المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوراق



رجل تعليم
05-08-2012, 05:47 AM
أخذتني الطريق إلى ساحل مدينة طنجة ..أنا هنا الآن أستريح على جرح يتجدد في مرة كل عام ...هناك جزء لا أفهمه في كلمة " الجرح " ..إنه السعي الدائم للبقاء وفيا رغم كل هذا الألم ...هو أن تبقى وفيا حين يفقد الوفاء قيمته ...حين يستحيل أن تجد له معنى لكنك تصر على أن تبقى كذلك لتنتصر لما عندك من قيمك القديمة ...

سألتني نرجس بعد مغيب الشمس هنا في طنجة : متى تنتصر لك الكلمة ؟
قلت لها : حين سيعود صديقي العزيز بعد أيام لباريس ..سيتجدد في نفس الحزن لأكثر من مرة ... سأفتح دفتري القاتم لأحاكم الأيام التي تمضي بهذا الشكل العسير ...
التقينا عند زاوية ما ...كنت داخل سيارتي ،ولما أيقنت أني لن أجد موقفا أبقى فيه للحظات ، أومأت لصديقي أن نؤجل الفكرة إلى يوم آخر ..

لكننا انصرفنا أكثر من يوم وأكثر من أسبوعين ، ...تبدو فكرة اللقاء غير حضارية حين لا نجد مبررا تاريخيا لذلك ...لكنني في نهاية المطاف أعتقد أني ربحت رهان الصبر ...كل عام وأنا أصبر ...ما أروع هذا القدر ...

سيعود صديقي قريبا لأستأنف من جانبي رحلتي الأبدية صوب الجبال ...الطريق محفرة ولا تشبه الطريق الفرنسية في شيء ...لكنها رائعة رغم ذلك ..أشعر فيها بالإنسياب وألامس معها الحدود البعيدة لداء الحرية ...لا شيء سيعيد الأمس إلا ما كان من وحي الخيال ...مزيد من الصبر وستعانق الإنتصار ...لكن الإنتصارات التي تخرج من رحم الصبر هي انتصارات بطعم الهزيمة في النهاية ...أحيانا نحتاج لكثير من الفشل حتى نتخلص من الكثير من أوهامنا ...لكن وقبل ذلك سيتعين علينا أن نبقى أوفياء أكثر ...
...لا أقوم بعمل يذكر خلال هذه الإجازة الصيفية سوى أنني آخذ الخبز إلى الفرن كل يوم فأنال رضا عاليا جدا من زوجتي ...أسير راجلا فيما تسير الصغيرتان بجانبي وتملآن مسامعي بحكاياتهما الخاصة ...حين أعود من الفرن أستطيع أن أحملهما معا في ذراعي ...لكن مطالب الصغار بسيطة جدا وأستطيع تحقيقها عند أقرب دكان في طريق العودة ...ماذا لو كانت أحلامي كأحلامهما ؟؟حتما سيكون لي أكثر من دمية وأكثر من دراجة ...ما إن نصل إلى البيت حتى يمسي هذا الطفل رجلا من جديد ...الحزن ينتظره عند الأفق ...لكن الأحزان ليست مميتة كلها ...منها ما أصبح يشكل جزء من كياننا وإطلالتنا وهذه الأخيرة هي التي يجب أن نعمل على التنكر لها مثلما تنكر لنا من جاء بها لدنيانا الرائعة ...

يتبع

intesar
05-08-2012, 06:10 AM
متابعة بإذنه تعالى..

رجل تعليم
13-08-2012, 02:37 AM
متابعة بإذنه تعالى..

مرحبا انتصار ...شكرا على المتابعة وآمل أن تسعدك القراءة دوما

رجل تعليم
13-08-2012, 02:38 AM
... تجدد الرياح مواعيدها الكئيبة هنا عند الساحل في مثل هذا الوقت من كل عام ...إنه نذير فصل الخريف الحزين الذي لا يبعد عنا سوى بضعة أسابيع فقط...في الخريف سنتهيأ كما نفعل كل مرة لنحاكم أيامنا التي تمضي دون أن تسحبنا إلى وجهاتنا المفضلة ...وبعد أن تتساقط وريقات الشجر سنجد أنفسنا في قلب الشتاء وجها لوجه أمام كومات الحطب التي تأكلها النار بلا رحمة ...

أكنت في طنجة ؟
أجل ...وكم كنت وحيدا .

