امـ حمد
21-07-2012, 06:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى(وما أمروا إِلاَّ ليعبدوا اللَّه مخلصين له الدِّين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)البينة،أن من أجل
وأعظم العبادات التي تربي في نفوسنا حسن القصد لله،والتوجه الكامل إليه،و تصحيح النية و إخلاصها لله تعالى،إنما هو
الصيام،ولذلك يقول القرطبي،لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطَّلع عليه بمجرد فعله إلا الله ، فأضافه الله إلى نفسه
ولهذا قال في هذا الحديث،يدع شهوته من أجلي،وكما قال الإمام أحمد،لا رياء في الصوم، فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى
صفى له، ومن كَدَّر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، وإنما يُكال للعبد كما
كال،ما أجمل العبادات عندما نريد بها وجه الله تعالى، وما أجمل الصيام حين نجني من ثمراته الإخلاص،نعم الإخلاص الذي هو سر
بين العبد وربه،لا يطلع عليه ملك فيكتبه،أو شيطان فيفسده،وما أجمل قول الحسن البصري عندما كان يعاتب نفسه و يوبخها
بقوله،تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين،وتفعلين فعل الفاسقين المرائين،والله ما هذه صفات المخلصين،وقال أبو سليمان
الداراني،إذا أخلص العبد،انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء،يأتي الصيام فينمي فينا حب الإخلاص،ويكون سبباّ
لخلاصنا وطهارتنا من الرياء،وعن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(يترك طعامه وشرابه وشهوته
من أَجلى،الصِّيام لي،وأَنا أَجزى به)رواه البخاري،مفهوم الإخلاص،أخلص العمل لله،أي صفّاه من كل شائبة حسيةً كانت أو
معنوية،وهو،أنه يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون أي شيء آخر، من تصنع لمخلوق،أو اكتساب محمدة عند الناس،أو
محبة مدح من الخلق،أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى،ويعرف حسن البنا الإخلاص،بأنه قصد المسلم بقوله وعمله
وجهاده كله وجه الله،وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته،من غير نظر إلى مغنم أو منفعة أو مظهر أو جاه أو لقب،ليكون المخلص جندي
فكرة وعقيدة،لا جندي غرض أو منفعة(قل إن صلاتي ونسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا
أول المسلمين)سورة الأنعام،لأن الإسلام لا يرضى للمسلم أن يعيش بوجهين،وجه لله، ووجه لشركائه ، ولا أن تنقسم حياته إلى
شطرين،شطر لله وشطر للطاغوت،الإسلام يرفض الثنائية المقيتة، والازدواجية البغيضة، التي نشهدها في حياة المسلمين اليوم،
فنجد الرجل مسلماّ في المسجد،أو في شهر رمضان،
ثم هو في حياته،أو في معاملاته، أو في مواقفه إنسان آخر، إن
الإخلاص هو الذي يوحد حياة المسلم، ويجعلها كلها لله،فصلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين،ولأن الله تعالى لا يقبل من
العمل إلا ما كان خالصاّ لوجهه الكريم ، فعن أَبي هريرة قال،قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم،قال اللَّه تبارك وتعالى(أَنا أَغنى
الشُّركاء عن الشرك من عمل عملاّ أَشرك فيه معي غيري تركته وشركه)رواه مسلم،صور من الإخلاص،قال الفلاس،سمعت ابن أبي
عدي يقول،صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان خزازاً يحمل غداءه فيتصدق به في الطريق،من مجلة البحوث
الإسلامية،كان ملكاّ من الملوك،أراد أن يبني مسجداّ في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا
بغيره،حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد،وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك،وفعلاً تم
البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام كأن ملكاّ من الملائكة نزل من السماء فمسح
اسم الملك عن المسجد وكتب اسم امرأة،فلما استيقظ الملك من النوم استيقظ مفزوعاّ وأرسل جنوده ينظرون هل اسمه مازال على
المسجد فذهبوا ورجعوا وقالوا نعم اسمك مازال موجوداّ ومكتوباّ على المسجد وقال له حاشيته،هذه أضغاث أحلام، .
وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا رأى ملكاّ من الملائكة ينزل من السماء فيمسح اسم الملك عن المسجد ويكتب اسم امرأة
على المسجد،وفي الصباح استيقظ الملك وأرسل جنوده يتأكدون هل مازال اسمه موجوداّ على المسجد،فذهبوا ورجعوا وأخبروه أن
اسمه مازال هو الموجود على المسجد،تعجب الملك وغضب،فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا فلما قام الملك من النوم قام وقد
حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد،فأمر بإحضارها، فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة فوقفت بين يديه ترتعد
فرائصها،فسألها،هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى،قالت يا أيها الملك أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن،وقد سمعتك
تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه،فلا يمكنني أن أعصيك،فقال لها أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد،قالت والله ما عملت شيئاّ
قط في بناء هذا المسجد إلا، فقاطعها الملك قائلاّ،نعم إلا ماذا،فقالت إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا أحد الدواب التي
تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض وبالقرب منه سطل به ماء وهذا الحيوان يريد أن يقترب
من الماء ليشرب فلا يستطيع بسبب الحبل،والعطش بلغ منه مبلغاّ شديداّ، فقمت وقربت سطل الماء إليه،فشرب من الماء،هذا والله
الذي صنعته،فقال الملك نعم عملت هذا لوجه الله فقبل الله منك،وأنا عملت عملي ليقال،مسجد الملك،فلم يقبل الله مني فأمر الملك أن يكتب اسم المرأة العجوز على هذا المسجد،افعل اليوم عملاّ ،لا يعلمه أحد إلا الله ،و لا تحدث به نفسك بعد ذلك ولا أحدا من الناس
،بل اجعله بينك وبين ربك،وداوم على عمل السر لأنك ستحتاجه بعد ذلك في مواجهة عقبات الحياة .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى(وما أمروا إِلاَّ ليعبدوا اللَّه مخلصين له الدِّين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)البينة،أن من أجل
وأعظم العبادات التي تربي في نفوسنا حسن القصد لله،والتوجه الكامل إليه،و تصحيح النية و إخلاصها لله تعالى،إنما هو
الصيام،ولذلك يقول القرطبي،لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطَّلع عليه بمجرد فعله إلا الله ، فأضافه الله إلى نفسه
ولهذا قال في هذا الحديث،يدع شهوته من أجلي،وكما قال الإمام أحمد،لا رياء في الصوم، فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى
صفى له، ومن كَدَّر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، وإنما يُكال للعبد كما
كال،ما أجمل العبادات عندما نريد بها وجه الله تعالى، وما أجمل الصيام حين نجني من ثمراته الإخلاص،نعم الإخلاص الذي هو سر
بين العبد وربه،لا يطلع عليه ملك فيكتبه،أو شيطان فيفسده،وما أجمل قول الحسن البصري عندما كان يعاتب نفسه و يوبخها
بقوله،تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين،وتفعلين فعل الفاسقين المرائين،والله ما هذه صفات المخلصين،وقال أبو سليمان
الداراني،إذا أخلص العبد،انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء،يأتي الصيام فينمي فينا حب الإخلاص،ويكون سبباّ
لخلاصنا وطهارتنا من الرياء،وعن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(يترك طعامه وشرابه وشهوته
من أَجلى،الصِّيام لي،وأَنا أَجزى به)رواه البخاري،مفهوم الإخلاص،أخلص العمل لله،أي صفّاه من كل شائبة حسيةً كانت أو
معنوية،وهو،أنه يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون أي شيء آخر، من تصنع لمخلوق،أو اكتساب محمدة عند الناس،أو
محبة مدح من الخلق،أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى،ويعرف حسن البنا الإخلاص،بأنه قصد المسلم بقوله وعمله
