GULFSUN
13-07-2012, 11:33 AM
عواطف العلوي
بعين الإعجاب تارة، وبالدهشة تارة أخرى، وربما بعين الحسد والريبة، ينظر العالم إلى قطر، تلك الدولة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 12 ألف كيلومتر، وعدد سكانها أقل من مليون نسمة، لكنها أذهلت العالم -شرقه وغربه- بشرهتها التي لا تعرف حدوداً ولا شبعاً تجاه كعكة الاستثمارات الدولية، وبطموحها الجامح الذي فرض بصمتها المميزة على خريطة العالم!
فلم نعد نسمع هذه الأيام في سوق الاقتصاد والاستثمار الدولي إلا اسم قطر يتردد كل ساعة، مع وتيرة استحواذاتها المتصاعدة في الأسواق العالمية، لتشمل المجالات الاقتصادية والإعلامية والرياضية، بل والفنية!
226 مليار دولار أميركي، هي قيمة الاستثمارات القطرية في 39 دولة حول العالم، يقودها صندوق سيادي أنشأته قطر العام 2005، بعد أن امتلكت قوة اقتصادية جبّارة وفرتها لها الفوائض المالية الضخمة في قطاع النفط والغاز المسال، وبإدراكها أن السوق القطري المحلي لا يستوعب كل هذه الفوائض المالية، اتجهت بأنظارها إلى الأسواق الدولية بحثا عن ملاذ آمن تضع فيه تلك الفوائض، مستفيدة من الأزمة المالية العالمية التي جعلت إغراء أسعار الأصول المتدنية لا يقاوَم، ويمكن أن تحقق لها لاحقاً عوائد مجزية جداً توازي موازنة الدولة بحلول العام 2020 كما تأمل وتخطط!
وكان لها ذلك، فالإمارة التي لم يكن العالم يسمع عنها إلا بالكاد قبل 15 عاما، باتت الآن رقما صعبا في الملعب الدولي، بفضل سياستها الخارجية الخلّاقة واستثماراتها في كبرى الشركات والمؤسسات العملاقة، متاجر هارودز وجنرال موتورز ومجموعة لاغاردير الفرنسية وتوتال عملاق الذهب الفرنسي الأسود واستوديوهات ميراماكس التابعة لديزني لاند وماركة لويس فيتون وفالنتينو ومجوهرات تيفاني وبرج شارد أطول ناطحة سحاب أوروبية في لندن وفنادق فرنسية فخمة، عدا بنوكا بريطانية وإسبانية وبرازيلية، ونوادي رياضية عريقة فرنسية وإنجليزية وإسبانية، وجزرا ومناجم ذهب يونانية، وحصصا مؤثرة في بورصة لندن وإيطاليا، واستثمارات بالمليارات في بلغاريا وألمانيا والصين وإندونيسيا وغيرها..! ولا داعي للتذكير بأن قطر نالت شرف استضافة مونديال 2022 للمرة الأولى في تاريخ العرب والخليجيين! مما دفع كثيرا من الصحف العالمية إلى التساؤل في صدر صفحاتها: «هل تنوي قطر الاستيلاء على العالم؟!».
بغض النظر عن تشكك خصوم هذا البلد بنواياه وأهدافه، فإن الرؤية الإستراتيجية التي تمضي قطر بتطبيقها بخطوات حثيثة استعدادا لمرحلة ما بعد النفط، والتي هي قادمة لا محالة، تجعلنا نقف خجلين ممتعضين من انعدام تلك الرؤية لدى حكومتنا، وانشغالها ببعثرة فوائضنا المالية على مشاريع غير مدروسة وفساد وترضيات وغض بصر عن تبديد للأموال وسرقات واختلاسات!
فإن كان نظام الحكم في قطر تشوبه ملاحظات في ظل عدم وجود برلمان يتابع الحكومة ويحاسبها، فنحن -مع الأسف- لا نملك برلمانا حقيقيا ولا اقتصادا راسخا، يعني لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن!
