المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النعي وصوره المعاصرة



شمعة الحب
27-06-2006, 01:00 PM
النعي وصوره المعاصرة
معنى النعي:
في الاصطلاح أوسع منه في اللغة. ويتضح ذلك مما قاله أهل العلم في تعريفه.
قال الترمذي في جامعه:" والنعي عندهم أن ينادى في الناس أن فلاناً مات ليشهدوا جنازته"( ).
قال ابن الأثير في النهاية:" نعى الميت ينعاه نعياً، ونِعِياً، إذا أذاع موته، وأخبر به، وإذا ندبه"( ).
وقال ابن عابدين:" هو الإخبار بالموت"( ).
وقال قليوبي في حاشيته:" وهو النداء بموت الشخص، وذكر مآثره ومفاخره"( ).
وقال الحجاوي في الإقناع:" وهو النداء بموته"( ).
وقد ساق المنبجي عدة آثار في النعي ثم قال بعد ذلك:" منها مايدل على أن النعي إعلام الناس بأن فلاناً قد مات. ومنها مايدل على أن النعي هو تعداد صفات الميت. فالظاهر أن كليهما
نعي"( ).

الفاظ تشارك النعي:
أولاً: الندب:-
وهو في اللغة حسن الثناء على الميت( )، وقيل: دعاء الميت بحسن الثناء عليه وافلاناه( )، وقيل: الإقبال على تعداد محاسن الميت كأن الميت يسمعها( ).
أما الاصطلاح فقال ابن الأثير في النهاية في تعريف الندب :هو" أن تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه، وأفعاله"( ).

ثانياً: النياحة
الاصطلاح فهي موافقة للمعنى اللغوي قال في الإقناع:" وهي رفع الصوت بذلك ـ أي بالندب ـ برنة"( ).
وقال في الزواجر:" النوح وهو رفع الصوت بالندب، ومثله إفراط رفعه بالبكاء..."( ).
وقد وسَّع بعض أهل العلم معنى النياحة فجعل منها كل ما هيَّج المصيبة من وعظ أو إنشاء شعر، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية( ).
فمتى كان لفظها مشتملاً على هذا كان حراماً، وهذا شرح النوح. وتارة لا تصل إلى هذه الغاية غير أنها تبعد السلوة عن أهل الميت وتهيج الأسف عليهم، فيؤدي ذلك إلى تعذيب نفوسهم وقلة صبرهم وضجرهم، وربما بعثهم ذلك على القنوط وشق الجيوب وضرب الخدود، فهذا أيضاً حرام"( ).

ثالثاً: الرثاء
وهو في اللغة بكاء الميت بعد موته ومدحه، وكذا إذا عددت محاسنه، وكذلك إذا نظمت فيه شعراً( ).
ويراد به أيضاً التوجع من الوقوع في مكروه( ). ومنه قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في قول النبي  له(( لكن البائس سعد بن خولة))، يرثي له رسول الله  أن مات بمكة( ).
رابعاً: التأبين
وهو في اللغة من أَبَنَ الرجل تأبيناً، أي:" مدحه بعد موته وبكاه"( ).

صور النعي المعاصرة
المسألة الأولى: إعلان الموت في الصحف والمجلات السيارة وما أشبهها:-
إعلان الوفاة في الصحف والمجلات وما أشبهها من وسائل الإعلام العام كالمنتديات والصفحات العامة في شبكة الإنترنت كل ذلك لا يخلو أن يكون إعلاناً مجرداً أو إعلاناً غير مجرد. ولا يخلو أيضاً أن يكون قبل الصلاة على الميت أو بعده.
فإن كان الإعلان قبل الصلاة مجرداً عن نداء ورفع صوت وليس فيه تفجع على الميت ولا إعظام لحال موته ولا تسخط فيه ولا ضجر فإن ذلك جائز، لا سيما إذا كان الميت مما يهم الناس أمره وحاله أو كان له شأن ومكانة في الإسلام أو نفع علم. ولا بأس أن يقترن بالإعلان ثناء يسير مطابق للواقع يرغِّب في الدعاء له والصلاة عليه.
أما إن كان الإعلان عن الموت بعد الصلاة عليه فإن كان لمجرد الإعلام بالموت فالظاهر أنه من النعي المنهي عنه؛ لأن الصحف وشبهها من الوسائل الإعلامية هي أقرب ما تكون لمجامع الناس ومنتدياتهم في العصر الأول. ويتأكد النهي والتحريم إذا كان الخبر متضمناً لما يثير الأحزان ويهيج على البكاء، أو كان متضمناً الشهادة بالجنة للميت أو ما يفهم منه ذلك ككتابة بعضهم في خبر الوفاة قول الله تعالى:  فإن مثل هذا محرم لا يجوز.
أما إن كان الإعلام بالموت بعد الصلاة على الميت لمصلحة معتبرة شرعاً كإبراء ذمة الميت وما أشبه ذلك فإن هذا جائز لا بأس به؛ لما فيه من المصلحة.

