ROSE
23-08-2012, 05:05 PM
ألم يحن الوقت لإيجاد آليات لتسهيل التنقل بين الدول الخليجية؟
منقول من جريدة الشرق للكاتب ، جابر الحرمي ،،
في العطلات والإجازات الخليجية المشتركة غالباً ما تتعرض المنافذ الحدودية في دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة البرية منها إلى اكتظاظ وازدحام غير مسبوق، يثير حالات من الاستياء لدى المواطنين الذين عادة يفضلون قضاء هذه الإجازات في دول خليجية مجاورة.
ربما ما حدث في الأيام الأولى لإجازة عيد الفطر المبارك، وما نشر من تقارير وصور لحالة الازدحام والاختناق الذي حدث في أكثر من مركز حدودي، خاصة مركز البطحاء السعودي المؤدي إلى الامارات، اضطر المسافرون إلى الانتظار لنحو 14 ساعة لإنهاء إجراءات السفر، وما صاحب ذلك من حالات إغماء وإعياء شديدين للأطفال والنساء، وحالات غضب بين السائقين، بسبب المدة الطويلة التي مكثوها، في ظل ارتفاع في درجات الحرارة، وغياب الخدمات والمرافق التي قد تخفف من ذلك.
هذا الوضع ليس مقتصراً على مركز البطحاء، بل إن مراكز ومنافذ حدودية أخرى خليجية شهدت هي الأخرى اختناقات وإن كانت بدرجة أقل، والسؤال: لماذا هذه الحالات تتكرر دون أن يكون لها حلول من قبل الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي؟ لماذا يجلس المواطن الخليجي بالساعات على المراكز الحدودية انتظاراً لدخول دولة خليجية أخرى؟ أليست هناك حلول وبدائل تعمل على تسهيل حركة التنقل بين أبناء دول مجلس التعاون؟ هل من الجائز أن ينتظر كل هذا الوقت في مركز حدودي؟.
صحيح أن كثافة المسافرين، وأعدادهم الكبيرة في أيام الإجازات تعمل على إحداث ضغط على تلك المراكز، الا ان ذلك غير مبرر لانتظار المسافرين بالساعات في تلك المراكز، فلا يعقل أن يقضي مواطن خليجي يوماً كاملاً من أجل الوصول إلى بلد خليجي لا يبعد عنه أكثر من 400 أو 500 كم، فأين هي توصيات قمم مجلس التعاون التي تدعو لتسهيل حركة التنقل بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي؟.
هناك أسباب عدة تخلق هذا الازدحام والاختناق عند بعض المراكز الحدودية، خاصة في المناسبات والإجازات المشتركة بين دول مجلس التعاون، كما هو الحال في إجازات الأعياد، أبرزها أن الإجراءات المتخذة، ونقاط التوقف لكل مسافر أو سيارة في المركز الحدودي الواحد متعددة، فهي لا تقل عن 4 مرات يتوقف فيها المسافر، تتمثل في نقطة الجوازات ثم الجمارك ثم التفتيش ثم تأمين السيارة، هذه النقاط بالتأكيد تعمل على تكدس أعداد السيارات بدلاً من تسهيل حركة المرور، وجعلها انسيابية، فالذين سافروا خلال اليوم الأول أو الثاني من أيام العيد اعتقد بأنهم كرهوا السفر عن طريق البر، لما تعرضوا له من تضييع للوقت جراء الانتظار الطويل.
أيضا كثرة المراكز الحدودية بين دول مجلس التعاون، فحتى تصل إلى دولة خليجية قد يتطلب الأمر المرور على 4 مراكز، وفي كل مركز لابد أن تتوقف وتمر بنفس النقاط تقريباً، وإن كان الخروج عادة أسهل وأقل تأخيراً من الدخول.
الأمر الآخر، أو السبب الآخر، أن البعض من المراكز الحدودية تجد أن عدد البوابات يتجاوز 10 بوابات، في حين أن المفتوح للعمل لا يتجاوز اثنتين أو ثلاثاً، وفي أحسن الأحوال نصف العدد، بل إنه في الأيام العادية غير أيام الإجازات تجد بوابة أو بوابتين فقط هما اللتان تعملان، وهو ما يسفر عن تكدس أعداد السيارات، ويخلق أزمات وإرباكاً للمسافرين.
