امـ حمد
02-09-2012, 06:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
انظر لمن حولك،من يقاسي ويعاني من ظروف تمر به فتشقيه،أو هموم تحاصره فتبكيه،اسمع لقصة مكروب
يعاني،حتى لم يجد من ينصره أو يعينه، ومشهد رأيته،وقصة سمعتها،فضل الله علينا عظيم،فهو المنان يمن علينا بخيرات
الدنيا،ونسأله أن يعطينا من خيرات الآخرة بكرمه،كريم فاق كرمه حتى عجز اللسان عن وصفه،ونحن في هذه الحياة التي
طبعت على كدر،وهذه الدنيا التي أبكت قلوبا،نحتاج مزيداّ من الإيمان الذي يجعلنا نسير بقدر كبير من الطمأنينة،ومزيداّ من
الصبر،ليقوي أنفسنا الضعيفة،أنفس أهلكتها الملذات والشهوات،فغرقنا في المعاصي،والمهلكات، وقصرنا في
العبادة والطاعات،نحتاج فكراّ وتأملاً لما يدور حولنا،فكل ما نراه هو آيات عظيمة لقدرة الله عز وجل،وفضله علينا جميعاّ،
منا من كانت الشكوى صفة ملازمة له،فمرة يشكو الأبناء وإزعاجهم،ومرة يشكو ضيق اليد والفقر،ومرة يشكو المرض
وعلته،وبنظرة لحاله نجده سليماّ معافى،لم يكن ممن فقد نعمة البصر،فحرم النظر،البصر النعمة التي يتمناها ضرير،ليرى
الكون الفسيح،ويرى وجه أبيه وأمه ومن حوله،يرى جمال الكون الذي يسبح لله بلا ملل ولا كلل،ويرى صفحات مصحف
هو كلام الله،يرى طريقاّ يسير فيه،فلا يحتاج لمن يعينه،ومن يساعده،الحمد لله على نعمة البصر،
ومن الناس من يعيش بلا
سمع،يرى شفاهه تتحرك،ولكن الكلمات لا تلامس أذنه،يتمنى أن يسمع كلام الله،فيحلق بإيمانه درجات ودرجات،يتمنى أن
يسمع صوت أبيه،وهو يقدم له النصح والتوجيه،يتمنى أن يسمع صوت أمه تكلمه وتسامره، ويسمع ما يقول الناس،فهو
يراهم ويرى تفاعلهم مع حديثهم، ولكن لا يفهم شيئاّ،الحمد لله على نعمة السمع،
ومن الناس من فقد الصحة،فجسمه عليل
ومكوثه على السرير طويل،يعاني مرضاّ أنهك جسده،وأدمى فؤاده،يرى الصحة تاجاّ مخفياّ،لأنه فقدها وأحس بقيمتها،يرى
نظرات الشفقة ممن حوله، ويريد أن يصرخ،كفى،ولكن لا يستطيع،يتمنى أن يعود لسابق عهده وأيامه صحيحاّ
معافى،يتحرك ويقضي أموره،وحوائجه دون الحاجة لأحد،و طلب العون من رب العالمين الواحد الأحد،الحمد لله على نعمة الصحة،
ومن الناس من فقد أباّ أو أماّ،يستيقظ ويمني نفسه بأم تسأله عن صحته وحاله، تجهز له أغراض مدرسته،تمده
بكوب من الحليب الدافئ،أم يقبل يدها ورأسها،وتمده بالكثير من الحنان والحب،إن أصابه المرض، كانت معه تضع له
الدواء وتقدم له الشراب والطعام،وتضع يدها حانية،وترقيه بكتاب الله، وتجعله يعيش جنة الدنيا قبل أن يرتقي جنة
الآخرة،وبين شخص يبحث عن أبٍ يسمع شكواه،وينصحه ويوجهه، ويسأل عنه في مدرسته،ويستلم في آخر الفصل
نتيجة اختباره،ويكون له سنداّ بعد الله في هذه الدنيا المؤلمة،الحمد لله على نعمة الحياة الهانئة بين الوالدين،
تذكر نعم الله عليك،وانظر لمن هو دونك في أمور الدنيا،ولا تجزع إن أصابك هم أو حزن،فهو خير لك،وتخفيف لذنبك،أو دعوة
لك للعودة إلى الله عز وجل،وليكن الشكر هو شعارك،اشكر الله على نعمه،واحمد الله على قضائه وقدره،وطن نفسك على
استشعار هذه النعم العظيمة التي وهبك الله إياها،ولا تنتظر أن تفقدها حتى تشعر بقيمتها،هي دعوة صادقة لنردد الحمد
والشكر بقلوب نقية،وألسنة صادقة،والعودة إلى الله،وتوبة من ذنب اقترفناه،وتقصير في أداء واجب لم نقم به،أو تهاونا
فيه،دعوة لإغلاق باب الشكوى لغير الله،فهي ذل والله،هل تشتكي قضاء ربك الرحيم بك لعبدٍ لا يملك لك ضراّ ولا
نفعاّ،إن كان محباّ لك،زدته حزناّ وألماّ،وإن كان عدواّ لك،زدته فرحاّ وشماتة،فلتكن الشكوى لله عز وجل،في سجود طويل
ذلاًّ وخشوعاّ لله، وطلباّ لمرضاته،وفي دعاء خاشع، ويدٍ مرفوعة،وقلب منكسر،قال تعالى﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا
تحصوها إِن اللَه لغفور رحيم﴾النحل،قال النبي صلى الله عليه وسلم(من أصبح منكم آمناّ في سربه،معافى في جسده،عنده
قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا) رواه الترمذي،
