خوي الدرب
23-09-2012, 06:02 AM
(١)
هل حقاً الصورة تساوى ألف كلمة؟
لابد أنكم سمعتم بهذه العبارة، والصورة التى (تراها) أفضل وأكثر مصداقية لديك من كلمة (تسمعها).. ولكن: من الذى يملك الكاميرا؟..
من هذا الذى يحدد التوقيت لالتقاط (اللقطة)؟..
أى (مشهد) وأى لحظة من الحدث تلك التى يتم تمريرها لعينك، وترسيخها فى وعيك، وحفظها فى ذاكرتك؟.
(٢)
(الصورة) أصدق: لأنك تراها، (الكلمة) تشكك بها لأنك تسمعها.
أنت تثق بعينك أكثر من أذنك..
عينك تقدم لك النتيجة المريحة، أذنك تتعبك وتحرضك لتحريك عقلك، ومراجعة ما سمعته، لتقرر مدى مصداقية الحدث.. ولكن الصورة تكذب أحيانًا - مثل الكلمات - ويتم تزييفها بالفوتوشوب!
- وماذا عن الفيلم المتحرك؟
- هذا يا صديقى يُنتج ويُخرج كما يشاء مَن يملك الكاميرا.
(٣)
فى بدايات الاحتلال الأمريكى للعراق:
كانت الكلمات تقول: القصف يتواصل على "الفلوجة".
أما الصورة فكانت تنقل هذا المشهد: جنود مارينز يوزّعون الخبز على الأطفال فى "الرمادى"!
هل (الصورة) هنا تساوى ألف كلمة؟!
(٤)
بعض الدول: كل الصور التى تأتى منها هى صور ملونة ومبهجة.
بعض الدول: صورها ثلاثية الأبعاد.
بعض الدول: ما تزال تعيش مرحلة الأبيض والأسود!
(٥)
الصورة المُتقنة: تقول كل ما يجب أن يُقال بشكل جميل ودون ثرثرة.
تأخذك إلى الموقف وتؤثر بك بيسر وسهولة.
هى: لحظة فى عمر الزمن - ثانية ضغط فيها المصوّر على الزر- لا تعرف ما الذى حدث قبل هذه اللحظة أو بعدها، وهل يتفق أو يتناقض تمامًا مع تلك اللحظة المحبوسة فى صورة؟
لا تعرف!
الذى تعرفه أن هذه (اللحظة المصورة) وجّهتك بشكل ما، وحددت موقفك تجاه قضية ما، وحبستك أنت فى تلك اللحظة، وحبست تلك اللحظة فى وعيك.. وجعلتها لحظة تساوى زمنًا بأكمله!
(٦)
الموت يقوم بتثبيت الصورة: الأميرة ديانا ما تزال شابة وجميلة!
نحن نتقدم بالعمر، و(الصورة) المخادعة لا تكبر.
(٧)
عبر هوليوود استطاعت أمريكا أن تصنع وتروّج (صورة) العدو حتى انطبعت فى الذاكرة الجمعية.
كانت صناعة الصورة تسبق - أحيانًا - قرار السياسى.
فى سنوات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتى: كان الغالبية العظمى من الجمهور - حول العالم - يرون السوفييتى/ الروسى بصورة القاتل الدموى الذى يريد أن يدمر العالم.
كانت الكاميرا - وما زالت - تقاتل بجانب البندقية..
والطلقة تُصيب واحدًا، والصورة تُصيب الملايين.
(٨)
السياسى - فى العالم الثالث - يهتم بصورته أكثر من كلماته!
(٩)
يستطيع السياسى - فى أى مكان - أن يصنع ما يشاء من الصُور، ويقوم بترويجها على الجماهير بما يملكه من وسائل متعددة لترسخ فى الوعى الجمعى.
ستقع - دون وعى منك - فى فخ (الصورة) الرائجة.
ستكتشف فى لحظة ما أنك تدافع عنها كأنها (الصورة) الوحيدة.. والحقيقية.
الألف كلمة = لن تمحو هذه (الصورة).. هذا إذا استطعت أن تشكك بمصداقيتها!
(١٠)
انفجار يحدث فى مكان ما فى هذا العالم:
صورة تنقله لك كعمل بطولى لمناضل.
وصورة تنقله لك كعمل إرهابى لمجرم عديم الإنسانية.
من يملك الكاميرا الجيدة، والزاوية والتوقيت المناسب، والمنابر الأكثر والأقوى لنشرها: سيجعلك تحدد موقفك تجاه (المناضل/ الإرهابى) ويرسخ الصورة التى يريد فى ذهنك!
(١١)
تقوم بعض شركات الإنتاج السينمائى بـ "تلوين" بعض أفلامها القديمة المصورة بالأبيض والأسود لإعادة عرضها.. بعض الساسة يظن أن "الإصلاح" يتم بهذه الطريقة: تلوين الصورة القديمة للنظام!!
