امـ حمد
22-10-2012, 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
النفس التي تلوم صاحبها على المعصية،هو صاحب قلب مؤمن أحرقته المعصية ، وناداه نداء الفطرة السليم أن يعود إلى ربه وخالقه وأن يعود إلى رشده وصلاحه،
فما أفقرنا إلا ليغنينا ،، وما أماتنا إلا ليحيينا،
قال ابن القيم رحمه الله،إن في القلب شعث،لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة، لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن،لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته،وفيه قلق،لا
يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه وفيه نيران حسرات،لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد،لا يقف دون أن يكون هو
وحده المطلوب،وفيه فاقة،لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له،ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداّ،ألم يأتيك وقت شعرت فيه بالحزن دون سبب،أو ألم دون
مسبب،وبالغربة وسط الاهل،وبالوحشة بين الأصحاب، وبالملل وسط أسباب النعيم،كم نحن محتاجون لأن نكون قريبون من ربنا عز وجل،هذه الحياة حياة قصيرة لياليها تمضي سريعاّ
ولذاتها تنقضي،فليس فيها لذة كاملة بل جميع اللذات فيها نكد،ابتلانا بها ليختبرنا أينا أحسن عملاّ،وما مثل الحياة الدنيا إلا كما قال تعالى(إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم
وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
وما أقبح من يزعم أنه بصير عاقل أن يغتر بالأحجار من الذهب والفضة،ومن الأزهار والثمار وهو لا يصحبه شيء من ذلك بعد الموت،تُطل علينا
الفتن صباح مساء تغرينا بمظهرها البراق وشكلها الجذاب ، فيدعونا الشيطان إلى السفور والعصيان والخروج عن أمر الله ورسوله ، باقتراف ما حرم الله بحجة البحث عن السعادة
المنشودة،فهل هذا هو طريق السعادة،رأينا الكثير من الناس التي أبهرنا مظهرها وكأنهم رمز للسعادة في هذه الحياة،لكن عندما علمنا حقيقة ما يعيشون فيه من ضيق ونكد،لم نستغرب ذلك
لأنه جل وعلا كلامه الحق (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا،ونحشره يوم القيامة أعمى )ثم تمر السنون وتنقضي ولننظر إلى من مات،ماذا بقي في سجل أعماله لايبقى إلا
الأعمال الصالحة،جميع ملذات الدنيا وجميع المعاصي سجلها الملك عليه ثم سيحاسب بها يوم القيامة ولن تنفعه في قبره ، بل يتمنى حسنة واحدة،ولن يستطيع أن يرجع إلى الدنيا لحظة
واحدة،فالفرصة أعطيت له وانتهت،كل منا يخطئ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)فليس العيب في أن يذنب الإنسان لكن العيب في أن يصر
على الذنب ويترك لنفسه العنان،لماذا لم نبتعد عن المعاصي،والانضمام إلى ركب الصالحين،إن طريق الجنة محفوف بالمكاره،لكن الله سبحانه تعهد لمن جاهد نفسه أن يعينه قال تعالى
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)والصبر له طعم وعاقبته حلوة المذاق،ومن سلك الطريق سيصل إن شاء الله،ومن قال لك كن وسطاّ،لا تكون ملتزم،إن الوسط
هو أن تعيش في ظل رحمة الرحمن حتى يصل الإنسان إلى جنة عرضها السماوات والأرض،ففي يوم القيامة(فريق في الجنة وفريق في السعير)ليس هناك خيار آخر،وأهل
الاستقامة هم أسعد الناس ظاهراّ وباطناّ،كيف نصبر على المعاصي في ظل هذه الشهوات،
هناك حلاوة الإيمان والخوف من الله ،وهناك الهوى والشيطان،فإذا أردنا نصر احدهما فإننا نقويه،فالشيطان نضعفه بأي طريقة ممكنة ومن ذلك،إغلاق جميع الأبواب التي قد تقويه فيبتعد
الإنسان عن الأماكن والمواضع التي تزيد من الفتنة عليه وهو أعلم بحاله مثل القنوات أو بعض مواقع الانترنت أو غيرها من مصادر الشر كرفقاء ورفيقات السوء أو مجتمع السوء
وأن يحاول أن يجاهد نفسه في ذلك،وأن يفكر الإنسان في المفاسد التي تحصل من جراء ما يفعله سواءً عاجلاّ أو آجلا ّ،
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام، ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها، ... لا خير في لذة من بعدها النار