...كلما جاءه ذلك الصوت من باريس إلا ويعود ليتمم عملا أبى أن يكتمل منذ عهد بعيد...يعود بسرعة إلى جسده ليملأ ما ظهر به من فراغات جديدة ...يقطع من جسده ليرمم ذات الجسد....هكذا كان يفعل وما يزال كلما أتاه صوت نالت منه مهنة الطب كثيرا ....هنالك الرقة والوداعة ورائحة المخدر على الوزرة ...حقن إحتياطية بالجيب وبقايا من آلام المرضى على طرفي اللسان ...لكن مهنة الطب لم تشغله نهائيا عن العناية بأزهار الحديقة ...

تنمو الأزهار بلا مشقة في الضاحية الباريسية كأنما تقرأ صدق النوايا عند أصحابها ...يحمل الجميع سحنة شقراء بمن فيهم سكان الأرياف الذين ابتعدوا عن صخب المدينة أو ممن التصقوا بأرض الأجداد دون أن يكون التعصب هو الدافع بالضرورة ....كل الورود سأهديها ولو في رسالة يقول الطبيب ويضيف : لولا التقاليد لمسحت الغبار عن كتبك التي تركتها هنا منذ عهدك البعيد ....لو فعلت ذلك لأسقطوا عني الجنسية الفرنسية لأن الأشياء بالنسبة لنا تبقى دوما ملكا لأصحابها وإن رحلوا ...لا ندخل بيوت الراحلين ولا نمسح الغبار عن كراسيهم ...كل ما نملكه من حق اتجاه أشيائهم هو أن ننظر إليها بحسرة وبرجاء لا ينقطع في عودة ما... حتى وإن كانت مستحيلة ...
...لن تفقد شمس بلادك فهي تشرق هنا أيضا ...صدقني لأن شمس الوجود واحدة ولربما شعرت هنا بالدفء أكثر ...إن فكرة بلادك بلادي لن تجد طريقها إلى رأسي أبدا...الأرض كرة واحدة والمعارك القديمة لم تنجب لنا غير الحصون والقلاع وهي كما ترى الآن لم تعد إلا ملاذا للسياح الهاربين من أسرتهم، وللحمام كي يمارس المزيد من هوايته العتيقة ...هواية الغرور ...
...ثم إن تذكرة واحدة ستكفي لأستعيد بها حرية الولوج إلى تلك الغرفة ...وارحل من جديد لتطول مذكراتي ....

بوسعي الآن أن أصمت كما فعلت بصعوبة لسنوات ....لا يمكن أن تنصح شخصا يعيش في فرنسا أبدا ...يعرف الجميع هنالك ما يريد وما يتعين عليه أن يفعل ...قد يتعرض المرء لموقف محرج إذا استرسل في إسداء النصائح لهم ...البارسيات مثلا يخترن ملابسهن بأنفسهن دونما مساعدة من أحد ... أما عندنا وخصوصا في هذا الحي الذي انتهيت إليه فإني كلما هممت بالخروج إلا وينصحني الجار بالقيادة بحذر كأني ربما كنت أفكر في الطيران بدلا من السير على الطريق ...أما إذا أرادت عمتي أن تشتري قميصا جديدا لابنها فإنها تصحب معها كافة نساء الحي ليبدين رأيهن في القميص الجديد ...كل رأي يجب أن يتم التعامل معه بجدية لتفادي كارثة ما في العلاقات المستقبلية ... المسألة تتعلق بالفراغ في اعتقادي وبالوعي في تدبير الفراغ ...لماذا لا نصمت حين لا نستطيع أن نقول شيئا مفيدا ؟؟...غياب الأشياء يشكل فراغا لدى البعض منا وأكاد أكون أشهرهم. ..أما البعض فيشعرون بالفراغ لمجرد أنهم لا يملكون حق إضاءة الأنوار في غرف إلا أن يحضر أصحابها ....إن أروع مظاهر الإحترام هي حين نحترم الغياب كتقليد إنساني عريق ..حين نحترم الغائبين رغم علمنا الأكيد أنه يتعذر عليهم أن يضبطونا ونحن متلبسين بتهمة المساس بشؤونهم التي تكون بسيطة وغير مرغوب فيها في أغلب الأحيان ...نحترم ضعفهم وعجزهم واستسلامهم للموت أو الرحيل ...هكذا نشهر أمام أنفسنا كامل وفائنا لهم ...نقول لذواتنا حينها : حسنا لقد رحلوا ولن نكون سعداء إلا بالإحسان لأطيافهم وأسمائهم وبقايا ألحانهم التي سنجاهد الزمن عاما إثر عام لئلا ينجح في تغييبها عن مسامعنا ...