لـ محمد الرطيان
هل حقاً الصورة تساوى ألف كلمة؟
لابد أنكم سمعتم بهذه العبارة، والصورة التى (تراها) أفضل وأكثر مصداقية لديك من كلمة (تسمعها).. ولكن: من الذى يملك الكاميرا؟..
من هذا الذى يحدد التوقيت لالتقاط (اللقطة)؟..
أى (مشهد) وأى لحظة من الحدث تلك التى يتم تمريرها لعينك، وترسيخها فى وعيك، وحفظها فى ذاكرتك؟.
(٢)
(الصورة) أصدق: لأنك تراها، (الكلمة) تشكك بها لأنك تسمعها.
أنت تثق بعينك أكثر من أذنك..
عينك تقدم لك النتيجة المريحة، أذنك تتعبك وتحرضك لتحريك عقلك، ومراجعة ما سمعته، لتقرر مدى مصداقية الحدث.. ولكن الصورة تكذب أحيانًا - مثل الكلمات - ويتم تزييفها بالفوتوشوب!
- وماذا عن الفيلم المتحرك؟
- هذا يا صديقى يُنتج ويُخرج كما يشاء مَن يملك الكاميرا.
(٣)
فى بدايات الاحتلال الأمريكى للعراق:
كانت الكلمات تقول: القصف يتواصل على "الفلوجة".
أما الصورة فكانت تنقل هذا المشهد: جنود مارينز يوزّعون الخبز على الأطفال فى "الرمادى"!
هل (الصورة) هنا تساوى ألف كلمة؟!
(٤)
بعض الدول: كل الصور التى تأتى منها هى صور ملونة ومبهجة.
بعض الدول: صورها ثلاثية الأبعاد.
بعض الدول: ما تزال تعيش مرحلة الأبيض والأسود!
(٥)
الصورة المُتقنة: تقول كل ما يجب أن يُقال بشكل جميل ودون ثرثرة.
تأخذك إلى الموقف وتؤثر بك بيسر وسهولة.
هى: لحظة فى عمر الزمن - ثانية ضغط فيها المصوّر على الزر- لا تعرف ما الذى حدث قبل هذه اللحظة أو بعدها، وهل يتفق أو يتناقض تمامًا مع تلك اللحظة المحبوسة فى صورة؟
لا تعرف!
الذى تعرفه أن هذه (اللحظة المصورة) وجّهتك بشكل ما، وحددت موقفك تجاه قضية ما، وحبستك أنت فى تلك اللحظة، وحبست تلك اللحظة فى وعيك.. وجعلتها لحظة تساوى زمنًا بأكمله!
(٦)
الموت يقوم بتثبيت الصورة: الأميرة ديانا ما تزال شابة وجميلة!
نحن نتقدم بالعمر، و(الصورة) المخادعة لا تكبر.
(٧)
عبر هوليوود استطاعت أمريكا أن تصنع وتروّج (صورة) العدو حتى انطبعت فى الذاكرة الجمعية.
كانت صناعة الصورة تسبق - أحيانًا - قرار السياسى.
فى سنوات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتى: كان الغالبية العظمى من الجمهور - حول العالم - يرون السوفييتى/ الروسى بصورة القاتل الدموى الذى يريد أن يدمر العالم.
كانت الكاميرا - وما زالت - تقاتل بجانب البندقية..
والطلقة تُصيب واحدًا، والصورة تُصيب الملايين.
(٨)
السياسى - فى العالم الثالث - يهتم بصورته أكثر من كلماته!
(٩)
يستطيع السياسى - فى أى مكان - أن يصنع ما يشاء من الصُور، ويقوم بترويجها على الجماهير بما يملكه من وسائل متعددة لترسخ فى الوعى الجمعى.
ستقع - دون وعى منك - فى فخ (الصورة) الرائجة.
ستكتشف فى لحظة ما أنك تدافع عنها كأنها (الصورة) الوحيدة.. والحقيقية.
الألف كلمة = لن تمحو هذه (الصورة).. هذا إذا استطعت أن تشكك بمصداقيتها!
(١٠)
انفجار يحدث فى مكان ما فى هذا العالم:
صورة تنقله لك كعمل بطولى لمناضل.
وصورة تنقله لك كعمل إرهابى لمجرم عديم الإنسانية.
من يملك الكاميرا الجيدة، والزاوية والتوقيت المناسب، والمنابر الأكثر والأقوى لنشرها: سيجعلك تحدد موقفك تجاه (المناضل/ الإرهابى) ويرسخ الصورة التى يريد فى ذهنك!
(١١)
تقوم بعض شركات الإنتاج السينمائى بـ "تلوين" بعض أفلامها القديمة المصورة بالأبيض والأسود لإعادة عرضها.. بعض الساسة يظن أن "الإصلاح" يتم بهذه الطريقة: تلوين الصورة القديمة للنظام!!
لـ محمد الرطيان