المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كـــل يـــوم قصــــــــــــة



بن مفتاح
02-08-2012, 11:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هي فكرة خطرت ببالي .. ان اضع هنا كل يوم قصة قصيرة .. فالقصص ترويح للنفس وبها من الفوائد والعبر ما بها ..

سأحاول باذن الله ان ادرج كل يوم قصة جديدة بقدر ما يقدرني ربي اولاً وبقدر ما يسعفني به وفتي ..

واكيد ان الموضوع لأخواني وأخواتي .. فمن احب ان يشاركني : فمرحباً به واهلاً وسهلاً .. وجزاه الله عنا خير الجزاء .. لكني أتمنى حسن الاختيار .. فما أكثر القصص .. لكن نريد منها ذات الفائدة والعظة .. وما أكثر هذه النوعيات في تراثنا الاسلامي العربي ..



ولنبدأ بإسم اللـــه ..........................

بن مفتاح
02-08-2012, 11:46 PM
( 1 ) لعلهُ خير
________________________________________


كـــــان لأحد الملوك وزير حكيـــــــــــم
و كان الملك يقربه منه و يصطحبه معه
في كل مكان, و كان كلما أصاب الملك مايكدره
قال له الوزيـــــــر: " لعـــــــــــله خيـــــــراً"
فيهدأ الملك

و في إحدى المـــــرات قطع إصبع الملك
فقال له الوزير: " لعله خيراً"
فغضب الملك غضباً شديداً
و قال: " ما الخير في ذلك!!"
و أمر بحبس الوزيــــــــــر
فقـــــــــــال الوزيـــــــــــــر: " لعله خيــــــــــــــــــــراً"



و مكث الوزير فترة طويلة في السجن
و في يوم خرج الملك للصيد
و ابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته
فمر على قوم يعبدون صنم
فقبضوا عليه ليقدموه قربانا للصنم
و لكنهم تركوه
بعد أن إكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوعة
فانطلق الملك فرحاً
بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت تمثال لا ينفع و لا يضر
وأول ما أمر به فور وصوله القصر
أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن

و اعتذر له عما صنعه معه و قال أنه ادرك الان الخير في قطع اصبعي
واحمد الله تعالى على ذلك
ولكني سمعتك تقول عندما أمرت بسجنك قلت " لعله خيراً"
فما الخير في ذلك؟

فأجاب الوزير : سيدي الملك لو لم اسجن لصاحبتك في الصيد وايضاً في الأسر وأنا ولله الحمد خالٍ من العيوب البدنية ، فأكيد أني كنت القربان لذلك الصنم .
فعقب الملك وقال : كلــهُ خير وليس لعله خيـر .

intesar
02-08-2012, 11:47 PM
متابعة بإذنه تعالى..

@ بوفيصل@
03-08-2012, 02:32 AM
متابع ان شاءالله

doha2012
03-08-2012, 11:05 AM
،







" لعله خيــــــــــــــــــــراً"

" لعله خيــــــــــــــــــــراً"








،

M S A
03-08-2012, 11:19 AM
حلوة القصة. بس ياريت يتم التعقيب بعد على مغزى القصة.

عاهد بن علي
03-08-2012, 03:22 PM
قصه رائعه جدآ وفكره جميله منك جدآ
يا استاذي

أنثى
03-08-2012, 04:04 PM
يا ريت تقول لنا انت يابوعلي قصة لان احس ان عندك قصص حلوة وفيها عبر وفوائد والا ما كنت فكرت بهالموضوع

بن مفتاح
03-08-2012, 11:25 PM
مرحبا ومسهلا بأخواني وخواتي جميييييع .. نورت مشاركتي بوجودكم .. لا خلا ولا عدم .. وبنواصل باذن الواحد الاحد ..

*
*
*

قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام


حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر .

فبعث إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه لتأخره وتوقفه عند الراهب ،

فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر .

فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال : اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل ، فأخذ حجرا وقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس .

فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي .

وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني فقال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك ، فآمن بالله فشفاه الله .

فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك قال ربي قال ولك رب غيري قال ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل .
فقال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمئشار فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه .

ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا ، وجاء يمشي إلى الملك .

فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك .

فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به .
قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني .

فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام .

فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيه خوفاً على ولدها ، فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق .

بريق
04-08-2012, 12:52 AM
يعطيك العافيه قصص ممتازه

بن مفتاح
04-08-2012, 11:10 PM
حيا الله كل من مر .. ومن بيمر ..

وعسى ربي يعافيكم ويرضيكم .. واعانكم الرحمن على طاعته واكتساب الاجور ..

*
*
*


( 3 ) قصة القارب العجيب

تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.

وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر.

فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !

وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت به إليكم.

فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!

فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!

بن مفتاح
05-08-2012, 05:50 PM
عُدنا والعود أحمد

*
*

( 4) قصة الابرص والاقرع والاعمى

روى البخاري ومسلم من غير وجه ، عن همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة

أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ،

فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه قَذَرُه ، وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل ، قال : فأعطي ناقة عُشَراء ، فقال : بارك الله لك فيها ،

قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، فقال : بارك الله لك فيها ،

قال : فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، قال : فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ،

فأنتج هذان وولد هذا ، قال : فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم ،

قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ،
فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتَبَلَّغُ عليه في سفري ،
فقال : الحقوق كثيرة : فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس ؟! فقيرا فأعطاك الله ؟!
فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ،
فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ،

قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد على هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ،

قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري ،
فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أَجْهَدُكَ اليوم شيئا أخذته لله ،
فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رُضِيَ عنك ، وسُخِطَ على صاحبيك ).

أو كما قال عليه الصلاة والسلام .


الشرح :
إنها قصة ثلاثة نفر من بني إسرائيل ، أصيب كل واحد منهم ببلاء في جسده ،فأراد الله عز وجل أن يختبرهم ، ليظهر الشاكر من الكافر ، فأرسل لهم مَلَكـًا ، فجاء إلى الأبرص فسأله عن ما يتمناه ، فتمنى أن يزول عنه برصه ، وأن يُعطى لونا حسنا وجلدا حسنا ، فمسحه فزال عنه البرص ، وسأله عن أحب المال إليه ، فاختار الإبل ، فأعطي ناقة حاملاً، ودعا له الملك بالبركة ، ثم جاء إلى الأقرع ، فتمنى أن يزول عنه قرعه ، فمسحه فزال عنه، وأعطي شعرا حسنا ، وسأله عن أحب المال إليه فاختار البقر ، فأعطي بقرة حاملاً ، ودعا الملك له بالبركة ، ثم جاء الأعمى ، فسأله كما سأل صاحبيه ، فتمنى أن يُرَدَّ عليه بصره ، فأعطي ما تمنى ، وكان أحب الأموال إليه الغنم ، فأعطي شاة حاملاً .

ثم مضت الأعوام ، وبارك الله لكل واحد منهم في ماله ، فإذا به يملك واديـًا من الصنف الذي أخذه ، فالأول يملك واديـًا من الإبل ، والثاني يملك واديـًا من البقر ، والثالث يملك واديـًا من الغنم ، وهنا جاء موعد الامتحان الذي يفشل فيه الكثير وهو امتحان السراء والنعمة ، فعاد إليهم الملك ، وجاء كلَّ واحد منهم في صورته التي كان عليها ليذكر نعمة الله عليه ، فجاء الأول على هيئة مسافر فقير أبرص ، انقطعت به السبل وأسباب الرزق ، وسأله بالذي أعطاه الجلد الحسن واللون الحسن ، والمال الوفير ، أن يعطيه بعيرًا يواصل به سيره في سفره ، فأنكر الرجل النعمة ، وبخل بالمال ، واعتذر بأن الحقوق كثيرة ، فذكَّره الملك بما كان عليه قبل أن يصير إلى هذه الحال ، فجحد وأنكر ، وادعى أنه من بيت ثراء وغنى ، وأنه ورث هذا المال كابرا عن كابر ، فدعا عليه المَلَك إن كان كاذبـًا أن يصير إلى الحال التي كان عليها ، ثم جاء الأقرع في صورته ، وقال له مثل ما قال للأول ، وكانت حاله كصاحبه في الجحود والإنكار ، أما الأعمى فقد كان من أهل الإيمان والتقوى ، ونجح في الامتحان ، وأقر بنعمة الله عليه ، من الإبصار بعد العمى ، و الغنى بعد الفقر ، ولم يعط السائل ما سأله فقط ، بل ترك له الخيار أن يأخذ ما يشاء ، ويترك ما يشاء ، وأخبره بأنه لن يشق عليه برد شيء يأخذه أو يطلبه من المال ، وهنا أخبره الملك بحقيقة الأمر وتحقق المقصود وهو ابتلاء للثلاثة ، وأن الله رضي عنه وسخط على صاحبيه .

