحصول على اجازاتهم السنوية كاملة، ينادون اصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة ان ينصفوهم ويرجعوا اليهم حقهم المشروع باحتساب اجازة كافية توازي عطاءهم وتفانيهم وجهودهم المضنية طوال عام حافل وثقيل.
• لم اقف صراحة على معنى للوطنية فيما يسمى بالاختبارات الوطنية سوى انها تجرى في مدارس الوطن ويؤديها ابناء وبنات الوطن الى جانب اترابهم من المقيمين.
• ارجو التريث قبل الحكم على هذه الكلمات فانها ليست مزايدة على وطنية الاخرين ولن ادعي لنفسي ما انفيه في غيري، وندائي للزملاء والزميلات والمسؤولين في الميدان ان يتعاملوا بواقعية وبرؤية شمولية مع قضايا التربية والتعليم متذكرين ان تصحيح المسار انفع من السير في الطريق الخاطئ.
• اشارة: استخدمت هنا كلمة امتحانات في بعض التراكيب قاصدا التنبيه على ان ما يجري خلالها يحمل معنى الابتلاء والمحنة.
جريدة الشرق
http://www.al-sharq.com/ArticleDetails.aspx?AID=38030&CatID=81&Title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D 9%86%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86% D9%8A%D8%A9%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8 %D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8 A
الامتحانات الوطنية بالمنظار الوطني
الوطنية صفة رائعة ترمز الى معان نبيلة وجميلة تسكن قلب الانسان ووجدانه. ومن هذه المعاني النبيلة الانتماء والمحبة والحنين للمكان واخلاص العمل والتفاني في خدمته والمحافظة على امنه واستقراره والاسهام في تقدمه وازدهاره. فاذا ترجم الافراد هذه المعاني السامية بسلوك يتجسد على ارض الواقع انطلاقا من تعاليم الشريعة والقيم الاصيلة فانهم مواطنون صالحون. واصدق تعبير عن الوطنية هو ما توافق مع طبيعة الانسان وفطرته دون تكلف اوتصنع او اكراه. اما الصاق صفة الوطنية عنوة بانشطة وممارسات معينة لتجميلها والتظاهر باهميتها وجدواها وفرضها على الاخرين فان ذلك يناقض مفهوم الوطنية ويحيد بها عن اهدافها النبيلة! هذه احدى الحالات التي ينبغي التعامل معها وفق ما تقدم ؛ حيث يجبر الطلبة على الانتظام مجددا في امتحانات يسمونها الاختبارات الوطنية بعد ان انتهت اختبارات نهاية العام الدراسي وبلغ الملل لدى الطلبة واهلهم اقصاه وباتوا ينتظرون نتائج الاختبارات بفارغ الصبر ثم يرغمون على المكث بين جدران المدارس حتى منتصف النهار او يزيد في مناخ صيفي يكتوون بحرارته وشمسه الحارقة بحجة اجراء الامتحانات (الوطنية) وتحقيق شروط التمدرس او تطبيق المعايير ومبادئ تعليم المرحلة الجديدة وغيرها من الشعارات البراقة التي يثبت الواقع التعليمي المرير عكسها تماما!! وما زلنا نعاني طلبة واولياء امور وتربويون افرازات قرارات وتعاميم مجلس التعليم عاما بعد عام ونقول كفى والى متى؟! اننا في غنى عن تلك الاجراءات والخطط التي انعكست سلبا على ما غرسناه في نفوس الجيل من قيم المواطنة والهوية والانتماء، وحسب الدراسات الميدانية فان زيادة ايام الاختبارات او الحاقها مباشرة باختبارات اضافية تؤدي الى انخفاض درجة التركيز وتدني نسبة التحصيل وفقدان الدافعية نحو التعلم والتعبير عن الرفض بالشجار وافتعال المشاكل وتفشي العدوانية بين طلبة المدارس فهل هذا من الوطنية التي نسعى الى غرسها وتنميتها في نفوس الابناء والبنات؟! وكيف بطالب قد