تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذي يراك حين تقوم



امـ حمد
05-10-2012, 02:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي يراك حين تقوم

أي أسطر أجمل من تلك التي تتكلم عن الله،وعن عظمته، وبرّه،ورحمته،ما نراه من كثرة الفواحش والمنكرات،ما

نلمسه من ضعف الوازع عن المحرمات،وقلة المراقبة في الخلوات،هذا يتساهل في النظر،وآخر يأكل الربا،وآخر يتمايل

مع الغنا،كثير من الناس وجودهم كالعدم،لم يقفوا عند أوامر الله ونواهيه،هم(كالأنعام بل هم أَضل)إن وافق الشـرع مرادهم

قبلوه،وإن لم يوافق تركوه،إن حصلوا على الدرهم والدينار رضوا وأخذوه،ولم يبالوا أمن حلال أم حرام كسبوه،إن سهلت

الصلاة فعلوها،وإن لم تسهل تركوها،كان بعض السلف يقول لنفسـه،والله ما أريد بمنعك هذا الذي تحبين إلا الإشفاق

عليك،فدرّب النفس على هذا الأصل،وتلطف بها،وعدها الجميل,قال سبحانه( وتوكل على العزيز الرحيم،الذي يراك

حين تقوم،وتقلبك في الساجدين)أي،يراك في هذه العبادة العظيمة التي هي،الصلاة،يراك،وقت قيامك وتقلبك راكعاً

ساجداً، لفضلها ولشرفها،ولا بدَّ من استحضار القلب حين فعلها،لأنه من استحضر فيها قرب ربه خشع، وذلَّ،وبتكميلها

يكمل سائر عمله،ويستعين بها على جميع أموره،ثم قال(إِنه هو السّميع العليم)جاء في الحديث الصحيح عند مسلم،في

حديث وصف الإسلام والإيمان لما سُـأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم

تكن تراه فإنه يراك)نعم يراك،ويعلم سرك ونجواك،في الصحراء وفي الجو وفي السماء يراك،إن كنت وحيداً يراك،إن

كنت في جمعٍ يراك(يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أَين ما كنتم واللَّه بما تعملون بصير)
المراقبة،
قال ابن القيم رحمه الله
من منازل(إِياك نعبد وإياك نستعين)منزلة المراقبة،

وهي دوام

علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه،وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه،رقيـب عليه،ناظر

إليه،سامع لقوله،مطلع على عمله،ومن راقب الله في خواطره،عصمه الله في حركات جوارحه،وقالوا بعض

السلف،أعظم العبادات مراقبة الله في سائر الأوقات،والمراقبة،هي التعبد بأسمائه،الرقيب،

الحفيظ،العليم،السميع،البصير،فمن عقل هذه الأسماء وتعبَّد بمقتضاها حصلت له المراقبة،قال الله تعالى(قال اللّه هذا يوم

ينفع الصادقين صدقهم)لن ينجـوا إلا أهل الصـدق والإخـلاص،فهو سبحانه رقيـب،على الأشياء ببصره الذي

(الذي لا تأخذه سنة ولا نوم)فأين أثر هذا في حياتنا،أنه يسمع،ويرى و( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)أين

أثر هذا في تصرفناتنا،في معاملاتنا،ومن أعظم ما أمر الله بحفظه مـن الواجبات،الصلاة،أن الصلاة صلة بالله عز وجل،ومن حفظ الله للمصلين،
أنَّ صـلاتهم تنهاهم عن الفحشاء والمنكر،أما من ضيعها،فقد توعده الله بالهلاك والشر

العظيم،قال سبحانه(فخلف من بعدهم خلف أَضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً)فكيف هي صلاتنا،هـل

حفظناها،وراقبنا الله في صلاتنا،كم مرة تفوتك صلاة الجماعة،وكم مرة تنام عن الصلاة المكتوبة،والله لن يستقيم