إن هذه القصة تبين بجلاء أن الابتلاء سنة جارية وقدر نافذ ، يبتلي الله عباده بالسراء والضراء والخير والشر ، فتنة واختباراً كما قال سبحانه : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } (الأنبياء 35 ) ، ليتميز المؤمن من غيره ، والصادق من الكاذب :{ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } (العنكبوت 1-2 ) فبالفتنة تتميَّز معادن الناس ، فينقسمون إلى مؤمنين صابرين ، وإلى مدَّعين أو منافقين ، وعلى قدر دين العبد وإيمانه يكون البلاء ، وفي المسند عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، أي الناس أشد بلاء ؟ قال : ( الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة ) .

كما تشير القصة إلى معنىً عظيم ، وهو أن الابتلاء بالسراء والرخاء قد يكون أصعب من الابتلاء بالشدة والضراء ، وأن اليقظة للنفس في الابتلاء بالخير ، أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر .

وذلك لأن الكثيرين قد يستطيعون تحمُّل الشدَّة والصبر عليها، ولكنهم لا يستطيعون الصبر أمام هواتف المادَّة ومغرياتها .

كثير هم أولئك الذين يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف ، ولكن قليل هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة .كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل ، ولكن قليل هم الذين يصبرون على الغنى والثراء ، وما يغريان به من متاع ، وما يثيرانه من شهوات وأطماع ، كثيرون يصبرون على التعذيب والإيذاء ، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الرغائب والمناصب .


كما تؤكد القصة على أن خير ما تحفظ به النعم شكر الله جل وعلا الذي وهبها وتفضل بها ، وشكره مبنيٌ على ثلاثة أركان لا يتحقق بدونها : أولها الاعتراف بها باطناً ، وثانيها التحدث بها ظاهراً ، وثالثها تصريفها في مراضيه ومحابه ، فبهذه الأمور الثلاثة تحفظ النعم من الزوال ، وتصان من الضياع .




*** ملاحظة لحفظ الحقوق : كل القصص منقولة من النت وباختياري .. وبتعديلات بسيطة في بعضها .

بن مفتاح
05-08-2012, 07:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

موضوعي هذا وضعته في منتديين آخرين غير منتدانا هذا .. وقد وضع احد اخواني قصة كنت عازماً على وضعها وهو سبقني الى ذلك وجزاه الله عني كل خير .. لذلك سأضعها هنا ايضاً حتى يكون هناك توافق بين ما وضع من قصص هنا او هناك ..

قصة اخي جاءت بنفس المعنى لكن من مصدر آخر .. وفضلت أنا هذا المصدر لأنهُ اكثر دقة على حسب اعتقادي ..


*
*

استدعى الشاه علماء من السنه وعلماء من الشيعة
حتى يقرب بينهم وينظر الى وجه الاختلاف بينهم علماء الشيعة جاؤوا كلهم ..

أما علماء السنه لم يأت منهم الا واحد بعد تأخرعليهم!! فلما دخل عليهم كان حاملا حذائه تحت إبطه .

نظر إليه علماء الشيعة فقالوا:
لماذا تدخل على الشاه وانت حاملا حذائك؟؟؟

قال لهم: لقد سمعت أن الشيعة في عصر
الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يسرقون الأحذية!!

فقالوا: لم يكن هناك في عصر الرسول شيعه!!!

فقال: اذاً انتهت المناظرة من أين أتيتم بدينكم؟

وصلى اللهم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


*
*


تعقيب الشيخ عبدالرحمن السحيم على القصة :

للتوضح

هذه القصة ليست في عصر الشاه الهالك ..

وإنما هي في عصر نادر شاه ، في زمن الدولة العثمانية ، في عام 1156 هـ
فيما ذَكَره محب الدين الخطيب في كتابه الخطوط العريضة


وانتهت تلك المناظرات بِخضوع مُجتهدي الشيعة الإمامية لإمامة أبي بكر وعمر ، وإعلانهم ذلك على منبر الكوفة في خطبة الجمعة التي حضرها نادر شاه في يوم 26/شوال / 1156 هـ .


والله يحفظك

بن مفتاح
06-08-2012, 11:10 PM
يسجد بين الاحذية

يقول الشيخ الدكتور / عبدالمحسن الأحمد وفقه الله :
يحكي أحد المشايخ أن أحدهم " إمام مسجد " قد حكى لهُ مرةً فقال : إنهُ جاء مرةً إلى المسجد فسمع أصوات ضجة عند باب المسجد .. فخرج ليرى ما الأمر ! ، وعندما وصل إلى الباب وجد رجلًا قد سجد عند الأحذية تمامًا ويخرج صوتًا من بكائهِ !.

يقول : عجبتُ له وحسبتُ أن لديهِ اختلالًا عقليًا أو جنونًا ما ، فما يفعل هذا عاقل ! لديهِ المساحات النظيفة ثم يسجد في هذا المكان !!

ثم عاد إلى المسجد فحان وقت الصلاة فكبر ومن ثم بدأ الصلاة ..

يقول : إذا بي أسمع صوت بكاءٍ عظيم ورائي .. فأكملتُ الصلاة حتى أنهيتها فألتفت لأجد رجلًا مُكبًا يبكي .. دُهِشتُ كثيرًا وإنتابني التساؤل نحوه .. والتعاطُف معه ! ، فذهبتُ إليهِ وحينما رأيتُ وجهه فإذا به نفس الرجل الذي وجدتهُ عند الأحذية !! ..
ما بال هذا الرجل ! ..
حينًا أراهُ مجنونًا وحينًا أراهُ عاقلًا خاشعًا لله ! ..

عجبتُ لأمرهِ كثيرًا فسألتهُ : ما حكايتك أيُها الرجل .. قد رأيتُك ساجدًا عند الأحذية وها أنا أراك هُنا بكامل خشوعك لله خاضعًا له ؟!.

فحكى لي فقال : حسنًا سأحكي لك قصتي .. مرةً سمعتُ حديث الرسولِ صلى الله عليه وسلم : " من أدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام أربعين يوماً كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار " [ حديث مرفُوع ].

فذُهلتُ هل يُعقل أن تكُون لي براءتان ! براءة من النارِ وبراءة من النفاق ؟! ... فقط بأن أُحافظ على تكبيرة الإحرامِ 40 يوماً !!!.

فأردتُ هذا بقلبي وأصبح همي الذي أسعى إليهِ .. فظللتُ عليهِ حتى 39 ليلةً ولم يبقَ لي إلا ليلة واحدة ..

وَلكن في فجر يوم 40 .. أخذتني غفوة ، فلما استيقظت وجدت المساجد قد أقامت ، فقمت كالمجنون ، ثم توضأت وخرجت وركبت سيارتي .. فتنقلت من مسجد الى مسجد .. ووالله اني
ابكي في السياره ؛ وأقول : يالله ؛ يارب ؛ لاتحرمني فضلك ، يارب لاتحرمني البراءة .