وإذا كنت ذكرت أسباباً رسمية، فإن هناك من السائقين كذلك يتحمل طرفاً من الازدحام والاختناق الذي يحدث في المراكز الحدودية، هناك من السائقين الفوضويين الذين لا يلتزمون أبداً بدورهم، ويحاولون الوصول إلى البوابات من خلال تجاوز السائقين الذين ينتظرون دورهم، هؤلاء السائقون الفوضويون يتسببون بإعاقة الحركة من خلال عدم التزامهم بالدور، بل ويتسببون بحوادث واصطدام للسيارات الأخرى، فلو التزم كل سائق بدوره لمضت الأمور بسهولة وسلاسة أفضل من محاولة تجاوز الآخرين، والدخول عليهم دون استئذان.
والأمر العجيب أن هؤلاء السائقين الفوضويين عندما يحاول من ينتظر دوره عدم السماح لهم بأخذ دوره ينزعجون ويغضبون، وكأن ما أقدموا عليه حق مكتسب، لا يجب منعهم عنه!!.
أعتقد بأنه آن الأوان للجهات المعنية بدول مجلس التعاون أن تبحث بجدية قضية المراكز والمنافذ الحدودية من أجل تطويرها بشكل أفضل مما هي عليه الآن، وأن تسعى إلى إيجاد آليات تسهل من انتقال المسافرين دون تأخير بصورة مزعجة.
اليوم العالم أجمع يعمل على تسهيل استقبال القادمين إلى دوله، فما بالنا بدول مجلس التعاون وشعوبها، التي هي امتداد وتداخل في ما بينها، مما يستوجب إعادة النظر بصورة أكبر وأفضل للإجراءات المتبعة خلال السفر، خاصة في المراكز والمنافذ البرية.
نريد تعزيز أواصر التواصل بين الشعوب الخليجية، وكلما كانت الإجراءات مبسطة وسهلة وجدنا تزاوراً أكثر لأبناء دول المجلس، ومادامت المدة الزمنية لرحلة السفر لن تستغرق وقتاً طويلاً، فان الزيارات ستتعزز، والتواصل سيكون أكثر وأكبر وفي جميع أيام السنة.
كلمة أخيرة...
لا يعني الحديث عن المراكز الحدودية التقليل من الجهود التي يبذلها القائمون على هذه المراكز، والدور البارز للعاملين فيها، فالحق يقال إن هناك جهوداً كبيرة - حتى وإن وجد تقصير - تبذل من القائمين والعاملين في هذه المراكز والمنافذ الحدودية، فلهم الشكر والتقدير
منقول من جريدة الشرق للكاتب ، جابر الحرمي ،،
في العطلات والإجازات الخليجية المشتركة غالباً ما تتعرض المنافذ الحدودية في دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة البرية منها إلى اكتظاظ وازدحام غير مسبوق، يثير حالات من الاستياء لدى المواطنين الذين عادة يفضلون قضاء هذه الإجازات في دول خليجية مجاورة.
ربما ما حدث في الأيام الأولى لإجازة عيد الفطر المبارك، وما نشر من تقارير وصور لحالة الازدحام والاختناق الذي حدث في أكثر من مركز حدودي، خاصة مركز البطحاء السعودي المؤدي إلى الامارات، اضطر المسافرون إلى الانتظار لنحو 14 ساعة لإنهاء إجراءات السفر، وما صاحب ذلك من حالات إغماء وإعياء شديدين للأطفال والنساء، وحالات غضب بين السائقين، بسبب المدة الطويلة التي مكثوها، في ظل ارتفاع في درجات الحرارة، وغياب الخدمات والمرافق التي قد تخفف من ذلك.
هذا الوضع ليس مقتصراً على مركز البطحاء، بل إن مراكز ومنافذ حدودية أخرى خليجية شهدت هي الأخرى اختناقات وإن كانت بدرجة أقل، والسؤال: لماذا هذه الحالات تتكرر دون أن يكون لها حلول من قبل الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي؟ لماذا يجلس المواطن الخليجي بالساعات على المراكز الحدودية انتظاراً لدخول دولة خليجية أخرى؟ أليست هناك حلول وبدائل تعمل على تسهيل حركة التنقل بين أبناء دول مجلس التعاون؟ هل من الجائز أن ينتظر كل هذا الوقت في مركز حدودي؟.
صحيح أن كثافة المسافرين، وأعدادهم الكبيرة في أيام الإجازات تعمل على إحداث ضغط على تلك المراكز، الا ان ذلك غير مبرر لانتظار المسافرين بالساعات في تلك المراكز، فلا يعقل أن يقضي مواطن خليجي يوماً كاملاً من أجل الوصول إلى بلد خليجي لا يبعد عنه أكثر من 400 أو 500 كم، فأين هي توصيات قمم مجلس التعاون التي تدعو لتسهيل حركة التنقل بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي؟.
