امـ حمد
05-10-2012, 04:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أيام صار المال فيها هو الهدف الأكثر بريقاّ في أعين غالب الناس،وصار الصراع عليه صراعاّ دائماّ في كل وقت،فيفقد المرء أقرب المقربين إليه،ويطيح الآخر بأصدقائه بعيداّ مخافة
أن ينافسوه فيه،ويتنازل ثالث عن منهج حياته وطريقة قناعاته رغبة في أن يكون ثريا مرفهاّ،هناك قواعد بينها الإسلام فيما يخص المال علمنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ،أن نسير في ظلها بينما نحن نتعامل مع المال،
أولاّ،أن المال مال الله وأن الله مستخلفنا فيه،قال تعالى(وآتوهم من مال الله الذي آتاكم )وأنه سبحانه جعل للفقير والعائل
والمحتاج ومن هو في مصيبة نصيباّ فيه،وجعل نصيب الزكاة حقا لأصحابها،ثانياّ،أن المرء مهما جمع
ووعى،وهو لن يكتفي منه و لن يملأ فاه إلا التراب،لن يزيد أن يكون مورثاّ
لورثته،فيترك لهم ما تعب واجتهد في جمعه،كما يقول صلى الله عليه وسلم( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله،قالوا، يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال،اعلموا أنه ليس منكم من أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله مالك ما قدمت ومال وارثك ما اخرت)صحيح،صححه الألباني،
فعلى كل عاقل أن يكتسب منه ما يفيده ولايضره،وما يسهل
حسابه ولايثقله،ثالثاّ،حث الإسلام على السعي لكسب المال من وجه مباح والحصول عليه خالياّ من الظلم والتعدي وأكل الأموال بالباطل والأكل عن طريق الربا أو المال المشبوه أو غيره،فقال
سبحانه وتعالى(ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداّ فيعطيه
أو يمنعه)البخاري،رابعاّ، حث الإسلام على إنفاق المال في جميع صور التكافل الاجتماعي في
المجتمع الإسلامي،والبحث عن مواطن الثواب به وجعل فيه نفقات واجبة على صاحب المال،نفقته كالزوجة والوالدين والابناء وغيرهم،خامساّ،أنكر الإسلام على محبي المال وكانزيه
البخلاء عن إنفاقه،وعباد الدرهم والدينار،حتى يقول صلى الله عليه وسلم(تعس عبد الدينار،تعس عبد الدرهم)يقول أنس رضي الله عنه(ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً
إلا أعطاه،قال،فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال،يا قومي أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة،صحيح مسلم،فالمال مال الله،وهو قد استخلفه فيه،وهو أداة
لنشر الخير،ورفع آلام المتألمين ومعاناة المتضررين،وإصلاح النفوس،وتشجيع الناس على تقويم سلوكهم وإصلاح مسارات حياتهم،لقد كان صلى الله عليه وسلم،يعطي العطاء رجاء رضا
ربه وترغيباً للناس في الإسلام، وتأليفاً لقلوبهم،كما كان يختص رجالاّ بعطاء زائد مخافة فتنتهم،الفقر والعوز،وإذا رأى صلى الله عليه وسلم،الرجل ضعيف الإيمان، فقد كان يجزل له في
العطاء،فقد قال،صلى الله عليه وسلم(إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه)البخاري،لقد وصف كثيرون ممن لقوا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم محمدا
أنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر،والحق أن عطاءه للناس إنما كان مرتبطاّ بأهداف رسالية طموحه ليس من بينها الغنى وليس يخيفها الفقر أو الحاجة،لقد كان يتحرك معتمداّ اعتماداّ
أساسياّ على توفيق ربه له،وكان يعتقد إعتقاداّ جازماّ أن ربه سيخلف عليه فيما هو
أفضل وأبقى مما ينفق،بل إن آيات القرآن الكريم قد بينت ذلك فقال سبحانه(وما تنفقوا من شىء
في سبيل الله فهو يخلفه) العجيب أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،الذي يعطي هذا العطاء ربما بات جوعاناّ لا يجد طعاماّ،وربما مرت شهور ولا يوقد في بيته نار على طعام يقتاته هو ولا
أهل بيته،إنه بهذا التطبيق الأمثل للتعالي على الزخارف والشهوات ليضع خصومه في موضع حرج بالغ،إذ يدل على سمو رسالته الربانية وشفافيته الإيمانية،وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم الأطهار تلك المعاني منه فكانوا ينفقون أموالهم ابتغاء رضا ربهم ويجودون بما عندهم، كل على حسب استطاعته، وقد أنفق الصحابي الكريم،أبو بكر الصديق،رضي الله عنه