يقول : وأنا أطوف بين المساجد وجدت مسجدكم ساكت ..
فدخلت ؛ وأنا على أعصابي ، وقلبي بلغ الحنجرة .. بس إيش أشوفهم ؟! .. واقفين ؟ ، وإلا ساجدين ؟ ، وإلا راكعين ؟..

فلقيتكم تقروؤن القرآن .. فما ملكت أن أعمل شيئا لربي جل جلاله .. إلا أن أسجد عند النعال لرب العالمين -شكرا لله .. أن الله ماخيب أملي - .. فأتممتُ الـ أربعين ليلةً وأنا مُحافظ على تكبيرة الإحرام .

فما تبغاني أبكي ؟! .. أنا ألقى طعمها في كل تكبيرة إحرام *..

--
(*) سمعت هذه القصة من الشيخ وفقه الله عبر رابط اليوتيوب الإسلامي بعد أن أرسل لي رابطها الشيخ الكريم / أبوالحسن الأثري حفظه الله .. فجزاه الله خيرا .. ثم وجدتها مفرغة فنقلتها للفائدة والعظة .. أصلح الله الأحوال .


منقووووول

بن مفتاح
07-08-2012, 11:53 PM
قصة المرأة الحكيمة

صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟
لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم.

فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟

قال: نعم.فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).

فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر.ثم رجع فصعد المنبر،
وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل .

بن مفتاح
09-08-2012, 12:16 AM
قصة المسكي



كان هناك شاب يبيع البز (القماش) ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت ويسمونه (فرقنا) وكان مستقيم الأعضاء جميل الهيئة من رآه أحبه لما حباه الله من جمال ووسامة زائدة على الآخرين ..

وفي يوم من الأيام وهو يمر بالشوارع والأزقة والبيوت رافعا صوته (فرقنا) إذ أبصرته إمرأة فنادته ، فجاء إليها ، وأمرته بالدخول إلى داخل البيت ، وأعجبت به وأحبته حباً شديداً ،
وقالت له : إنني لم أدعوك لأشتري منك .. وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدارأحد ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه .. ولكن دون جدوى .. فما يزيدها ذلك إلا إصراراً .. وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا ..

فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له : إذا لم تفعل ما أمرك به صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدق الناس كلامي لأنك داخل بيتي ..

فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان .. قال لها : هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحاً شديداً وظنت أنه قد وافق على المطلوب ..

فقالت : وكيف لا يا حبيبي وقرة عيني .. إن هذا لشيء عظيم ... ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية.. فالنساء حبائل الشيطان وما خلى رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ...

يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين .. وفجأة جائت في ذهنه فكرة فقال : إنني أعلم جيداً : إن من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله .. وأعلم : إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .. ورب شهوة تورث ندماً إلى آخر العمر .. وماذا سأجني من هذه المعصية غيرأن الله سيرفع من قلبي نور الإيمان ولذته .. لن أفعل الحرام ..
ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك .. فإنها مغلقة جداً ويصعب فتحها ..إذا سألطخ جسدي بهذه ا لقاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني ..

وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس ..
ثم بكى وقال : رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل .. فأخلف علي خير.. وخرج من الحـمام فلما رأته صاحت به : أخرج يا مجنون ؟

فخرج خائفاً يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه .. وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلاً
حسناً ..
ثم ماذا ؟ ..
هل يترك الله عبده ووليه هكذا . . لا أيها الأحباب .. فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئاً عظيماً بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياة ..
لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك تخرج من جسده .. يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقباً له (المسكي)فقد كان المسك يخرج من جسده . .
وعوضه الله بدلا من تلك الرائحة الي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت ..

وعندما مات ووضعوه في قبره .. كتبوا على قبره هذا قبر"المسكي " وهو في الشام .

وهكذا أيها الإنسان المسلم . . الله سبحانه لا يترك
عبده الصالح هكذا .. بل يدافع عنه .. إن الله يدافع عن الذين آمنوا . . الله سبحانه يقول : (ولئن سألني لأعطينه .. فأين السائلين) .. أيها العبد المسلم : من كل شيء إذا ضيـعتـه عوض ومـا من الله إن ضيـعتـه عوض الله سبحانه .. يعطي على القليل الكثير..أين الذين يتركون المعاصي ويقبلون على الله حتى يعوضهم خيرا مما أخذ منهم .. ألا يستجيبون لنداء الله ونداء رسوله ونداء الفطرة ؟!؟

بن مفتاح
09-08-2012, 07:37 PM
قصة الثلاث نفر .. وأرجى الاعمال
1. قال البخاري رحمه الله : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ

قَالَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ

فَقَالَ أَحَدُهُمُ اللَّهُمَّ إِنِّي كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَى ثُمَّ أَجِيءُ فَأَحْلُبُ فَأَجِيءُ بِالْحِلَابِ فَآتِي بِهِ أَبَوَيَّ فَيَشْرَبَانِ ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وَامْرَأَتِي فَاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً فَجِئْتُ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ قَالَ فَفُرِجَ عَنْهُمْ

وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتِ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمُ الثُّلُثَيْنِ

وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبَى ذَاكَ أَنْ يَأْخُذَ فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا عَبْدَاللَّهِ أَعْطِنِي حَقِّي فَقُلْتُ انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا فَإِنَّهَا لَكَ فَقَالَ أَتَسْتَهْزِئُ بِي قَالَ فَقُلْتُ مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّهَا لَكَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عَنْهُمْ *

بن مفتاح
10-08-2012, 05:43 PM
هذة المرة قدمناه ..واخرناك انت...
--------------------------------------------------------------------------------



كان هناك مجموعة من الاصدقاء يتسامرون مع بعضهم البعض كل ليلة كان من بينهم شاب معروف بشدة مرحه و فكاهته ، و لكنه كلن يتميز بسلاطة لسان غريبة فلا يسلم احد من شرة ،

كان الملتقى في بيت احد الاصدقاء
و في يوم من الايام و اذ بهذا الشاب سليط اللسان يدخل على صاحبه و هو بحالة غريبة لم يكترث صديقه به ، فقد ظن انها احدى الاعيبه ،

و لكنه فوجئ بصديقه و هو يجلس على الطاولة يبكي و يقول :
يا رب اغفرلي يا رب اغفرلي

تعجب صاحب البيت من امر صديقه و لكن لم يفعل له شي و بعد لحظة قاد ذلك الشاب (و دعونا نسميه محمد ) قام محمد و ذهب الي الحمام و توضأ و اخذ يصلي ركعتي الضحى ،

اقسم صديقه انهُ عندما سجد محمد لم يرفع راسه من السجود الا عند اذان الظهر و هو طيلة هذة المدة يبكي و يقول :
يا رب اغفرلي يا رب اغفرلي

و هنا وعند انتهاء محمد من الصلاة امسكه صاحب البيت و قال له :
الان سوف تخبرني ماذا بك هيا اخبرني

فقال محمد و هو يبكي بحرارة :
كنت قد واعدت ثلاث فتيات بالامس في شقة ما
وعندما كنت في الطريق و قفت لكي اعبر الشارع ، فاذا بشخص يقف بجابني ، لم اهتم به ولكني لا حظت انه كلما تحركت انا خطوة تحرك خطوة و اذا تحركت خطوتين للوراء رجع خطوتين للوراء

و في نفس اللحظة عبرنا الشارع سوياً فجاة جاءت سيارة مسرعة فرجعت انا خطوة و رجع هو خطوة ايضا
وما ان اقتربت السيارة و اذا به يتقدم نحوها فدهسته بقوة شديدة .

التم الناس في الشارع و اخذ البعض يبكي من شدة ما حل بهذا الرجل و لبشاعة منظره ، فقد خرجت اضلعه من جسده ، وقفت انا لما احرك ساكناً و لم اهتم بالرجل ،

فاذا بشخص يمسكني من كتفي بقوة و يقول لي :
هذه المرة قدمناه و اخرناك في المرة القادمة و الله العظيم لنقدمك انت التفت حولي لم اجد احد و لكني سمعت الصوت مرة اخرى :
اليوم اخرناك و قدمناه و الله العظيم المرة القادة لتقدمك انت .