المسألة الثانية: إعلان الموت بالرسائل الهاتفية أو البريد الإلكتروني
جرى عمل كثير من الناس في هذه الأيام على تبادل الرسائل الهاتفية أو البريد الإلكتروني للإخبار بالموت، والذي يظهر أن مثل هذا إن كان لأجل الصلاة على الميت أو الدعاء له أو تعزية المصاب به ونحو ذلك فهو مستحب؛ لأن ذلك وسيلة لتلك الصالحات، والوسائل لها حكم الغايات، وما لا يتم الصالح إلا به فهو صالح. وكذلك الحكم إن كان ذلك لمصلحة. ويمكن أن يقال : إن إعلان الموت بالرسائل الهاتفية أو البريد الإلكتروني لا يخرج عما سبق من كلام أهل العلم في حكم النعي المجرد.
المسألة الثالثة: إعلان الموت في الخطب المنبرية
ذكر خبر وفاة عالم من العلماء أو علم من الأعلام في الخطب سواء كانت خطبة الجمعة أو خطبة خاصة للإعلام بموته ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول:
أن يكون ذلك لإخبار الناس بموت من يهمهم معرفة خبره، ولم يسبق علم عام بموته،كان الإعلان في خطبة الجمعة أو في خطبة خاصة للإعلام بموته.  قال: قال رسول الله (( مات عبد لله صالح أصحمة، فقام فأمنا وصلى عليه))( ).
القسم الثاني:
ألا يكون غرض صحيح من الإخبار بموت الميت أو أن يكون الخطيب قد أكثر من ذكر مآثر الميت وفضائله وأعماله وصفاته أو عظيم الخسارة بموته فإن ذلك لا يجوز، وهو من النعي المحرم، إذ هو نظير ما كان يفعله أهل الجاهلية من بعث المنادي ينادي بموت الميت ويذكر مآثره ومفاخره. وقد تقدم في الكلام عن النعي ما يدل على تحريم هذا القسم، لا سيما وأن كثيراً من الخطباء يذكر في كلامه ما يهيِّج الأحزان ويضعف عن الصبر، ويبعد المصابين بالميت عن السلوة. ولا يشك عالم بموارد الشريعة ومصادرها أن مثل هذا لا يجوز.
المسألة الرابعة: المحاضرات العلمية والمشاركات الإعلامية
مما انتشر بين الناس في الأزمنة المتأخرة أنه إذا مات عالم من العلماء أو علم من الأعلام طلب من طلابه أو معارفه أو أقاربه أو زملائه أو من لهم صلة به أن يتحدثوا عنه؛ إما في مشاركات إذاعية أو مرئية أو محاضرات أو ندوات أو مقالات أو تعليقات. ويتلخص ذلك كله في أنه عدّ لمحاسن الميت وإبراز لجوانب شخصيته والثناء عليه وما أشبه ذلك.
والذي يظهر لي أن مثل هذه الأعمال تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول:
ما كان وقت المصيبة قبل السلو عنها فهذا داخل في النعي المنهي عنه؛ لأن مؤداه التفجع على الميت وإعظام حال موته وأن بموته تنقطع المصالح، ويعز وجود نظيره، وفي هذا تجديد الأحزان ونكء الآلام ومخالفة مقصود الشرع من تخفيف المصاب وتسهيله؛ ليكون ذلك عوناً في الصبر على قضاء الله وقدره.
القسم الثاني:
ما كان بعد السلوة وبرود المصيبة فلا بأس بذلك من حيث الأصل، فإن كان الغرض منه التأسي بالصالحين والاقتداء بهم فإن ذلك مستحب لما يتضمنه من الدعوة إلى الخير والتأسي بالصالحين وعلى هذا بناء كثير من كتب السير والتراجم والأعلام. ومما يدل لذلك ما جاء في صحيح مسلم أن عمر بن الخطاب  خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله  وذكر أبا بكر( ).
المسألة الخامسة: المراثي
للعلماء رحمهم الله في رثاء الأموات قولان في الجملة.
القول الأول: أنه لا بأس بالمراثي، وهذا مذهب الحنفية( )، والشافعية( ).
واستدل هؤلاء بأن الكثير من الصحابة رضي الله عنهم فعله وكذلك فعله كثير من أهل العلم( ).
القول الثاني: أنه تكره المراثي، وهو قول للشافعية( ).
واستدل هؤلاء بأن النبي  قد نهى عن المراثي، فعن عبدالله بن أبي أوفى  قال:" نهى رسول الله  عن المراثي". رواه الإمام أحمد( )، وابن ماجه( ). وهو عند ابن أبي شيبة بلفظ:"ينهانا عن المراثي"( ).

