المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. القرضاوي: لا مانع من ممارسة كرة القدم



hamed
24-06-2006, 10:27 AM
د. القرضاوي: لا مانع من ممارسة كرة القدم

إعداد - السيد عبدالسلام:

يحتفل العالم هذه الأيام بموسم من أشد المواسم متابعة من جانب عشاق كرة القدم ومن جانب بعض الهواة لهذه اللعبة الشعبية كما يطلقون عليها وأخذت اللعبة أبعادا أخري غير التي عرفت بها سابقا فتدخلت فيها السياسة والاقتصاد وباتت الدول تتصارع حتي تحصل علي استضافة بطولة كأس العالم حتي تحصل دولة علي هذا الشرف ومن هنا تتجه الأنظار الي تلك الدولة المنظمة لتبدأ مرحلة جديدة من الاستعدادات.

كرة القدم استقطبت الكثير من الشباب ومن المدربين جمعت من الأخبار الكثير حتي أسس لها العديد من المواقع الالكترونية وأصبحت الأندية هي الأخري تدشن لها مواقع تتحدث تارة عن أغلي اللاعبين والصفقات الجديدة وتارة أخري عن انتقال اللاعبين والمبالغ المادية الخيالية والسماسرة وكان الشغل الشاغل الذي أصبحت حياة العالم معلقة عليه هو كرة القدم.

أحدث الاستطلاعات التي أجريت عما يشغل بال الكثيرين من العرب تشير الي ان 60% يضعون ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في مقدمة الاعتبارات و40% أكدوا ان كرة القدم تمثل لهم الأولوية فيما يفكرون به مع ملاحظة ان الشعب الفلسطيني يتعرض هذه الأيام لحصار مرير وربما كانت النسبة تتغير لولم يحدث هذا الحصار.

البعض انتابته الحيرة والدهشة مما يحدث في هذا الأمر فأرسلوا بأسئلتهم الي صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي طلبا لفهم ما يحدث من الناحية الشرعية كما أرسلوا بأسئلتهم الي كل من د. عبد الله فقيه المشرف علي مركز الفتوي بالشبكة الاسلامية ود. أحمد الفرجابي المفتي بالشبكة ليتعرفوا علي الجانب الشرعي في حكم مشاهدة كرة القدم وحكم اقتناء الدش وحكم اختلاط النساء والرجال في العرض الكروي وحكم الجوائز المخصصة للعبة وكذلك حكم التشجيع وموقف المشجعين من تكسير الأشياء. فماذا قال العلماء

يقول فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي: كرة القدم من الرياضات التي لم يعرفها سلفنا الصالح، ولا حرج في ممارسة هذا اللون من الرياضات بشرط مراعاة جملة ضوابط منها: أن لا تُشغل عن أداء الواجبات، وعدم الإسراف في اللعب، وعدم العنف الذي يضر بالآخرين.

أما اتخاذ هذه الرياضة وغيرها حرفة يتفرغ لها اللاعب، فالأمر منوط بالمصلحة التي تعود من وراء ذلك، ولكن الذي يجب التنبيه عليه هو أنه لا يجوز بحال إغداق الأموال ببذخ وإسراف في الوقت الذي لا تجد فيه الشعوب لقمة عيشها.

ويضيف فضيلته ان كرة القدم من الألعاب التي اشتهرت في عصرنا، ولم يذكرها فقهاؤنا السابقون في كتبهم، أو في نوازل أزمنتهم: الألعاب الخاصة بالكرة، التي بهرت الناس واستهوت عقولهم، وسحرت أعينهم وألبابهم، وشغلت أوقاتهم وأفكارهم، إلي حد كبير.

أهمها (كرة القدم) التي يلعب فيها فريق مقابل فريق شوطين يتبادلا فيهما المواقع، وينقسمون في الميدان ما بين الهجوم والدفاع، ومن يقف علي باب الموقع النهائي لصد الكرة حتي لا تدخل، فيحسب هدفا للفريق المهاجم.

والمتفرجون عليها كثر، والحماس لها شديد، وفي بعض البلاد ينقسم الجمهور إلي حزبين شديدي التنافس، كأنها فريقان سياسيان رئيسيان، في معركة انتخابية حاسمة!.

ولا مانع شرعا من لعب كرة القدم، إذ ليس فيها محظور شرعي، بشرط أن تراعي عدة أمور هي:

أن لا تشغل لاعبها عن واجب ديني كأداء الصلوات في أوقاتها، أو دنيوي كمذاكرة الطالب لدروسه، أو شغل العامل عن كسب عيشه، أو إهمال موظف لوظيفته.

أن تحترم قواعد اللعبة المتفق عليها بين أهلها، حتي أصبحت ميثاقا يجب المحافظة عليه، حتي لا ينقضه أحد جهرة أو خفية.

أن لا يستخدم العنف ضد الفريق الآخر، فإن الله يحب الرفق، ويكره العنف.

أن لا ينحاز لفريق ضد خصمه إذا كان حكما، بل يجب أن يكون محايدا، ويجعل العدل شعاره ما استطاع (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) النساء.

