امـ حمد
15-07-2012, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من فقد الثقة بربه،اضطربت نفسه
شر ما مُنيت به النفوس يأس يميت القلوب،وقنوط تظلم به الدنيا وتتحطم معه الآمال،إن في هذه الدنيا مصائب ورزايا
ومحناً وبلايا، آلامٌ تضيق بها النفوس،ومزعجاتٌ تورث الخوف والجزع،كم ترى من شاكٍ،وتسمع من لوامٍ، يشكو علة
وسقماً، أو حاجة وفقراً،متبرم من زوجه وولده،لوام لأهله وعشيرته، ترى من كسدت تجارته وبارت صناعته، وآخر قد
ضاع جهده ولم يدرك مرامه،إن من العجائب،أن ترى أشباه الرجال قد اتخمت بطونها شبعاً ورياً، وترى أولي عزمٍ ينامون
على الطوى،إن فيها من يتعاظم ويتعالى حتى يتطاول على مقام الربوبية والألوهية، وفيها من يستشهدون دفاعاً عن الحق
وأهل الحق،تلك هي الدنيا، تضحك وتبكي، وتجمع وتشتت،شدة ورخاء، وسراء وضراء،دار غرور لمن اغتر بها،وهي عبرة
لمن اعتبر بها،إنها دار صدقٍ لمن صدقها،وميدان عملٍ لمن عمل فيها،قال تعالى(لكيلا تأسوا علَى ما فَاتكم ولا تفرحوا بما
آتَاكم والله لا يحب كل مختالٍ فَخورٍ)تتنوع فيها الابتلاءات وألوان الفتن،ويبتلى أهلها(ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإِلَينا
ترجعونَ)ولكن إذا استحكمت الأزمات،وترادفت الضوائق، فلا مخرج إلا بالإيمان بالله،والتوكل عليه، وحسن الصبر،ذلك هو
النور العاصم من التخبط،وهو الدرع الواقي من اليأس والقنوط، إن من آمن بالله، وعرف حقيقة دنياه، وطن نفسه
على احتمال المكاره وواجه الأعباء مهما ثقلت، وحسن ظنه بربه، وأمل فيه جميل العواقب وكريم العوائد، كل ذلك بقلبٍ لا
تشوبه ريبة، ونفسٍ لا تزعزعها كربة،مستيقناً أن بوادر الصفو لا بد آتية (وإن تصبروا وتتقوا فَإِنَ ذلك من عزم الأُمور)إن
أثقال الحياة وشواغلها لا يطيق حملها الضعاف المهازيل، ولا ينهض بأعبائها إلا الصابرون أولو العزم من الناس أصحاب
الهمم العالية(أَشدُ الناس بلاَء الأَنبياء ثم الأَمثل فَالأَمثل،يبتلَى المرء علَى حسب دينه)حديث أخرجه الترمذي وغيره، وقال
الترمذي حديث حسن صحيح،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إِن العبد إِذَا سبقَت لَه منَ الله منزلَة فلَم يبلغها بعمل، ابتلاه الله في جسده أو
ماله أو ولَده، ثم صبره علَى ذلك حتى يبلغَ المنزلَةَ الَتي بقيت لَه منَ الله عز وجل)حديث صحيح حسن،وأخرجه الإمام احمد،وصححه الحالكم،كم من محنة في طيها منح ورحمات،إن
المؤمن الواثق لا يفقد نور الإيمان، وإن هو فقد من صفاء الدنيا ما فقد، أما الإنسان الجزوع فإن له من سوء الطبع ما
ينفره من الصبر، ويضيِّق عليه مسالك الفرج إذا نزلت به نازلة أو حلت به كارثة، ضاقت عليه الأرض بما رحبت،
وتعجَّل في الخروج متعلقاً بما لا يضرُّه ولا ينفعه،إن ضعف اليقين عند هؤلاء يصدهم ويضلهم عن الحق، فيخضعون
ويذلون لغير رب الأرباب ومسبِّب الأسباب،يتملقون العبيد ،ويكيلون من المديح والثناء ما يعلمون من أنفسهم أنهم فيه
كذبّة أفَاكون، بل قد يرقى بهم تملقهم المقيت أن يطعنوا في الآخرين،إن أي مخلوق مهما بلغ من عزٍّ أو منزلة فلن يستطيع