ذهبت الي بيتي مرتعشا من الخوف و اخذت الملم صور الفتيات التي عندي و اشرطة الفيديو وذهبت بها الي مجمع النفايات و اذا بشياطين الدنيا كلها تود ان تمنعني من ذلك ، راودتني نفسي عن فعل ذلك فاذا بي اسمع الصوت مرة اخرى :
هذة المرة اخرناك و قدمناه و الله العظيم المرة القادمة سنقدمك انت

بن مفتاح
11-08-2012, 10:59 PM
أتى بقدميه إلى ساحة القصاص




أتى شابان إلى مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما يقودان رجلاً من البادية. قال: عمر ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين! هذا قتل أبانا.

قال : أقتلت أباهم؟!.

قال : نعم قتلته, قال: كيف قتلته ؟

قال : دخل بجمله في أرضي فزاجرته فلم ينزجر فأرسلت عليه حجراً وقع على رأسه فمات .

قال عمر: القصاص - الإعدام - قرار لم يكتب وحكم سديد لا يحتاج مناقشة , لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل , هل هو من قبيلة شريفة , هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع.. كل هذا لا يهم عمر؛ لأنه لا يحابي أحداً في دين الله , ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله , ولو كان ابنه القاتل لاقتص منه ( وقد جلد ابناً له في بعض الأمور) .

قال : الرجل : يا أمير المؤمنين أسألك بالذي قامت به السموات والأرض أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية , فأخبرهم بأنك سوف تقتلني ثم أعود إليك , والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا.

قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إلي؟ فسكت الناس جميعاً لأنهم لا يعرفون اسمه ولا داره ولا قبيلته فكيف يكفلونه , وهي كفالة ليست على عشرة دنانير , ولا على أرض ولا ناقة إنها كفالة على رقبة أن تقطع بالسيف , ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله , ومن يشفع عنده , ومن يفكر في وساطة لديه فسكت الصحابة وعمر متأثر لأنه وقع في حيرة.


هل يقدم فيقتل هذا الرجل وأطفاله يموتون جوعاً هناك , أو يتركه فيذهب بدون كفالة فيضيع دم المقتول , وسكت الناس ونكس عمر رأسه والتفت إلى الشابين أتعفوان عنه , قالا : لا، من قتل أبانا لا بد أن يقتل يا أمير المؤمنين.

قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس , فقام أبو ذر الغفاري بشيبته وزهده وصدقه وقال: يا أمير المؤمنين! أنا أكفله , قال عمر: هو قتل , قال: ولو كان قتلاً قال : أتعرفه ؟ قال: ما أعرفه. قال: كيف تكفله ؟ قال: رأيت فيه سمات المؤمنين فعلمت أنه لم يكذب وسيأتي إن شاء الله.

قال عمر: يا أبا ذر أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك , قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين! فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث ليال يهيئ فيه نفسه ويودع أطفاله وأهله وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي ليقتص منه لأنه قتل.

وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد وفي العصر نادى في المدينة الصلاة جامعة , فجاء الشابان واجتمع الناس وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر , قال عمر: أين الرجل؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين، وتلفت أبو ذر إلى الشمس وكأنها تمر سريعة على غير عادتها وسكت الصحابة واجمين عليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله .

صحيح أن أبا ذر يسكن في قلب عمر وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد , لكن هذه شريعة وأحكام ربانية , لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتناقش صلاحيتها , ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى ناس دون ناس ولا في مكان دون مكان .

وقبل الغروب بلحظات إذا بالرجل يأتي فكبر عمر وكبر المسلمون معه.

فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك.

قال: يا أمير المؤمنين! والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر وأخفى , ها أنا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي كفرخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية وجئت لأقتل , فالتفت إلى الشابين وقال لهما: ماذا تريان؟!

قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه , قال عمر رضي الله عنه: الله أكبر ودموعه تسيل على لحيته ,

ثم قال: جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ذر يوم فرجت على هذا الرجل كربته , وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك , وجزاك الله خيراً يا أميرالمؤمنين لعدلك ورحمتك .

بن مفتاح
12-08-2012, 07:33 PM
من أجمـــــــل القصص التي قرأت




قصة شاب تعلق قلبه بالمساجد


يقول أحدهم ركبنا أنا و خالي سيارتنا وأخذنا طريق العودة بعد أن صلينا الجمعة في مكة وبعد قليل ظهر لنا مسجد مهجور كنا قد مررنا به سابقا أثناء قدومنا إلى مكة و كل من يمر بالخط
السريع يستطيع أن يراه ، مررت بجانب المسجد وأمعنت النظر فيه ... و لفت انتباهي شئ ما ، سيارة فورد زرقاء اللون تقف بجانبه .

مرت ثواني وأنا أفكر ما الذي أوقف هذه السيارة هنا ؟

ثم اتخذت قراري سريعا...خففت السرعة ودخلت على الخط الترابي ناحية المسجد وسط ذهول خالي
وهو يسألني : ما الأمر ؟ ماذا حدث ؟


أوقفنا السيارة في الأسفل ودخلنا المسجد وإذا بصوت عالي يرتل القرآن باكيا ويقرأ من سورة الرحمن فخطر لي أن ننتظر في الخارج وأن نستمع لهذه القراءة لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد المهدوم ثلثه
والذي حتى الطير لا تمر به .


دخلنا المسجد وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض وفي يده مصحف صغير يقرأ فيه ولم يكن هناك أحدا غيره .... وأؤكد لم يكن هناك أحدا غيره


قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فنظر إلينا وكأننا افزعناه ، ومستغربا حضورنا .


ثم قال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سألته : صليت العصر؟

قال : لا .

قلت : لقد دخل وقت صلاة العصر ونريد أن نصلي .



ولما هممت بإقامة الصلاة وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة و يبتسم ، لمن ولماذا ؟ لا أدري


وفجأة سمعت الشاب يقول جملة أفقدتني صوابي تماما
قال بالحرف الواحد : أبشر .. وصلاة جماعه أيضا !


نظر إلي خالي متعجبا ... فتجاهلت ذلك ثم كبرت للصلاة و عقلي مشغول بهذه الجملة
أبشر ... وصلاة جماعه أيضا


من يكلم وليس معنا أحد ؟
المسجد كان فارغا مهجورا .
هل هو مجنون ؟

بعد الصلاة ... أدرت وجهي لهم ونظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح ،
ثم سألته كيف حالك يا أخي ؟ فقال بخير ولله الحمد
قلت له سامحك الله ... شغلتني عن الصلاة ؟

سألني لماذا ؟
قلت وأنا أقيم الصلاة سمعتك تقول أبشر .. وصلاة جماعه أيضا ...
ضحك ورد قائلا وماذا في ذلك ؟ قلت لا شىء ولكن مع من كنت تتكلم ؟


ابتسم ثم نظر للأرض وسكت لحظات وكأنه يفكر .. هل يخبرني أم لا ؟
تابعت قائلا ما أعتقد أنك مجنون ...شكلك هادئ جدا ... وصليت معانا وما شاء الله

نظر لي .... ثم قال كنت أكلم المسجد
كلماته نزلت علي كالقنبلة .

جعلتني أفكر فعلا .. هل هذا الشخص مجنون !
قلت له نعم ؟!
كنت تكلم المسجد ؟!
وهل رد عليك المسجد ؟!


تبسم ثم قال ألم أقل لك إنك ستتهمني بالجنون ؟
وهل الحجارة تتكلم ؟ هذه مجرد حجارة !


تبسمت وقلت كلامك صحيح وطالما أنها لا ترد ولا تتكلم ... لم تكلمها ؟
نظر إلى الأرض فترة وكأنه مازال يفكر ...

