امـ حمد
31-07-2012, 04:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلو فجأة،ويسقط فجأة
يعلو الإنسان فجأة،يبسط له في الرزق، وفي الأهل والولد فيفرح،ويطمئن،يقول وهو ينظر في ماله(ما أظن
أن تبيد هذه أبدا،وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراّ منها منقلبا)فيمضي مختالاّ،يمشي
يرفع أنفه إلى السماء،قد أعجبته نفسه،فلا يرى لها نداّ،ولمثلها نظيراّ،ثم يسقط فجأة،يذهب ماله،فيذل
ويمرض،ثم يموت،فجأة،هكذا الدنيا،خداعة بجمالها،
ينزل المطر،يروي الأرض،تهتز تخضر
تربو،يذهب الظمأ،وتبتل العروق،تمتلئ البيوت بالقوت،ويعم التفاؤل والطمأنينة،فالأرض فيها
الماء،والزرع والثمر،والبهائم ترعى،وفي ليلة ظلماء أو نهار أغبر مصفر،تأتي الريح تغير معالم الأرض،
فتطمس أثر الماء،وتقتلع جذور الشجر، تحرق الأوراق،وتتبدد الثمر،وتقتل البهائم، فتنجلي وقد عادت
الأرض كما كانت،قاحلة،متجردة،ليس لها ما يستر تربتها،أو يزين صفرتها،فيحل بالناس القلق
والأرق،هكذا الدنيا،لا أمان لها،يأتي رزقها بلا موعد،فيحصده أمر الله تعالى بغتة،ينشأ الرجل مسلماّ،
يصلي،يقرأ القرآن،يصوم رمضان،يحج البيت،يعطي زكاة ماله،يؤمن بالله واليوم الآخر،يرجو رحمة ربه،
ويخاف عقابه،يغضب لربه،ينتصر لحمى دينه، وينتقم لعرض نبيه صلى الله عليه وسلم،ثم ينقلب،وعن دينه
يرتد،فيهزأ بالصلاة والصيام،يشتم ربه،يقول عن كتابه(إن هذا إلا أساطير الأولين)يكفر بالثواب
والعقاب،وبالجنة والنار،يغضب للشيطان،ينتصر له،وينتقم من المؤمنين،يسخر منهم يحذر منهم،يزين
سبيل الكافرين،هكذا الدنيا،يصبح الرجل فيها مؤمناّ، ويمسي كافراّ،فهل ما يحصل من ذلك التقلب في حال
العباد في دينهم، ودنياهم،مما اكتسبته أيديهم،أم محض القدر والمكتوب، كتب عليهم في اللوح أن يكونوا
كذلك،الجواب،بل هو ما اكتسبته أيديهم،فالغني ما ذهب ماله وافتقر إلا بذنبه،أعطاه الرزق ليشكر،ويخضع،فكفر
وتكبر،والأمة جاعت وخافت لما كفرت بأنعم الله،وكذبت الرسل،والرجل ارتد لما انسلخ من آيات الله،فرضي
لنفسه ذلك،وأحب أن يكون مع الكافرين،والأمة ذلت لعدوها،لما فسدت،ونكصت، وعصت أمر ربها،فلم تطبق
شريعته،لقد وعد الله عباده المتقين بسعة في الرزق،وأمن في العيش،فقال تعالى(ولو أن أهل القرى
آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)كذلك توعدهم
إذا بدلوا أو غيروا أن يبدل عليهم النعمة والأمن، فقال(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)إن
الإصلاح قبل اتساع الخرق أسهل من معالجة الثوب الممزق،فالخطأ في بدايته يمكن تداركه وإصلاحه،
والعلاج حينئذ ينفع، لكنه يعسر،بل يستحيل إذا استفحل، وتقلب الأمور والأحوال،من الإيمان إلى الكفر،ومن
الرخاء إلى الشدة،تحدث في لحظة،من حيث إن الغافل لم يشعر بها إلا حين وقوعها،وكان يستعبدها،ولا يتوقع
حدوثها،فجاءت خلاف ما كان يظن،فتبهته فلا يستطيع ردها(يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك)
والحافظ من التقلب وتبدل الحال،تقوى الله تعالى، وسؤاله العون في كل وقت،ولذا كان قوله(لا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم)كنز من كنوز الجنة،أي يورث الإنسان دخول الجنة،لا تحول من حال إلى حال،ولا قوة
على ذلك،إلا بعون الله تعالى العلي العظيم،فإذا تبرأ الإنسان من حوله وقوته، واستند إلى قوة الله تعالى
وعونه واتقاه في أموره،فالله تعالى كريم،لن يخذله أبداّ،ولن يبدل حاله بعد الخير شراّ،وكذا الأمة إذا تبرأت
من حولها وقوتها،واستعصمت بالقوي الجبار،وسألته العون،واتقته في أمورها كلها،فالله تعالى كريم لن
