qatarface
20-07-2012, 05:54 PM
تغريد «خارج السرب» "3" نشر في 16/11/2011
التغريدة الأولى: شهداء تعبير
في الحديث الشريف «سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله». وهذا أكبر دليل على قيمة التعبير فشهيدها من أفضل الشهداء، لأن وسائل التعبير مثل الكتابة والخطابة وغيرها من أقوى الأدوات لتغيير الواقع المستهجن.. لهذا نحن في هذا الزمن محتاجون شهداء تعبير وليس شهداء تفجير.. وذلك لأن صاحب القلم يستطيع تحقيق الإصلاح بوسيلة شريفة ألا وهي الكتابة أما صاحب العنف ولو كان على حق يضر أكثر مما ينفع. هذا إذا كان عنده شيء من النفع، وذلك لأنه يبرر للطرف المستهدف بالإصلاح أن يستخدم العنف المضاد بدعوى المحافظة على الأمن والأمان للمجموع وهذه دعوى تستقطب إلى جانبها الكثير. فوق أن العنف يصيب بشره الأبرياء فهو وسيلة غير شريفة لتحقيق غاية نبيلة، بعكس وسائل التعبير عن الفكرة فهي تصل إلى هدفها بأقل الثمن فلا يسقط في طريق سيرها إلا صاحب الفكرة نفسه ليصبح من أفضل الشهداء.. وصدق شهيد الفكرة والكلمة سيد قطب حين قال «كلماتنا عرائس شمع إذا متنا من أجلها دبت فيها الحياة».
التغريدة الثانية
نبارك للشعب التونسي نجاح أول تجربة ديمقراطية حقيقية في تاريخ تونس السياسي. ونسعد بكون حزب النهضة الإسلامي هو من حاز على الأغلبية فيها والله يرحم روح البوعزيزي التي كانت الشعلة التي أطلقت نار الغضب على حبيب العلمانية الغربية وابنها المدلل زين الهاربين بن علي. ونتمنى من التيار العلماني في تونس احترام الخيار الشعبي والخضوع لنتيجة العملية الانتخابية الديمقراطية والبعد عن تقمص روح الوصي غير المرغوب فيه، فلقد قال الشعب التونسي كلمته في أول فرصة حقيقية في تاريخه للإفصاح عن توجهاته وخياراته من دون ضغوط.. مع أن برنامج تغيير القناعات والمسلمات الذي خضع له الشعب التونسي لتغيير مواقفه والتنكر لدينه استمر نصف قرن وأكثر، فلله الحمد والمنة.
ولقد أثبتت الانتخابات التونسية أن ما يمنع التيار الإسلامي من الوصول إلى سدة الحكم ودوائر صنع القرار هو إغلاق وردم طريق التعددية السياسية وتداول السلطة وصناديق الاقتراع الشعبي في وجه كوادره ورموزه. ولكن بعد سقوط الطغاة العرب واستلام الشعوب العربية زمام المبادرة واستعادة سيادتها المصادرة أصبح الطريق سالكا أمام أجدر التيارات بتمثيل الشعوب العربية والتحدث باسمها. ولا عزاء للعلمانية التي فرضت على الشعوب العربية بقوة السلاح الخارجي والداخلي لعقود عديدة. نبارك لحزب النهضة هذا الفوز المستحق بعد أن غيب عن المشهد التونسي بفعل فاعل علماني لفترة 25 سنة، ونشيد بروح الشعب التونسي الأصيلة التي لم تتبدل ولم تتغير ولم تتنكر لهويتها العربية والإسلامية برغم شدة ما سلط عليها من سياسات غسل الدماغ على يد أجهزة الاستبداد الحداثي في تونس الحمراء زمن بورقيبة الشيطان العلماني الأكبر وزمن زين الهاربين بن علي. وخلاصة الأمر أن فوز حزب النهضة بنسبة متقدمة في أول انتخابات متعددة حقيقية تشهدها تونس بعد زوال نظام العلمانية المتطرفة. أثبت صدق النظرية التي تقول إن فوز الإسلاميين في أي انتخابات عربية أصبح «مقياس رختر» الدقيق الذي يثبت مدى بعد وقرب هذه الانتخابات من النزاهة والشفافية والمصداقية.
