المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كن ذا نفس نبيلة



امـ حمد
07-08-2012, 04:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كن ذا نفس نبيلة

نفس لا تهمها الدنيا وزينتها،فهي تتطلع للآخرة، نفس غنية سامية ذات خلق رفيع،فلا يصدنك أنك لا ترى إنساناً نبيلاً ،فكم من رجل


محترم فاضل وقور يصده عن أن يعفي لحيته تصرفات أصحاب اللحى،وكم من أخت فاضلة طيبة الأصل


والعنصر تريد أن تنتقب وتلبس الحجاب الشرعي، ولكن يصدها عن ذلك أن رأت تصرفات بعض المنتقبات،هداهن الله،مشينة،قال تعالى


(ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه)فاطر،وقال عز وجل(يا أيها الذين آمنوا عليكم إذا اهتديتم)المائدة،ما هي النفس النبيلة،



النفس النبيلة، نفس غنية،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ليس الغنى عن كثرة العرض،ولكن الغنى غنى النفس)رواه


البخاري،نفس ترى النعم بعين التعظيم والامتنان،قال تعالى(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه،ومن كفر فإن ربي غني كريم)


النمل،والنعمة هي أن يحبك الله ويرضى عنك،ومن ثم نعمة المال والصحة،وأن الله يصطفيك ويختارك،بأن يصرف عنك الذنوب


وينجيك،ويدخلك بيته،وبسجودك له،يسمع ندائك ويقول لك،لبيك عبدي،دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه،على رسول الله صلى


الله عليه وسلم،وهو على حصير،قال،فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه،وإذا أنا بقبضة من شعير


نحو الصاع،وقرظ في ناحية الغرفة، وإذا إهاب معلق فابتدرت عيناي،فقال،ما يبكيك يا ابن الخطاب،فقال،يا نبي الله وما لي لا


أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك،وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى،وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار،وأنت رسول الله صلى


الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك،فقال،يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا،قلت،بلى،الشيخان،واللفظ


لمسلم،صاحب النفس النبيلة، يرى النعم بعين الامتنان، فهو لا يريد شيئاً سوى رضا الله،يشكر الله حين يأكل،ويشرب،وحين ينام،وحين


يبتلى،وتعطي بغير منّة، وتتألم بغير أن تأنّ،قال تعالى(الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله،ثم لايتبعون ما أنفقوا منّاّ ولا أذى،لهم أجرهم


عند ربهم،ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)تجد صاحب النفس النبيلة،كريم، معطاء، ودود، طيب،وإن لم يكن عنده شيء،فالنبيل لا


يشتكي لأحد أبداً مهما نزل به من البلاء؛ فهو يعلم،قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم(ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة


تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة)رواه مسلم، فإن ضاق رزقه أو أصابته مصيبة أو مرض قال(إنا لله وإنا إليه


راجعون)فلا يلجأ لأحد أبداً إلا خالقه ومولاه، النفس النبيلة سمتها التضحية،فإذا طلبت منه شيئاً لا يتوانى عن مساعدتك وإن كان ذلك


على حساب نفسه، وهو مع ذلك لا يرى أنه له فضل عليك، وإن كان له حق عند أحد فلا يؤذي ولا يفرض حقه،لا يخاصم ولا يطالب


ولا يعاقب ولا يعاتب ،ولا يجادل،النفس النبيلة نفس سامية،
تتجاوز الحوادث الجزئية،ولا تنفعل لتفاهات الآخرين، تتسم بحسن


الخلق،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق)أحمد وأبو داود وصححه الألباني،لا تقف عند


كل حادثة، وكل موقف وكل كلمة،ولا تتفرغ للقيل والقال، بل تتنزه عن كل ذلك، فتسامح من ظلمك أو آذاك، وتعفو عمن خانك أو


قطعك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اعف عمن ظلمك وصل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك)


رواه ابن النجار، صححه الألباني،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أربع من كن فيه كان منافقاّ خالصاّ،ومن كانت فيه خصلة


منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها،إذا اؤتمن خان،وإذا حدث كذب،وإذا عاهد غدر،وإذا خاصم فجر)متفق عليه،


وقال صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ،وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة)أبو داود


والنسائي، وحسنه الألباني،حتى لو تعاملت مع كافر،فالتعامل معه يكون على مقتضى عقد صحيح، والمكر به وخيانته وخديعته


حرام،فكيف لو كان هذا مع مسلم،والوفاء بالعهود من سمات الأنفس النبيلة، والغدر والخيانة والنكث من أخلاق أعداء الله
الكافرين،النفس النبيلة تتسم بالقوة أمام الأحداث والشهوات، قال


النبي صلى الله عليه وسلم(حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات)مسلم،والنفس النبيلة نفس تخالف هواها وشهواتها


وتتبع الحق، يقول ابن القيم(فمن الناس من ركبته نفسه فقادته إلى المهالك، ومنهم من ركب نفسه فخطمها وأخذ بلجامها فقادها إلى


مكارم الأخلاق)وأيقنت بأن الله هو الرزاق الكريم، فألقت عن عاتقها حمل هم رزق غد أو بعد غد، لا يفكر صاحبها أو يخطط أو يدبر


للمستقبل، فطول الأملهو الذي يجلب الطمع، والطمع يجلب هم جمع الدنيا،وحيث أيقن صاحب النفس النبيلة بذلك فهو لا يحقد على أحد،


ولا يحسد أحداً، ولا يبغي على أحد، ولا يريد شيئاً من أحد،راض،قانع،شاكر،النفس النبيلة نفس عفيفة،لا تنظر إلى ما في


أيدي الناس، لا تجد صاحبها يمد عينيه ويشتهي شيئاً ليس له أبداً، قال تعالى( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا


يسألون الناس إلحافاّ)البقرة،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قد أفلح من أسلم ورزق كفافاّ وقنعه الله بما آتاه)رواه مسلم،الإمام


البخاري يقول،أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني ماغتبت في عمري مرة أبداّ،وهل يغتاب إلا الحسود الحقود،كيف السبيل إلى


الوصول إلى تلك النفس النبيلة،املك نفسك،للنفس هوى، وهواها في المهالك ، قال تعالى(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)


النجم،هذا هو هوى النفوس،وأول الطريق للقضاء على النفس مخالفة هواك،مخالفة نفسك فيه رضا الله،فإياك وهوى النفس


وليس تنفيذ ذلك بالسهولة التي نتحدث بها، ولكن اصبر واثبت ولك من الله العون والرضا،خالف نفسك،أكثر الأعمال الصالحة فإنها


تهذيب للنفوس،قال تعالى(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
العنكبوت،البقرة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ومثل الجليس


الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من


سواده أصابك من دخانه)أبوداود وصححه الألباني،وإن أقسى ما ابتلي به المسلمون في هذه الأيام تقليد الكفار،دعك من ترفهم،


واهجر إعلامهم، وتمسك بحبل الله المتين.

Radnes
13-08-2012, 05:35 PM
بارك الله فيج والله يرحم والديج

امـ حمد
15-08-2012, 12:16 AM
بارك الله فيج والله يرحم والديج

بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس