امـ حمد
14-08-2012, 06:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن أحوال كثير من الناس قد تغيرت لدرجة أن أصبح الغش لا يستغنون عنه في تعاملاتهم وتسيير أمور حياتهم ومعيشتهم،وصولاً
ليست له دلالة سوى أن صاحبه قد باع آخرته بدنيا عفنة قذرة، لن تطول كثيراّ،ولن يجني في آخرته سوى الخسران والضياع يوم لا
ينفع الندم،اللهم نجّنا وثبّتنا،
نماذج من المُفلسين،
التاجر،فمن التجار من تجده يحلف الأيمان المغلَّظة في تجارته،وهو يعلم أنه
كاذب،ومنهم من يَغشُّ في سلعته بخلطها بما يُفسد فائدتها،ومنهم من يغش في تواريخ الإنتاج وتواريخ الصلاحية،ومنهم من يضع السلع
الفاسدة بقاع العبوة ثم يضع من فوقها السِّلع الصالحة المميزة في شكلها وجمالها،ومنهم من يخلط مع العسل ماءً،
الموظف،ومن
الموظفين من يغش كثيراّ،تجده لا يتقي الله في وظيفته،يزوغ، ويهمل،ويحصل على راتب يشوبه الكثير من الحرام،يطلب من زملائه
التوقيع بالحضور،وهو لا يكون حاضراّ في دائرة عمله،ومنهم من تجدهم لا يرقبون في الله إلاًّ ولا ذمَّة، لا يُهمهم،أَمنّ حلال يأكلون،أم
من حرام،يظنون أنها شطارة وفهلوة وذكاء،وهؤلاء والله إنما يغشُّون أنفسهم،قبل كونهم يغشُّون الله وأصحاب مؤسساتهم ودوائر
أعمالهم،أى بركة ستحل على رواتبهم،وبأى وجه سيقابلون ربهم عند الحساب،ألا يعلمون أنَّ من نبت لحمه من حرام فالنار أولى
به،أليس في هذا غش لجهة العمل،سواءٌ لأصحاب الأعمال بالقطاع الخاص أو المصالح الحكومية،أليس في هذا غش لنفسه وزوجه
وبنيه،فهو يطعمهم من الحرام ويغذِّيهم من الحرام،فأنى يستجاب له،
الطالب،وقد تجد الطالب الذي يقتنص من زميله في قاعة
الاختبارات الإجابة عنوة وسرقة،لينجح على أكتاف المجتهدين المتعبين الذين لم يتركوا ليلة إلا وهم فيها ساهرون،ثم يتفاجأ
المسكين أنّ ذلك الآخر،الذي غش منه،قد حصل على درجة أعلى منه،كيف ذلك،لا يدري،فتكون النِّقمة على المُعلم الذي صحح
الاختبار،وعلى الطالب الذي تفنَّن في القنص بإبهار، فتتأجَّج القلوب وتشتعل،المُعلِّمون،وقد تجد شريحةً من المعلِّمين والمعلمات لا يتَّقون
الله في الشرح وتبيين الدروس لطلابهم ، فيتركون الغامض من الدروس،وذلك من أجل مساومة الطلاب على أن الفهم الصحيح
والتحصيل الأكيد لن يكون إلا بدرس خصوصي،بعيداّ عن ساحة المدرسة،وقاعة الفصل الدراسيِّ ، فيصبح المعلم بذلك غاشاّ لله
ورسوله،وللأمانة التي حمَّلها الله إياه،أمانة التعليم،والتربية،وأمانة الجيل الذي يستطيع أن يساهم في إخراجه على أحسن وجه,ولا يكون
ذلك الغش إلا سبباّ في ضياع الضمائر،وعثرةً كبيرة أمام أولياء الأمور الذين لا يستطيعون مواكبة الدرس الخصوصي ومصاريفه، ثم
في النهاية يخرج هذا الغش للمجتمع،جيلاً ناقماّ على المعلمين، الذين هم في الحقيقة إذا كانوا أمناءَ بحق،وعملوا بحق الأمانة،
لكانوا تقّبل أيديهم،فهم السِّراج،ومعالم الطريق القويم،وشمس الهداية لتلاميذ يراد لهم غدٌ مشرق،وأن يكونوا جيلاً صالحاّ منتجاّ،
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم(من غشنا فليس منا)رواه مسلم،
اتق الله واستشعر رقابة علام الغيوب،وتذكر عقابه وعذابه(إِن ربك
لبالمرصاد)سورة الفجر،واعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع، وأن العمل الصالح ينفع الذرية يؤثر فيها، قال تعالى(وليخش الذين
لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً)سورة النساء،فمن تأمل هذه الآية خشي على ذريته من
أعماله السيئة وانكف عنها،حتى لا يحصل لهم نظيرها،ثم اعلم أن للغش مضاراً عظيمة وإليك بيانها،الغش طريق موصل إلى
النار،ودليل على دناءة النفس وخبثها، فلا يفعله إلاّ كل دنيء نفس هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب، والبعد عن الله وعن
الناس،وأنّه طريق لحرمان إجابة الدعاء،ولحرمان البركة في المال والعمر،وأنه دليل على نقص الإيمان،وسبب في تسلط الظلمة والكفار،
اللهم ابعد عنا الغش وكل الاعمال المنافيه لديننا الإسلامي الحنيف
