لعديد
12-07-2012, 03:51 PM
عائشة الصدّيقة بنت الصديق
في يوم من الأيام نزل جبريل عليه السلام حاملاً معه صورة لفتاة لم تتجاوز التاسعة، لتتراءى للرسول صلى الله عليه وسلم في منامه، فيكون وحياً إلهياً للرسول (ص) بالزواج من تلك الفتاة.
كل فتيات الدنيا كان الزواج منهن يمر عبر القنوات البشرية إلا عائشة، فإن زواجها كان أمراً مشتركاً ما بين السماوات والأرض.
لم تكن عائشة -رضي الله عنها- امرأة عادية، لا في طريقة تفكيرها ولا في ردود أفعالها ولا في ذكائها، لذلك أحبها رسول الله حتى قال لها: "ما ضرني لو متّ بعد اليوم يا عائشة، وقد علمت بأنك زوجتي في الجنة".
هل تعتقدون أن هذه المرأة التي حازت على قلب هذا الرجل العظيم دوناً عن الأخريات كانت كباقي نساء العالمين؟
سأتحدث قليلاً عن التركيبة الشخصية لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وأرضاها، والتي أتمنى أن لا يفاجئنا المنتجون بجواز تجسيد شخصيتها على الشاشة بحجة الدفاع عنها، والأدهى اختيار ممثلة لا تعرف أبجديات الدين للقيام بدورها، فنحن في زمن أصبح الباطل يغلف فيه بالحق، والفتوى بالهوى، وتحقيق المكاسب المادية يعلو ولا يُعلى عليه.
إذا تأملنا في الجوانب الشخصية لعائشة -رضي الله عنها وأرضاها- ستجدها امرأة من الطراز الأول في نسبها، فهي ابنة أعظم رجل في الإسلام بعد رسول الله، وزوجة رسول الله (ص)، لذلك تشربت الإسلام منذ نعومة أظافرها واستوعبته، بل حفظت الكثير من الأحاديث، لذلك قال (ص) "خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء"... أي صاحبة الشعر المائل إلى الحمرة. أجمل ما في سيرتها رضي الله عنها وأرضاها أنها تمثل المرأة في أجمل انفعالاتها من حب وغيرة واندفاع وإحجام وتيقظ وقوة ملاحظة وجرأة في طرح الرأي وكرم وعطف وتسامح، لذلك قلّما نجد في النساء من تكمل في صفاتها، وإن وجدت لن تجدها امرأة عادية، لا بد أنها ستكون محوراً لحياة من يحيط بها، ثم إن تبرئتها من حادثة الإفك كانت قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، وذلك تذكيراً لكل المسلمين بأن هذه المرأة، التي افتري عليها قديماً وما زال يفترى عليها، من يتولى الدفاع عنها هو الله، فإذا كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- قد دافع عن الإسلام بنفسه وماله فإن الله سبحانه وتعالى حفظ له ابنته ورفع من مقامها، وكانت كمريم بنت عمران تبرئتهما سماوية.
لقد أعجزت النساء من بعدك يا عائشة فأنت من مات رسول الله (ص) بين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها، لذلك إذا أرادت أية امرأة أن تكتسب مهارات في الشخصية وبعداً في الملكات الفكرية، فعليها بقراءة سيرة السيدة عائشة -رضي الله عنها- علّها تحتل موقعاً متميزاً في الحياة.
تحياتي لكل نساء المسلمين، وعلى رأسهن تلك النخبة من النساء اللاتي أضأن سماء المسلمين.
وقفة: -
علينا أن ندرك أن المرأة المنطفئة في بيتها والمتمردة على حياتها وواقعها لا لشيء إلا إرضاءً لذاتها وملذاتها ربما تنصفها الحياة في تحقيق شهواتها، ولكنها بالتأكيد ستلفظها إلى محرقتها الكونية.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة / سارة الخاطر
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1674&artid=198097
في يوم من الأيام نزل جبريل عليه السلام حاملاً معه صورة لفتاة لم تتجاوز التاسعة، لتتراءى للرسول صلى الله عليه وسلم في منامه، فيكون وحياً إلهياً للرسول (ص) بالزواج من تلك الفتاة.
كل فتيات الدنيا كان الزواج منهن يمر عبر القنوات البشرية إلا عائشة، فإن زواجها كان أمراً مشتركاً ما بين السماوات والأرض.
لم تكن عائشة -رضي الله عنها- امرأة عادية، لا في طريقة تفكيرها ولا في ردود أفعالها ولا في ذكائها، لذلك أحبها رسول الله حتى قال لها: "ما ضرني لو متّ بعد اليوم يا عائشة، وقد علمت بأنك زوجتي في الجنة".
هل تعتقدون أن هذه المرأة التي حازت على قلب هذا الرجل العظيم دوناً عن الأخريات كانت كباقي نساء العالمين؟
سأتحدث قليلاً عن التركيبة الشخصية لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وأرضاها، والتي أتمنى أن لا يفاجئنا المنتجون بجواز تجسيد شخصيتها على الشاشة بحجة الدفاع عنها، والأدهى اختيار ممثلة لا تعرف أبجديات الدين للقيام بدورها، فنحن في زمن أصبح الباطل يغلف فيه بالحق، والفتوى بالهوى، وتحقيق المكاسب المادية يعلو ولا يُعلى عليه.
إذا تأملنا في الجوانب الشخصية لعائشة -رضي الله عنها وأرضاها- ستجدها امرأة من الطراز الأول في نسبها، فهي ابنة أعظم رجل في الإسلام بعد رسول الله، وزوجة رسول الله (ص)، لذلك تشربت الإسلام منذ نعومة أظافرها واستوعبته، بل حفظت الكثير من الأحاديث، لذلك قال (ص) "خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء"... أي صاحبة الشعر المائل إلى الحمرة. أجمل ما في سيرتها رضي الله عنها وأرضاها أنها تمثل المرأة في أجمل انفعالاتها من حب وغيرة واندفاع وإحجام وتيقظ وقوة ملاحظة وجرأة في طرح الرأي وكرم وعطف وتسامح، لذلك قلّما نجد في النساء من تكمل في صفاتها، وإن وجدت لن تجدها امرأة عادية، لا بد أنها ستكون محوراً لحياة من يحيط بها، ثم إن تبرئتها من حادثة الإفك كانت قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، وذلك تذكيراً لكل المسلمين بأن هذه المرأة، التي افتري عليها قديماً وما زال يفترى عليها، من يتولى الدفاع عنها هو الله، فإذا كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- قد دافع عن الإسلام بنفسه وماله فإن الله سبحانه وتعالى حفظ له ابنته ورفع من مقامها، وكانت كمريم بنت عمران تبرئتهما سماوية.
لقد أعجزت النساء من بعدك يا عائشة فأنت من مات رسول الله (ص) بين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها، لذلك إذا أرادت أية امرأة أن تكتسب مهارات في الشخصية وبعداً في الملكات الفكرية، فعليها بقراءة سيرة السيدة عائشة -رضي الله عنها- علّها تحتل موقعاً متميزاً في الحياة.
تحياتي لكل نساء المسلمين، وعلى رأسهن تلك النخبة من النساء اللاتي أضأن سماء المسلمين.
وقفة: -
علينا أن ندرك أن المرأة المنطفئة في بيتها والمتمردة على حياتها وواقعها لا لشيء إلا إرضاءً لذاتها وملذاتها ربما تنصفها الحياة في تحقيق شهواتها، ولكنها بالتأكيد ستلفظها إلى محرقتها الكونية.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة / سارة الخاطر
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1674&artid=198097