امـ حمد
10-07-2012, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركتة
جعل الله الأعمال القائمة بالقلب والجوارج سبب الهداية والاضلال،فأعمال البر تثمر الهدى،وأعمال الفجور بالضد، وذلك أن الله سبحانه يحب أعمال البر فيجازي عليها بالهدى والفلاح،ويبغض أعمال الفجور ويجازي عليها بالضلال والشقاء،فانه
يحب أهل البر فيقرب قلوبهم منه،ويبغض الفجور وأهله فيبعد قلوبهم منه،قال تعالى(الم،ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)البقرة،أن الله سبحانه يكره الظلم والفواحش والفساد في الأرض،ويحب العدل والاحسان والجود والصدق
والاصلاح،فلما نزل الكتاب،أثاب سبحانه أهل البر بأن وفقهم للايمان به جزاء لهم على برهم وطاعتهم،وخذل أهل الفجور والفحش والظلم بأن حال بينهم وبين الاهتداء به،فان الهداية لا نهاية لها ولو بلغ العبد فيها ما بلغ،ففوق
هدايته هداية أخرى،فكلما اتقى العبد ربه ارتقى الى هداية أخرى،وكلما فوّت حظا من التقوى فاته حظ من الهداية،فكلما اتقى زاد هداه،وكلما اهتدى زادت تقواه،قال تعالى(الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب)الشورى،وقال(ان الذين
آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم)يونس،فلما آمنوا هداهم للايمان هداية بعد هداية،قال تعالى(ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)مريم،وقوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقاناْ)الأنفال،ومن الفرقان ما يعطيهم من النور
الذي يفرقون به بين الحق والباطل،والنصر والعز،لأن الايمان يبني على الصبر والشكر،فنصفه صبر ونصفه شكر،فعلى حسب صبر العبد وشكره تكون قوة ايمانه،وانما ينتفع بها من آمن بالله وآياته،فإن رأس الشكر التوحيد،ورأس الصبر ترك
اجابة داعي الهوى،فاذا كان مشركاّ متبعاّ هواه لم يكن صابراّ ولا شكوراّ،فلا تكون الآيات نافعة له ولا مؤثرة فيه ايماناّ، وهو اقتضا الفجور والكبر والكذب للضلال،قال تعالى(يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)ابراهيم،وقال تعالى(وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون)فأخبر أنه عاقبهم على تخلفهم عن الايمان لما جاءهم وعرفوه وأعرضوا عنه بأن قلّب أفئدتهم وأبصارهم،وحال بينهم وبين
الايمان،كما قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه)الأنفال،فأمرهم بالاستجابة له ولرسوله حين يدعوهم الى ما فيه حياتهم، ثم حذّرهم من التخلف والتأخر عن
الاستجابة الذي يكون سبباّ لأن يحول بينهم وبين قلوبهم،قال تعالى(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)المطففين،فأخبر سبحانه أن كسبهم غطى على قلوبهم وحال بينها وبين الايمان بآياته،وقال تعالى في المنافقين( نسوا الله
فنسيهم)التوبه،فجازاهم على نسيانهم له أن نسيهم فلم يذكرهم بالهدى والرحمة،وأخبر أنه أنساهم أنفسهم فلم يطلبوا كمالها بالعلم النافع والعمل الصالح،وهما الهدى،ودين الحق، فأنساهم طلب ذلك ومحبته ومعرفته والحرص عليه عقوبة
لنسيانهم له،وقال تعالى في حقّهم( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتّبعوا أهواءهم والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم)سورة محمد،فجمع لهم بين اتباع الهوى والضلال،كما جمع للمهتدين بين التقوى والهدى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركتة
جعل الله الأعمال القائمة بالقلب والجوارج سبب الهداية والاضلال،فأعمال البر تثمر الهدى،وأعمال الفجور بالضد، وذلك أن الله سبحانه يحب أعمال البر فيجازي عليها بالهدى والفلاح،ويبغض أعمال الفجور ويجازي عليها بالضلال والشقاء،فانه
يحب أهل البر فيقرب قلوبهم منه،ويبغض الفجور وأهله فيبعد قلوبهم منه،قال تعالى(الم،ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)البقرة،أن الله سبحانه يكره الظلم والفواحش والفساد في الأرض،ويحب العدل والاحسان والجود والصدق
والاصلاح،فلما نزل الكتاب،أثاب سبحانه أهل البر بأن وفقهم للايمان به جزاء لهم على برهم وطاعتهم،وخذل أهل الفجور والفحش والظلم بأن حال بينهم وبين الاهتداء به،فان الهداية لا نهاية لها ولو بلغ العبد فيها ما بلغ،ففوق
هدايته هداية أخرى،فكلما اتقى العبد ربه ارتقى الى هداية أخرى،وكلما فوّت حظا من التقوى فاته حظ من الهداية،فكلما اتقى زاد هداه،وكلما اهتدى زادت تقواه،قال تعالى(الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب)الشورى،وقال(ان الذين
آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم)يونس،فلما آمنوا هداهم للايمان هداية بعد هداية،قال تعالى(ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)مريم،وقوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقاناْ)الأنفال،ومن الفرقان ما يعطيهم من النور
الذي يفرقون به بين الحق والباطل،والنصر والعز،لأن الايمان يبني على الصبر والشكر،فنصفه صبر ونصفه شكر،فعلى حسب صبر العبد وشكره تكون قوة ايمانه،وانما ينتفع بها من آمن بالله وآياته،فإن رأس الشكر التوحيد،ورأس الصبر ترك
اجابة داعي الهوى،فاذا كان مشركاّ متبعاّ هواه لم يكن صابراّ ولا شكوراّ،فلا تكون الآيات نافعة له ولا مؤثرة فيه ايماناّ، وهو اقتضا الفجور والكبر والكذب للضلال،قال تعالى(يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)ابراهيم،وقال تعالى(وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون)فأخبر أنه عاقبهم على تخلفهم عن الايمان لما جاءهم وعرفوه وأعرضوا عنه بأن قلّب أفئدتهم وأبصارهم،وحال بينهم وبين
الايمان،كما قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه)الأنفال،فأمرهم بالاستجابة له ولرسوله حين يدعوهم الى ما فيه حياتهم، ثم حذّرهم من التخلف والتأخر عن
الاستجابة الذي يكون سبباّ لأن يحول بينهم وبين قلوبهم،قال تعالى(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)المطففين،فأخبر سبحانه أن كسبهم غطى على قلوبهم وحال بينها وبين الايمان بآياته،وقال تعالى في المنافقين( نسوا الله
فنسيهم)التوبه،فجازاهم على نسيانهم له أن نسيهم فلم يذكرهم بالهدى والرحمة،وأخبر أنه أنساهم أنفسهم فلم يطلبوا كمالها بالعلم النافع والعمل الصالح،وهما الهدى،ودين الحق، فأنساهم طلب ذلك ومحبته ومعرفته والحرص عليه عقوبة
لنسيانهم له،وقال تعالى في حقّهم( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتّبعوا أهواءهم والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم)سورة محمد،فجمع لهم بين اتباع الهوى والضلال،كما جمع للمهتدين بين التقوى والهدى.