يسلط عليها عدواّ،ولن يسلط عليها فقراّ وجوعاّ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلو فجأة،ويسقط فجأة
يعلو الإنسان فجأة،يبسط له في الرزق، وفي الأهل والولد فيفرح،ويطمئن،يقول وهو ينظر في ماله(ما أظن
أن تبيد هذه أبدا،وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراّ منها منقلبا)فيمضي مختالاّ،يمشي
يرفع أنفه إلى السماء،قد أعجبته نفسه،فلا يرى لها نداّ،ولمثلها نظيراّ،ثم يسقط فجأة،يذهب ماله،فيذل
ويمرض،ثم يموت،فجأة،هكذا الدنيا،خداعة بجمالها،
ينزل المطر،يروي الأرض،تهتز تخضر
تربو،يذهب الظمأ،وتبتل العروق،تمتلئ البيوت بالقوت،ويعم التفاؤل والطمأنينة،فالأرض فيها
الماء،والزرع والثمر،والبهائم ترعى،وفي ليلة ظلماء أو نهار أغبر مصفر،تأتي الريح تغير معالم الأرض،
فتطمس أثر الماء،وتقتلع جذور الشجر، تحرق الأوراق،وتتبدد الثمر،وتقتل البهائم، فتنجلي وقد عادت
الأرض كما كانت،قاحلة،متجردة،ليس لها ما يستر تربتها،أو يزين صفرتها،فيحل بالناس القلق
والأرق،هكذا الدنيا،لا أمان لها،يأتي رزقها بلا موعد،فيحصده أمر الله تعالى بغتة،ينشأ الرجل مسلماّ،
يصلي،يقرأ القرآن،يصوم رمضان،يحج البيت،يعطي زكاة ماله،يؤمن بالله واليوم الآخر،يرجو رحمة ربه،
ويخاف عقابه،يغضب لربه،ينتصر لحمى دينه، وينتقم لعرض نبيه صلى الله عليه وسلم،ثم ينقلب،وعن دينه
يرتد،فيهزأ بالصلاة والصيام،يشتم ربه،يقول عن كتابه(إن هذا إلا أساطير الأولين)يكفر بالثواب
والعقاب،وبالجنة والنار،يغضب للشيطان،ينتصر له،وينتقم من المؤمنين،يسخر منهم يحذر منهم،يزين
سبيل الكافرين،هكذا الدنيا،يصبح الرجل فيها مؤمناّ، ويمسي كافراّ،فهل ما يحصل من ذلك التقلب في حال
العباد في دينهم، ودنياهم،مما اكتسبته أيديهم،أم محض القدر والمكتوب، كتب عليهم في اللوح أن يكونوا
كذلك،الجواب،بل هو ما اكتسبته أيديهم،فالغني ما ذهب ماله وافتقر إلا بذنبه،أعطاه الرزق ليشكر،ويخضع،فكفر
وتكبر،والأمة جاعت وخافت لما كفرت بأنعم الله،وكذبت الرسل،والرجل ارتد لما انسلخ من آيات الله،فرضي
لنفسه ذلك،وأحب أن يكون مع الكافرين،والأمة ذلت لعدوها،لما فسدت،ونكصت، وعصت أمر ربها،فلم تطبق
شريعته،لقد وعد الله عباده المتقين بسعة في الرزق،وأمن في العيش،فقال تعالى(ولو أن أهل القرى
آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)كذلك توعدهم
إذا بدلوا أو غيروا أن يبدل عليهم النعمة والأمن، فقال(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)إن
الإصلاح قبل اتساع الخرق أسهل من معالجة الثوب الممزق،فالخطأ في بدايته يمكن تداركه وإصلاحه،
والعلاج حينئذ ينفع، لكنه يعسر،بل يستحيل إذا استفحل، وتقلب الأمور والأحوال،من الإيمان إلى الكفر،ومن
الرخاء إلى الشدة،تحدث في لحظة،من حيث إن الغافل لم يشعر بها إلا حين وقوعها،وكان يستعبدها،ولا يتوقع
حدوثها،فجاءت خلاف ما كان يظن،فتبهته فلا يستطيع ردها(يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك)
والحافظ من التقلب وتبدل الحال،تقوى الله تعالى، وسؤاله العون في كل وقت،ولذا كان قوله(لا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم)كنز من كنوز الجنة،أي يورث الإنسان دخول الجنة،لا تحول من حال إلى حال،ولا قوة
على ذلك،إلا بعون الله تعالى العلي العظيم،فإذا تبرأ الإنسان من حوله وقوته، واستند إلى قوة الله تعالى
وعونه واتقاه في أموره،فالله تعالى كريم،لن يخذله أبداّ،ولن يبدل حاله بعد الخير شراّ،وكذا الأمة إذا تبرأت
من حولها وقوتها،واستعصمت بالقوي الجبار،وسألته العون،واتقته في أمورها كلها،فالله تعالى كريم لن
يسلط عليها عدواّ،ولن يسلط عليها فقراّ وجوعاّ.