هناك أسباب عدة تخلق هذا الازدحام والاختناق عند بعض المراكز الحدودية، خاصة في المناسبات والإجازات المشتركة بين دول مجلس التعاون، كما هو الحال في إجازات الأعياد، أبرزها أن الإجراءات المتخذة، ونقاط التوقف لكل مسافر أو سيارة في المركز الحدودي الواحد متعددة، فهي لا تقل عن 4 مرات يتوقف فيها المسافر، تتمثل في نقطة الجوازات ثم الجمارك ثم التفتيش ثم تأمين السيارة، هذه النقاط بالتأكيد تعمل على تكدس أعداد السيارات بدلاً من تسهيل حركة المرور، وجعلها انسيابية، فالذين سافروا خلال اليوم الأول أو الثاني من أيام العيد اعتقد بأنهم كرهوا السفر عن طريق البر، لما تعرضوا له من تضييع للوقت جراء الانتظار الطويل.
أيضا كثرة المراكز الحدودية بين دول مجلس التعاون، فحتى تصل إلى دولة خليجية قد يتطلب الأمر المرور على 4 مراكز، وفي كل مركز لابد أن تتوقف وتمر بنفس النقاط تقريباً، وإن كان الخروج عادة أسهل وأقل تأخيراً من الدخول.
الأمر الآخر، أو السبب الآخر، أن البعض من المراكز الحدودية تجد أن عدد البوابات يتجاوز 10 بوابات، في حين أن المفتوح للعمل لا يتجاوز اثنتين أو ثلاثاً، وفي أحسن الأحوال نصف العدد، بل إنه في الأيام العادية غير أيام الإجازات تجد بوابة أو بوابتين فقط هما اللتان تعملان، وهو ما يسفر عن تكدس أعداد السيارات، ويخلق أزمات وإرباكاً للمسافرين.
وإذا كنت ذكرت أسباباً رسمية، فإن هناك من السائقين كذلك يتحمل طرفاً من الازدحام والاختناق الذي يحدث في المراكز الحدودية، هناك من السائقين الفوضويين الذين لا يلتزمون أبداً بدورهم، ويحاولون الوصول إلى البوابات من خلال تجاوز السائقين الذين ينتظرون دورهم، هؤلاء السائقون الفوضويون يتسببون بإعاقة الحركة من خلال عدم التزامهم بالدور، بل ويتسببون بحوادث واصطدام للسيارات الأخرى، فلو التزم كل سائق بدوره لمضت الأمور بسهولة وسلاسة أفضل من محاولة تجاوز الآخرين، والدخول عليهم دون استئذان.
والأمر العجيب أن هؤلاء السائقين الفوضويين عندما يحاول من ينتظر دوره عدم السماح لهم بأخذ دوره ينزعجون ويغضبون، وكأن ما أقدموا عليه حق مكتسب، لا يجب منعهم عنه!!.
أعتقد بأنه آن الأوان للجهات المعنية بدول مجلس التعاون أن تبحث بجدية قضية المراكز والمنافذ الحدودية من أجل تطويرها بشكل أفضل مما هي عليه الآن، وأن تسعى إلى إيجاد آليات تسهل من انتقال المسافرين دون تأخير بصورة مزعجة.
اليوم العالم أجمع يعمل على تسهيل استقبال القادمين إلى دوله، فما بالنا بدول مجلس التعاون وشعوبها، التي هي امتداد وتداخل في ما بينها، مما يستوجب إعادة النظر بصورة أكبر وأفضل للإجراءات المتبعة خلال السفر، خاصة في المراكز والمنافذ البرية.
نريد تعزيز أواصر التواصل بين الشعوب الخليجية، وكلما كانت الإجراءات مبسطة وسهلة وجدنا تزاوراً أكثر لأبناء دول المجلس، ومادامت المدة الزمنية لرحلة السفر لن تستغرق وقتاً طويلاً، فان الزيارات ستتعزز، والتواصل سيكون أكثر وأكبر وفي جميع أيام السنة.
كلمة أخيرة...
لا يعني الحديث عن المراكز الحدودية التقليل من الجهود التي يبذلها القائمون على هذه المراكز، والدور البارز للعاملين فيها، فالحق يقال إن هناك جهوداً كبيرة - حتى وإن وجد تقصير - تبذل من القائمين والعاملين في هذه المراكز والمنافذ الحدودية، فلهم الشكر والتقدير