ثم قال دون أن يرفع عينيه :
أنا إنسان أحب المساجد كلماعثرت على مسجد قديم أو مهدم أو مهجور أفكر فيه ، أفكر عندما كان الناس يصلون فيه وأقول لنفسي يا الله كم هذا المسجد مشتاق لأن يصلي فيه أحد ،
كم يحن لذكر الله ..أحس به .... أحس إنه مشتاق للتسبيح والتهليل ، يتمنى لو آية واحدة تهز جدرانه
وأحس إن المسجد يشعر أنه غريب بين المساجد .. يتمنى ركعة .. سجدة
ولو عابر سبيل يقول الله أكبر ...

فأقول لنفسي والله لأطفئن شوقك ..
والله لأعيدن لك بعض أيامك ..أدخل فيه ... وأصلي ركعتين لله ثم اقرأ فيه جزأ كاملا من القرآن الكريم
لا تقل إن هذا الفعل غريب .. لكني والله ..أحب المساجد ..


دمعت عيناي ....نظرت في الأرض مثله لكي لا يلحظ دموعي من كلامه .
من إحساسه.... من أسلوبه .. من فعله العجيب ..من رجل تعلق قلبه بالمساجد...
ولم أدري ما أقول له واكتفيت بكلمة جزاك الله كل خير،

سلمت عليه وقلت له لا تنساني من صالح دعائك
ثم كانت المفاجاة المذهلة ، وأنا أهم بالخروج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض : أتدري بماذا أدعوا دائما وأنا أغادر هذه المساجد المهجورة بعد أن أصلي فيها ؟

نظرت إليه مذهولا...... إلا أنه تابع قائلا
: اللهم يا رب ، اللهم إن كنت تعلم أني آنست وحشة هذا المسجد بذكرك العظيم وقرآنك الكريم لوجهك يا رحيم .
فآنس وحشة أبي في قبره وأنت أرحم الراحمين


حينها شعرت بالقشعريرة تجتاح حسدي وبكيت وبكيت كطفل صغير
أخي الحبيب أختي الكريمة
أي فتى هذا ؟ وأي بر بالوالدين هذا ؟
كيف رباه أبواه ؟ وأي تربية ؟ وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا ؟
كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء او أمواتا ؟
نسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة . اللهم آمين

بن مفتاح
13-08-2012, 10:18 PM
روي ان شابا كان يجلس في مجلس سيدنا سليمان عليه السلام , ودخل عليهم ضيفا

لم يعرفه الشاب.

وكان هذا الضيف يرمق الشاب بنظرات حاده ، وما ان قام الضيف حتى سارع

الشاب بسؤال سيدنا سليمان : من هذا الضيف ؟ فقال له : انه ملك الموت جاء على

هيئة بشر.

عندها اشتد خوف الشاب وطلب من سيدنا سليمان ان ينقله عبر الريح التي سخرت

له الى اقصى الارض لكي يبتعد عن الموت وعن ملك الموت ، ولما الحّ الشاب

على سيدنا سليمان وافق على نقله الى تلك المنطقه وقيل انها في الهند , ولم يكتف

الشاب بذلك بل دخل الى مغارة صغيرة هناك , وبعد سويعات عاد ملك الموت الى

سليمان عليه السلام . فبادره سيدنا سليمان لم كنت ترمق ذاك الشاب بنظرات حاده

؟؟ فقال ملك الموت : لقد امرني الله تعالى ان اقبض روحه في مغارة صغيره في

الهند ولما زرتك ووجدته عندك استغربت من ذلك وقلت في نفسي كيف يمكن لهذا

الشاب ان يصل الى هناك بهذه السرعه لاقبض روحه في ذلك المكان وفي ذلك

الوقت , ولما ذهبت الى هناك وجدته جالسا في المغاره فقبضت روحه.



قال تعالى (( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .... ))



احبتي في الله بصراحه لم اجد لهذه القصة مراجع موثوقه , وانما سمعتها من بعض الشيوخ وقرأتها في بعض الكتب ، ولكن وان لم تكن صحيحه , فيكفي ما فيها من عبرة وموعظة احببت ان اشارككم فيها

بن مفتاح
15-08-2012, 10:39 PM
اعذروني لأني بالامس لم اضع قصة جديدة ..

مسيحية تنطق بالشهادتين ولم تسجد لله سجدة


قصة سمعتها من شيخنا الفاضل عمر عبدالكافي

لا اعلم هل كانت القصة عن حادثة حدثت له بنفسه ام انها كانت من شخص ثقة .


والقصة قصيرة وفيها انهُ كان هناك مجموعة من الملتزمين في احد المستشفيات .. ووجدوا ابناً مع امه المريضة .. وترك الابن أمه لأنهاء بعض الاجراءات ..
ووجدت المجموعة ان الام تودع الحياة فحاولوا ان يُلقنوها الشهادتين .. والحمد لله أنها نطقتهما ثم انتقلت الى بارئها ..

فما عاد ابنها سألهم اين أمي .. فاخبروه انها انتقلت الى رحمة الله وبشروه أنها نطقت بالشهادتين قبل ان تُفارق الحياة ..
فرد عليهم الرد الذي كان صاعقاً ..




لكننا مسيحين ..!!!!



سبحان الله كيف كانت نهايتها .. وما اسباب تلك النهاية السعيدة ..؟!
كل ذلك علمهُ عند الله ..

نقلتها كما سمعتها من شيخنا الفاضل .. وبأقصى ما استطيع من امانه .. وبكلماتي التي اسعفتني ..



اخوكم أحمد

بن مفتاح
16-08-2012, 06:03 PM
قصة جليبب رضي الله عنه


وهو جزء من حديث طويل في قصة تزويج النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً إحدى فتيات المسلمين ، ونصه :

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه :
( أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ ، يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ ، فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي : لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ .

قَالَ : وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا .

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ : زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ . فَقَالَ : نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ وَنُعْمَ عَيْنِي . قَالَ: إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي . قَالَ : فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : لِجُلَيْبِيبٍ :
قَالَ : فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أُشَاوِرُ أُمَّهَا . فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ : رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ . فَقَالَتْ : نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنِي . فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ . فَقَالَتْ : أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ لَا . لَعَمْرُ اللهِ لَا نُزَوَّجُهُ .

فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا قَالَتِ الْجَارِيَةُ : مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ : أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ؟ ادْفَعُونِي ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي .

فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : شَأْنَكَ بِهَا . فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا

قَالَ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ لَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟
قَالُوا : نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا . قَالَ : انْظُرُوا هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالُوا : لَا .

قَالَ : لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا . قَالَ : فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى . قَالَ : فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ! هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ .

فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ : قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوهُ ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا .

ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ وَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ غَسَّلَهُ .

قَالَ ثَابِتٌ : فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا .

وَحَدَّثَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ثَابِتًا قَالَ : هَلْ تَعْلَمْ مَا دَعَا لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا ، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا .

قَالَ : فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا .

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مَا حَدَّثَ بِهِ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ إِلَّا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، مَا أَحْسَنَهُ مِنْ حَدِيثٍ !




ثانيا : معاني المفردات
( أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء ، يمر بهن ويلاعبهن ) ، المقصود بالملاعبة هنا المحادثة ، وهو لفظ الراوي عفان بن مسلم ، أما الرواة الآخرون للسياق المطول فقالوا : ( كان يدخل على النساء ، ويتحدث إليهن )، ولعل ذلك وقع قبل نزول آية الحجاب .

( أيِّم ) : توفي عنها زوجها .

( نُعْم عين ) : أي : نكرمك بها كرامة ، ونسر عينك بها مسرة .

