بـارود
10-10-2012, 12:35 PM
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
قال له : لماذا أنت كثير التبسُّم ، كثير المَرَح والضحك ، تمزح بمناسبة وبدون مناسبة ؟
فأجابه : ولماذا لا أكون كذلك وقد قال تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) ، وبما أننا نعيش في كل لحظاتنا بفضل الله ورحمته ، فعلينا أن نفرح ونسعد في كل أوقاتنا .
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : ( عَجَباً لأَمْرِ المُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ) ، فالمؤمن يعيش في خير مهما حصل له .
ثم ماذا سيفيدنا العبوس والحزن ، هل سيعيد لنا شيئاً فقدناه ، أو هل سيحل لنا المشاكل التي نعاني منها ، أو سيجعلنا نعيش حياة مثالية ونسرح في أحلام وردية لا وجود لها إلا في الخيال !
فمن فكَّر بعقله لن يحزن على أمر لا طائل من وراء الحزن عليه ، بل سيفكر بواقعية وإيجابية فيما يمكنه فعله وفي البديل الذي يستطيع القيام به ، ولا ينجرُّ وراء عاطفته التي لا تسوقه إلا إلى ما يلبي رغباته وحاجاته الوقتية .
من الصعب أن لا تجد ما تفرح به ، فكلٌّ منا عنده من النعم ما يعجز عن شكره ، فلا تكن ممن يغفل عن الموجود ، ويبحث عن المفقود ، فمثل هذا لن يسعد ؛ لأنه مهما أخذ ومهما ملك سيظل هناك ما يفقده ، فالعاقل يفرح بالموجود ولا يحزن على المفقود .
وهَبْ أنك عجزت عن رؤية ما تفرح لأجله ، فلماذا لا تفرح لفرح غيرك ؟ فتطهِّر بذلك قلبك من الغلِّ والحسد وتملأ قلبك بمحبة الخير الناس ، فتكون سليمَ القلب طاهرَ النفس .
فعندما تفرح لفرح غيرك وسعادته فأنت بذلك تزيد من فرصة الفرح لديك ، أما الذي لا يفرح إلا لنفسه فسيكون فرحه محدوداً .
ولكن الذي يحزن لفرح غيره فهذا يحتاج إلى علاج ، ويكفيه من العلاج أن يعرف أنه بذلك قد قضى على نفسه بأن يكون دائم الأحزان .
حتى عند وجود مصائب في الأمة الإسلامية ، فالمصائب لم يَخْلُ منها زمن ، فهل يريد البعض أن يبقى الناس في حزن دائم ؟ ونبيُّنا عليه الصلاة والسلام وهو أكثر الناس حرصاً على أمته ، وأثقلهم حملاً لهموم دعوته كان كثير التبسم وما أكثرَ ما تجد في سيرته والأحاديث التي رويت عنه : ( ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ) .
المصائب لا تُحَلُّ بالبكاء على الماضي ، والتشاؤم من المستقبل ، والغفلة عن الحاضر الذي نعيشه ، بل بالاستفادة من الماضي ، والتفاؤل والثقة بمستقبل مشرق ، والعمل في الحاضر والواقع حسب القدرة والاستطاعة ، بتوازن بين المثالية والواقعية ، وبين الواجب والممكن ، فنحرص على المثالية ولا نغفل عن الواقع ، ونعمل من الواجب ما هو ممكن فعله منه .
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً .
بقلم ؛ عمر بن عبد المجيد البيانوني
قال له : لماذا أنت كثير التبسُّم ، كثير المَرَح والضحك ، تمزح بمناسبة وبدون مناسبة ؟
فأجابه : ولماذا لا أكون كذلك وقد قال تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) ، وبما أننا نعيش في كل لحظاتنا بفضل الله ورحمته ، فعلينا أن نفرح ونسعد في كل أوقاتنا .
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : ( عَجَباً لأَمْرِ المُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ) ، فالمؤمن يعيش في خير مهما حصل له .
ثم ماذا سيفيدنا العبوس والحزن ، هل سيعيد لنا شيئاً فقدناه ، أو هل سيحل لنا المشاكل التي نعاني منها ، أو سيجعلنا نعيش حياة مثالية ونسرح في أحلام وردية لا وجود لها إلا في الخيال !
فمن فكَّر بعقله لن يحزن على أمر لا طائل من وراء الحزن عليه ، بل سيفكر بواقعية وإيجابية فيما يمكنه فعله وفي البديل الذي يستطيع القيام به ، ولا ينجرُّ وراء عاطفته التي لا تسوقه إلا إلى ما يلبي رغباته وحاجاته الوقتية .
من الصعب أن لا تجد ما تفرح به ، فكلٌّ منا عنده من النعم ما يعجز عن شكره ، فلا تكن ممن يغفل عن الموجود ، ويبحث عن المفقود ، فمثل هذا لن يسعد ؛ لأنه مهما أخذ ومهما ملك سيظل هناك ما يفقده ، فالعاقل يفرح بالموجود ولا يحزن على المفقود .
وهَبْ أنك عجزت عن رؤية ما تفرح لأجله ، فلماذا لا تفرح لفرح غيرك ؟ فتطهِّر بذلك قلبك من الغلِّ والحسد وتملأ قلبك بمحبة الخير الناس ، فتكون سليمَ القلب طاهرَ النفس .
فعندما تفرح لفرح غيرك وسعادته فأنت بذلك تزيد من فرصة الفرح لديك ، أما الذي لا يفرح إلا لنفسه فسيكون فرحه محدوداً .
ولكن الذي يحزن لفرح غيره فهذا يحتاج إلى علاج ، ويكفيه من العلاج أن يعرف أنه بذلك قد قضى على نفسه بأن يكون دائم الأحزان .
حتى عند وجود مصائب في الأمة الإسلامية ، فالمصائب لم يَخْلُ منها زمن ، فهل يريد البعض أن يبقى الناس في حزن دائم ؟ ونبيُّنا عليه الصلاة والسلام وهو أكثر الناس حرصاً على أمته ، وأثقلهم حملاً لهموم دعوته كان كثير التبسم وما أكثرَ ما تجد في سيرته والأحاديث التي رويت عنه : ( ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ) .
المصائب لا تُحَلُّ بالبكاء على الماضي ، والتشاؤم من المستقبل ، والغفلة عن الحاضر الذي نعيشه ، بل بالاستفادة من الماضي ، والتفاؤل والثقة بمستقبل مشرق ، والعمل في الحاضر والواقع حسب القدرة والاستطاعة ، بتوازن بين المثالية والواقعية ، وبين الواجب والممكن ، فنحرص على المثالية ولا نغفل عن الواقع ، ونعمل من الواجب ما هو ممكن فعله منه .
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً .
بقلم ؛ عمر بن عبد المجيد البيانوني