قطع رزقٍ، أو ردَّ مقدورٍ، أو انتقاصاً من أجل(الله الَذي خلَقَكم ثم رزقَكم ثم يميتكم ثم يحييكم)إن من فقد الثقة بربه اضطربت
نفسه،وساء ظنه، وكثرت همومه، وضاقت عليه المسالك، وعجز عن تحمُّل الشدائد، فلا ينظر إلا إلى مستقبل أسود، ولا
يترقب إلا الأمل المظلم،هذه هي حال الدنيا، وذلك هو مسلك الفريقين، فعلام الطمع والهلع،ولماذا الضجر والجزع،لا تتعلق
بما لا يمكن الوصول إليه، ولا تحتقر من أظهر الله فضلك عليه، واستيقن أن الله هو العالم بشؤون خلقه،يعزُّ من يشاء
ويذلُّ من يشاء،يخفض ويرفع، ويعطي ويمنع، هو أغنى وأقنى،وهو أضحك وأبكى، وهو أمات وأحيا،إن المؤمن لا
تبطره نعمةٌ، ولا تجزعه شدة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إِن أَمر المؤمن كلَه لَه خير،إِن أصابته سراء شكر فكانَ خَيراً لَه، وإِن أَصابته ضرَّاء صبر
فكان خيراً له، ولا يكون ذلك إِلاَ للمؤمن)صحيح مسلم،بهذا صح الخبر عن المصطفى،إِن عظم الجزاءِ مع عظم البلاَءِ وإِن اللَّه إِذا أَحب
قَوماّ ابتلاَهم فَمن رضى فَله الرِّضا ومن سخط فَلَه السخط،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إِذَا أَراد اللَّهُ بعبده الخير عجل لَه العقوبةَ فى الدنيا وإذا أَراد اللَّهُ
بعبده الشَّر أَمسك عنه بذنبه حتى يوفَّى به يوم القيامة)رواه الترمذي وحسنه،وصححه الألباني،بهذا جاءت الأخبار عن المصطفى المختار،الابتلاءات في هذه الدنيا
مكفراتٌ للذنوب، حاطةٌ للخطايا، تقتضي معرفتها الإنابة إلى الله، والإعراض عن خلقه،وهي رحمةٌ وهدى وصلواتٌ من
المولى الكريم(أُولئك عليهم صلَوات من ربهم ورحمة وأُولئك هم المهتدون)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من فقد الثقة بربه،اضطربت نفسه
شر ما مُنيت به النفوس يأس يميت القلوب،وقنوط تظلم به الدنيا وتتحطم معه الآمال،إن في هذه الدنيا مصائب ورزايا
ومحناً وبلايا، آلامٌ تضيق بها النفوس،ومزعجاتٌ تورث الخوف والجزع،كم ترى من شاكٍ،وتسمع من لوامٍ، يشكو علة
وسقماً، أو حاجة وفقراً،متبرم من زوجه وولده،لوام لأهله وعشيرته، ترى من كسدت تجارته وبارت صناعته، وآخر قد
ضاع جهده ولم يدرك مرامه،إن من العجائب،أن ترى أشباه الرجال قد اتخمت بطونها شبعاً ورياً، وترى أولي عزمٍ ينامون
على الطوى،إن فيها من يتعاظم ويتعالى حتى يتطاول على مقام الربوبية والألوهية، وفيها من يستشهدون دفاعاً عن الحق
وأهل الحق،تلك هي الدنيا، تضحك وتبكي، وتجمع وتشتت،شدة ورخاء، وسراء وضراء،دار غرور لمن اغتر بها،وهي عبرة
لمن اعتبر بها،إنها دار صدقٍ لمن صدقها،وميدان عملٍ لمن عمل فيها،قال تعالى(لكيلا تأسوا علَى ما فَاتكم ولا تفرحوا بما
آتَاكم والله لا يحب كل مختالٍ فَخورٍ)تتنوع فيها الابتلاءات وألوان الفتن،ويبتلى أهلها(ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإِلَينا
ترجعونَ)ولكن إذا استحكمت الأزمات،وترادفت الضوائق، فلا مخرج إلا بالإيمان بالله،والتوكل عليه، وحسن الصبر،ذلك هو
النور العاصم من التخبط،وهو الدرع الواقي من اليأس والقنوط، إن من آمن بالله، وعرف حقيقة دنياه، وطن نفسه
على احتمال المكاره وواجه الأعباء مهما ثقلت، وحسن ظنه بربه، وأمل فيه جميل العواقب وكريم العوائد، كل ذلك بقلبٍ لا
