سيف الحرية
24-07-2012, 01:54 PM
صحيفة العرب 24 - 7 - 2012 في اليوم الذي نشر المقال (دنفر القطرية) وصل بالإيميل رد من أحد الطلاب وفيه الكثير من التشنج واستخدم مفردات تحمل طابع العصبية، ومع ذلك لم يمنع نشره سوى غياب اسم المرسل حيث خلت الرسالة من أي اسم، ولأن لا يمكن نشر أي رأي أو رد دون اسم وهذا ما تم توضيحه للمرسل، وبالأمس وصل الرد مرة أخرى ولكن باسم محمد عبدالعزيز العبدالغني نيابة عن اتحاد الطلبة القطريين بالولايات المتحدة الأميركية، والمفاجأة أن الرسالة اختلفت وبشكل جذري عن سابقتها سواء في مفرداتها أو تهذيبها، ومع ذلك نحترم تغيير الصياغة وتعديل الرد رغم أنه جاء مختلفاً عما نشر في المنتديات وتويتر، ولكونهم في نهاية المطاف هم أبناؤنا وطلابنا ولهم معزة خاصة لدينا، فهم عماد المستقبل وننتظر عودتهم وكلنا أمل ورجاء أن يعودوا سالمين غانمين محصنين بشهاداتهم وبثقافة علمية وإنسانية ينتفع بها هذا الوطن، وإليكم الرد الثاني كما وصل إلينا.
فيصل محمد المرزوقي
مشرف المحليات والتحقيقات
نص الرسالة:
إلى الأستاذ فيصل المرزوقي
تحية طيبة وبعد..
باعتباري واحدا من الطلاب المبتعثين إلى مدينة دنفر في ولاية كلورادو الأميركية منذ عام 2008 فأحب أن أعقب على مقالكم الذي نشر في صحيفة العرب بعنوان دنفر القطرية حيث يرى عدد كبير من الطلاب المبتعثين لهذه المدينة وأنا منهم أن بعض نقاط مقالكم يا أستاذي لم يحالفها التوفيق.
في بداية المقال أشرت يا أستاذ فيصل إلى كون مدينة دنفر مدينة غير آمنة استشهادا بـ4 أحداث منها حادثة إطلاق النار الأخيرة ومنها الحادث الذي وقع في عام 99 ومنها إطلاق النار الذي حدث على طالب قطري دون إصابات وأخيرا إلى شجار كبير حدث سابقا ونود في هذا الصدد أن نوضح بعضا من ملابسات هذه القضايا. كوني طالبا هنا لما يقارب الأربعة أعوام لم أحس قط بعدم الأمان أو الخوف في أي وقت من الأوقات فأنا وغيري كثير من الطلاب هنا يحيطنا شعور غامر بالأمان حتى إن بعضنا لا يحرص على قفل باب بيته استشعارا منه بعدم وجود أي خطر يهدده. ولاية كولورادو وعاصمتها دنفر ليست من الولايات أو المدن الأميركية المكتظة والتي يكون الإجرام فيها شيئا طبيعيا وإطلاق النار والقتل أمرا معتادا فهي ليست شيكاغو ولا لوس أنجلوس ولا نيويورك هي أقرب ما تكون إلى مدينة شبه جامعية تحظى مؤسساتها التعليمية باهتمام كبير من قبل سكان المدينة.
وهنا نحب أن نعقب على بعض ما ورد في مقالكم عن الأحداث التي وقعت في هذه المدينة فبخصوص المشاجرة الكبيرة فأنت أعلم منا يا أستاذي الفاضل أن المشاجرات تقع في كل مكان وفي كل حين وليست مؤشرا على عدم تمتع هذا المكان بالأمان فنحن عندما كنا في مدارس الدوحة الإعدادية والثانوية كنا نشاهدها يوميا تقريبا بغير انقطاع ولم يدل ذلك على انفلات أمني في مدينة الدوحة.
وأما إطلاق النار على المواطن القطري فلم تحدث أي إصابات والحمد لله وهي حادثة فردية ولا تعمم فلها ملابساتها وظروفها. وأما عن حادثة إطلاق النار أخيرا في دار العرض وحادثة المدرسة عام 99 فمسافة الـ13 عاما كفيلة بأن تبين أن المدينة آمنة وقاعدتها الأمان وقد علمنا أن الاستثناء دائما يثبت القاعدة.
