المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأساة العملاء الصغار



المثنى
22-07-2012, 01:32 AM
هزيمة أمريكا في أفغانستان، كحدث عالمي هي الأهم منذ الحرب العالمية الثانية، بل هي الخاتمة الحقيقية لتلك الحرب باختفاء كل ما نتج عنها من تقسيم عالمى إلى كتلتين شيوعية برأسها الإتحاد السوفيتى ورأسمالية ترأسها الولايات المتحدة وكلا القوتين لاقت حتفها في أفغانستان على يد شعبها وحركتها الجهادية القوية.

وحتى هيئة الامم المتحدة فقدت احترام شعوب العالم كمنظمة دولية تعكس نتائج الحرب العالمية الثانية من حيث علاقات الدول غير المتكافئة ، إذ يسيطر الأقوياء على القرارات وحرية شن الحرب على الشعوب والتلاعب بمصير الدول، وعقاب من يتمرد على هذا الجور بالتآمر عليه دولياً حتى تتم إزالته أو تمزيقه أو ترويضه. تلك الهيئة فقدت الآن قيمتها المعنوية وتحولت بالكامل الى أحد فصائل العمل السياسى والعسكري في يد أمريكا، ولا ينجو من بطشها سوى الأصدقاء العملاء.

أمريكا تلملم أشلاء هزيمتها في أفغانستان أما الحلفاء من دول الناتو فهم يتسابقون نحو الفرار ولا يمنعهم سوى التهديد الأمريكي بالعقاب. ذلك التهديد ينجح مع البعض ويفشل مع الذين وصلت أزمتهم داخل بلادهم الى درجة الخطر نتيجة للانهيار الاقتصادى الوشيك الذى تسبب فيه الأمريكان حليفهم وقائدهم الأكبر.

في داخل أفغانستان يتحسس عملاء الاحتلال رقابهم ويحزمون حقائبهم ، تداعب أحلامهم صورة آخر حاكم شيوعى متأرجحا على أحد أعمدة الإنارة في كابل قريبا من أحد مبانى الأمم المتحدة التى قدمت له الحماية لعدة سنوات. والأكثر ثراء في البلاد هربوا ثرواتهم المنهوبة إلى الخارج ورتبوا هناك لحياتهم القادمة في المنفي بعيداً عن الأهل والوطن ولكن قريبا من المال الحرام الذى كدسوه في البنوك وبنوا به العقارات ووسائل الرفاهية في الدنيا وظنوا أنهم آمنون من عقاب الدنيا، وهم قد نسوا منذ زمن طويل عقاب الآخرة.

منذ سنوات ومطار كابول يشهد خروج الحقائب الفاخرة المحشودة بملايين الدولارات وهى تمر بلا أى اعتراض لتطير في كل صوب من الهند حتى أوروبا وبلاد الخليج وأمريكا و أستراليا. إلى كل مكان ينقلون عائدات تجارة المخدرات والأسلحة وعمولات بيع الوطن وثمن دماء الأفغان التى أهدرتها شركات المرتزقة وشركات الأمن التى تؤجر خدمات القتل والبلطجة وحماية الاحتلال ورجال الحكومة.

الأقل ثراء من الذين باعوا وخانوا هم الأقل حظا. فمستقبلهم مظلم ولن يلتفت إليهم أحد من أسيادهم القدماء لأن ساعة الفرار حانت وبدأ كل مجرم خارجى أو محلى يفكر في نفسه فقط ويفر من صاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه. الذين ساروا في ركب الاحتلال وباعوا الدين والوطن يعرفون أن "القصاص العادل"هو ما ينتظرهم ، لذا يبحثون الآن عن "الفرار المهين" بأي وسيلة وعبر أى سبيل.

بدأت صحافة دول الناتو تتكلم عن "مأساة" أحد المجموعات التي تعاونت مع الاحتلال وهى شريحة المترجمين، فخرجت أصواتهم تصرخ وتناشد وتطالب "الأسياد المحتلين" بسحبهم من أفغانستان وإيوائهم في بلاد حلف "الناتو" كلاجئين.

ورغم أن عددهم ليس كبيراً على حسب تقارير صحافة دول الناتو إذا يقولون أن حوالى 255 مترجماً أفغانيا فقط عملوا مع القوات الأجنبية في دوريات قتالية وفي أماكن خطرة. وهذا يعنى أن هناك عدداً أكبر يعملون مع تلك القوات في أعمال غير قتالية مثل مجال التجسس وجمع المعلومات أو الدعاية للاحتلال وضد المقاومة ، إلى تطويع العملية التعليمية في خدمة الاحتلال وصولاً إلى العمل كمترجمين في بعثات التبشير والكنائس السرية التى تنتشر في المدن الأفغانية بهدف تنصير الفقراء والمرضى وطالبى الهجرة واللجوء إلى الغرب.

صحافة "الناتو" تقول أن الحلف الذي يقود القوة الدولية لاحتلال أفغانستان "إيساف" ، تلك القوة تجهز ترتيبات لسحب المترجمين العاملين معها.

من الواضح أن الترتيبات غير جدية، وحتى صحافة الناتو لا تتحدث عنها بثقة ، إذا تقول أن بريطانيا ليس لديها حتى الآن أى خطة لسحب المترجمين الذين عملوا معها، لهذا لجأ بعضهم إلى الفرار من أفغانستان بشكل شخصى وفرض نفسه على دول الناتو كلاجئ ثلاثة مترجمين نجحوا في الوصول الى بريطانيا وطلب اللجؤ.

أحد هؤلاء وجه رسالة علنية لرئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" قال فيها: (أرجو أن تعترفوا بنا كبشر، أنا أشعر أنى أكثر أمنا في بريطانيا من أفغانستان لكن رجاء مساعدتي).

