المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصين تقترب من شراء ميليكوم للاتصالات



مغروور قطر
25-06-2006, 05:45 AM
الصين تقترب من شراء ميليكوم للاتصالات

إعداد - محمد عبدالرحيم:

يبدو أن سعي الصين الحثيث لتملك أكبر شركة في تاريخها فيما وراء البحار أصبح بإمكانه أن يساعدها على نشر وتعزيز مصالحها التجارية في دول طالما ظلت تغلق أبوابها أمام المواطنين الصينيين· فقد ذكرت مصادر لصيقة بالموضوع ان مؤسسة تشاينا لاتصالات الموبايل الحكومية اقتربت من إبرام صفقة بقيمة 5,3 مليار دولار لشراء شركة ميليكوم انترناشونال سيليولار في لوكسمبورج بعد محاولات استمرت لأكثر من شهر كامل· وكانت الصفقة واجهت العديد من التعقيدات بسبب افتقاد الصين لعلاقات دبلوماسية مع خمسة من الدول الستة عشرة التي تزاول فيها شركة ميليكوم عملياتها ومعظمها في أميركا الوسطى·
وكما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً ففي إشارة تدل على المدى الذي أصبحت فيه صفقة ميليكوم تمثل دعماً وإسناداً للشركات والأعمال التجارية الصينية لدخول هذه الأسواق فإن جميع هذه الدول الخمس وافقت على منح المسؤولين الصينيين تأشيرات لزيارتها، كما ذكرت المصادر المطلعة· وبات من المفهوم أن فرقاً متخصصة تحتوي على 15 شخصاً بمن فيهم ثلاثة أعضاء من شركة تشاينا موبايل وبصحبتهم عدد من رجالات البنوك والمحامين والمستشارين قد قاموا بزيارات الى جميع هذه الدول باستثناء دولتين والتي تمارس فيها شركة ميليكوم أنشطتها وعملياتها بينما ستتم زيارة الدولتين المتبقيتين في هذا الأسبوع حسبما ذكرته نفس المصادر· ويشير أحد الأشخاص الأكثر معرفة بالطريقة التي تفكر بها شركة تشاينا موبايل في بكين الى أن عدم وجود علاقات دبلوماسية ظل يمثل مشكلة مستعصية لتعارضه مع الجهود الرامية لإجراء دراسة متخصصة بشأن الموقف المالي والعملياتي لشركة ميليكوم من قبل فريق شركة تشاينا موبايل· ورغم ذلك فإن عملية الاستحواذ أصبح من المتوقع الإعلان عنها في بكين في بحر الأسبوع المقبل، إلا أن متحدثاً رسمياً باسم شركة ميليكوم رفض التعليق على هذه المعلومات·
بيد أن الحصول على تأشيرة لزيارة دول ليست لديها علاقات دبلوماسية مع الصين أمر عادة ما تكتنفه العديد من الصعوبات والعوائق، إذ يتعين الاتصال وانتظار موافقة كبار المسؤولين على تفاصيل كامل العملية في الدول الخمس وهي دول السلفادور وجواتيمالا وهندوراس والباراحواي بالإضافة الى تشاد· وفي معظم الأحوال يتعين أيضاً على المدير العام لشركة ميليكوم في كل دولة من هذه الدول أن يبادر بالاتصال برئيس الدولة المعنية أو وزير خارجيتها من أجل شرح تفاصيل الصفقة وإطلاعه على هوية المسؤولين الصينيين المطلوب استقدامهم· ولكن دخول شركة موبايل تشاينا الى هذه الدول لقي قدر كاف من الدعم والتشجيع بسبب أن هذه الشركة وعدت بفتح استثمارات هائلة تهدف الى ترقية وتوسيع شبكة الاتصالات الهاتفية الحالية لشركة ميليكوم· علماً بأن بناء أنظمة الاتصالات الهاتفية - وبخاصة شبكات الموبايل - أخذ يتصدر أولويات السلطات والحكومات في معظم أنحاء الدول النامية· والى ذلك فإن عملية الاستحواذ لم تعد تحتاج الى أي موافقة من الجهات التنظيمية في مختلف هذه الدول بسبب أن الصفقة تنطوي أيضاً على شراء شركة تشاينا موبايل للمجموعة القابضة التي تهيمن على شركة ميليكوم· وسوف تظل إدارة شركة ميليكوم باقية دون حدوث أي تغيرات أو تعديلات في مسألة السيطرة على المستوى العملياتي·
والى ذلك فإن معظم الدول في أميركا الوسطى لديها علاقات دبلوماسية تقليدية مع تايون التي تعتبرها الصين ولاية مرتدة ومتمردة· وتتمتع تايوان بعلاقات وطيدة مع 25 من الدول الصغيرة التي يعاني معظمها من الفقر في حوض الكاريبي وفي أميركا اللاتينية والجزر المتناثرة في حوض الباسيفيك بالإضافة الى عدد من الدول الأفريقية بينما لدى الصين علاقات مع ما يقارب الـ 180 دولة في العالم، علماً بأن الصين تنأى بنفسها عن الارتباط بعلاقات مع الدول التي تعمد الى توطيد الأواصر مع تايوان، أما تايوان فقد لجأت الى تقديم المساعدات المالية السخية الى هذه الدول في مقابل الاستمرار في تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الجزيرة· وبقي أن ندرك أن ميليكوم انتهت الى اختيار شركة تشاينا موبايل بعد إجراء مناقصة وبسبب ما تتميز به من قاعدة متسعة من المهندسين والمزودين الأقل تكلفة الذين تستخدم الشركة الصينية في سوقها المحلي بعد أن ذكرت بأنها سوف تستقدمهم الى الدول التي تعمل فيها شركة ميليكوم وتخطط فيها للتوسع·