ومدار الحديث على إبراهيم الهجري الراوي عن عبد الله قال عنه البوصيري في مصباح الزجاجة: وهو ضعيف جداً ضعفه سفيان بن عيينة ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم( ). وقال عنه البخاري: منكر الحديث.
قالوا:" والأولى الاستغفار له ويظهر حمل النهي عن ذلك على ما يظهر فيه تبرم أو على فعله مع الاجتماع له أو على الإكثار منه أو على ما يجدد الأحزان دون ما عدا ذلك فإن الكثير من الصحابة وغيرهم من العلماء يفعلونه"( ).
وقد قسّم القرافي المراثي إلى أربعة أقسام باعتبار حكمه( ):
الأول: المراثي المباحة، وهي الخالية عن التحريم من ضجر أو تسخط أو تسفيه للقضاء وما أشبه ذلك.
الثاني: المراثي المندوبة، وهي ما كان مسهلاً للمصيبة مذهباً للحزن محسناً لتصرف القضاء مثنياً على الرب تعالى.
الثالث: المراثي المحرمة الكبيرة، وهي ما كان فيه اعتراض على القضاء وتعظيم لشأن الميت وأن موته خلاف الحكمة والمصلحة وما أشبه ذلك.
الرابع: المراثي المحرمة الصغيرة، وهي ما كان مبعداً للسلوة عن أهل الميت مهيجاً للأسف معذباً للنفوس".
وهذا تفصيل حسن، فيحمل ما جاء من النهي عن المراثي على القول بثبوته على القسمين الثالث والرابع، قال ابن حجر عندما ذكر رثاء النبي  لسعد بن خولة  :" وليس معارضاً لنهيه عن المراثي التي هي ذكر أوصاف الميت الباعثة على تهييج الحزن وتجديد اللوعة، وهذا هو المراد بما أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى
قال: نهى رسول الله  عن المراثي، وهو عند ابن أبي شيبة بلفظ : نهانا أن نتراثى، ولا شك أن الجامع بين الأمرين التوجع والتحزن"( )، والله أعلم.

كتبه: فضيلة الشيخ خالد بن عبدالله بن محمد المصلح

مخاوي بورصه قطر
27-06-2006, 04:56 PM
جزاج الله خير اختي شمعه..........................

بنت الحرمي
27-06-2006, 04:59 PM
جزاج الله كل خير اختي شمعه

شمعة الحب
28-06-2006, 12:21 AM
جزاج الله خير اختي شمعه..........................



وجزاك الله خير اخوي ابودانه..

شمعة الحب
28-06-2006, 12:23 AM
جزاج الله كل خير اختي شمعه


وجزاج الله خير اختي بنت الحرمي..

سهم123
28-06-2006, 12:26 AM
بارك الله فيك أختي شمعة

ورحم الله فقيدنا الغالي

إنا لله و إنا اليه راجعون

المعـــــــــاند
28-06-2006, 12:56 AM
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح
جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان

إنا لله وإنا اليه راجعون

خاربه خاربه
28-06-2006, 04:26 AM
جزاج الله خير ومنكم نستفيد

ويعطيج العافيه يارب

غسق
16-10-2006, 08:43 PM
جزيت خيرا