امـ حمد
25-09-2012, 01:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ماذا أعددت ليوم سيكلمك فيه الله
أما سمعت قول رسول الله صلى الله(ما منكم من أَحدٍ إِلَّا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إِلَّا ما قدم،وينظر
أشأم منه،فلا يرى إِلا ما قدم،وينظر بين يديه فلا يرى إِلَّا النار تلقاء وجهه،فاتقوا النار ولو بشق تمرة)البخاري،ومسلم،فماذا أعددت
لهذا اليوم العظيم،يوم تعرض فيه علي رب العالمين ويكلمك وليس بينك وبينه حجاب،وليس بينك وبينه تُرجمان فماذا ستقول له،عندما
يسألك وهو أعلم بك عن أعمالك خيرها وشرها،ما علمته وما نسيته،وبماذا ستجاوب عندما يقررك بذنوبك أتذكر ذنب كذا وذنب
كذا،ذنوب وذنوب نسيتها ولكن الله قد أحصاها ويقول جل وعلا(يوم يبعثهم اللَّه جميعاّ فينبئهم بما عملوا أَحصاه اللَّه ونسوه والله على كل
شيءٍ شهيد)نعم أحصاها الله ونسيتها،وبماذا ستجاوب عندما يسألك عن حدوده ومحارمه هل حفظتها أم تعديتها،وكم من فريضة
ضيعتها،صلاتك هل أتممتها أم تهاونت بها وأنقصتها،وصيامك هل قمت به إيماناً واحتساباً أم لم يصيبك منه إلا الجوع والعطش،وهل
أديت ما أمرك به، أم انشغلت في غرور الدنيا بها عن الله وآثرت ما فيها عن ما عنده،وما فيها فاني،وما عند الله باقي ويقول عز وجل
(فأما من طغى،وآَثر الحياة الدنيا،فإن الجحيم هي المأوى،وأَما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى،فإن الجنة هي المأوى)
فماذا أعددت لهذا اليوم الذي لن يكون معك فيه لا ولد ولا سند،لا مال ولا جاه ولا أهل ولا أخلاء،ليس سوى جوارحك التي سوف
تشهد عليك،وعملك الذي سيحيط بك،فإن كان صالحاً فأنت من أصحاب اليمين،وأصحاب النعيم المقيم الفائزين وإن كان غير ذلك
والعياذ بالله فأنت من أهل العذاب الأليم الخاسرين النادمين،الحاسرين،وأي حسرة أعظم من تلك التي تكون في يوم لا
ينفع فيه ندم ولا حسرة،ويقول جل وعلا (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراّ وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه
أمداّ بعيداّ ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد)عن أبي هريرة،رضي اللَّه عنه،قال،قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يومئذٍ تحدث أخبارها)ثم قال(أتدرون ما أَخبارها) قالوا،الله ورسوله أعلم،قال(فإن أخبارها أَن تشهد على كل عبدٍ أو أَمةٍ بما
عمل على ظهرها،تقول،عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، فهذه أَخبارها)رواه الترمذي وقال،حديث حسن،وعن أبي سعيد
الخدري،رضي اللَّه عنه،قال،قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم(كيف أَنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الإذن متى يؤمر
بالنفخ فينفخ)فكأن ذلك ثقل على أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم(قولوا،حسبنا الله ونعم الْوكِيل)رواه الترمذي وقال
حديث حسن(القرن)هو الصور الذي قال الله تعالى (ونفخ في الصور)كذا فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم،وعن
عائشة،رضي الله عنها،قالت،سمعت رسول اللَه صلى الله عليه وسلم،يقول(يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً)قلت،يا
رسول الله الرجال والنساء جميعاً ينظر بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ،؟ قال(يا عائشة الأَمر أَشد من أَن يهمهم ذلك)وفي رواية(الأَمر أهم من أَن
ينظر بعضهم إِلى بعض)متفق عليه،أن من أعظم المنجيات من النار،الإحسان إلى الخلق بالمال والأقوال، وأن العبد لا ينبغي له أن يحتقر من
المعروف ولو شيئاً قليلاً،والكلمة الطيبة تشمل النصيحة للخلق بتعليمهم ما يجهلون، وإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية،وتشمل الكلام المسر
للقلوب،الشارح للصدور،المقارن للبشاشة والبشر،والذكر لله والثناء عليه،وذكر أحكامه وشرائعه،فكل كلام يقرب إلى الله ويحصل به النفع لعباد الله،فهو داخل
في الكلمة الطيبة،قال تعالى(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)وقال تعالى(والباقيات الصالحات)وهي كل عمل وقول يقرب إلى الله،
ويحصل به النفع لخلقه (خير عند ربك ثواباّ وخير أَملاً)فيا من كنت لاهي غير مبالي بذنوبك،لا موعظة تردك ولا عقل إلى الصواب يقودك،أنقذ نفسك من
النار وأطيع ربكِ واستغفر لذنبك،فكيف بنا ونحن المقصرون،وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر يقول،والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة،فهيا نغتنم ما تبقى لنا من العمر في طاعة الله والإبتعاد
عن المعاصي والذنوب ونتزود بخير زاد(التقوي)فالأيام تمر مر السحاب وقد فاز وغنم من قضاها في الطاعة والعبادة،قال الإمام
الشافعي رحمه الله(أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه،وأنار قبره قبل أن يسكنه،وأرضى ربه قبل أن يلقاه،وصلى الجماعة قبل أن تُصليَ الجماعة عليه،وحاسب نفسه قبل أن تُحاسبه)
أسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة وألا يخزنا يوم العرض عليه وأن يجعلنا من ورثة جنة النعيم
اللهم آمين.
السلام عليكم ورحمة الله
ماذا أعددت ليوم سيكلمك فيه الله
أما سمعت قول رسول الله صلى الله(ما منكم من أَحدٍ إِلَّا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إِلَّا ما قدم،وينظر
أشأم منه،فلا يرى إِلا ما قدم،وينظر بين يديه فلا يرى إِلَّا النار تلقاء وجهه،فاتقوا النار ولو بشق تمرة)البخاري،ومسلم،فماذا أعددت
لهذا اليوم العظيم،يوم تعرض فيه علي رب العالمين ويكلمك وليس بينك وبينه حجاب،وليس بينك وبينه تُرجمان فماذا ستقول له،عندما
يسألك وهو أعلم بك عن أعمالك خيرها وشرها،ما علمته وما نسيته،وبماذا ستجاوب عندما يقررك بذنوبك أتذكر ذنب كذا وذنب
كذا،ذنوب وذنوب نسيتها ولكن الله قد أحصاها ويقول جل وعلا(يوم يبعثهم اللَّه جميعاّ فينبئهم بما عملوا أَحصاه اللَّه ونسوه والله على كل
شيءٍ شهيد)نعم أحصاها الله ونسيتها،وبماذا ستجاوب عندما يسألك عن حدوده ومحارمه هل حفظتها أم تعديتها،وكم من فريضة
ضيعتها،صلاتك هل أتممتها أم تهاونت بها وأنقصتها،وصيامك هل قمت به إيماناً واحتساباً أم لم يصيبك منه إلا الجوع والعطش،وهل
أديت ما أمرك به، أم انشغلت في غرور الدنيا بها عن الله وآثرت ما فيها عن ما عنده،وما فيها فاني،وما عند الله باقي ويقول عز وجل
(فأما من طغى،وآَثر الحياة الدنيا،فإن الجحيم هي المأوى،وأَما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى،فإن الجنة هي المأوى)
فماذا أعددت لهذا اليوم الذي لن يكون معك فيه لا ولد ولا سند،لا مال ولا جاه ولا أهل ولا أخلاء،ليس سوى جوارحك التي سوف
تشهد عليك،وعملك الذي سيحيط بك،فإن كان صالحاً فأنت من أصحاب اليمين،وأصحاب النعيم المقيم الفائزين وإن كان غير ذلك
والعياذ بالله فأنت من أهل العذاب الأليم الخاسرين النادمين،الحاسرين،وأي حسرة أعظم من تلك التي تكون في يوم لا
ينفع فيه ندم ولا حسرة،ويقول جل وعلا (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراّ وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه
أمداّ بعيداّ ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد)عن أبي هريرة،رضي اللَّه عنه،قال،قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يومئذٍ تحدث أخبارها)ثم قال(أتدرون ما أَخبارها) قالوا،الله ورسوله أعلم،قال(فإن أخبارها أَن تشهد على كل عبدٍ أو أَمةٍ بما
عمل على ظهرها،تقول،عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، فهذه أَخبارها)رواه الترمذي وقال،حديث حسن،وعن أبي سعيد
الخدري،رضي اللَّه عنه،قال،قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم(كيف أَنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الإذن متى يؤمر
بالنفخ فينفخ)فكأن ذلك ثقل على أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم(قولوا،حسبنا الله ونعم الْوكِيل)رواه الترمذي وقال
حديث حسن(القرن)هو الصور الذي قال الله تعالى (ونفخ في الصور)كذا فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم،وعن
عائشة،رضي الله عنها،قالت،سمعت رسول اللَه صلى الله عليه وسلم،يقول(يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً)قلت،يا
رسول الله الرجال والنساء جميعاً ينظر بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ،؟ قال(يا عائشة الأَمر أَشد من أَن يهمهم ذلك)وفي رواية(الأَمر أهم من أَن
ينظر بعضهم إِلى بعض)متفق عليه،أن من أعظم المنجيات من النار،الإحسان إلى الخلق بالمال والأقوال، وأن العبد لا ينبغي له أن يحتقر من
المعروف ولو شيئاً قليلاً،والكلمة الطيبة تشمل النصيحة للخلق بتعليمهم ما يجهلون، وإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية،وتشمل الكلام المسر
للقلوب،الشارح للصدور،المقارن للبشاشة والبشر،والذكر لله والثناء عليه،وذكر أحكامه وشرائعه،فكل كلام يقرب إلى الله ويحصل به النفع لعباد الله،فهو داخل
في الكلمة الطيبة،قال تعالى(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)وقال تعالى(والباقيات الصالحات)وهي كل عمل وقول يقرب إلى الله،
ويحصل به النفع لخلقه (خير عند ربك ثواباّ وخير أَملاً)فيا من كنت لاهي غير مبالي بذنوبك،لا موعظة تردك ولا عقل إلى الصواب يقودك،أنقذ نفسك من
النار وأطيع ربكِ واستغفر لذنبك،فكيف بنا ونحن المقصرون،وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر يقول،والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة،فهيا نغتنم ما تبقى لنا من العمر في طاعة الله والإبتعاد
عن المعاصي والذنوب ونتزود بخير زاد(التقوي)فالأيام تمر مر السحاب وقد فاز وغنم من قضاها في الطاعة والعبادة،قال الإمام
الشافعي رحمه الله(أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه،وأنار قبره قبل أن يسكنه،وأرضى ربه قبل أن يلقاه،وصلى الجماعة قبل أن تُصليَ الجماعة عليه،وحاسب نفسه قبل أن تُحاسبه)
أسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة وألا يخزنا يوم العرض عليه وأن يجعلنا من ورثة جنة النعيم
اللهم آمين.