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
انظر لمن حولك،من يقاسي ويعاني من ظروف تمر به فتشقيه،أو هموم تحاصره فتبكيه،اسمع لقصة مكروب
يعاني،حتى لم يجد من ينصره أو يعينه، ومشهد رأيته،وقصة سمعتها،فضل الله علينا عظيم،فهو المنان يمن علينا بخيرات
الدنيا،ونسأله أن يعطينا من خيرات الآخرة بكرمه،كريم فاق كرمه حتى عجز اللسان عن وصفه،ونحن في هذه الحياة التي
طبعت على كدر،وهذه الدنيا التي أبكت قلوبا،نحتاج مزيداّ من الإيمان الذي يجعلنا نسير بقدر كبير من الطمأنينة،ومزيداّ من
الصبر،ليقوي أنفسنا الضعيفة،أنفس أهلكتها الملذات والشهوات،فغرقنا في المعاصي،والمهلكات، وقصرنا في
العبادة والطاعات،نحتاج فكراّ وتأملاً لما يدور حولنا،فكل ما نراه هو آيات عظيمة لقدرة الله عز وجل،وفضله علينا جميعاّ،
منا من كانت الشكوى صفة ملازمة له،فمرة يشكو الأبناء وإزعاجهم،ومرة يشكو ضيق اليد والفقر،ومرة يشكو المرض
وعلته،وبنظرة لحاله نجده سليماّ معافى،لم يكن ممن فقد نعمة البصر،فحرم النظر،البصر النعمة التي يتمناها ضرير،ليرى
الكون الفسيح،ويرى وجه أبيه وأمه ومن حوله،يرى جمال الكون الذي يسبح لله بلا ملل ولا كلل،ويرى صفحات مصحف
هو كلام الله،يرى طريقاّ يسير فيه،فلا يحتاج لمن يعينه،ومن يساعده،الحمد لله على نعمة البصر،
ومن الناس من يعيش بلا
سمع،يرى شفاهه تتحرك،ولكن الكلمات لا تلامس أذنه،يتمنى أن يسمع كلام الله،فيحلق بإيمانه درجات ودرجات،يتمنى أن
يسمع صوت أبيه،وهو يقدم له النصح والتوجيه،يتمنى أن يسمع صوت أمه تكلمه وتسامره، ويسمع ما يقول الناس،فهو
يراهم ويرى تفاعلهم مع حديثهم، ولكن لا يفهم شيئاّ،الحمد لله على نعمة السمع،
ومن الناس من فقد الصحة،فجسمه عليل
ومكوثه على السرير طويل،يعاني مرضاّ أنهك جسده،وأدمى فؤاده،يرى الصحة تاجاّ مخفياّ،لأنه فقدها وأحس بقيمتها،يرى
نظرات الشفقة ممن حوله، ويريد أن يصرخ،كفى،ولكن لا يستطيع،يتمنى أن يعود لسابق عهده وأيامه صحيحاّ
معافى،يتحرك ويقضي أموره،وحوائجه دون الحاجة لأحد،و طلب العون من رب العالمين الواحد الأحد،الحمد لله على نعمة الصحة،
ومن الناس من فقد أباّ أو أماّ،يستيقظ ويمني نفسه بأم تسأله عن صحته وحاله، تجهز له أغراض مدرسته،تمده
بكوب من الحليب الدافئ،أم يقبل يدها ورأسها،وتمده بالكثير من الحنان والحب،إن أصابه المرض، كانت معه تضع له
الدواء وتقدم له الشراب والطعام،وتضع يدها حانية،وترقيه بكتاب الله، وتجعله يعيش جنة الدنيا قبل أن يرتقي جنة
الآخرة،وبين شخص يبحث عن أبٍ يسمع شكواه،وينصحه ويوجهه، ويسأل عنه في مدرسته،ويستلم في آخر الفصل
نتيجة اختباره،ويكون له سنداّ بعد الله في هذه الدنيا المؤلمة،الحمد لله على نعمة الحياة الهانئة بين الوالدين،
تذكر نعم الله عليك،وانظر لمن هو دونك في أمور الدنيا،ولا تجزع إن أصابك هم أو حزن،فهو خير لك،وتخفيف لذنبك،أو دعوة
لك للعودة إلى الله عز وجل،وليكن الشكر هو شعارك،اشكر الله على نعمه،واحمد الله على قضائه وقدره،وطن نفسك على
استشعار هذه النعم العظيمة التي وهبك الله إياها،ولا تنتظر أن تفقدها حتى تشعر بقيمتها،هي دعوة صادقة لنردد الحمد
والشكر بقلوب نقية،وألسنة صادقة،والعودة إلى الله،وتوبة من ذنب اقترفناه،وتقصير في أداء واجب لم نقم به،أو تهاونا
فيه،دعوة لإغلاق باب الشكوى لغير الله،فهي ذل والله،هل تشتكي قضاء ربك الرحيم بك لعبدٍ لا يملك لك ضراّ ولا
نفعاّ،إن كان محباّ لك،زدته حزناّ وألماّ،وإن كان عدواّ لك،زدته فرحاّ وشماتة،فلتكن الشكوى لله عز وجل،في سجود طويل
ذلاًّ وخشوعاّ لله، وطلباّ لمرضاته،وفي دعاء خاشع، ويدٍ مرفوعة،وقلب منكسر،قال تعالى﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا
تحصوها إِن اللَه لغفور رحيم﴾النحل،قال النبي صلى الله عليه وسلم(من أصبح منكم آمناّ في سربه،معافى في جسده،عنده
قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا) رواه الترمذي،
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد في الدنيا والآخرة.