ماله كله في سبيل الله، والدفاع عن الإسلام،وتحرير الرقاب،وقد وحث الإسلام على إنفاق المال بصورة تجعل المؤمن كريماّ في كل حاله،وحث على الاتصاف بصفة الكرم في جميع صوره
وأشكاله،فأمر بإكرام الضيف، وإكرام الجار، وإكرام الأهل والأقارب، وجعل إكرام الضيف حقاّ واجباّ على المسلم، ودليلاً على الإيمان الصادق والطاعة لله،إذ يقول صلى الله عليه وسلم(من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)البخاري،كذلك رعاية الأقارب،والحرص على مودتهم وصلتهم وإكرامهم،والإحسان إليهم،والعطف عليهم، ومد يد العون إليهم،كما عظم النبي صلى
الله عليه وسلم ثواب الجود والكرم والإنفاق وبين القرآن الكريم ذلك , فيقول سبحانه(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف
لمن يشاء والله واسع عليم)وقال تعالى(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراّ وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)كما صور صلى الله عليه وسلم الكرم والجود
كبركة خاصة للمال تزيده وتنميه وتدفع عنه الشرور،فيقول(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان،فيقول أحدهما،اللهم أعط منفقاّ خلفًا، ويقول الآخر،اللهم أعطِ ممسكاّ تلفاّ)البخاري،
على الجانب الآخر فقد ذم الإسلام البخل والتقتير والمنع،وحذر منه فقال تعالى(ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله خيراّ لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله
ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير ويقول صلى الله عليه وسلم(ثلاث مهلكات،هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المـرء بنفسه)السلسلة الصحيحة،
اللهم اني اسالك ايماناّ كاملاّ وقلباّ خاشعاّ وعلماّ نافعاّ،ويقينا صادقاّ،واسالك العافيه من كل بليه،والغنى عن الناس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أيام صار المال فيها هو الهدف الأكثر بريقاّ في أعين غالب الناس،وصار الصراع عليه صراعاّ دائماّ في كل وقت،فيفقد المرء أقرب المقربين إليه،ويطيح الآخر بأصدقائه بعيداّ مخافة
أن ينافسوه فيه،ويتنازل ثالث عن منهج حياته وطريقة قناعاته رغبة في أن يكون ثريا مرفهاّ،هناك قواعد بينها الإسلام فيما يخص المال علمنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ،أن نسير في ظلها بينما نحن نتعامل مع المال،
أولاّ،أن المال مال الله وأن الله مستخلفنا فيه،قال تعالى(وآتوهم من مال الله الذي آتاكم )وأنه سبحانه جعل للفقير والعائل
والمحتاج ومن هو في مصيبة نصيباّ فيه،وجعل نصيب الزكاة حقا لأصحابها،ثانياّ،أن المرء مهما جمع
ووعى،وهو لن يكتفي منه و لن يملأ فاه إلا التراب،لن يزيد أن يكون مورثاّ
لورثته،فيترك لهم ما تعب واجتهد في جمعه،كما يقول صلى الله عليه وسلم( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله،قالوا، يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال،اعلموا أنه ليس منكم من أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله مالك ما قدمت ومال وارثك ما اخرت)صحيح،صححه الألباني،
فعلى كل عاقل أن يكتسب منه ما يفيده ولايضره،وما يسهل
حسابه ولايثقله،ثالثاّ،حث الإسلام على السعي لكسب المال من وجه مباح والحصول عليه خالياّ من الظلم والتعدي وأكل الأموال بالباطل والأكل عن طريق الربا أو المال المشبوه أو غيره،فقال
سبحانه وتعالى(ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداّ فيعطيه
أو يمنعه)البخاري،رابعاّ، حث الإسلام على إنفاق المال في جميع صور التكافل الاجتماعي في
المجتمع الإسلامي،والبحث عن مواطن الثواب به وجعل فيه نفقات واجبة على صاحب المال،نفقته كالزوجة والوالدين والابناء وغيرهم،خامساّ،أنكر الإسلام على محبي المال وكانزيه