( إنيه ) : قال ابن الأثير :
" قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً، فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أنها لفظة تستعملها العرب في الإنكار ، يقول القائل : جاء زيد ، فتقول أنت : أزيدنيه ، وأزيد إنيه ، كأنك استبعدت مجيئه " انتهى.
" النهاية " (1/78-79)

( هذا مني وأنا منه ) معناه : " المبالغة في اتحاد طريقتهما ، واتفاقهما في طاعة الله تعالى "
كما قال النووي في " شرح مسلم " (16/26)

بن مفتاح
17-08-2012, 11:01 PM
قصة بقرة بني اسرائيل


أما أحداث القصة على وجه التفصيل، فنقف عليها من خلال ذكر بعض الروايات التي ذكرتها كتب التفسير، حول مجريات هذه القصة المثيرة والمعبرة.





الرواية الأولى رواها ابن أبي حاتم و الطبري عن عبيدة السلماني ، قال: كان في بني إسرائيل رجل عقيم، قال: فقتله وليه، ثم احتمله فألقاه في سبط غير سبطه. قال: فوقع بينهم فيه الشر حتى أخذوا السلاح. قال: فقال أولو النهى: أتقتتلون وفيكم رسول الله؟ قال: فأتوا نبي الله، فقال: اذبحوا بقرة! فقالوا: أتتخذنا هزواً، قال: { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة }، إلى قوله: { فذبحوها وما كادوا يفعلون }، قال: فضُرب، فأخبرهم بقاتله. قال: ولم تؤخذ البقرة إلا بوزنها ذهباً، قال: ولو أنهم أخذوا أدنى بقرة لأجزأت عنهم. فلم يورث قاتل بعد ذلك.




الرواية الثانية ذكرها الطبري عن أبي العالية ، قال: كان رجل من بني إسرائيل، وكان غنياً، ولم يكن له ولد، وكان له قريب وارثه، فقتله ليرثه، ثم ألقاه على مفترق الطريق، وأتى موسى فقال له: إن قريبي قُتل، وأتي إلي أمر عظيم، وإني لا أجد أحداً يبين لي من قتله غيرك يا نبي الله. قال: فنادى موسى في الناس: أنشد الله من كان عنده من هذا علم إلا بينه لنا. فلم يكن عندهم علمه. فأقبل القاتل على موسى، فقال: أنت نبي الله، فاسأل لنا ربك أن يبين لنا. فسأل ربه، فأوحى الله إليه: { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة }. فعجبوا، وقالوا: { أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي، قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض }، يعني: لا هرمة، ولا بكر، يعني: ولا صغيرة، { عوان بين ذلك }، أي: نصف، بين البكر والهرمة. { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها }، أي: صاف لونها، { تسر الناظرين }، أي: تعجب الناظرين. { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول } أي: لم يذللها العمل، { تثير الأرض }، يعني ليست بذلول فتثير الأرض. { ولا تسقي الحرث }، أي: ولا تعمل في الحرث. { مسلمة }، يعني مسلَّمة من العيوب، { لا شية فيها }، أي: لا بياض فيها. { قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون }. قال: ولو أن القوم حين أمروا أن يذبحوا بقرة، استعرضوا بقرة من البقر فذبحوها، لكانت إياها، ولكنهم شددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم. ولولا أن القوم استثنوا، فقالوا: { وإنا إن شاء الله لمهتدون }، لما هدوا إليها أبداً.





ثم إنهم لم يجدوا البقرة التي نُعتت لهم، إلا عند عجوز عندها يتامى، وهي القيِّمة عليهم. فلما علمت أنهم لا يصلح لهم غيرها، ضاعفت عليهم الثمن. فأتوا موسى عليه السلام فأخبروه أنهم لم يجدوا هذا النعت إلا عند فلانة، وأنها سألتهم أضعاف ثمنها. فقال لهم موسى عليه السلام: إن الله قد كان خفف عليكم، فشددتم على أنفسكم، فأعطوها رضاها وحكمها. ففعلوا، واشتروها فذبحوها. فأمرهم موسى عليه السلام أن يأخذوا عظماً منها، فيضربوا به القتيل. ففعلوا، فرجعت إليه روحه، فسمى لهم قاتله، ثم عاد ميتاً كما كان. فأخذوا قاتله -وهو الذي كان أتى موسى فشكى إليه- فقتله الله على سوء عمله.




الرواية الثالثة ذكرها الطبري عن السدي ، قال: كان رجل من بني إسرائيل مكثراً من المال، وكانت له ابنة، وكان له ابن أخ محتاج. فخطب إليه ابن أخيه ابنته، فأبي أن يزوجه إياها، فغضب الفتى، وقال: والله لأقتلن عمي، ولآخذن ماله، ولأنكحن ابنته، ولآكلن ديته! فأتاه الفتى، وقد قدم تجار في قبائل بني إسرائيل، فقال: يا عم! انطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء القوم، لعلي أصيب منها، فإنهم إذا رأوك معي أعطوني. فخرج العم مع الفتى ليلاً، فلما بلغ الشيخ تلك القبائل، قتله الفتى، ثم رجع إلى أهله.


فلما أصبح، جاء كأنه يطلب عمه، كأنه لا يدري أين هو، فلم يجده. فانطلق نحوه، فإذا هو في تلك القبائل مجتمعين عليه، فأخذهم، وقال: قتلتم عمي، فأدوا إلي ديته. وجعل يبكي ويحثو التراب على رأسه وينادى: واعماه! فرفعهم إلى موسى عليه السلام، فقضى عليهم بالدية، فقالوا له: يا رسول الله، ادع لنا ربك حتى يبين له من صاحبه، فيؤخذ صاحب الجريمة، فوالله إن ديته علينا لهينة، ولكنا نستحي أن نعير به. فقال لهم موسى عليه السلام: اذبحوا بقرة. قالوا: نسألك عن القتيل وعمن قتله، وتقول: اذبحوا بقرة! أتهزأ بنا؟ فقال لهم موسى : { فافعلوا ما تؤمرون }، فطلبوها فلم يقدروا عليها.


وكان رجل من بني إسرائيل من أبر الناس بأبيه، وإن رجلاً مر به معه لؤلؤ يبيعه، فكان أبوه نائماً تحت رأسه المفتاح، فقال له الرجل: تشتري مني هذا اللؤلؤ بسبعين ألفاً؟ فقال له الفتى: كما أنت حتى يستيقظ أبي، فآخذه بثمانين ألفاً. فقال له الآخر: أيقظ أباك، وهو لك بستين ألفاً. فجعل التاجر يحط له حتى بلغ ثلاثين ألفاً، وزاد الآخر على أن ينتظر حتى يستيقظ أبوه، حتى بلغ مائة ألف. فلما أكثر عليه، قال: لا والله، لا أشتريه منك بشيء أبداً، وأبى أن يوقظ أباه. فعوضه الله من ذلك اللؤلؤ، أن جعل له تلك البقرة. فمرت به بنو إسرائيل يطلبون البقرة، فأبصروا البقرة عنده، فسألوه أن يبيعهم إياها بقرة ببقرة، فأبى، فأعطوه ثنتين فأبى، فزادوه حتى بلغوا عشراً، فأبى، فقالوا: والله لا نتركك حتى نأخذها منك. فانطلقوا به إلى موسى ، فقالوا: يا نبي الله، إنا وجدنا البقرة عند هذا، فأبى أن يعطيناها، وقد أعطيناه ثمناً. فقال له موسى عليه السلام: أعطهم بقرتك. فقال: يا رسول الله، أنا أحق بمالي. فقال: صدقت. وقال للقوم: أرضوا صاحبكم. فأعطوه وزنها ذهباً فأبى، فأضعفوا له مثل ما أعطوه وزنها، حتى أعطوه وزنها عشر مرات، فباعهم إياها وأخذ ثمنها. فقال: اذبحوها. فذبحوها فقال: اضربوه ببعضها. فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين، فعاش، فسألوه: من قتلك؟ فقال لهم: ابن أخي، قال: أَقْتُلُه، وآخذُ ماله، وأنكح ابنته. فأخذوا الغلام فقتلوه.