الحال إلا إذا استقام العبد والأمة في أداء الصلاة،ومما أُمرنا الله بحفظه،السمع،والبصر،والفـؤاد،قال سبحانه وتعالى(ولا

تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً )فاحفظ سمعك،فلا تسمع إلا ما

يرضيه،واحفظ بصرك، فلا تنظـر إلا إلى ما يرضيه،واحفظ قلبك،فلا يمتلئ إلا بما يحبه ويرضيه،واحفظ عقلك،فلا تفكر

إلا في طاعته(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)كيف تعصاه وهو يراك،لن تنال ولاية الله،حتى تترك

شهواتك،وتصبر على مكروهاتك،وتبذل نفسك لمرضاته،روى الترمذي في الحديث الصحيح،عن أبي ذرّ رضي الله عنه

قال،قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم( هل أَتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً)قال قرأها حتى ختمها ثم

قال( إني أرى ما لا ترون،وأسمع ما لا تسمعون،أطـت السماء وحقّ لها أن تئط،ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك

ساجد،وملك قائم،والله لو تعلمون ما أعلم،لضحكتم قليلاً ،ولبكيتم كثيراّ،ومعنى الحديث،لو علمتم ما أعلم،من عظمته

جلَّ في علاه،وانتقامه ممن يعصيه،لطال بكاؤكم،وحزنكم،وخوفكم مما ينتظركم، ..

ولما ضحكتم أصلاً ،اسمع فضيحة العصاة يوم القيامة(اليوم نختم على أَفواههم وتكلمنا أَيديهم وتشهد أَرجلهم بما كانوا

يكسبون)إياك،والاغترار بحلمه وكرمه،فكم قد استدرج مـن عاصي،وقصم من جبـار وظالم،إذا همت النفس

بالمعصية،فذكرها بنظر الله،لا يكن الله أهون الناظرين إليك،الله،الله،في مراقبة الحق جل في علاه،في الخلوات،في

البواطن،وفي النيات،فإن عليكم من الله عيناً ناظرة(فسبحان الذي يراك حين تقوم،وتقلبك في الساجدين ،إنه هو السميع

العليم)إن كنت تعتقد أنه لا يراك،فما أعظم كفـرك،وإن كنت تعصيه مع علمك باطلاعه عليك،فما أقل حيائك،يا مسكين،بأي

بدن ستقف بين يدي الله،وبأي لسان ستجيب،فما أعددت للنجاة،من عظيم عقاب الله،وأليم عذابه،لا يندفع ذلك إلا بحصن التوحيد،والطاعـات،





اللهم أحينا مسلمين،وتوفنا مسلمين،وألحقنا بالصالحين
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة،ونسألك قول الحق في الرضا والغضب.

حلم الطفولة
06-10-2012, 02:34 PM
نقل مفيد بارك الله فيك ..

جزاك الله خير وجعل ما نقلت في ميزان حسناتك ..

شكراً لكِ .

امـ حمد
06-10-2012, 03:47 PM
نقل مفيد بارك الله فيك ..

جزاك الله خير وجعل ما نقلت في ميزان حسناتك ..

شكراً لكِ .

وبارك الله فيج حبيبتي

ويزاااج ربي جنة الفردوس

الصغيره
07-10-2012, 12:03 AM
يستحق ان نقف عنده ونعيد القراءه مره تلو لمره
شكرا لك
جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان اعمالك الصالحه

امين امين

امـ حمد
08-10-2012, 01:49 AM
يستحق ان نقف عنده ونعيد القراءه مره تلو لمره
شكرا لك
جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان اعمالك الصالحه

امين امين

وبارك الله فيج حبيبتي

ويزاااج ربي جنة الفردوس

سلم لي عليه
10-10-2012, 09:53 AM
جزاك الاه خبر

امـ حمد
13-10-2012, 07:39 PM
جزاك الله خبر

بارك الله فيك اخوي

وجزاك ربي جنة الفردوس

أم أحمد !!
18-10-2012, 12:28 AM
جزاك الله خير