...تذكرة واحدة ستكفي ...ثم إنك لن تظل غريبا هنا إلى الأبد ...كل غريب سيعود يوما لوطنه ولو في نعش ...تأمل راحة يديك جيدا ....ستجد أنها تستطيع أن تحملك صوب مهنة أخرى ...وكل ما تحتاج إليه هو زيارة قصيرة نحو " احتياطي الجرأة " عندك ...

....سأترك طنجة هذا المساء وأنا متأكد أني قد اشتقت فعلا لتلامذتي وعملي ...حين أكون أمام تلامذتي أكون قد خلفت كل الحزن ورائي ...وما إن أترك القاعة حتى يزمجر ذلك الصوت القديم في دواخلي ...صوت يدفعني لأشكر الماضي لأنه علمني سبل الوقوف بثبات أمام المحن ....لكنه صوت مؤلم رغم كل ذلك ....

يتبع

khalid525
13-08-2012, 04:36 AM
يله وين التكمله ؟

Cute Mother
13-08-2012, 04:45 AM
رائع اكمل استاذ ؛ ودع قلمك يرعف دون توقف حتى النهاية .......

لولو2022
13-08-2012, 05:52 AM
ماشاء الله عندكم وقت .. اسفه اكيد القصة حلوه بس ردي بيكون بعد رمضان اذا الله احيانا لان ماعندي وقت ابي الحق اختم القرآن

اوف ليميت
14-08-2012, 11:43 AM
شسالفه وينك ياراعي الموضوع
اليوم جبت معاي ورد للدوام..قلت بمخمخ على التكمله وبعيش نفسي الجو كثر ما اقدر..الله يسامحك علقتنا

:]

رجل تعليم
18-08-2012, 03:42 AM
أقدم اعتذاري الكبير لزوار هذه الصفحة ... لا أتأخر بقصد ولا أفهم الحكمة من ذلك ...كلما كتبت ورقة وكان وسعي أن أشارككم إياها فسأفعل ذلك بكل فرح وسرور ...المسألة مسألة وقت وفكرة فقط

لكل من خط حرفا هنا ...سأظل أسعد بوجودكم وسأترقبه على الدوام
شكرا جزيلا لكم على حسن المتابعة وتقبل الله منا ومنكم ومن جميع المسلمين الصالح من الأعمال .

رجل تعليم
18-08-2012, 03:43 AM
بت أحتل تقريبا هذا الركن الهادئ من المقهى ، وربما أكون الشخص الوحيد الذي يستعمل مصدر الكهرباء القريب من طاولتي ...سأكتشف في كل مرة أشتري بطارية جديدة للحاسوب أن هذا الإجراء لم يعد نافعا في وطني العزيز ..لا أثر هنا للقطع الأصلية إلا ما يجلبه المهاجرون من القارة الأوروبية ، لكن أغلب ما يأتون به قد وصلنا بطرق تفتقر لمقدار كبير من الأخلاق ولذلك تتبخر البركة عنها وتضيع بسرعة مثلما تضيع كل الأشياء التي يصر القائمون على شؤون هذا البلد على بيعها لنا –رغم فسادها – بالأثمنة التي يختارونها بأنفسهم...
في هذا المكان بالضبط قرأت على امتداد سنوات آلاف الأخبار التي مزقتني في وقت أنا أحوج فيه لأي شيء يساعدني على رسم وجه جميل لهذا العالم ...من هنا أيضا قرأت أجمل الرسائل التي حواها بريدي الذي يأكله الصدأ الآن ...أخذتني المعاني الكبيرة نحو القلوب الرائعة لمؤلفيها ...جلست بين حديثهم بأدب ووقار ولكم أرهقني العجز حين وجدت أن كلماتهم أعذب بكثير من لغتي التي يأبى اليومي أن يغادرها ...
بالأمس جاءني اتصال من الدوحة ...يحدث هذا للمرة الرابعة ..ما إن بدأت أسأل عن هوية المتصل واسمه حتى انقطع الإتصال ...استيقظت بعدها من النوم ثم عدت وأنا أضع المزيد من الغطاء فوق رأسي لئلا أحلم بالمزيد ...لا حاجة لي للحلم في هذه الفترة إطلاقا ...سأحلم حين سأصير طفلا ...أريد أن أسلم جسدي دون مقاومة للواقع كما بقية خلق الله...الذين يمارسون الواقع لا يتعذبون إلا مرة واحدة ، وتحدث حين تصفعهم الوقائع التي لا نفاق فيها ...أما الذين يحلون فإن الحزن لا يبرح زواياهم أبدا لأن واقعهم شيء ومدن السراب التي تتشكل بموهبة فريدة أمام أعينهم شيء آخر ...