منقول من : اسلام ويب

بن مفتاح
18-08-2012, 11:06 PM
جولة في .. مستشفى المجانين


د.محمد بن عبد الرحمن العريفي




كنت في رحلة إلى أحد البلدان لإلقاء عدد من المحاضرات ..
كان ذلك البلد مشهوراً بوجود مستشفى كبير للأمراض العقلية ..أو كما يسميه الناس مستشفى المجانين ..
ألقيت محاضرتين صباحاً .. وخرجت وقد بقي على أذان الظهر ساعة ..


كان معي عبد العزيز .. رجل من أبرز الدعاة ..
التفت إليه ونحن في السيارة .. قلت : عبد العزيز .. هناك مكان أود أن أذهب إليه ما دام في الوقت متسع ..
قال : أين ؟ صاحبك الشيخ عبد الله .. مسافر .. والدكتور أحمد اتصلت به ولم يجب ..
أو تريد أن نمر المكتبة التراثية .. أو ..
قلت : كلا .. بل : مستشفى الأمراض العقلية ..
قال : المجانين !! قلت : المجانين ..
فضحك وقال مازحاً : لماذا .. تريد أن تتأكد من عقلك ..
قلت : لا .. ولكن نستفيد .. نعتبر .. نعرف نعمة الله علينا ..


سكت عبد العزيز يفكر في حالهم .. شعرت أنه حزين .. كان عبد العزيز عاطفياً أكثر من اللازم ..
أخذني بسيارته إلى هناك ..

أقبلنا على مبنى كالمغارة..الأشجار تحيط به من كل جانب..كانت الكآبة ظاهرة عليه..
قابلنا أحد الأطباء .. رحب بنا ثم أخذنا في جولة في المستشفى ..
أخذ الطبيب يحدثنا عن مآسيهم .. ثم قال :
وليس الخبر كالمعاينة ..


دلف بنا إلى أحد الممرات .. سمعت أصواتاً هنا وهناك ..
كانت غرف المرضى موزعة على جانبي الممر ..
مررنا بغرفة عن يميننا .. نظرت داخلها فإذا أكثر من عشرة أسرة فارغة ..
إلا واحداً منها قد انبطح عليه
رجل ينتفض بيديه ورجليه .. التفتُّ إلى الطبيب وسألته : ما هذا !!
قال : هذا مجنون .. ويصاب بنوبات صرع .. تصيبه كل خمس أو ست ساعات ..
قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. منذ متى وهو على هذا الحال ؟
قال :منذ أكثر من عشر سنوات ..


كتمت عبرة في نفسي .. ومضيت ساكتاً ..
بعد خطوات مشيناها .. مررنا على غرفة أخرى .. بابها مغلق .. وفي الباب فتحة يطل
من خلالها رجل من الغرفة ..
ويشير لنا إشارات غير مفهومة ..
حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة .. فإذا جدرانها وأرضها باللون البني ..
سألت الطبيب : ما هذا ؟!! قال : مجنون ..
شعرت أنه يسخر من سؤالي .. فقلت : أدري أنه مجنون .. لو كان عاقلاً لما رأيناه هنا .. لكن ما قصته ؟
فقال : هذا الرجل إذا رأى جداراً .. ثار وأقبل يضربه بيده .. وتارة يضربه برجله .. وأحياناً برأسه ..
فيوماً تتكسر أصابعه .. ويوماً تكسر رجله .. ويوماً يشج رأسه .. ويوماً ..
ولم نستطع علاجه .. فحبسناه في غرفة كما ترى .. جدرانها وأرضها مبطنة بالإسفنج .. فيضرب كما يشاء ..


ثم سكت الطبيب .. ومضى أمامنا ماشياً ..
أما أنا وصاحبي عبد العزيز .. فظللنا واقفين
نتمتم : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به
ثم مضينا نسير بين غرف المرضى ..


حتى مررنا على غرفة ليس فيها أسرة .. وإنما فيها أكثر من ثلاثين رجلاً .. كل واحد منهم على حال ..
هذا يؤذن .. وهذا يغني .. وهذا يتلفت .. وهذا يرقص ..
وإذا من بينهم ثلاثة قد أُجلسوا على كراسي .. وربطت أيديهم وأرجلهم .. وهم يتلفتون حولهم ..
ويحاولون التفلت فلا يستطيعون ..
تعجبت وسألت الطبيب : ما هؤلاء ؟ ولماذا ربطتموهم دون الباقين ؟
فقال : هؤلاء إذا رأوا شيئاً أمامهم اعتدوا عليه .. يكسرون النوافذ .. والمكيفات .. والأبواب ..
لذلك نحن نربطهم على هذا الحال .. من الصباح إلى المساء ..
قلت وأنا أدافع عبرتي : منذ متى وهم على هذا الحال ؟
قال : هذا منذ عشر سنوات .. وهذا منذ سبع .. وهذا جديد .. لم يمض له إلا خمس سنين !!


خرجت من غرفتهم .. وأنا أتفكر في حالهم .. وأحمد الله الذي عافاني مما ابتلاهم ..
سألته : أين باب الخروج من المستشفى ؟
قال : بقي غرفة واحدة .. لعل فيها عبرة جديدة .. تعال ..
وأخذ بيدي إلى غرفة كبيرة .. فتح الباب ودخل .. وجرني معه ..
كان ما في الغرفة شبيهاً بما رأيته في غرفة سابقة .. مجموعة من المرضى ..
كل منهم على حال .. راقص .. ونائم ..
و .. و .. عجباً ماذا أرى ؟؟
رجل جاوز عمره الخمسين .. اشتعل رأسه شيباً .. وجلس على الأرض القرفصاء .. قد جمع جسمه بعضه على بعض ..
ينظر إلينا بعينين زائغتين .. يتلفت بفزع ..
كل هذا طبيعي ..
لكن الشيء الغريب الذي جعلني أفزع .. بل أثور .. هو أن الرجل كان عارياً تماماً ليس عليه من اللباس .. ولا ما يستر العورة المغلظة ..
تغير وجهي .. وامتقع لوني .. والتفت إلى الطبيب فوراً .. فلما رأى حمرة عيني ..
قال لي .. هدئ من غضبك .. سأشرح لك حاله ..
هذا الرجل كلما ألبسناه ثوباً عضه بأسنانه وقطعه .. وحاول بلعه .. وقد نلبسه في اليوم الواحد أكثر من عشرة ثياب ..
وكلها على مثل هذا الحال ..
فتركناه هكذا صيفاً وشتاءً .. والذين حوله مجانين لا يعقلون حاله ..


خرجت من هذه الغرفة .. ولم أستطع أن أتحمل أكثر .. قلت للطبيب : دلني على الباب .. للخروج ..
قال : بقي بعض الأقسام ..
قلت : يكفي ما رأيناه ..


مشى الطبيب ومشيت بجانبه .. وجعل يمر في طريقه بغرف المرضى .. ونحن ساكتان ..
وفجأة التفت إليّ وكأنه تذكر شيئاً نسيه .. وقال :
يا شيخ .. هنا رجل من كبار التجار .. يملك مئات الملايين .. أصابه لوثة عقلية فأتى به
أولاده وألقوه هنا منذ سنتين ..
وهنا رجل آخر كان مهندساً في شركة .. وثالث كان ..
ومضى الطبيب يحدثني بأقوام ذلوا بعد عز .. وآخرين افتقروا بعد غنى .. و ..


