Bo jassim 33
25-09-2012, 08:48 AM
تصادف أن أتعرف على مشاكل ثلاث مديرات مدارس مستقلة دفعة واحدة بالأمس، اثنتان بالاتصال -جوالي سبيل- وأخرى بالإيميل.
الأولى: مديرة مدرسة لها أكثر من 30 سنة في هذا القطاع، تحدثت وما كنت أرجو أن تسترسل في حديثها إلى الخاتمة التي وصلنا إليها، خاتمة انتهت ببكاء مر لتغلق السماعة، وأنا في حالة ذهول صدمة، لأنها بدأت بنبرة حديثها متماسكة وقوية، بدأت تتحدث عن طبيعة العمل التعليمية، وما الذي يحدث فيه، بدأت تتحدث عن الضغوطات التي يتعرضون لها كمديري مدارس، ثم بالقرارات المتوالية، وضرورة تنفيذها بأسرع منها، وسنوات من العمل والجهد، وسنوات من المحاولات لإرضاء من لا يرضى بشيء، سنوات من الشحن السلبي في نفوسنا، حتى بدأنا نستشعر كم نحن قساة مع المدرسات، وهكذا حديثها حتى وصلت إلى الحديث عن الضغوط النفسية من تهديدات وإنذارات وتحقيقات، هنا انهار حصن التماسك فيها، وبدأت في البكاء الشديد وأغلقت السماعة!
بكاء الخمسينية، لم يكن بكاء عادياً، بل شعرت وكأن بركاناً تفجر فيها، بركان من الألم والمواجع لمهنة ما كانت يوماً بهذه القسوة.
الثانية: مديرة مدرسة لها أكثر من 37 سنة في العملية التعليمية، بدأت بكلمة المقال (بسنا حريم) بقولها (والله بسنا شغل) تعبنا ونحن نجتهد في تطبيق ما يريدونه، تعبنا ونحن ننفذ ما يقررونه، تعبنا وكل رسالة إيميل منهم أو كتاب نستنفر كل جهودنا لنتدارك ما يقررونه على عجل، تعبنا من هذا الهم وهذا العمل، تعبنا من كلامهم الذي يسمم البدن، تعبنا من اللوم من أولياء الأمور ومن الهيئة ومن كل ما يحدث، تعبنا من التقديرات التي لا تقدر عملنا، تعبنا يبه يا ليت يريحونا خلاص، لا نبي تكريم ولا شيء منهم، نبي التقاعد خلاص معاد فينا حيل.
الثالثة: معلمة أرسلت إيميل بالأمس بدأت رسالتها: اسمحلي أخوي أفضفض (أي خزان فضفضة أنا)!
تقول: بعد أن وصل التقييم التربوي الشامل وحصلت معظم المدارس على تقدير (D) قامت قيامة المديرة وعقدت اجتماعاً عاجلاً ما خلت كلمة ما قالتها فينا، وخرجنا من الاجتماع ونحن مصدومات مما سمعناه، وفي الحقيقة سئمنا من هذا الوضع الذي لا أمان وظيفي فيه، ولا كرامة، سئمنا ونحن في كل يوم على حال آخر، تعبت أعصابنا وتعبنا منهم.
فيصل المرزوقي - جريدة العرب
وهذا الرابط
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1749&artid=209306
الأولى: مديرة مدرسة لها أكثر من 30 سنة في هذا القطاع، تحدثت وما كنت أرجو أن تسترسل في حديثها إلى الخاتمة التي وصلنا إليها، خاتمة انتهت ببكاء مر لتغلق السماعة، وأنا في حالة ذهول صدمة، لأنها بدأت بنبرة حديثها متماسكة وقوية، بدأت تتحدث عن طبيعة العمل التعليمية، وما الذي يحدث فيه، بدأت تتحدث عن الضغوطات التي يتعرضون لها كمديري مدارس، ثم بالقرارات المتوالية، وضرورة تنفيذها بأسرع منها، وسنوات من العمل والجهد، وسنوات من المحاولات لإرضاء من لا يرضى بشيء، سنوات من الشحن السلبي في نفوسنا، حتى بدأنا نستشعر كم نحن قساة مع المدرسات، وهكذا حديثها حتى وصلت إلى الحديث عن الضغوط النفسية من تهديدات وإنذارات وتحقيقات، هنا انهار حصن التماسك فيها، وبدأت في البكاء الشديد وأغلقت السماعة!
بكاء الخمسينية، لم يكن بكاء عادياً، بل شعرت وكأن بركاناً تفجر فيها، بركان من الألم والمواجع لمهنة ما كانت يوماً بهذه القسوة.
الثانية: مديرة مدرسة لها أكثر من 37 سنة في العملية التعليمية، بدأت بكلمة المقال (بسنا حريم) بقولها (والله بسنا شغل) تعبنا ونحن نجتهد في تطبيق ما يريدونه، تعبنا ونحن ننفذ ما يقررونه، تعبنا وكل رسالة إيميل منهم أو كتاب نستنفر كل جهودنا لنتدارك ما يقررونه على عجل، تعبنا من هذا الهم وهذا العمل، تعبنا من كلامهم الذي يسمم البدن، تعبنا من اللوم من أولياء الأمور ومن الهيئة ومن كل ما يحدث، تعبنا من التقديرات التي لا تقدر عملنا، تعبنا يبه يا ليت يريحونا خلاص، لا نبي تكريم ولا شيء منهم، نبي التقاعد خلاص معاد فينا حيل.
الثالثة: معلمة أرسلت إيميل بالأمس بدأت رسالتها: اسمحلي أخوي أفضفض (أي خزان فضفضة أنا)!
تقول: بعد أن وصل التقييم التربوي الشامل وحصلت معظم المدارس على تقدير (D) قامت قيامة المديرة وعقدت اجتماعاً عاجلاً ما خلت كلمة ما قالتها فينا، وخرجنا من الاجتماع ونحن مصدومات مما سمعناه، وفي الحقيقة سئمنا من هذا الوضع الذي لا أمان وظيفي فيه، ولا كرامة، سئمنا ونحن في كل يوم على حال آخر، تعبت أعصابنا وتعبنا منهم.
فيصل المرزوقي - جريدة العرب
وهذا الرابط
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1749&artid=209306