المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر: الإسم والدولة



الحاقول
25-08-2012, 01:42 PM
الأستاذ محمد القاضي




قطر: الإسم والدولة

ينقل المؤرخون عن المؤرخ الإغريقي (هيرودوت) أن أول سكان قطر كانوا من القبائل الكنعانية التي اشتهر أبناؤها في التاريخ العربي بأنهم أول من ركب البحار في العصور القديمة. وتدل آثارها على أن التاريخ عرف اسم (قطر) منذ عصور طويلة قبل الميلاد، وأنها كانت مأهولة بالسكان منذ العصور الحجرية. فإنسان العصر الحجري الحديث خلف آثاراً كثيرة. وكانت بعثة الآثار الدانمركية قد عثرت في العقود الأخيرة من النصف الثاني من القرن العشرين على عدد من القبور، ورؤوس الأسهم، والأنصال، والرسوم القديمة. فلا غرابة إذن أن يكون لهذا الموقع الاستراتيجي أهمية كبيرة بين دول الخليج وطرق المواصلات التجارية البحرية بين الشرق والغرب. «ولعل أول خريطة نجد عليها اسم (قطر) هي تلك التي نقحها الهولنديون سنة 1695 م نقلاً عن خريطة لبطليموس ترجع للقرن الأول الميلادي، حيث نجد كلمة (قطر) على رأس خليج صغير لعله خليج سلوى الذي يحتضن شبه الجزيرة البرتغالي (لازارو - لويس) القطرية من الغرب. ثم نجد بلدة قطر على البحار (فيرناي فازإدواردو) التي نشرها سنة 1568 م»([1]).

أما في التراث العربي فقد ورد اسم قطر في العديد من المصادر الجغرافية والأدبية واللغوية. فقد ذكر الشريف الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" اسم قطر حيث يقول: «ومن جلفار إلى البحرين تأتي إلى ميناء يسمى السبخة. حيث يوجد نبع ماء عذب، ثم إلى شقاب ثم إلى بوار على شاطئ صعب الاجتياز، وهذه الأماكن تسمى (بحر قطر). وفي هذا البحر جزر عديدة لا تسكنها إلا الطيور من جميع الأنواع. ويتجمع ذرق تلك الطيور فيتكون من ذلك سماد كثير. وعندما يصبح هواء البحر مناسباً، فإن البحارة في القوارب يصلون إلى تلك الجزر ويحملون ذلك السماد إلى البصرة وغيرها حيث يبيعونه كسلعة غالية الثمن للزراع الذين يستعملونه هنالك في تسميد الحدائق والبساتين»([2]).

أما المؤرخ الجغرافي المسعودي فيذكر «بأن الخليج العربي يتشعب من بحر الحبشة وتقع عليه في الغرب بلاد البحرين، وجزائر قطر، وسط بني جذيمة وبلاد عمان»([3]). ويشير الهمداني إلى مورد ماء يسمى (قطر) في بلاد البحرين([4]). أما ياقوت الحموي فقد أورد في مؤلفه "معجم البلدان" ما يلي: «قطر: بالتحريك، وآخره راء»، وقال أبو معاذ: القطر البيع نفسه، وقال أبو عبيد: القطر نوع من البرود وأنشد:



كساك الحنظلي كساء صوف



وقطرياً فأنت به تفيد






وقال البكراوي: البرود القطرية حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة، وقال خالد بن جنبه: هي حلل تعمل في مكان لا أدري أين هو، وهي جياد قد رأيتها، وهي حمر تأتي من قبل البحرين، قال أبو منصور: في أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والعقير قرية يقال لها (قطر) وأحسب الثياب القطرية تنسب إليها، وقالوا قطري فكسروا القاف وخففوا كما قالوا دهري، وقال جرير:



لدى قطريات إذا ما تغولت



بها البيد غاولن الحزوم الفيافيا






كذا روى الأزهري أراد بالقطريات نجائب نسبها إلى قطر لأنه كان بها سوق لها في قديم الدهر، وقال الراعي فجعل النعام قطرية:



الأوب أوب نعائم قطرية



والآل آل نحائص حقب






نسب النعام إلى قطر لاتصالها بالبر ورمال يبرين، والنعام تبيض فيها فتصاد وتحمل إلى قطر... وما يصحح أنها (أي قطر) بين عمان والبحرين قول عبدة بن الطبيب:



تذكر ساداتنا أهلكم



وخافوا عمان وخافوا قطر



وخافوا الرواطي إذا عرضت



ملاحس أولادهن البقر([5])






وذكرها ابن خرداذبه في كتابه "المسالك والممالك" بقوله: إنها محطة على الطريق من البصرة إلى عمان([6]). وجاء في "تهذيب الصحاح" للزنجاني: «وبمنطقة البحرين على سيف عمان مدينة يقال لها قطر. وقطري بن الفجاءة شاعر منسوب إلى قطر، البلد المذكور، والفجاءة لقب أبيه جعونة بن يزيد بن زياد، سمي بذلك لأنه كان باليمن فقدم على أهله فجأة، فسمي به وبقي عليه»([7]).

وجاء في "لسان العرب" لابن منظور: قال أيمن: دخلت على عائشة - رضي الله عنها - وعليها درع قطري ثمنه خمسة دراهم. كما ورد اسم قطر في "القاموس المحيط" للفيروز آبادي، وذكر أنها بلد بين القطيف وعمان.

وقال جندل بن المثنى الطهوي يصف إبلاً:



يهوين من أفجة شتى الكور

من مجدل ومثقب ومنكدر

ومثلهم من بصرة إلى هجر

ومن ثنايا يمن ومن (قطر)

حتى أتى خوا على بني سفر([8]).



أما بالنسبة للرحالة الأوربيين الذين زاروا المنطقة، فيعتبر (تكسيرا) «أول رحالة أوربي يزور قطر في القرن السادس عشر، والذي قدم وصفاً لأسطول صيد اللؤلؤ الذي كان يتكون من حوالي مائتي (200) سفينة منها مائة (100) من البحرين، وخمسون (50) من جلفار (رأس الخيمة) وخمسون (50) من نهيلة، وهذه السفن كانت تتوجه عادة للصيد في مياه قطر على بعد عشرة فراسخ جنوبي جزيرة البحرين. وفي مطلع القرن العشرين قدم (لوريمر) وصفاً دقيقاً للأحوال الجغرافية والسكانية والسياسية لكل منطقة الخليج، في أربعة عشر جزءاً... يقول لوريمر: أحراش النخيل لا تكاد توجد، وقد توجد بعض مجموعات من النخيل شبه البري في أماكن قليلة من شبه جزيرة قطر، ولذا تستورد التمور لاستهلاك الأهالي المشتغلين بصيد اللؤلؤ من الحسا»([9]).

هذه هي "قطر" الواقع والأمل، وسط الخليج العربي تمتد كالأصابع في مائه، فتكسر من شكل الساحل الرتيب في امتداده، تركض نحو الغد المشرق بعزم وإرادة. ..

ms-qtr
25-08-2012, 03:06 PM
للاسف اغلب القطريين يجهلون هالمعلومات
ياريت تدرس في المدارس
وجزاك الله خير

alsoq
25-08-2012, 03:59 PM
اخوي هاوي منقب اثار وحصل اشياء قديمه بس مع الاسف اللي في المتحف ما انصفوه عطاهم جره يبي يعرف كم عمرها قعد 6 شهور ولا عطوه نتيجه