وجهاده كله وجه الله،وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته،من غير نظر إلى مغنم أو منفعة أو مظهر أو جاه أو لقب،ليكون المخلص جندي
فكرة وعقيدة،لا جندي غرض أو منفعة(قل إن صلاتي ونسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا
أول المسلمين)سورة الأنعام،لأن الإسلام لا يرضى للمسلم أن يعيش بوجهين،وجه لله، ووجه لشركائه ، ولا أن تنقسم حياته إلى
شطرين،شطر لله وشطر للطاغوت،الإسلام يرفض الثنائية المقيتة، والازدواجية البغيضة، التي نشهدها في حياة المسلمين اليوم،
فنجد الرجل مسلماّ في المسجد،أو في شهر رمضان،
ثم هو في حياته،أو في معاملاته، أو في مواقفه إنسان آخر، إن
الإخلاص هو الذي يوحد حياة المسلم، ويجعلها كلها لله،فصلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين،ولأن الله تعالى لا يقبل من
العمل إلا ما كان خالصاّ لوجهه الكريم ، فعن أَبي هريرة قال،قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم،قال اللَّه تبارك وتعالى(أَنا أَغنى
الشُّركاء عن الشرك من عمل عملاّ أَشرك فيه معي غيري تركته وشركه)رواه مسلم،صور من الإخلاص،قال الفلاس،سمعت ابن أبي
عدي يقول،صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان خزازاً يحمل غداءه فيتصدق به في الطريق،من مجلة البحوث
الإسلامية،كان ملكاّ من الملوك،أراد أن يبني مسجداّ في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا
بغيره،حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد،وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك،وفعلاً تم
البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام كأن ملكاّ من الملائكة نزل من السماء فمسح
اسم الملك عن المسجد وكتب اسم امرأة،فلما استيقظ الملك من النوم استيقظ مفزوعاّ وأرسل جنوده ينظرون هل اسمه مازال على
المسجد فذهبوا ورجعوا وقالوا نعم اسمك مازال موجوداّ ومكتوباّ على المسجد وقال له حاشيته،هذه أضغاث أحلام، .
وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا رأى ملكاّ من الملائكة ينزل من السماء فيمسح اسم الملك عن المسجد ويكتب اسم امرأة
على المسجد،وفي الصباح استيقظ الملك وأرسل جنوده يتأكدون هل مازال اسمه موجوداّ على المسجد،فذهبوا ورجعوا وأخبروه أن
اسمه مازال هو الموجود على المسجد،تعجب الملك وغضب،فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا فلما قام الملك من النوم قام وقد
حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد،فأمر بإحضارها، فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة فوقفت بين يديه ترتعد
فرائصها،فسألها،هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى،قالت يا أيها الملك أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن،وقد سمعتك
تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه،فلا يمكنني أن أعصيك،فقال لها أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد،قالت والله ما عملت شيئاّ
قط في بناء هذا المسجد إلا، فقاطعها الملك قائلاّ،نعم إلا ماذا،فقالت إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا أحد الدواب التي
تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض وبالقرب منه سطل به ماء وهذا الحيوان يريد أن يقترب
من الماء ليشرب فلا يستطيع بسبب الحبل،والعطش بلغ منه مبلغاّ شديداّ، فقمت وقربت سطل الماء إليه،فشرب من الماء،هذا والله
الذي صنعته،فقال الملك نعم عملت هذا لوجه الله فقبل الله منك،وأنا عملت عملي ليقال،مسجد الملك،فلم يقبل الله مني فأمر الملك أن يكتب اسم المرأة العجوز على هذا المسجد،افعل اليوم عملاّ ،لا يعلمه أحد إلا الله ،و لا تحدث به نفسك بعد ذلك ولا أحدا من الناس
،بل اجعله بينك وبين ربك،وداوم على عمل السر لأنك ستحتاجه بعد ذلك في مواجهة عقبات الحياة .