أستاذي الكريم نحن في الولايات المتحدة الأميركية ولسنا في المدينة الفاضلة قد تحدث أحداث شخصية أو عامة هنا وهنالك ولكن العبرة بمجموع الأحداث ومدى تأثيرها على الطلاب بشكل عام فلو كان الطلاب يحسون بعدم الأمان لما بقوا في هذه المدينة بل وحتى تكاثروا فيها فلن يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة والروح ليست رخيصة.
أشرت أيضاً أستاذي الفاضل إلى كثافة الطلاب القطريين وإلى ضعف الجامعات وأنت هنا أستاذي خصوصا في النقطة الثانية قد أهدرت مجهودات المئات من الطلاب سواء كانوا خريجين أو دارسين حاليين في جامعات المدينة. معظم الطلاب القطريين يدرسون في جامعتين في مدينة دنفر إحداها جامعة سي يو دنفر ذات الغالبية من الطلاب والثانية جامعة دي يو دنفر وهي جامعة خاصة وقد درس بها عدد من الطلاب وتعتبر هذه الجامعات من الجامعات المحترمة على مستوى الولايات المتحدة في ثلاثة مجالات تحديدا هي الهندسة والطب وإدارة الأعمال وهي التخصصات إلى تشمل الغالبية العظمى من الطلبة القطريين المبتعثين للمدينة. المعايير التي تحكم القبول في هذه الجامعات إضافة إلى استمرار الدراسة ليست بالهينة فعلى سبيل الذكر لا الحصر تشترط الجامعات نسبة عالية في الشهادة الثانوية إضافة إلى الحصول على ما لا يقل عن درجة 6 في اختبار الأيلز للغة الإنجليزية وكوني أدرس حاليا في آخر فصل دراسي لي وكنت قد عرفت عددا كبيرا من الخريجين فإن القول بأن هذه الجامعات ضعيفة في المستوى فيه إهدار لجهود مضنية بذلك خلال أعوام من قبل الطلبة وفيها أيضاً تشويه لسمعة كل من يدرس في المدينة من القطريين. أما بالنسبة لكثرة العدد فكثرة العدد ليست مشكلة في حد ذاتها بل قد تكون نعمة في كثير من الأحيان فالغربة في ذاتها تحد كبير وصعب جدا في بدايته ووجود عدد من الطلبة القطريين في مكان يساعد أي طالب مستجد على ترتيب أوضاعه وإيجاد سكن مناسب وإنهاء إجراءات الجامعة على سبيل المثال وليس شيئا سلبيا إلا لو قرر الطالب نفسه أن ينسى دراسته فعندها تكون مشكلته وليست مشكلة العدد.
أحب أن أضيف في هذا الصدد أن العدد المذموم هذا يا أستاذي أنشأ خلال وجوده في المدينة اتحادا للطلبة القطريين في الولايات المتحدة الأميركية يقيم أنشطة للطلاب ويوفر خدمات تساعدهم ولا يتسع المقام هنا لذكرها ولكننا نقول إن الاتحاد عندما أقام أخيرا حفلا للاحتفاء بالخريجين في الفصل الدراسي المنصرم حظي بشرف حضور ممثل عن سعادة سفير دولة قطر في الولايات المتحدة وألقى الضيف كلمة أشاد فيها بالاتحاد وبجهد الشباب القطريين في دنفر فكيف يستقيم تنفير السفارة وملاحظاتها السلبية مع دعمها وشكرها للطلاب القطرين في نفس المدينة؟ تعليق أخير عن المصادر التي تأتيك من قبل طلاب هنا في مدينة دنفر ورسائل الخوف ونحوه فأنا أتعجب إذا كان الوضع مأساويا لهذه الدرجة فما الذي يجبر الشخص على الاستمرار في هذا المكان حينما يمكن له ببساطة أن ينتقل إلى مكان آخر؟ خصوصا وأن الدراسة في أماكن أخرى قد تكون أسهل من ناحية القبول في البعثات الدراسية أو حتى في شروط قبول الجامعة.