الحمد لله والشكر ... الله يحفظ الامير :) :nice:
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=17297
بعين الإعجاب تارة، وبالدهشة تارة أخرى، وربما بعين الحسد والريبة، ينظر العالم إلى قطر، تلك الدولة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 12 ألف كيلومتر، وعدد سكانها أقل من مليون نسمة، لكنها أذهلت العالم -شرقه وغربه- بشرهتها التي لا تعرف حدوداً ولا شبعاً تجاه كعكة الاستثمارات الدولية، وبطموحها الجامح الذي فرض بصمتها المميزة على خريطة العالم!
فلم نعد نسمع هذه الأيام في سوق الاقتصاد والاستثمار الدولي إلا اسم قطر يتردد كل ساعة، مع وتيرة استحواذاتها المتصاعدة في الأسواق العالمية، لتشمل المجالات الاقتصادية والإعلامية والرياضية، بل والفنية!
226 مليار دولار أميركي، هي قيمة الاستثمارات القطرية في 39 دولة حول العالم، يقودها صندوق سيادي أنشأته قطر العام 2005، بعد أن امتلكت قوة اقتصادية جبّارة وفرتها لها الفوائض المالية الضخمة في قطاع النفط والغاز المسال، وبإدراكها أن السوق القطري المحلي لا يستوعب كل هذه الفوائض المالية، اتجهت بأنظارها إلى الأسواق الدولية بحثا عن ملاذ آمن تضع فيه تلك الفوائض، مستفيدة من الأزمة المالية العالمية التي جعلت إغراء أسعار الأصول المتدنية لا يقاوَم، ويمكن أن تحقق لها لاحقاً عوائد مجزية جداً توازي موازنة الدولة بحلول العام 2020 كما تأمل وتخطط!
وكان لها ذلك، فالإمارة التي لم يكن العالم يسمع عنها إلا بالكاد قبل 15 عاما، باتت الآن رقما صعبا في الملعب الدولي، بفضل سياستها الخارجية الخلّاقة واستثماراتها في كبرى الشركات والمؤسسات العملاقة، متاجر هارودز وجنرال موتورز ومجموعة لاغاردير الفرنسية وتوتال عملاق الذهب الفرنسي الأسود واستوديوهات ميراماكس التابعة لديزني لاند وماركة لويس فيتون وفالنتينو ومجوهرات تيفاني وبرج شارد أطول ناطحة سحاب أوروبية في لندن وفنادق فرنسية فخمة، عدا بنوكا بريطانية وإسبانية وبرازيلية، ونوادي رياضية عريقة فرنسية وإنجليزية وإسبانية، وجزرا ومناجم ذهب يونانية، وحصصا مؤثرة في بورصة لندن وإيطاليا، واستثمارات بالمليارات في بلغاريا وألمانيا والصين وإندونيسيا وغيرها..! ولا داعي للتذكير بأن قطر نالت شرف استضافة مونديال 2022 للمرة الأولى في تاريخ العرب والخليجيين! مما دفع كثيرا من الصحف العالمية إلى التساؤل في صدر صفحاتها: «هل تنوي قطر الاستيلاء على العالم؟!».
بغض النظر عن تشكك خصوم هذا البلد بنواياه وأهدافه، فإن الرؤية الإستراتيجية التي تمضي قطر بتطبيقها بخطوات حثيثة استعدادا لمرحلة ما بعد النفط، والتي هي قادمة لا محالة، تجعلنا نقف خجلين ممتعضين من انعدام تلك الرؤية لدى حكومتنا، وانشغالها ببعثرة فوائضنا المالية على مشاريع غير مدروسة وفساد وترضيات وغض بصر عن تبديد للأموال وسرقات واختلاسات!
فإن كان نظام الحكم في قطر تشوبه ملاحظات في ظل عدم وجود برلمان يتابع الحكومة ويحاسبها، فنحن -مع الأسف- لا نملك برلمانا حقيقيا ولا اقتصادا راسخا، يعني لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن!
الحمد لله والشكر ... الله يحفظ الامير :) :nice:
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=17297