المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدقيقة في نظرنا لاتساوي شيئاّ يذكر



امـ حمد
24-07-2012, 12:59 AM
الدقيقة في نظرنا لاتساوي شيئاّ يذكر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم

كثير منا يستهين بأجزاء من الوقت لها أثرها الكبير,بل وأحياناً الأثر المصيري في حياته,الدقيقة،في نظرنا لاتساوي


شيئاً يذكر،ولكن من اّثارها،في دقيقة تستطيع أن تسبح الله,ولاتنسى أن بكل تسبيحة نخلة في الجنة ساقها من ذهب،



في دقيقة بإمكانك أن تتصل على رحمك،والسؤال عن حاله،وفي دقيقة تستطيع تؤنس صديقاً,تطمئن عليه,وتقضي



له مصلحة يكون لك أجرها,وأثرها على نفسه،أما الإنتظار دقيقة ففيه من الخير الشيء الكثير،أحياناً يزعجك بعض



الناس عند الإشارة إذا أعطت إشارة السير وربما سبك ولعنك إذا تأخرت,ولعلك كنت معذوراً بعطل السيارة أو غفلة في



التأخير ولو انتظر دقيقة أو أقل لسلم من أثم هذا الفعل,ومثال آخر في السير أيضاّ كم من حوادث حصلت,وأرواح أُزهقت



نتيجة لقطع الإشارات،ولكن لو انتظر دقيقة لسلم من هذا الحادث ولما خسر روحه وماله،وكم بيوت هُدِّمت,وأواصر


قُطِّعت,وصداقات زالت بسبب عجلة في اتخاذ قرار,أو تصرف كان صاحبها قد استعجل فيه,ولو صبر وانتظر دقيقة لكان



الحال غير الحال،لقد مدح الله ورسوله الأناة وترك العجلة في مواطن كثيرة من الكتاب والسنة،بل من صفات الله



تعالى،الحلم،ومن أسمائه،الحليم،والانتظار وترك العجلة هو،الأناة،وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال(التأني من



الله والعجلة من الشيطان)وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة,فكلما كان المرء أبطء في اتخاذ القرار كلما دل هذا



على راجحة عقله,وُبعد نظره,كل ذلك لو انتظر دقيقة في بعض الأحيان,أو أقل في غيرها،فانتظر دقيقة،القلب اذا امتلأ


بالايمان،اصبح صاحبه وأمسى من عباد الرحمن،واذا فقد الايمان او ضعف فيه،اصبح صاحبه وامسى من اتباع



الشيطان،بل ربما يكون نفسه احد الشياطين والعياذ بالله،ومن تقوية القلب،لابد ان يكون القلب لله تعالى،ان يحب المرء



لله،ويبغض لله،وان ينقى من كل دنس دنيوي،فلا يحمل صاحبه اي مشاعر سلبية ومؤذية تجاه المسلمين،كالحسد



والبغضاء والحقد،ولا يحمل صاحبه حباّ للمحرمات كالشهوات المحرمة،بل يملا القلب بتقوى الله بمراقبته،بحب الصالحين



والمؤمنين،واذا حصل لذلك القلب فلا ضنك ولا حزن،فصاحب القلب الحي المؤمن ان اصابته مصيبة صبر،وان اصابته



سراء شكر،ويرى الدنيا دار عبور لا دار استقرار،فمهما مرت عليه من عقبات وعثرات يظل يواصل حتى يلاقي ربه وهو



على خير وعافية،لا تحزن ولو كنت من أرباب الذنوب والمعاصي ما دمت عازم على ترك الذنوب،والبعد عن قرناء



الماضي،وما دام في العمر فسحة ومجال،فذنوبك تبدل مغفرة وحسنات،ولكن بعد مفارقة الذنوب والسيئات،والخضوع لرب



الأرض والسموات،لا تحزن فالحزن لا يجر إلا الحسرات والويلات،وتعذيب الضمير والنفس وجلب المكدرات،فالحياة



ماضية والدنيا سايره،وأنت في فلك الكون ذرة،فأنظر ما يصلح لأمسك،وأبك على ذنبك وتضرع لربك لتسعد في يومك وأمسك،إن الايمان الحق بالله اذا استحكم فى القلب استحكاماّ



صادقاّ قذف الله في ذلك القلب نوراّ يشع على صاحبه,وهداية تدفعه لكل خير,واحساساّ يجعله يشعر بمن هم فى حاجة وكرب,وهمًّا يجعله يشعر بهموم الاخرين من حوله،بل ويتعدى



ذلك الى أن هذا الايمان الصادق والمعرفة الحقة بالله تصل بالعبد الى أن يكون عبداّ ربانياّ،يتكلم بكلام الله وينطق برحمات الله ويسعى الى رحمة عباد الله،ويتحول الى كتلة من



النور وشعاعاّ يشع به على الناس بكل الخير،فيساعد المحتاج,ويطبب العليل,ويصنع الخير,ويغلق الشر،ويتحول الى منارة فى دنيا أصابها الزمان بعطب فى نفوس كثير من



الناس,فصارت قاسية لاتتأثر ولاتتحرك حتى فى مجرد محاولة تغيير النفس الى مافيه خيريتها قبل خيرية الآخرين،


اللهم ارزقنا إيماناّ وصدقاّ واجعلنا شامة وعلامة وأئمة فى كل ميدان ولاتجعلنا من القاسية قلوبهم .