استنفد قدراته الذهنية مقتصرا على مستوى التذكر والحفظ ومغيبا عن مستويات التحليل والتركيب والاستنباط ومهدرا طاقته الحركية في فناء المدرسة وحول اسوارها بطريقة سلبية، كيف له ان يسهم في صناعة اي انجاز او نجاح وطني فعال؟!! ونحن من مختصين وآباء ومسؤولين معنيون باصلاح هذه الاوضاع تعليميا وتربويا ولهذا نرى الاكتفاء باختبارات نهاية العام الدراسي وتحليل نتائجها وتحديد مواطن القوة والضعف ثم اقتراح الحلول والخطط العلاجية بناء على تلك النتائج بانه اسلم واصلح وفيه حماية للابناء والبنات من كل هذا العناء والشقاء خاصة ان بينهم اطفالا يواجهون مهمات شاقة اذ يطلب منهم الجلوس بالساعات الطوال باوضاع غير صحية ليجيبوا عن اسئلة تصل الى عشرين صفحة!! وهذا يفوق طاقتهم وتفكيرهم ويخلو من اي قيمة تربوية وتعليمية اضافة لما يلاقونه من معاناة الزحمة وحرارة الجو. رحماكم بفلذات الاكباد يا اصحاب الرسالات فليس المجلس كالمدرسين فان مسؤولي المجلس ومسؤولاته بالاحرى يتنقلون بسيارات فارهة مريحة ويتنعمون في اجواء المكاتب الوثيرة المكيفة ويتناولون اطايب الطعام والشراب وربما تندروا بحكايات المعذبين في الميدان او سفهوا آراءهم.. اقول ذلك بناء على تجارب وقفت عليها بنفسي وقد يسافرون او يخرجون من مواقعهم ويعودون اليها متى شاءوا فلا يشعرون بضغط الروتين وارهاق العمل. وعلى الجانب الاخر يقف الناظر في حال الطلبة ازاء تلك الاوضاع التعليمية العجيبة وهم يخوضون غمار امتحانات اضافية مرهقة دخلت يومها الثالث فيرثي لحالهم، فهل نبشر قريبا بعدول هيئات مجلس التعليم عن قراراتها واجراءاتها التي امعنت السير في اتجاه مغاير ومتنافر مع تطلعات وآمال المجتمع القطري بكافة شرائحه واطيافه؟! ولسنا مضطرين الى مناشدة المنظمات الحقوقية والمدنية لانصاف المتضررين فقد حبانا الله بقيادة حكيمة يتقن رجالها اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.
تربية وطنية
• المعلمون والمعلمات الكادحون والكادحات المضطهدون والمضطهدات الذين تعرضوا لانتهاك حقهم في الحصول على اجازاتهم السنوية كاملة، ينادون اصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة ان ينصفوهم ويرجعوا اليهم حقهم المشروع باحتساب اجازة كافية توازي عطاءهم وتفانيهم وجهودهم المضنية طوال عام حافل وثقيل.
• لم اقف صراحة على معنى للوطنية فيما يسمى بالاختبارات الوطنية سوى انها تجرى في مدارس الوطن ويؤديها ابناء وبنات الوطن الى جانب اترابهم من المقيمين.
• ارجو التريث قبل الحكم على هذه الكلمات فانها ليست مزايدة على وطنية الاخرين ولن ادعي لنفسي ما انفيه في غيري، وندائي للزملاء والزميلات والمسؤولين في الميدان ان يتعاملوا بواقعية وبرؤية شمولية مع قضايا التربية والتعليم متذكرين ان تصحيح المسار انفع من السير في الطريق الخاطئ.
• اشارة: استخدمت هنا كلمة امتحانات في بعض التراكيب قاصدا التنبيه على ان ما يجري خلالها يحمل معنى الابتلاء والمحنة.
جريدة الشرق
http://www.al-sharq.com/ArticleDetails.aspx?AID=38030&CatID=81&Title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D 9%86%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86% D9%8A%D8%A9%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8 %D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8 A