التغريدة الثالثة: الحوار سبيل الرشاد
رفع راية التخوين السياسي والتكفير الديني في كل خلاف سياسي أو فكري وطني مصيبة غالبية المثقفين العرب، والحل أن نسلك طريقة الجدال بالتي هي أحسن لحل كل خلاف يقع بين أخوة الوطن. والإصلاح مطلب من حق الشعوب المناداة به بشرط عدم اتخاذ العنف سبيلا إليه أو الاستقواء بالخارج لحل إشكالية محلية. وخير سبيل في تحقيق المطالب العادلة هو الحراك السلمي والحوار مع الطرف الآخر والقبول بحل وسط يرضي المجموع أو الغالبية العظمى منهم على الأقل، لأن الديمقراطية في أبسط معانيها هو اعتماد رأي الأغلبية واحترام رأي الأقلية.
التغريدة الرابعة: اللدد
التطرف أو اللدد في الخصومة والمبالغة في الاتهام خلل في الشخصية، لا يجوز شرعا ولا عقلا أن نتنكر لمسيرة الشخص الفاضلة بسبب خطأ أو أخطاء قليلة وقع فيها. والمصيبة أن يكون هذا التطرف في مقابل فعل أو أفعال وقعت عن غير قصد ولا نية.. سلبيات الإنسان لا تهدر حقه في تقدير إيجابياته. المهم في المحصلة ألا تطغى السلبيات على الإيجابيات في مسيرة حياته. ومن ادعى العصمة لنفسه أو لغيره بعد الرسل فقد كذب.
التغريدة الخامسة: التدخل الدولي
لن ينقذ الشعب السوري من براثن النظام السوري القمعي بعد الله إلا التدخل الدولي لحماية المدنيين هناك، أما الجامعة العربية فهي أعجز عن إماطة الأذى البعثي عن طريق الشعب السوري. وكل القرارات الأخيرة التي صدرت من قبل الجامعة ضد النظام السوري من مثل تجميد العضوية وسحب السفراء وغيرها إنما هي قرارات في صالح الشعب السوري معنويا فقط ولن تغير من الوضع الدموي هناك، لدرجة أن الأمين العام للجامعة اعترف بعجزها عن حماية الشعب السوري من بطش النظام عندما صرح بأننا لا نملك آليات لحماية المدنيين هناك. ولنا في ليبيا عبرة لو ترك الشعب الليبي وحده أمام الطاغية القذافي وتم الاكتفاء بالتدخل العربي لحل الإشكالية هناك لمات الشعب الليبي عن بكرة أبيه واستمر الطاغية في خطبه الرنانة.. ومن قبل ذلك لم يشفع لسيادة الكويت إلا التدخل الدولي.. الجامعة العربية ديكور أمام الطغاة لا يهش ولا ينش.. لوقف سفك دماء الشعب السوري، اليوم يجب أن تغسل الجامعة العربية يدها من الموضوع وترفعه لمجلس الأمن الدولي وتطالب من دون تردد بتدخل المجتمع الدولي الجاد في الموضوع، وتحريك الدعوى الجنائية الدولية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد أشخاص النظام وعلى رأسهم بشار الأسد من غير ذلك لن يتزحزح النظام السوري عن موقفه ولن يتوقف الإعدام بدم بارد لأفراد الشعب السوري.
التغريدة السادسة: احتكار السلاح
الدولة في القانون هي الجهة الوحيدة المسموح لها بامتلاك القوة المسلحة، وذلك بهدف تحقيق أهم واجب عليها ألا وهو منع سيادة فئة على الفئات الأخرى بقوة السلاح.. أما الدولة العربية فإنها تحتكر القوة بهدف تمكين فئة من السيطرة على الفئات الأخرى!!
التغريدة السابعة
الاستبداد العربي تلميذ نجيب للمستعمر البريطاني يعيد تكرار دوره ويتبنى سياساته خصوصا سياسة فرق تسد. تجده يزرع الفتنة بين المواطنين باعتماد سياسة عدم المساواة بينهم على أساس الطائفة شيعة سنة أو على أساس درجة الرابطة القانونية السياسية بالوطن أو على أساس الولاء والبراء للقيادة ومنها.. وبذلك يصبح هو من يجمع الكل على ضرورة وجوده حتى يمنع التصادم بين الجميع ويتقلد بذلك منصب الوصي.. المرغوب فيه خوفا من الفتنة التي زرع هو أساسها بالتفرقة بين المواطنين على أسس تنتجها وتحث الخطى نحوها.. والحل أن يتفق الشعب على قاسم مشترك بينهم يكون هو الفيصل في الحياة السياسية والعامة ألا وهو المواطنة، وتصبح هي أساس الحقوق والواجبات العامة من مثل الحقوق السياسية وحق تولي الوظائف العامة وتكافؤ الفرص والحق في السكن والتجمع وغيرها من حقوق.. وبذلك نقطع الطريق على هدف الاستبداد في أهمية استمراره وفي كونه هو القائد الضرورة.. ويصبح الشعب بذلك على قلب رجل واحد اسمه الوطن وصفة من يتبعه المواطن.. ويميل الحاكم مع رغبات الشعب حيث ما مالت وإلا عد شاذا، والشاذ لا حكم له ولا اعتبار.