اللهم اّمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن أحوال كثير من الناس قد تغيرت لدرجة أن أصبح الغش لا يستغنون عنه في تعاملاتهم وتسيير أمور حياتهم ومعيشتهم،وصولاً
ليست له دلالة سوى أن صاحبه قد باع آخرته بدنيا عفنة قذرة، لن تطول كثيراّ،ولن يجني في آخرته سوى الخسران والضياع يوم لا
ينفع الندم،اللهم نجّنا وثبّتنا،
نماذج من المُفلسين،
التاجر،فمن التجار من تجده يحلف الأيمان المغلَّظة في تجارته،وهو يعلم أنه
كاذب،ومنهم من يَغشُّ في سلعته بخلطها بما يُفسد فائدتها،ومنهم من يغش في تواريخ الإنتاج وتواريخ الصلاحية،ومنهم من يضع السلع
الفاسدة بقاع العبوة ثم يضع من فوقها السِّلع الصالحة المميزة في شكلها وجمالها،ومنهم من يخلط مع العسل ماءً،
الموظف،ومن
الموظفين من يغش كثيراّ،تجده لا يتقي الله في وظيفته،يزوغ، ويهمل،ويحصل على راتب يشوبه الكثير من الحرام،يطلب من زملائه
التوقيع بالحضور،وهو لا يكون حاضراّ في دائرة عمله،ومنهم من تجدهم لا يرقبون في الله إلاًّ ولا ذمَّة، لا يُهمهم،أَمنّ حلال يأكلون،أم
من حرام،يظنون أنها شطارة وفهلوة وذكاء،وهؤلاء والله إنما يغشُّون أنفسهم،قبل كونهم يغشُّون الله وأصحاب مؤسساتهم ودوائر
أعمالهم،أى بركة ستحل على رواتبهم،وبأى وجه سيقابلون ربهم عند الحساب،ألا يعلمون أنَّ من نبت لحمه من حرام فالنار أولى
به،أليس في هذا غش لجهة العمل،سواءٌ لأصحاب الأعمال بالقطاع الخاص أو المصالح الحكومية،أليس في هذا غش لنفسه وزوجه
وبنيه،فهو يطعمهم من الحرام ويغذِّيهم من الحرام،فأنى يستجاب له،
الطالب،وقد تجد الطالب الذي يقتنص من زميله في قاعة
الاختبارات الإجابة عنوة وسرقة،لينجح على أكتاف المجتهدين المتعبين الذين لم يتركوا ليلة إلا وهم فيها ساهرون،ثم يتفاجأ
المسكين أنّ ذلك الآخر،الذي غش منه،قد حصل على درجة أعلى منه،كيف ذلك،لا يدري،فتكون النِّقمة على المُعلم الذي صحح
الاختبار،وعلى الطالب الذي تفنَّن في القنص بإبهار، فتتأجَّج القلوب وتشتعل،المُعلِّمون،وقد تجد شريحةً من المعلِّمين والمعلمات لا يتَّقون
الله في الشرح وتبيين الدروس لطلابهم ، فيتركون الغامض من الدروس،وذلك من أجل مساومة الطلاب على أن الفهم الصحيح
والتحصيل الأكيد لن يكون إلا بدرس خصوصي،بعيداّ عن ساحة المدرسة،وقاعة الفصل الدراسيِّ ، فيصبح المعلم بذلك غاشاّ لله
ورسوله،وللأمانة التي حمَّلها الله إياه،أمانة التعليم،والتربية،وأمانة الجيل الذي يستطيع أن يساهم في إخراجه على أحسن وجه,ولا يكون
ذلك الغش إلا سبباّ في ضياع الضمائر،وعثرةً كبيرة أمام أولياء الأمور الذين لا يستطيعون مواكبة الدرس الخصوصي ومصاريفه، ثم
في النهاية يخرج هذا الغش للمجتمع،جيلاً ناقماّ على المعلمين، الذين هم في الحقيقة إذا كانوا أمناءَ بحق،وعملوا بحق الأمانة،
لكانوا تقّبل أيديهم،فهم السِّراج،ومعالم الطريق القويم،وشمس الهداية لتلاميذ يراد لهم غدٌ مشرق،وأن يكونوا جيلاً صالحاّ منتجاّ،
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم(من غشنا فليس منا)رواه مسلم،
اتق الله واستشعر رقابة علام الغيوب،وتذكر عقابه وعذابه(إِن ربك
لبالمرصاد)سورة الفجر،واعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع، وأن العمل الصالح ينفع الذرية يؤثر فيها، قال تعالى(وليخش الذين
لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً)سورة النساء،فمن تأمل هذه الآية خشي على ذريته من
أعماله السيئة وانكف عنها،حتى لا يحصل لهم نظيرها،ثم اعلم أن للغش مضاراً عظيمة وإليك بيانها،الغش طريق موصل إلى
النار،ودليل على دناءة النفس وخبثها، فلا يفعله إلاّ كل دنيء نفس هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب، والبعد عن الله وعن
الناس،وأنّه طريق لحرمان إجابة الدعاء،ولحرمان البركة في المال والعمر،وأنه دليل على نقص الإيمان،وسبب في تسلط الظلمة والكفار،
اللهم ابعد عنا الغش وكل الاعمال المنافيه لديننا الإسلامي الحنيف
اللهم اّمين.