صحافة الناتو تقول أن 30 مترجماً تركوا أعمالهم واستقالوا خلال العام الماضى بسبب "تهديد حركة طالبان" حسب قول الصحيفة.

ونسيت تلك الصحيفة القول أن تلك التهديدات تنصب في الأساس على قوات الاحتلال ولكنها بالتبعية تصيب مرافقيها من المترجمين رغم أن البيانات العسكرية للمجاهدين تحرص على ذكر المترجمين بصفتهم ضمن القتلى والجرحى من جنود العدو.

وذكرت بعض البيانات أن المترجمين المرافقين لدوريات الاحتلال يحملون أسلحة شخصية، وأحياناً يستقلون سيارات عسكرية خاصة كما ورد في أحد البيانات.

وكما تقلل صحافة الناتو والبيانات العسكرية الصادرة عن قوات الاحتلال من أعداد القتلى والجرحى من بين قواتهم فإنهم أيضاً نادرا ما يذكرون خسائر المترجمين المرافقين لتلك القوات.

يقول أحد المترجمين لصحيفة بريطانية (سيكون من الجيد جداً إذا قبلت الحكومة البريطانية أخذنا وحمايتنا من بطش طالبان بعد انسحاب القوات من البلاد/ ويقصد بالطبع قوات الاحتلال / لا نستطيع المكوث هنا بعد رحيل القوات البريطانية، فنحن في حكم الجواسيس بالنسبة للحكومة وفي حكم الخونة بالنسبة لطالبان).

تعريف المترجمين العاملين مع قوات الاحتلال بأنهم جواسيس أو خونه هو تعريف شائع في ذلك البلد وفي كافة الأوساط ، ولكن بعضهم يؤدى بالفعل خدمات لا تقدر بثمن للمجاهدين. فمن المعروف أن عناصر حركة طالبان قد اخترقوا كافة مؤسسات الدولة ، خاصة الجيش وقوات الشرطة والأمن ، وذلك هو سبب نجاحهم العسكرية الباهرة داخل وخارج المدن والعاصمة.

ولا شك أن عناصر من بين المترجمين قد أدوا خدمات وقدموا معلومات كان لها أثراً بالغاً في نجاح العديد من العمليات.

هؤلاء بالطبع لن يكونوا مضطرين للفرار إلى دول الاحتلال كخونة لا كرامة لهم، ولكنه سيبقون بكرامة مع شعبهم فخورين بانتصار نادر في التاريخ كانوا هم من ضمن صانعيه.



http://alsomod-iea.info/index.php?option=com_content&view=article&id=16297:2012-06-27-12-48-15&catid=50:alsomod74&Itemid=14

الخزرجي قطر
23-07-2012, 02:14 AM
يستاهلون اذا تعاملهم مع قوه اجنبيه احتلت بلدهم
هذه تعتبر خيانه مهما كانت الوظيفه عارفين مصيرهم
عند مغادرة تلك القوات او الحلف افغانستان بدون رجعه ان شاءالله

المثنى
23-07-2012, 08:53 PM
يستاهلون اذا تعاملهم مع قوه اجنبيه احتلت بلدهم
هذه تعتبر خيانه مهما كانت الوظيفه عارفين مصيرهم
عند مغادرة تلك القوات او الحلف افغانستان بدون رجعه ان شاءالله


لا هنت أخي المسلم الخزرجي.
وهي قبل ذلك خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ أَوْسَطَ عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ وَتُبْغِضَ فِي اللهِ".

الخزرجي قطر
24-07-2012, 12:12 AM
ردي كان بناء على ماورد في موضوعك عن فئه معينه بحد ذاتها
ولكن من مع المجاهدين او يعمل ضدهم كلا حسب نيته وافعاله..
الواضح انهم عارفين مصيرهم بعد انسحاب القوات الاجنبيه والا
لما طلبوا مغادرة وطنهم والبحث عن دوله تقبل بهم لكونهم عملاء.

المثنى
24-07-2012, 08:24 PM
ردي كان بناء على ماورد في موضوعك عن فئه معينه بحد ذاتها
ولكن من مع المجاهدين او يعمل ضدهم كلا حسب نيته وافعاله..
الواضح انهم عارفين مصيرهم بعد انسحاب القوات الاجنبيه والا
لما طلبوا مغادرة وطنهم والبحث عن دوله تقبل بهم لكونهم عملاء.


جزاك الله خير.
فقط أردت أن أنبه لمسألة الولاء والبراء التي اهملها كثير من المسلمين وفي اهمالها خطر عظيم على عقيدة من يدعي انتسابه للإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

(محمد)
24-07-2012, 09:36 PM
للاسف اخي الحبيب ... الولاء والبراء اصبح تهمة في عصر الوسطية (زعموا) انما هو عصر التفريط
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاهم بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا

الخزرجي قطر
25-07-2012, 12:02 AM
جزاك الله خير على التوضيح

المثنى
25-07-2012, 01:10 PM
للاسف اخي الحبيب ... الولاء والبراء اصبح تهمة في عصر الوسطية (زعموا) انما هو عصر التفريط
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاهم بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلا


أدام الله عليك نعمه ورزقك الثبات.

هؤلاء ينكرون الولاء وبالبراء باللسان والحال ولو وجدوا له سبيلا لحذفوا الآيات الدالة عليه في القرآن لأنها تفضح تعالمهم وفقه الإمام راند الذي يروجون له بعمامة وجلباب ولسان عربي.

المثنى
25-07-2012, 01:20 PM
جزاك الله خير على التوضيح


رحم الله والديك.