التغريدة الثامنة: الحرية
الحرية تعني منح كل شخص استقلالا ذاتيا وسيادة على نفسه فقط. لذلك فإن الحرية لا تعني انتهاك سيادة الآخرين والتعدي على حدود استقلالهم الذاتي. فأنت حر ما لم تضر. لهذا فإن الالتزام بالقوانين والأعراف العامة لا يتناقض مع الحرية، لأن عدم الالتزام بذلك يسمى فوضى ولا يمت للحرية بصلة، ولأن الالتزام بهما منطقة وسط بين متناقضين، الفوضى والاستبداد.
التغريدة التاسعة: ناصر
عبدالناصر سحر الأمة بأقواله، وسخر الآخرين من الأمة نتيجة أفعاله. استبد بالأمر وكانت حصيلة هذا الاستبداد كارثية على مستقبل الشعوب العربية. مات معنويا سنة 67 بعد أبشع هزيمة تعرض لها العرب في العصر الحديث أمام إسرائيل ودفن ماديا سنة 70. ومع ذلك ما زال المتحدث الرسمي باسم الطاغية ومحامي الدفاع الأول عن السياسات الاستبدادية المصرية زمن ناصر، محمد حسنين هيكل، يدندن حول عظمة هذا الطغيان ويحن لتكرار المأساة وتعميم خيراتها على جميع الشعوب.
التغريدة العاشرة
الواجب أن الشروط الجامعية لا توضع للنخبة، وإنما تراعي المتوسط العام وتنظر بعين فاحصة لمخرجات التعليم الثانوي في هذا الزمان وهذا المكان، لأنك بغير ذلك تقطع الخط على طموحات الكثيرين في اتمام دراستهم الجامعية. وسياسة الرخصة والعزيمة معروفة، فأنت حين تشرع أمرا ما تراعي الغالبية ولا تشرع للأقلية.
وزبدة التغريدات: الشعب البحريني بكل فئاته أخوة
وحتى يسير الشعب البحريني بكل فئاته وتياراته على بصيرة في مسيرة الإصلاح ويكسب تعاطف المحيطين به لرغباته ويحوز على ثقة الأقلام الحرة التي ساندت من قبل الحراك السلمي في أوطان الربيع العربي خارج المنظومة الخليجية.. يستحسن من الجميع هناك الاتفاق على كلمة سواء تقول لا للعنف لتحقيق مكاسب سياسية ونعم للحراك السلمي والسلمي فقط بكل طرقه وأنواعه، بشرط ألا يكون مطية لتحقيق مصالح أطراف خارجية ويفتح الباب أمام أطماعها للتدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك حرمة السيادة الوطنية، وأن يبتعد الجميع عن التكفير الديني والتخوين السياسي، فالكل هناك في الهم مواطن بحريني، ومن يشذ عن هذه الوصايا أو يتجاوز السلمية إلى منطقة العنف والتخريب فمصيره وأمره بيد القاضي الطبيعي ألا وهو المحاكم العدلية، حتى لا يصبح الغرض من تحقيق العدالة هو الانتقام. ورفع شعار واحد يجمع الكل على فحواه ويتحرك من تحته ألا وهو الشعار التالي الذي أطلقه من قبل الشيخ عبدالحميد بن باديس في وجه الاستعمار الفرنسي للجزائر، وأنا هنا أعيد صياغته ليكون ملائما للحالة البحرينية:
شَعْبُ البحرين مُسْلِمٌ وإلى العُروبةِ يَنتَسِب..
مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِهِ أَوْ قَالَ مَاتَ فَقَدْ كَذبْ..
هَذا لكُمْ عَهْدِي بِهِ حَتَّى أوَسَّدَ في التُّرَبْ..
فَإذَا هَلَكْتُ فَصَيْحتي تَحيا البحرين والْعرَبْ..