تشوبه ريبة، ونفسٍ لا تزعزعها كربة،مستيقناً أن بوادر الصفو لا بد آتية (وإن تصبروا وتتقوا فَإِنَ ذلك من عزم الأُمور)إن
أثقال الحياة وشواغلها لا يطيق حملها الضعاف المهازيل، ولا ينهض بأعبائها إلا الصابرون أولو العزم من الناس أصحاب
الهمم العالية(أَشدُ الناس بلاَء الأَنبياء ثم الأَمثل فَالأَمثل،يبتلَى المرء علَى حسب دينه)حديث أخرجه الترمذي وغيره، وقال
الترمذي حديث حسن صحيح،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إِن العبد إِذَا سبقَت لَه منَ الله منزلَة فلَم يبلغها بعمل، ابتلاه الله في جسده أو
ماله أو ولَده، ثم صبره علَى ذلك حتى يبلغَ المنزلَةَ الَتي بقيت لَه منَ الله عز وجل)حديث صحيح حسن،وأخرجه الإمام احمد،وصححه الحالكم،كم من محنة في طيها منح ورحمات،إن
المؤمن الواثق لا يفقد نور الإيمان، وإن هو فقد من صفاء الدنيا ما فقد، أما الإنسان الجزوع فإن له من سوء الطبع ما
ينفره من الصبر، ويضيِّق عليه مسالك الفرج إذا نزلت به نازلة أو حلت به كارثة، ضاقت عليه الأرض بما رحبت،
وتعجَّل في الخروج متعلقاً بما لا يضرُّه ولا ينفعه،إن ضعف اليقين عند هؤلاء يصدهم ويضلهم عن الحق، فيخضعون
ويذلون لغير رب الأرباب ومسبِّب الأسباب،يتملقون العبيد ،ويكيلون من المديح والثناء ما يعلمون من أنفسهم أنهم فيه
كذبّة أفَاكون، بل قد يرقى بهم تملقهم المقيت أن يطعنوا في الآخرين،إن أي مخلوق مهما بلغ من عزٍّ أو منزلة فلن يستطيع
قطع رزقٍ، أو ردَّ مقدورٍ، أو انتقاصاً من أجل(الله الَذي خلَقَكم ثم رزقَكم ثم يميتكم ثم يحييكم)إن من فقد الثقة بربه اضطربت
نفسه،وساء ظنه، وكثرت همومه، وضاقت عليه المسالك، وعجز عن تحمُّل الشدائد، فلا ينظر إلا إلى مستقبل أسود، ولا
يترقب إلا الأمل المظلم،هذه هي حال الدنيا، وذلك هو مسلك الفريقين، فعلام الطمع والهلع،ولماذا الضجر والجزع،لا تتعلق
بما لا يمكن الوصول إليه، ولا تحتقر من أظهر الله فضلك عليه، واستيقن أن الله هو العالم بشؤون خلقه،يعزُّ من يشاء
ويذلُّ من يشاء،يخفض ويرفع، ويعطي ويمنع، هو أغنى وأقنى،وهو أضحك وأبكى، وهو أمات وأحيا،إن المؤمن لا
تبطره نعمةٌ، ولا تجزعه شدة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إِن أَمر المؤمن كلَه لَه خير،إِن أصابته سراء شكر فكانَ خَيراً لَه، وإِن أَصابته ضرَّاء صبر
فكان خيراً له، ولا يكون ذلك إِلاَ للمؤمن)صحيح مسلم،بهذا صح الخبر عن المصطفى،إِن عظم الجزاءِ مع عظم البلاَءِ وإِن اللَّه إِذا أَحب
قَوماّ ابتلاَهم فَمن رضى فَله الرِّضا ومن سخط فَلَه السخط،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إِذَا أَراد اللَّهُ بعبده الخير عجل لَه العقوبةَ فى الدنيا وإذا أَراد اللَّهُ
بعبده الشَّر أَمسك عنه بذنبه حتى يوفَّى به يوم القيامة)رواه الترمذي وحسنه،وصححه الألباني،بهذا جاءت الأخبار عن المصطفى المختار،الابتلاءات في هذه الدنيا
مكفراتٌ للذنوب، حاطةٌ للخطايا، تقتضي معرفتها الإنابة إلى الله، والإعراض عن خلقه،وهي رحمةٌ وهدى وصلواتٌ من
المولى الكريم(أُولئك عليهم صلَوات من ربهم ورحمة وأُولئك هم المهتدون)