قريبا سيبدأ موسم هجرة الطيور نحو الشمال أو الجنوب ...ومن نافذة القاعة التي أشتغل فيها سأستطيع إن حييت أن أرى عند مطلع أكتوبر أسرابا من الطيور وهي تسافر طوال النهار نحو وجهة مجهولة في الجنوب ...أتأمل تلك الجماعات وهي ترفرف في الأعالي وبدواخلي شغف سيتحول إلى عجز حين لا أستطيع أن أسألها عن وجهتها التالية ... ثم سؤال سيملأ أعيني دمعا :متى ستعودين ؟؟؟...أسأل نفسي في صمت وأكتب على السبورة " أحول الجملة التالية حسب االضمائر ...." ولدى تصحيحنا الجماعي للتمرين سأسمع أحد الصغار وهو يردد بصوت مسموع :" هو يسافر صوب وجهة غير معلومة لكنه سيعود يوما ما "
أشتغل في منطقة سكانها يتحدثون الأمازيغية كلغة رسمية ...علاقتهم بفعل ممارسة اللغة العربية وسواها من اللغات تنتهي لدى مغادرتهم لأسوار المدرسة ...لكننا وحين نكون منهمين في العمل أستطيع أن أشعر بالفخر لأنهم يتحدثون اللغة العربية بطلاقة وهو في عمر الزهور ...يأتون بجمل مفيدة ويقرؤون النصوص القرائية بشكل ممتاز جدا ...يميزون بين الأسماء والأفعال ويؤلفون ابتداء من السنة الرابعة نصوصا إنشائية وإن بصعوبة ...لدى بلوغهم السنة السادسة سيكون باستطاعتهم استخراج المفاعيل وإعراب الجمل والوصول إلى الجملة التي تناسب الترسيمة المقترحة ....

يركن المرء لنفسه بعد هذا ويقول : إذا فشلت في أمور أخرى فإني على الأقل ما زلت قادرا على الإتيان بعمل إن لم ينفعني في دنياي فسيشفع لي إن شاء الله في الآخرة ....

يتبع

رجل تعليم
18-08-2012, 03:44 AM
بت أحتل تقريبا هذا الركن الهادئ من المقهى ، وربما أكون الشخص الوحيد الذي يستعمل مصدر الكهرباء القريب من طاولتي ...سأكتشف في كل مرة أشتري بطارية جديدة للحاسوب أن هذا الإجراء لم يعد نافعا في وطني العزيز ..لا أثر هنا للقطع الأصلية إلا ما يجلبه المهاجرون من القارة الأوروبية ، لكن أغلب ما يأتون به قد وصلنا بطرق تفتقر لمقدار كبير من الأخلاق ولذلك تتبخر البركة عنها وتضيع بسرعة مثلما تضيع كل الأشياء التي يصر القائمون على شؤون هذا البلد على بيعها لنا –رغم فسادها – بالأثمنة التي يختارونها بأنفسهم...
في هذا المكان بالضبط قرأت على امتداد سنوات آلاف الأخبار التي مزقتني في وقت أنا أحوج فيه لأي شيء يساعدني على رسم وجه جميل لهذا العالم ...من هنا أيضا قرأت أجمل الرسائل التي حواها بريدي الذي يأكله الصدأ الآن ...أخذتني المعاني الكبيرة نحو القلوب الرائعة لمؤلفيها ...جلست بين حديثهم بأدب ووقار ولكم أرهقني العجز حين وجدت أن كلماتهم أعذب بكثير من لغتي التي يأبى اليومي أن يغادرها ...
بالأمس جاءني اتصال من الدوحة ...يحدث هذا للمرة الرابعة ..ما إن بدأت أسأل عن هوية المتصل واسمه حتى انقطع الإتصال ...استيقظت بعدها من النوم ثم عدت وأنا أضع المزيد من الغطاء فوق رأسي لئلا أحلم بالمزيد ...لا حاجة لي للحلم في هذه الفترة إطلاقا ...سأحلم حين سأصير طفلا ...أريد أن أسلم جسدي دون مقاومة للواقع كما بقية خلق الله...الذين يمارسون الواقع لا يتعذبون إلا مرة واحدة ، وتحدث حين تصفعهم الوقائع التي لا نفاق فيها ...أما الذين يحلون فإن الحزن لا يبرح زواياهم أبدا لأن واقعهم شيء ومدن السراب التي تتشكل بموهبة فريدة أمام أعينهم شيء آخر ...