فهل أنتم فاعلون؟
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1682&artid=159131
التغريدة الأولى: شهداء تعبير
في الحديث الشريف «سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله». وهذا أكبر دليل على قيمة التعبير فشهيدها من أفضل الشهداء، لأن وسائل التعبير مثل الكتابة والخطابة وغيرها من أقوى الأدوات لتغيير الواقع المستهجن.. لهذا نحن في هذا الزمن محتاجون شهداء تعبير وليس شهداء تفجير.. وذلك لأن صاحب القلم يستطيع تحقيق الإصلاح بوسيلة شريفة ألا وهي الكتابة أما صاحب العنف ولو كان على حق يضر أكثر مما ينفع. هذا إذا كان عنده شيء من النفع، وذلك لأنه يبرر للطرف المستهدف بالإصلاح أن يستخدم العنف المضاد بدعوى المحافظة على الأمن والأمان للمجموع وهذه دعوى تستقطب إلى جانبها الكثير. فوق أن العنف يصيب بشره الأبرياء فهو وسيلة غير شريفة لتحقيق غاية نبيلة، بعكس وسائل التعبير عن الفكرة فهي تصل إلى هدفها بأقل الثمن فلا يسقط في طريق سيرها إلا صاحب الفكرة نفسه ليصبح من أفضل الشهداء.. وصدق شهيد الفكرة والكلمة سيد قطب حين قال «كلماتنا عرائس شمع إذا متنا من أجلها دبت فيها الحياة».
التغريدة الثانية
نبارك للشعب التونسي نجاح أول تجربة ديمقراطية حقيقية في تاريخ تونس السياسي. ونسعد بكون حزب النهضة الإسلامي هو من حاز على الأغلبية فيها والله يرحم روح البوعزيزي التي كانت الشعلة التي أطلقت نار الغضب على حبيب العلمانية الغربية وابنها المدلل زين الهاربين بن علي. ونتمنى من التيار العلماني في تونس احترام الخيار الشعبي والخضوع لنتيجة العملية الانتخابية الديمقراطية والبعد عن تقمص روح الوصي غير المرغوب فيه، فلقد قال الشعب التونسي كلمته في أول فرصة حقيقية في تاريخه للإفصاح عن توجهاته وخياراته من دون ضغوط.. مع أن برنامج تغيير القناعات والمسلمات الذي خضع له الشعب التونسي لتغيير مواقفه والتنكر لدينه استمر نصف قرن وأكثر، فلله الحمد والمنة.
ولقد أثبتت الانتخابات التونسية أن ما يمنع التيار الإسلامي من الوصول إلى سدة الحكم ودوائر صنع القرار هو إغلاق وردم طريق التعددية السياسية وتداول السلطة وصناديق الاقتراع الشعبي في وجه كوادره ورموزه. ولكن بعد سقوط الطغاة العرب واستلام الشعوب العربية زمام المبادرة واستعادة سيادتها المصادرة أصبح الطريق سالكا أمام أجدر التيارات بتمثيل الشعوب العربية والتحدث باسمها. ولا عزاء للعلمانية التي فرضت على الشعوب العربية بقوة السلاح الخارجي والداخلي لعقود عديدة. نبارك لحزب النهضة هذا الفوز المستحق بعد أن غيب عن المشهد التونسي بفعل فاعل علماني لفترة 25 سنة، ونشيد بروح الشعب التونسي الأصيلة التي لم تتبدل ولم تتغير ولم تتنكر لهويتها العربية والإسلامية برغم شدة ما سلط عليها من سياسات غسل الدماغ على يد أجهزة الاستبداد الحداثي في تونس الحمراء زمن بورقيبة الشيطان العلماني الأكبر وزمن زين الهاربين بن علي. وخلاصة الأمر أن فوز حزب النهضة بنسبة متقدمة في أول انتخابات متعددة حقيقية تشهدها تونس بعد زوال نظام العلمانية المتطرفة. أثبت صدق النظرية التي تقول إن فوز الإسلاميين في أي انتخابات عربية أصبح «مقياس رختر» الدقيق الذي يثبت مدى بعد وقرب هذه الانتخابات من النزاهة والشفافية والمصداقية.