ومثل كرة القدم: كرة اليد، وكرة السلة، والكرة الطائرة وغيرها. فالأحكام التي تجري عليها واحدة، وإن كان لكرة القدم أهمية خاصة من ناحية تحمس الجماهير لها، واشتغالهم بها، وانقسامهم حولها، حتي لتكاد تكون في بعض البلدان (وثنا يعبد)، وهذا ما يجب التحذير منه، فإن كل شيء يزيد عن حده، ينقلب إلي ضده، وأن الأصل في اللهو كله: أنه مباح، ما لم يبلغ حد الإسراف، كما قال تعالي: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأنعام.

وكل المباحات مقيدة بعدم الإسراف، إذا بلغت حد الإسراف، استحالت إلي الحرام.

بل العبادة إذا غلا فيها الإنسان أنكرها الشرع، وقال لمن غلا: إن لبدنك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لزورك (زوارك) عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه.

بقي هنا سؤال مهم، وهو: هل يجوز للإنسان أن يتفرغ للعبة من هذه اللعب، ويصبح محترفا، في فرقة من فرق الأندية، ويأخذ علي ذلك أجرا، بل أجرا كبيرا في بعض الأحيان، يحسده عليه أساتذة الجامعة، وكبار الأدباء

والجواب: إن هذا يتبع المصلحة العامة للشعب وللوطن، فإذا كان أهل الرأي والخبرة والحكمة يرون أن هذا التفريغ لازم للنهوض باللعبة، والرقي بمستواها، وتوريثها من جيل لجيل، وأن ترقي اللعبة في البلد إلي مستوي المنافس مع الدول الأخري، فلا مانع حينئذ من الاحتراف في إحدي هذه اللعب، إذا كان الشخص مؤهلا لذلك، قادرا علي أن يؤدي دورا ينفع به الناشئين من أهل بلده، الذين يتعلمون منه بالقول والفعل والأسوة ما ينفعهم، ويرفع من شأن وطنه وأمته في مجالات التنافس الدولي.

علي أن يكون ذلك بقدر وحساب يرجع فيه إلي أهل الاختصاص الثقات المأمونين، بحيث لا يطغي جانب علي جانب، كما هو المشاهد في الكثير من بلادنا. فيغدق علي بعض الجوانب إلي حد الإسراف، وتحرم بعض الجوانب من الحد الأدني الذي تفرضه الضرورة.

أما فيما يتعلق بالمبالغ الطائلة التي يحصل عليها لاعبو كرة القدم حلال أم حرام وهل إذا كان فينا رسول الله حياً إلي الآن أو أحد خلفائه هل يرضي بهذا الأمر

يجيب د. عبد الله فقيه علي هذا التساؤل قائلا لا مانع من اخذ المكافآت المالية لكن المشاهد اليوم من واقع محترفي كرة القدم أنهم لم يصرفوا أكثر أوقاتهم فيها، بل أصبحت وظيفة لهم، بالإضافة إلي أنها صدت كثيراً منهم عن ذكر الله وعن الصلاة والطاعة الواجبة، وجلبت لكثير من شباب الأمة الاهتمامات الفارغة، وصدتهم عن معالي الأمور، وأدت إلي الشجار والنزاع بين الكثير، ولا ريب أن مثل هذا اللعب هو من اللعب المذموم المحرم الذي لا يرضي الله ورسوله. وأي مكافأة عليه تأخذ حكمه.

كما انه ليس هناك مانع شرعاً من مشاهدة مباريات كرة القدم وغيرها إذا خلا ذلك من المحاذير الشرعية، كمشاهدة الرجال للنساء أو النساء للرجال، أو الانشغال بالمباريات عن فروض الأعيان كالصلوات الخمس وبر الوالدين، أو التعصب لفريق بعينه بحيث يؤدي إلي عداء أو بغض للفريق الآخر، أو للتفوه بالألفاظ المنافية للشرع أو الآداب العامة.

وفيما يتعلق بمشاهدة الدش مطلقا يقول د. فقيه لا مانع من ذلك في ظل التقيد بالآداب المذكورة لكن هناك أمران عليك أن تنتبه لهما:

الأول: سؤال نوجهه إليك هل تستطيع أن تملك قلبك من التحول والتقلب فلا ترجع غداً وتقلب طرفك في القنوات الأخري التي لا تكاد تخلو مما يغضب الله من العري والتفسخ ونحوه والجواب الصحيح: أن تقول لا أستطيع أن أضمن ذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، وهو يسول له دائماً -بالتعاون مع النفس والهوي- أن يوقعه فيما حرم الله تعالي ويزين ذلك له وخاصة إذا كانت أسباب ذلك سهلة متيسرة للمرء.

فلا يغترن أحد بنفسه ولا يركن إلي استقامتها علي الخير إلا بتوفيق من الله تعالي، والمعصوم من عصمه الله تعالي، ولذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك، فقالوا: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ! فقال: نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها. رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وغيرهم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وصححه الألباني.

قال السندي في شرحه: كناية عن سرعة تقلبها، واحتاج في الثبات علي الخير إلي الله تعالي علي الدوام.

سهم حاير
19-07-2006, 01:17 PM
لا تعليق