همسة أخيرة
نذكر لك أستاذنا الفاضل كتابتك قبل سنوات عن طلبة اللجنة الأولمبية المبتعثين في أميركا وعن امتلاكهم سيارات فارهة وعن بذخهم في صرف الأموال وأعتقد أنك حينها من ردود الطلاب أنفسهم قد تبين لك عدم صحة هذه الأنباء والأخبار التي نقلت لك وأنا أعتقد أن الأمر تكرر للمرة الثانية الآن فأملي ورجائي وأنت كاتب ذو قامة وقلم أن تتحرى الدقة قبل أن تكتب شيئا خاصة إن كان هذا الشيء يمس طلاب طالتهم نار الغربة فلا تزدها بنار الظلم.
محمد عبدالعزيز العبدالغني
نيابة عن اتحاد الطلبة القطريين في الولايات المتحدة الأميركية.
من كان المفروض من البداية التأدب في الرد وقبول الآراء دون هستيريا وكبر وتعالي من البعض ...
فيصل محمد المرزوقي
مشرف المحليات والتحقيقات
نص الرسالة:
إلى الأستاذ فيصل المرزوقي
تحية طيبة وبعد..
باعتباري واحدا من الطلاب المبتعثين إلى مدينة دنفر في ولاية كلورادو الأميركية منذ عام 2008 فأحب أن أعقب على مقالكم الذي نشر في صحيفة العرب بعنوان دنفر القطرية حيث يرى عدد كبير من الطلاب المبتعثين لهذه المدينة وأنا منهم أن بعض نقاط مقالكم يا أستاذي لم يحالفها التوفيق.
في بداية المقال أشرت يا أستاذ فيصل إلى كون مدينة دنفر مدينة غير آمنة استشهادا بـ4 أحداث منها حادثة إطلاق النار الأخيرة ومنها الحادث الذي وقع في عام 99 ومنها إطلاق النار الذي حدث على طالب قطري دون إصابات وأخيرا إلى شجار كبير حدث سابقا ونود في هذا الصدد أن نوضح بعضا من ملابسات هذه القضايا. كوني طالبا هنا لما يقارب الأربعة أعوام لم أحس قط بعدم الأمان أو الخوف في أي وقت من الأوقات فأنا وغيري كثير من الطلاب هنا يحيطنا شعور غامر بالأمان حتى إن بعضنا لا يحرص على قفل باب بيته استشعارا منه بعدم وجود أي خطر يهدده. ولاية كولورادو وعاصمتها دنفر ليست من الولايات أو المدن الأميركية المكتظة والتي يكون الإجرام فيها شيئا طبيعيا وإطلاق النار والقتل أمرا معتادا فهي ليست شيكاغو ولا لوس أنجلوس ولا نيويورك هي أقرب ما تكون إلى مدينة شبه جامعية تحظى مؤسساتها التعليمية باهتمام كبير من قبل سكان المدينة.
وهنا نحب أن نعقب على بعض ما ورد في مقالكم عن الأحداث التي وقعت في هذه المدينة فبخصوص المشاجرة الكبيرة فأنت أعلم منا يا أستاذي الفاضل أن المشاجرات تقع في كل مكان وفي كل حين وليست مؤشرا على عدم تمتع هذا المكان بالأمان فنحن عندما كنا في مدارس الدوحة الإعدادية والثانوية كنا نشاهدها يوميا تقريبا بغير انقطاع ولم يدل ذلك على انفلات أمني في مدينة الدوحة.
وأما إطلاق النار على المواطن القطري فلم تحدث أي إصابات والحمد لله وهي حادثة فردية ولا تعمم فلها ملابساتها وظروفها. وأما عن حادثة إطلاق النار أخيرا في دار العرض وحادثة المدرسة عام 99 فمسافة الـ13 عاما كفيلة بأن تبين أن المدينة آمنة وقاعدتها الأمان وقد علمنا أن الاستثناء دائما يثبت القاعدة.
أستاذي الكريم نحن في الولايات المتحدة الأميركية ولسنا في المدينة الفاضلة قد تحدث أحداث شخصية أو عامة هنا وهنالك ولكن العبرة بمجموع الأحداث ومدى تأثيرها على الطلاب بشكل عام فلو كان الطلاب يحسون بعدم الأمان لما بقوا في هذه المدينة بل وحتى تكاثروا فيها فلن يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة والروح ليست رخيصة.