قريبا سيبدأ موسم هجرة الطيور نحو الشمال أو الجنوب ...ومن نافذة القاعة التي أشتغل فيها سأستطيع إن حييت أن أرى عند مطلع أكتوبر أسرابا من الطيور وهي تسافر طوال النهار نحو وجهة مجهولة في الجنوب ...أتأمل تلك الجماعات وهي ترفرف في الأعالي وبدواخلي شغف سيتحول إلى عجز حين لا أستطيع أن أسألها عن وجهتها التالية ... ثم سؤال سيملأ أعيني دمعا :متى ستعودين ؟؟؟...أسأل نفسي في صمت وأكتب على السبورة " أحول الجملة التالية حسب االضمائر ...." ولدى تصحيحنا الجماعي للتمرين سأسمع أحد الصغار وهو يردد بصوت مسموع :" هو يسافر صوب وجهة غير معلومة لكنه سيعود يوما ما "
أشتغل في منطقة سكانها يتحدثون الأمازيغية كلغة رسمية ...علاقتهم بفعل ممارسة اللغة العربية وسواها من اللغات تنتهي لدى مغادرتهم لأسوار المدرسة ...لكننا وحين نكون منهمين في العمل أستطيع أن أشعر بالفخر لأنهم يتحدثون اللغة العربية بطلاقة وهو في عمر الزهور ...يأتون بجمل مفيدة ويقرؤون النصوص القرائية بشكل ممتاز جدا ...يميزون بين الأسماء والأفعال ويؤلفون ابتداء من السنة الرابعة نصوصا إنشائية وإن بصعوبة ...لدى بلوغهم السنة السادسة سيكون باستطاعتهم استخراج المفاعيل وإعراب الجمل والوصول إلى الجملة التي تناسب الترسيمة المقترحة ....

يركن المرء لنفسه بعد هذا ويقول : إذا فشلت في أمور أخرى فإني على الأقل ما زلت قادرا على الإتيان بعمل إن لم ينفعني في دنياي فسيشفع لي إن شاء الله في الآخرة ....

يتبع

chillis
18-08-2012, 04:27 AM
روعه كمل متابعه لك ان شاء الله

بو شريم
18-08-2012, 04:28 AM
متابع بدقة ليس للقصه بل لدواخل المبادئ المعتقة في لون الحبر

رجل تعليم
31-08-2012, 12:22 AM
أوراق ....لنا موعد قريب تحت المطر

لكم أتمنى لو يمض ما تبقى من هذا الصيف بأسرع ما يمكن ...وأن ينهمر المطر غزيرا ...في الشتاء يمسي المساء مخيفا وينذر بليل طويل نرجو فيه الدفء والصباح ...حينها أكون مهتما فقط بما هو أنفع للبقاء على قيد الحياة ...

يسكنني الماضي - ذاك الوجع- وأنا أخلف ما تبقى من الصيف الحارق ورائي ...وهذا الحنين اللطيف بطبعه ...كطفل صغير هو الحنين وجملة غير مكلفة أو زيارة قصيرة للأماكن تكفيه ليخمد فينا ولو إلى حين ...لا أخشى مقاومة الذكرى ولكني أرفض مقاومتها فحسب ...أليس من العار أن تشهر سيفك في الوجه الناعم لأيامك الجميلة ...الناس تأخذ وتختفي وأنا آخذ وأخشى أن أنصرف ...
ثم أطل من بعيد على هذه الأوراق وأجد أني تركت لها شيئا قبل لحظات ...هذا اعتذار للأوراق ومن يستطيع أن يعشق منها سطرا أو أي شيء آخر ...سأنصرف وفي نفسي أن أعود لها حين يمكنني ذلك

chillis و بورشيم ...لنا موعد حين يعود المطر بحول الله .وإلى ذلكما الحين تقبلا كامل اعتذاري لتأخري في الترحيب بكما ...مع جزيل الشكر على قبولكما فكرة تصفح أوراق لن تحمل البسمة بأي شكل من الأشكال لأن فكرة الجلوس إلى " الصمت " عادة ما تكون بدافع مؤلم أو أقل منه بقليل ...

بو شريم
31-08-2012, 12:41 AM
يا رجل من تابعك حمل سعادة الهمة للإستكمال
والانعكاف مع الصمت بدافعه المؤلم
لا يستجدي نفعاً ان تستفقد رونق هذه الطيور
التي وقفت على اغصان قلمك وغردت صامته بمثل لون لحنك
ان توقف هذا القلم بهزه تبعد متابعيك من المغردين
والوقت بطياته سريع التقلب للجديد مهما كان عواقبة

والشتاء وان استجدى بالمطر حبرك وباحت الحروف صفحات اكملت قصة عطرك
فما اظن المتابعين سيكتبون من جديد وانت من ختمت لهم الجليد

أعد النظر :)