البخلاء عن إنفاقه،وعباد الدرهم والدينار،حتى يقول صلى الله عليه وسلم(تعس عبد الدينار،تعس عبد الدرهم)يقول أنس رضي الله عنه(ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً
إلا أعطاه،قال،فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال،يا قومي أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة،صحيح مسلم،فالمال مال الله،وهو قد استخلفه فيه،وهو أداة
لنشر الخير،ورفع آلام المتألمين ومعاناة المتضررين،وإصلاح النفوس،وتشجيع الناس على تقويم سلوكهم وإصلاح مسارات حياتهم،لقد كان صلى الله عليه وسلم،يعطي العطاء رجاء رضا
ربه وترغيباً للناس في الإسلام، وتأليفاً لقلوبهم،كما كان يختص رجالاّ بعطاء زائد مخافة فتنتهم،الفقر والعوز،وإذا رأى صلى الله عليه وسلم،الرجل ضعيف الإيمان، فقد كان يجزل له في
العطاء،فقد قال،صلى الله عليه وسلم(إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه)البخاري،لقد وصف كثيرون ممن لقوا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم محمدا
أنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر،والحق أن عطاءه للناس إنما كان مرتبطاّ بأهداف رسالية طموحه ليس من بينها الغنى وليس يخيفها الفقر أو الحاجة،لقد كان يتحرك معتمداّ اعتماداّ
أساسياّ على توفيق ربه له،وكان يعتقد إعتقاداّ جازماّ أن ربه سيخلف عليه فيما هو
أفضل وأبقى مما ينفق،بل إن آيات القرآن الكريم قد بينت ذلك فقال سبحانه(وما تنفقوا من شىء
في سبيل الله فهو يخلفه) العجيب أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،الذي يعطي هذا العطاء ربما بات جوعاناّ لا يجد طعاماّ،وربما مرت شهور ولا يوقد في بيته نار على طعام يقتاته هو ولا
أهل بيته،إنه بهذا التطبيق الأمثل للتعالي على الزخارف والشهوات ليضع خصومه في موضع حرج بالغ،إذ يدل على سمو رسالته الربانية وشفافيته الإيمانية،وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم الأطهار تلك المعاني منه فكانوا ينفقون أموالهم ابتغاء رضا ربهم ويجودون بما عندهم، كل على حسب استطاعته، وقد أنفق الصحابي الكريم،أبو بكر الصديق،رضي الله عنه
ماله كله في سبيل الله، والدفاع عن الإسلام،وتحرير الرقاب،وقد وحث الإسلام على إنفاق المال بصورة تجعل المؤمن كريماّ في كل حاله،وحث على الاتصاف بصفة الكرم في جميع صوره
وأشكاله،فأمر بإكرام الضيف، وإكرام الجار، وإكرام الأهل والأقارب، وجعل إكرام الضيف حقاّ واجباّ على المسلم، ودليلاً على الإيمان الصادق والطاعة لله،إذ يقول صلى الله عليه وسلم(من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)البخاري،كذلك رعاية الأقارب،والحرص على مودتهم وصلتهم وإكرامهم،والإحسان إليهم،والعطف عليهم، ومد يد العون إليهم،كما عظم النبي صلى
الله عليه وسلم ثواب الجود والكرم والإنفاق وبين القرآن الكريم ذلك , فيقول سبحانه(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف
لمن يشاء والله واسع عليم)وقال تعالى(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراّ وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)كما صور صلى الله عليه وسلم الكرم والجود
كبركة خاصة للمال تزيده وتنميه وتدفع عنه الشرور،فيقول(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان،فيقول أحدهما،اللهم أعط منفقاّ خلفًا، ويقول الآخر،اللهم أعطِ ممسكاّ تلفاّ)البخاري،
على الجانب الآخر فقد ذم الإسلام البخل والتقتير والمنع،وحذر منه فقال تعالى(ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله خيراّ لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله
ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير ويقول صلى الله عليه وسلم(ثلاث مهلكات،هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المـرء بنفسه)السلسلة الصحيحة،
اللهم اني اسالك ايماناّ كاملاّ وقلباّ خاشعاّ وعلماّ نافعاّ،ويقينا صادقاّ،واسالك العافيه من كل بليه،والغنى عن الناس.