التغريدة الثالثة: الحوار سبيل الرشاد
رفع راية التخوين السياسي والتكفير الديني في كل خلاف سياسي أو فكري وطني مصيبة غالبية المثقفين العرب، والحل أن نسلك طريقة الجدال بالتي هي أحسن لحل كل خلاف يقع بين أخوة الوطن. والإصلاح مطلب من حق الشعوب المناداة به بشرط عدم اتخاذ العنف سبيلا إليه أو الاستقواء بالخارج لحل إشكالية محلية. وخير سبيل في تحقيق المطالب العادلة هو الحراك السلمي والحوار مع الطرف الآخر والقبول بحل وسط يرضي المجموع أو الغالبية العظمى منهم على الأقل، لأن الديمقراطية في أبسط معانيها هو اعتماد رأي الأغلبية واحترام رأي الأقلية.
التغريدة الرابعة: اللدد
التطرف أو اللدد في الخصومة والمبالغة في الاتهام خلل في الشخصية، لا يجوز شرعا ولا عقلا أن نتنكر لمسيرة الشخص الفاضلة بسبب خطأ أو أخطاء قليلة وقع فيها. والمصيبة أن يكون هذا التطرف في مقابل فعل أو أفعال وقعت عن غير قصد ولا نية.. سلبيات الإنسان لا تهدر حقه في تقدير إيجابياته. المهم في المحصلة ألا تطغى السلبيات على الإيجابيات في مسيرة حياته. ومن ادعى العصمة لنفسه أو لغيره بعد الرسل فقد كذب.
التغريدة الخامسة: التدخل الدولي
لن ينقذ الشعب السوري من براثن النظام السوري القمعي بعد الله إلا التدخل الدولي لحماية المدنيين هناك، أما الجامعة العربية فهي أعجز عن إماطة الأذى البعثي عن طريق الشعب السوري. وكل القرارات الأخيرة التي صدرت من قبل الجامعة ضد النظام السوري من مثل تجميد العضوية وسحب السفراء وغيرها إنما هي قرارات في صالح الشعب السوري معنويا فقط ولن تغير من الوضع الدموي هناك، لدرجة أن الأمين العام للجامعة اعترف بعجزها عن حماية الشعب السوري من بطش النظام عندما صرح بأننا لا نملك آليات لحماية المدنيين هناك. ولنا في ليبيا عبرة لو ترك الشعب الليبي وحده أمام الطاغية القذافي وتم الاكتفاء بالتدخل العربي لحل الإشكالية هناك لمات الشعب الليبي عن بكرة أبيه واستمر الطاغية في خطبه الرنانة.. ومن قبل ذلك لم يشفع لسيادة الكويت إلا التدخل الدولي.. الجامعة العربية ديكور أمام الطغاة لا يهش ولا ينش.. لوقف سفك دماء الشعب السوري، اليوم يجب أن تغسل الجامعة العربية يدها من الموضوع وترفعه لمجلس الأمن الدولي وتطالب من دون تردد بتدخل المجتمع الدولي الجاد في الموضوع، وتحريك الدعوى الجنائية الدولية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد أشخاص النظام وعلى رأسهم بشار الأسد من غير ذلك لن يتزحزح النظام السوري عن موقفه ولن يتوقف الإعدام بدم بارد لأفراد الشعب السوري.
التغريدة السادسة: احتكار السلاح
الدولة في القانون هي الجهة الوحيدة المسموح لها بامتلاك القوة المسلحة، وذلك بهدف تحقيق أهم واجب عليها ألا وهو منع سيادة فئة على الفئات الأخرى بقوة السلاح.. أما الدولة العربية فإنها تحتكر القوة بهدف تمكين فئة من السيطرة على الفئات الأخرى!!
التغريدة السابعة
الاستبداد العربي تلميذ نجيب للمستعمر البريطاني يعيد تكرار دوره ويتبنى سياساته خصوصا سياسة فرق تسد. تجده يزرع الفتنة بين المواطنين باعتماد سياسة عدم المساواة بينهم على أساس الطائفة شيعة سنة أو على أساس درجة الرابطة القانونية السياسية بالوطن أو على أساس الولاء والبراء للقيادة ومنها.. وبذلك يصبح هو من يجمع الكل على ضرورة وجوده حتى يمنع التصادم بين الجميع ويتقلد بذلك منصب الوصي.. المرغوب فيه خوفا من الفتنة التي زرع هو أساسها بالتفرقة بين المواطنين على أسس تنتجها وتحث الخطى نحوها.. والحل أن يتفق الشعب على قاسم مشترك بينهم يكون هو الفيصل في الحياة السياسية والعامة ألا وهو المواطنة، وتصبح هي أساس الحقوق والواجبات العامة من مثل الحقوق السياسية وحق تولي الوظائف العامة وتكافؤ الفرص والحق في السكن والتجمع وغيرها من حقوق.. وبذلك نقطع الطريق على هدف الاستبداد في أهمية استمراره وفي كونه هو القائد الضرورة.. ويصبح الشعب بذلك على قلب رجل واحد اسمه الوطن وصفة من يتبعه المواطن.. ويميل الحاكم مع رغبات الشعب حيث ما مالت وإلا عد شاذا، والشاذ لا حكم له ولا اعتبار.
التغريدة الثامنة: الحرية
الحرية تعني منح كل شخص استقلالا ذاتيا وسيادة على نفسه فقط. لذلك فإن الحرية لا تعني انتهاك سيادة الآخرين والتعدي على حدود استقلالهم الذاتي. فأنت حر ما لم تضر. لهذا فإن الالتزام بالقوانين والأعراف العامة لا يتناقض مع الحرية، لأن عدم الالتزام بذلك يسمى فوضى ولا يمت للحرية بصلة، ولأن الالتزام بهما منطقة وسط بين متناقضين، الفوضى والاستبداد.
التغريدة التاسعة: ناصر
عبدالناصر سحر الأمة بأقواله، وسخر الآخرين من الأمة نتيجة أفعاله. استبد بالأمر وكانت حصيلة هذا الاستبداد كارثية على مستقبل الشعوب العربية. مات معنويا سنة 67 بعد أبشع هزيمة تعرض لها العرب في العصر الحديث أمام إسرائيل ودفن ماديا سنة 70. ومع ذلك ما زال المتحدث الرسمي باسم الطاغية ومحامي الدفاع الأول عن السياسات الاستبدادية المصرية زمن ناصر، محمد حسنين هيكل، يدندن حول عظمة هذا الطغيان ويحن لتكرار المأساة وتعميم خيراتها على جميع الشعوب.
التغريدة العاشرة
الواجب أن الشروط الجامعية لا توضع للنخبة، وإنما تراعي المتوسط العام وتنظر بعين فاحصة لمخرجات التعليم الثانوي في هذا الزمان وهذا المكان، لأنك بغير ذلك تقطع الخط على طموحات الكثيرين في اتمام دراستهم الجامعية. وسياسة الرخصة والعزيمة معروفة، فأنت حين تشرع أمرا ما تراعي الغالبية ولا تشرع للأقلية.
وزبدة التغريدات: الشعب البحريني بكل فئاته أخوة
وحتى يسير الشعب البحريني بكل فئاته وتياراته على بصيرة في مسيرة الإصلاح ويكسب تعاطف المحيطين به لرغباته ويحوز على ثقة الأقلام الحرة التي ساندت من قبل الحراك السلمي في أوطان الربيع العربي خارج المنظومة الخليجية.. يستحسن من الجميع هناك الاتفاق على كلمة سواء تقول لا للعنف لتحقيق مكاسب سياسية ونعم للحراك السلمي والسلمي فقط بكل طرقه وأنواعه، بشرط ألا يكون مطية لتحقيق مصالح أطراف خارجية ويفتح الباب أمام أطماعها للتدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك حرمة السيادة الوطنية، وأن يبتعد الجميع عن التكفير الديني والتخوين السياسي، فالكل هناك في الهم مواطن بحريني، ومن يشذ عن هذه الوصايا أو يتجاوز السلمية إلى منطقة العنف والتخريب فمصيره وأمره بيد القاضي الطبيعي ألا وهو المحاكم العدلية، حتى لا يصبح الغرض من تحقيق العدالة هو الانتقام. ورفع شعار واحد يجمع الكل على فحواه ويتحرك من تحته ألا وهو الشعار التالي الذي أطلقه من قبل الشيخ عبدالحميد بن باديس في وجه الاستعمار الفرنسي للجزائر، وأنا هنا أعيد صياغته ليكون ملائما للحالة البحرينية:
شَعْبُ البحرين مُسْلِمٌ وإلى العُروبةِ يَنتَسِب..
مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِهِ أَوْ قَالَ مَاتَ فَقَدْ كَذبْ..
هَذا لكُمْ عَهْدِي بِهِ حَتَّى أوَسَّدَ في التُّرَبْ..
فَإذَا هَلَكْتُ فَصَيْحتي تَحيا البحرين والْعرَبْ..
فهل أنتم فاعلون؟
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1682&artid=159131