المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القول على الله بغير علم



امـ حمد
16-07-2012, 02:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القول على الله بغير علم

يقول الله جل وعلا (كبرت كلمة تخرج من أفواههم)كم كلمة تخرج من أفواه بعض المسلمين قد تهوي في أحدهم في النار سبعين

خريفاً،قد تكون شركاً،وكذباً، وقد تكون غيبة أو نميمة، ومن أعظم ما يخرج من هذا اللسان هو القول على الله بغير علم،يقول الله جل

وعلا،في سورة الأعراف(قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن،والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل

به سلطاناً، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)قال العلماء،رتب الله في هذه الآية المحرمات،تأملوا أعظمها آخرها بعد أن ذكر

الفواحش والإثم، والبغي والشرك، وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون، فجعل القول على الله بغير علم أعظم من الشرك ومن

الفواحش، ومن الإثم والبغي،هؤلاء الذين يفتون على الله بغير علم، وقعوا في هذا الأمر العظيم(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم

الكذب،هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)ولذلك يقول الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه(أي أرض تقلني

وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم)كم من الناس الآن يفتون في قنوات فضائية،أو في وسائل الإعلام أو فردياً،وهم

يقولون على الله بغير علم،بين متشدد على عباد الله، وبين متساهل ومترخص ويتصور أنه ينفع عباد الله، ويفتي بما أراد الله،وهو

أبعد ما يكون من ذلك، بل يقول على الله بغير علم،وكما أن التشديد بغير علم محرم، فالتساهل بغير علم محرم(ولا تقولوا لما تصف

ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام)فكلها افتراء على الله وكذب، سواء قال الإنسان حلال أو حرام بغير علم فهو إفتراء على

الله،ولهذا جاء الإمام ابن القيم رحمه الله،قال،فإنني أوجه حديثي لهؤلاء المفتين الذين يفتون ترخصاً وتساهلاً بدون علم،فأقول

اتقوا الله في عباد الله،فوجدنا من يرخص للناس، في الرشوة، في التأمين المحرم،ويتصورن أنهم يقودون الناس بالكتاب والسنة،كلا

وحاشا،هذا من أعظم الباطل،لا تسألون إلا من تثقون في علمه ودينه،أموالكم لا تضعونها إلا عند من تثقون بأمانته، دينكم أعظم،

هذا الدين عظيم، فلا تسألون إلا من تثقون فيه،ولكن إذا اختلف العلماء ماذا نفعل،وضع العلماء قواعد أنه إذا اختلف العلماء،

فالعامي يجوز له أن يتبع أوثقهما وأعلمهما، ومن معه الدليل، فالذي يأتي بالدليل،فهو أحرى بالصواب،وتبحث عن الأتقى لله

(واتقوا الله ويعلمكم الله)الخوف من الله،علمٌ قليل مع تقوى وورع، أفضل من علم كثير وتساهل وتنازل أو تشدد،وهذه الآية العظيمة

(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً)هؤلاء كثير اليوم،ابحثوا عمن يملك العلم ويملك الخشية ويملك التقوى،وأن

يكون معه دليل قال الله، وقال رسوله، هذا الذي يؤخذ بعلمه، أما من عداهم فلا،إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.