المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وضرب الله مثلاّ قرية كانت اّمنه مطمئنه



امـ حمد
13-07-2012, 03:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعلو الإنسان،يبسط الله له في الرزق، وفي الأهل والولد،فيفرح، ويطمئن،يقول وهو ينظر في ماله(ما أظن أن تبيد هذه أبداّ،وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراّ منها منقلباّ)
فيمضي مختالاّ، يمشي يرفع

أنفه إلى السماء، قد أعجبته نفسه، فلا يرى لها نداّ، ولمثلها نظيراّ،ثم يذهب ماله فجأه فيذل ويمرض،ثم يموت،هكذا الدنيا،خداعة بجمالها إن أقبلت،فجاعة بزوالها إن أدبرت،الأرض قاحلة، والناس في جوع

وعطش،ينزل المطر، يروي الأرض،تخضر،تربو،يذهب الظمأ، وتبتل العروق،تمتلئ البيوت بالقوت،ينسى الناس أيام المسغبة، ويعم التفاؤل والطمأنينة، فالأرض فيها الماء، وفيها الزرع والثمر،والبهائم ترعى، لتعطي اللحم

واللبن،وفي ليلة ظلماء أو نهار أغبر مصفر، تأتي الريح تغير معالم الأرض، فتطمس أثر الماء،وتقتلع جذور الشجر،تحرق الأوراق، وتتبدد الثمر، وتقتل البهائم،وقد عادت الأرض كما كانت،قاحلة، جرداء، ليس لها ما

يستر تربتهافيحل بالناس القلق والأرق،هكذا الدنيا،لا أمان لها،يأتي رزقها بلا موعد، فيحصده أمر الله تعالى بغتة،يعيش الناس في أمان، يعبدون ربهم، يصلون في المساجد، يقيمون شعائر الله، لا يمنعهم شيء،يأمرون

بالمعروف وينهون عن المنكر،يعملون بما في كتاب ربهم، وبما في سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم،وبين عشّية وضحاها،تهدم المساجد، ويمنع المصلون، ويحمل المؤمنون على الردة والكفر، وينتشر المنكر،تختفي شعائر

الإسلام، وتعلن شعائر الكفر،فمن الناس من يهون عليه الموت،ومنهم من يستخفي بإيمانه،هكذا الدنيا،يظلم فيها المؤمنون،ويحال بينهم وبين دينهم، فلا يرضى لهم إلا الكفر أو القتل،وفي القرآن تمر بنا قصص كل هؤلاء،

كأنها تصف ما نراه ونسمعه،فأما الغني المختال، الذي فقد كل ماله، فمثاله في القرآن صاحب الجنتين، في سورة الكهف،الذي لم ينتفع من موعظة أخيه المؤمن، الذي قال الله له(أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة

ثم سواك رجلاّ)فكان عاقبته(وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداّ،ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراّ)وأما البلد إذا جاع وخاف،

فمثاله ما جاء في سورة النحل(وضرب الله مثلاّ قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون،ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب

وهم ظالمون)وأما الرجل إذا ارتد بعد إيمانه، فمثاله ما جاء في سورة الأعراف(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين،ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه)وأما

الأمة المسلمة تعدو عليها الأمة الكافرة، فمثاله ما جاء في سورة الإسراء(وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيراّ،فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد

فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولاّ،فهل ما يحصل من ذلك التقلب في حال العباد،في دينهم، ودنياهم، مما اكتسبته أيديهم،أم محض القدر والمكتوب، كتب عليهم في اللوح المحفوظ أن يكونوا كذلك،الجواب،بل هو ما

اكتسبته أيديهم،فالغني ما ذهب ماله وافتقر إلا بذنبه،أعطاه الرزق ليشكر، ويخضع، فكفر وتكبر،والأمة جاعت وخافت لما كفرت بأنعم الله، وكذبت الرسل،والرجل ارتد لما انسلخ من آيات الله، فرضي لنفسه ذلك، وأحب أن

يكون مع الكافرين،والأمة ذلت لعدوها، لما فسدت، ونكصت، وعصت أمر ربها، فلم تطبق شريعته(لقد وعد الله عباده المتقين بسعة في الرزق، وأمن في العيش، فقال تعالى(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم

بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)كذلك توعدهم إذا بدلوا أو غيروا أن يبدل عليهم النعمة والأمن، فقال(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا بما بأنفسهم وأن الله

سميع عليم)ثم إن الله من رحمته لا يؤاخذ بالذنب إلا بعد النذر،والإمهال(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاّ)فالخطأ في بدايته يمكن تداركه وإصلاحه، والعلاج حينئذ ينفع، لكنه يعسر، بل يستحيل إذا استفحل،وكم من قوم

سألوا الإمهال بعد الإذن بالهلاك فما نفعهم، وقد كان ينفعهم لو تعجلوا به قبل ذلك(قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين،ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون،قال اخسئوا فيها ولا تكلمون)وتقلب الأمور والأحوال،

من الإيمان إلى الكفر، ومن الرخاء إلى الشدة، تحدث في لحظة،وصفت في القرآن بأنها بغتة،هي بغتة، من حيث إن الغافل لم يشعر بها إلا حين وقوعها، وكان يستعبدها، ولا يتوقع حدوثها،فجاءت خلاف ما كان يظن، فتبهته

فلا يستطيع ردها،أما المتيقظ فهو يشعر بقربها،بعلاماتها، وعلاماتها،الجرأة على الذنوب،وإعلانها،لكنه لا يدري متى تأتي تلك اللحظة، فهو يتوقعها دون أن يقدر على تحديد ساعتها،فتقلب الحال خطر يخوف أصحاب القلوب

السليمة المتيقظة، التي تعرف سنن الله تعالى في المجاهرين المستخفين بالحرمات،والحفظ من التقلب وتبدل الحال،تقوى الله تعالى، وسؤاله العون في كل وقت،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،كنز من كنوز الجنة،

أي يورث الإنسان دخول الجنة، فمعناه،لا تحول من حال إلى حال، ولا قوة على ذلك، إلا بعون الله تعالى العلي العظيم،فإذا تبرأ الإنسان من حوله وقوته، واستند إلى قوة الله تعالى وعونه، واتقاه في أموره، فالله تعالى كريم، لن يخذله أبداّ، ولن يبدل حاله بعد الخير شراّ.

flourish
14-07-2012, 09:48 AM
جزاك الله خيرا

امـ حمد
14-07-2012, 02:30 PM
جزاك الله خيرا

وبارك الله في عمرك

وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
14-07-2012, 02:54 PM
الله يرحمنا برحمته

جزيتي خيرا

امـ حمد
14-07-2012, 05:54 PM
الله يرحمنا برحمته

جزيتي خيرا

وبارك الله في عمرك

وجزاك ربي جنة الفردوس

الأحوازي
10-08-2012, 09:28 PM
جزاك الله خيراً اختي
وبارك في جهودك

امـ حمد
11-08-2012, 04:15 AM
جزاك الله خيراً اختي
وبارك في جهودك

وبارك الله في عمرك

وجزاك ربي جنة الفردوس