المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 20 عقبة في طريق المسلم | 4 الفسوق والعصيان |



بـارود
27-07-2012, 01:53 PM
4 - عقبة الفسوق والعصيان


والفسوق في كتاب الله نوعان : فسوق مطلَق مفرد ، وفسوق مقرون بالعصيان .

والمفرَدُ نوعان أيضًا : فسوق كفر يخرج عن الإسلام ، وفسوق لا يخرج عن الإسلام .

والمقرون بالعصيان : هو المذكور في قوله تعالى : [ وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ] [ الحجرات : 7 ] .

والمفردُ الذي هو فسوق كفر كقوله تعالى : [ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ] [ البقرة : 26 ، 27 ] ، وقوله تعالى : [ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ] [ البقرة : 99 ] .

وأما الفسوق الذي لا يُخرج عن الإسلام فكقوله تعالى : [ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ] [ البقرة : 282 ] ؛ فقد ورد ذلك في كتابة الدُّيون وعدم الإضرار بالكتبة والشهداء . وقولُه تعالى : [ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ] [ الحجرات : 6 ] .


فسق العمل :

وفسقُ العمل نوعان : نوع مقرون بالعصيان ، ونوع مفرد .

فالمقرون بالعصيان : هو ارتكاب ما نهى الله عنه .

والعصيان : هو عصيان أمره ؛ كما قال تعالى : [ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ ] [ التحريم : 6 ] وقال تعالى : [ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ] [ طه : 92 ، 93 ] .

فالفسق : أَخَصُّ بارتكاب النَّهْي .

والمعصية : أَخَصُّ بمخالفة الأمر .

ويطلق كلٌّ منهما على صاحبه ؛ كما في قوله تعالى : [ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ] [ الكهف : 50 ] ؛ فسمى مخالفته للأمر فسقًا ، وقال : [ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ] [ طه : 121 ] ؛ فَسَمَّى ارتكابَه للنهي معصيةً ؛ فهذا عند الإفراد ؛ فإذا اقترنا كان أحدُهما لمخالفة الأمر والآخر لمخالفة النهي .


فسق الاعتقاد :

وفسق الاعتقاد كفسق أهل البدع الذين يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر ، ويحرِّمون ما حرَّم الله ، ويوجبون ما أوجب الله ؛ ولكن ينفون كثيرًا مما أثبت الله ورسوله ، ويثبتون ما لم يثبته الله ورسوله ؛ وهؤلاء كالخوارج وكثير من الروافض والقدرية والمعتزلة وكثير من الجهمية الذين ليسوا غلاة في التجهم .


فائدة مهمة :

قال ابن القيم : عشرة أشياء ضائعة لا يُنْتفع بها :

علمٌ لا يعمل به ، وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء ؛ وما لا نفع منه فلا يَسْتَمْتع به جامعُه في الدنيا ، ولا يقدِّمه أمامَه إلى الآخرة ، وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به ، وبدن معطل من طاعته وخدمته ، ومحبة لا تتقيَّد برضاء المحبوب وامتثال أوامره ، ووقت معطَّلٌ عن استدراك فارط أو اغتنام بر وقربة ، وفكر يجول فيما لا ينفع ، وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ، وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته .

وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هما أصلُ كلِّ إضاعة : إضاعة القلب وإضاعة الوقت ؛ فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة ، وإضاعة الوقت من طول الأمل . [ الفوائد ] .


أنواع العدوان :

العدوان : تعدي المباح إلى القدر المحرم الزائد على المباح .

والعدوان ثلاثة أنواع : عدوان في حق الله ، وعدوان في حق العبد ، وعدوان في حقهما .

أ - أما الذي في حق الله : مثل أن يتعدى ما أباح الله أكله وشربه من الطيبات إلى ما حرمه الله من الخبائث ؛ كالميتة والخمر ولحم الخنزير وغير ذلك .

ب - وأما الذي في حقِّ العبد : مثل أن يقوم أحدٌ بأخذ حقي فآخذ منه ما يزيد على حقي وأعتدي عليه في ماله وبدنه وعرضه .

ج - وأما العدوان في حق الله وحق العبد : فهو مثل التعدي على ما أباحه الله عز وجل من الوطء الحلال للزوجات وملك اليمين إلى ما حرم الله من وطء من سواهما من النساء الأجنبيات أو المحارم .

والإثم والعدوان : هما الإثم والبغي المذكوران في قوله تعالى : [ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ] [ الأعراف : 33 ] ، والبغي غالب استعماله في حقوق العباد والاستطالة عليهم .

doha2012
27-07-2012, 01:58 PM
،




جزاك الله خير ،، وجعله في ميزان حسناتك





،

elders
27-07-2012, 03:41 PM
وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هما أصلُ كلِّ إضاعة : إضاعة القلب وإضاعة الوقت ؛ فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة ، وإضاعة الوقت من طول الأمل

جزاك الله خير