أشرت أيضاً أستاذي الفاضل إلى كثافة الطلاب القطريين وإلى ضعف الجامعات وأنت هنا أستاذي خصوصا في النقطة الثانية قد أهدرت مجهودات المئات من الطلاب سواء كانوا خريجين أو دارسين حاليين في جامعات المدينة. معظم الطلاب القطريين يدرسون في جامعتين في مدينة دنفر إحداها جامعة سي يو دنفر ذات الغالبية من الطلاب والثانية جامعة دي يو دنفر وهي جامعة خاصة وقد درس بها عدد من الطلاب وتعتبر هذه الجامعات من الجامعات المحترمة على مستوى الولايات المتحدة في ثلاثة مجالات تحديدا هي الهندسة والطب وإدارة الأعمال وهي التخصصات إلى تشمل الغالبية العظمى من الطلبة القطريين المبتعثين للمدينة. المعايير التي تحكم القبول في هذه الجامعات إضافة إلى استمرار الدراسة ليست بالهينة فعلى سبيل الذكر لا الحصر تشترط الجامعات نسبة عالية في الشهادة الثانوية إضافة إلى الحصول على ما لا يقل عن درجة 6 في اختبار الأيلز للغة الإنجليزية وكوني أدرس حاليا في آخر فصل دراسي لي وكنت قد عرفت عددا كبيرا من الخريجين فإن القول بأن هذه الجامعات ضعيفة في المستوى فيه إهدار لجهود مضنية بذلك خلال أعوام من قبل الطلبة وفيها أيضاً تشويه لسمعة كل من يدرس في المدينة من القطريين. أما بالنسبة لكثرة العدد فكثرة العدد ليست مشكلة في حد ذاتها بل قد تكون نعمة في كثير من الأحيان فالغربة في ذاتها تحد كبير وصعب جدا في بدايته ووجود عدد من الطلبة القطريين في مكان يساعد أي طالب مستجد على ترتيب أوضاعه وإيجاد سكن مناسب وإنهاء إجراءات الجامعة على سبيل المثال وليس شيئا سلبيا إلا لو قرر الطالب نفسه أن ينسى دراسته فعندها تكون مشكلته وليست مشكلة العدد.
أحب أن أضيف في هذا الصدد أن العدد المذموم هذا يا أستاذي أنشأ خلال وجوده في المدينة اتحادا للطلبة القطريين في الولايات المتحدة الأميركية يقيم أنشطة للطلاب ويوفر خدمات تساعدهم ولا يتسع المقام هنا لذكرها ولكننا نقول إن الاتحاد عندما أقام أخيرا حفلا للاحتفاء بالخريجين في الفصل الدراسي المنصرم حظي بشرف حضور ممثل عن سعادة سفير دولة قطر في الولايات المتحدة وألقى الضيف كلمة أشاد فيها بالاتحاد وبجهد الشباب القطريين في دنفر فكيف يستقيم تنفير السفارة وملاحظاتها السلبية مع دعمها وشكرها للطلاب القطرين في نفس المدينة؟ تعليق أخير عن المصادر التي تأتيك من قبل طلاب هنا في مدينة دنفر ورسائل الخوف ونحوه فأنا أتعجب إذا كان الوضع مأساويا لهذه الدرجة فما الذي يجبر الشخص على الاستمرار في هذا المكان حينما يمكن له ببساطة أن ينتقل إلى مكان آخر؟ خصوصا وأن الدراسة في أماكن أخرى قد تكون أسهل من ناحية القبول في البعثات الدراسية أو حتى في شروط قبول الجامعة.
همسة أخيرة
نذكر لك أستاذنا الفاضل كتابتك قبل سنوات عن طلبة اللجنة الأولمبية المبتعثين في أميركا وعن امتلاكهم سيارات فارهة وعن بذخهم في صرف الأموال وأعتقد أنك حينها من ردود الطلاب أنفسهم قد تبين لك عدم صحة هذه الأنباء والأخبار التي نقلت لك وأنا أعتقد أن الأمر تكرر للمرة الثانية الآن فأملي ورجائي وأنت كاتب ذو قامة وقلم أن تتحرى الدقة قبل أن تكتب شيئا خاصة إن كان هذا الشيء يمس طلاب طالتهم نار الغربة فلا تزدها بنار الظلم.
محمد عبدالعزيز العبدالغني
نيابة عن اتحاد الطلبة القطريين في الولايات المتحدة الأميركية.
من كان المفروض من البداية التأدب في الرد وقبول الآراء دون هستيريا وكبر وتعالي من البعض ...