أخذت أمشي بين غرف المرضى متفكراً ..
سبحان من قسم الأرزاق بين عباده ..
يعطي من يشاء .. ويمنع من يشاء ..
قد يرزق الرجل مالاً وحسباً ونسباً ومنصباً .. لكنه يأخذ منه العقل .. فتجده من أكثر الناس مالاً .. وأقواهم جسداً ..
لكنه مسجون في مستشفى المجانين .. وقد يرزق آخر حسباً رفيعاً .. ومالاً وفيراً .. وعقلاً كبيراً .. لكنه يسلب منه الصحة ..
فتجده مقعداً على سريره .. عشرين أو ثلاثين سنة .. ما أغنى عنه ماله وحسبه ..!!
ومن الناس من يؤتيه الله صحة وقوة وعقلاً .. لكنه يمنعه المال فتراه يشتغل حمال أمتعة في سوق أو تراه معدماً فقيراً يتنقل بين الحرف المتواضعة لا يكاد يجد ما يسد به رمقه ..
ومن الناس من يؤتيه .. ويحرمه .. وربك يخلق ما يشاء ويختار .. ما كان لهم الخيرة ..
فكان حرياً بكل مبتلى أن يعرف هدايا الله إليه قبل أن يعد مصائبه عليه .. فإن حرمك المال فقد أعطاك الصحة .. وإن حرمك منها ..
فقد أعطاك العقل .. فإن فاتك .. فقد أعطاك الإسلام .. هنيئاً لك أن تعيش عليه وتموت عليه ..
فقل بملء كفيك الآن بأعلى صوتك : الحمد لله ..
الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله

الحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته


منقوووووووول

بن مفتاح
19-08-2012, 05:52 PM
إنه يقرأ القرآن




شخص يسير بسيارته سيراً عادياً , وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة . ترجّل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة .

جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف .. سقط مصاباً إصابات بالغة .


يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق : حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره . عندما حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا .. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي .. سبحان الله لا تقول هذا مصاب ..

الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه .. بل هوعلى ما يبدو على مشارف الموت .


استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل القرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي . فجأة سكت ذلك الصوت ..

التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلي الخلف .. لمست يده .. قلبه .. أنفاسه . لا شيء فارق الحياة .


نظرت إليه طويلاً .. سقطت دمعة من عيني .. أخفيتها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.




وصلنا المستشفى.. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل.. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.

اتصل أحدالموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى .. كان المتحدث أخوه .. قال عنه .. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين..وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها ..

وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق .. إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها..



من الغد غص المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ..


استقبل أول أيام الآخرة .. وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا *


منقوووووووووووول

بن مفتاح
20-08-2012, 10:06 PM
قضيّة بين أخوين في المحكمة





حيزان الفهيدي صاحب أغرب قضية تشهدها محاكم القصيم




دموع سخيه ..ولكن لماذا ؟؟




قصه من الواقع وليست من الخيال



نقرأ كثيراً ونسمع عن قصص مؤسفة تتحدث عن العقوق الذي يسود العلاقات العائلية في بعض الاسر,وتنتج عنه تصرفات مشينة تثير الغضب







حيزان رجل مسن من الاسياح ( قرية تبعد عن بريدة 90كم ) بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيته,




فماالذي ابكاه؟




هل هوعقوق أبنائه ؟؟

أم خسارته في قضية أرض متنازع عليها؟؟

أم هي زوجة رفعت عليه قضية خلع؟؟






في الواقع ليس هذا ولا ذاك,

ماأبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة من نوعها ,

فقد خسر القضية أمام أخيه , لرعاية أمة العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاس




فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر حيزان,الذي يعيش وحيدا ,وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش معأسرته,

لكن حيزان رفض محتجا بقدرته على رعايتها,






وكان أنوصل بهما النزاع إلى المحكمة ليحكم القاضي بينهما, لكن الخلاف احتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصر على أحقيته برعاية والدته,

وعندها طلب القاضي حضور العجوزلسؤالها, فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها20 كيلوجرام فقط


وبسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لماتقول:

هذا عيني مشيرة إلى حيزان وهذا عيني الأخرى مشيرة إلى أخيه




وعندها أضطر القاضي أن يحكم بما يراه مناسباً,

وهو أن تعيش مع أسرة الاخ ألأصغر فهم ألأقدر على رعايتها




وهذا ما أبكى حيزان ما أغلى الدموع التي سكبها حيزان, دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخاً مسناً,




وما أكبر حظ الأم لهذا التنافس




ليتني أعلم كيف ربت ولديها للوصول لمرحلة التنافس فى المحاكم على رعايتها ,هو درس نادر في البر في زمن شح فيه البر

بن مفتاح
09-09-2012, 10:03 PM
توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادتان


أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها … وذلك إثر ذبحة صدرية شديدة … أدت إلى توقف قلبها …


اتصل بي الزملاء … وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها ، وكان ذلك في السابعة صباحاً تقريباً …


هرعت إلى الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي … فلما وصلت … وجدت أن الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب … فطلبت نقلها بسرعة إلى قسم قسطرة القلب لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها …


وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا أنه حدث شئ غريب … لم أره ، ولم أعهده من قبل !!!


أتدرون ما هو ؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها …بل تكلمت !!! لكن .. أتدرون ماذا قالت ؟! هل تظنون أنها صرخت ؟ هل اشتكت ؟! هل طلبت المساعدة ؟! هل قالت إين زوجي وأولادي ؟!


هل نطقت بكلمة عن أمر من أمور الدنيا ؟!


لا والله … بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة .


أشهـد أن لا إله إلا الله .. وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم … ثم ماذا ؟! ماذا تتوقعون ؟!


توقـف القلـب مرة أخـرى … وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها …


فحاولت مرة أخرى بالتدليك وإنعاش القلب مرة ثانية …


وسبحان الله !! تكرر الأمر مرة أخرى … فُتحت العينان … ونطق اللسان بالشهادتين


أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .


وهل تصدقون أن ذلك تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب … ثم ينطق اللسان بالشهـادتيـن ولا أسمـع كلمة أخـرى … لا أنين … ولا شكوى …ولا طلب دنيوي …


إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين !!


ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً …


لقد استنار وجهها !!


نعم … صدقوني … والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها … لقد رأيته يُشع نوراً …


وهكذا كانت نهايتها …


قال أبو مصعب – عفا الله عنه – وهذه من علامات حسن الخاتمة إن شاء الله … فإن الله جل وعلا يقول ) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة( وهذا من تثبيت الله لها … أن أنطقها بالشهادتين عند موتها وقد صح في الحديث عن أحمد وأبي داود عن معاذ قال ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )15


ثم إن استنارة وجهها … وإشراقته علامة أخرى أيضاً .


ففي حديث طلحة بن عبيدالله عند ما زاره عمر وهو ثقيل وفيه ( إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات ، سمعته يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ، ونفّس الله عنه كربته ، قال ، فقال عمر : إني لا علم ما هي ! قال : وما هي ؟ قال : تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمّه عند الموت : لا إله إلا الله ؟ قال طلحة ؟ صدقت هي والله هي )16 .


ومحل الشاهد قوله أشرق لها لونه … وهذا ما شهد به الأخ خالد حفظه الله بعد نطقها مراراً بالشهادتين … فهنيئاً لها ونسأل الله حسن الخاتمة .


ولكن !! هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟! الجواب لا يواصل محدثي الدكتور خالد :… فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطا … متواضع الملبس … يظهر أنه فقير الحال … فواسيته وعزيته وذكرتّه بالله ، فلم أر منه إلا التسليم والاسترجاع والرضى بما قدّر الله تعالى … ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة …


فقلت له : يا أخي الكريم لقدحصل من زوجتك أمراً عجباً بل أمور تبشر بالخير والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً … كيف كانت حياتها … وماذا كانت تصنع ؟!


قال وبكل بساطة وبدون تعقيد لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً … ومنذ تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة !!


فقلت في نفسي … لمثل هذا فليعمل العاملون … نعم … قيام الليل وما أدراك ما قيام الليل ؟!


إنه شرف المؤمن كما في حديث جبريل الصحيح وهو دأب الصالحين قبلنا …





قال تعالى ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون ) الذاريات 17 – 18




إذا ما الليـل أقبـل كابدوه فيسفـر عنهـم وهم ركوع


أطار الخوف نومهـم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع


لهم تحت الظلام وهم ركوع أنين منـه تنفرج الضلـوع




وصدق الله ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون.فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) السجدة 16/17 .


نسأل الله التوفيق لقيام الليل وعمل الصالحات وحسن الختام .


كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير




منقووووووووووووول