ثم يبقى الدين وتقويته ومن أمثلة ذلك،أن يعظم الإنسان مهابة الله في قلبه فلا يجعل الله عزوجل أهون الناظرين إليه،وأن يتذكر المرء أنه محب لله عزوجل ومن يحب ربه لا يفعل ما
يغضبه،وإحسان الله عليه فسبحانه أعطى الإنسان الصحة والعافية والمنظر الجميل والمال والثياب ثم يعصيه الإنسان بها وأن يحذر الإنسان ويتقي مواضع السخط للرب عزوجل فيخاف
من غضبه وانتقامه،وأن يتذكر الإنسان لذة الانتصار على النفس والهوى والشيطان،ما سيعوضه الله من اللذة في قلبه قال تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجا )وأن يتذكر معية الله
عزوجل فهو يراقبك في كل لحظة،الإنسان قد يأتيه الأجل في أي لحظة،فهل سيرضى أن يأتيه ملك الموت وهو على هذه الحالة من المعصية،وكم أخذ الموت من أحياء في ريعان
شبابهم،وأن يتذكر الإنسان أن الدنيا زائلة، فينبغي للإنسان أن يتزود من الطاعة،أن طريق الاستقامة هو طريق السعادة في الدارين، ومن جربه يدعوا ربه دوماّ أن يثبته،وأن يعيش حياة
إيمانية يصبح ويمسي ولسانه يلهج بذكر الله ، والقلوب كلها تدعو له،ويكتب الله محبته في قلوب الخلق،ويبارك له في أمور حياته كلها في دراسته وزواجه ووظيفته وكل شؤونه، فارجع
إلى الطريق فبالمجاهدة سيهديك ربنا للطريق(والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا )وأبشر بسعادة دائمة،وتوفيق من الله عزوجل
وفقنا الله في الدارين ورزقني وإياكم حلاوة الإيمان ، وهدانا جميعاّ إلى صراطه المستقيم وثبتنا حتى نلقاه .
السلام عليكم ورحمة الله
النفس التي تلوم صاحبها على المعصية،هو صاحب قلب مؤمن أحرقته المعصية ، وناداه نداء الفطرة السليم أن يعود إلى ربه وخالقه وأن يعود إلى رشده وصلاحه،
فما أفقرنا إلا ليغنينا ،، وما أماتنا إلا ليحيينا،
قال ابن القيم رحمه الله،إن في القلب شعث،لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة، لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن،لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته،وفيه قلق،لا
يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه وفيه نيران حسرات،لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد،لا يقف دون أن يكون هو
وحده المطلوب،وفيه فاقة،لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له،ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداّ،ألم يأتيك وقت شعرت فيه بالحزن دون سبب،أو ألم دون
مسبب،وبالغربة وسط الاهل،وبالوحشة بين الأصحاب، وبالملل وسط أسباب النعيم،كم نحن محتاجون لأن نكون قريبون من ربنا عز وجل،هذه الحياة حياة قصيرة لياليها تمضي سريعاّ
ولذاتها تنقضي،فليس فيها لذة كاملة بل جميع اللذات فيها نكد،ابتلانا بها ليختبرنا أينا أحسن عملاّ،وما مثل الحياة الدنيا إلا كما قال تعالى(إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم
وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
وما أقبح من يزعم أنه بصير عاقل أن يغتر بالأحجار من الذهب والفضة،ومن الأزهار والثمار وهو لا يصحبه شيء من ذلك بعد الموت،تُطل علينا
الفتن صباح مساء تغرينا بمظهرها البراق وشكلها الجذاب ، فيدعونا الشيطان إلى السفور والعصيان والخروج عن أمر الله ورسوله ، باقتراف ما حرم الله بحجة البحث عن السعادة
المنشودة،فهل هذا هو طريق السعادة،رأينا الكثير من الناس التي أبهرنا مظهرها وكأنهم رمز للسعادة في هذه الحياة،لكن عندما علمنا حقيقة ما يعيشون فيه من ضيق ونكد،لم نستغرب ذلك
لأنه جل وعلا كلامه الحق (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا،ونحشره يوم القيامة أعمى )ثم تمر السنون وتنقضي ولننظر إلى من مات،ماذا بقي في سجل أعماله لايبقى إلا
الأعمال الصالحة،جميع ملذات الدنيا وجميع المعاصي سجلها الملك عليه ثم سيحاسب بها يوم القيامة ولن تنفعه في قبره ، بل يتمنى حسنة واحدة،ولن يستطيع أن يرجع إلى الدنيا لحظة
واحدة،فالفرصة أعطيت له وانتهت،كل منا يخطئ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)فليس العيب في أن يذنب الإنسان لكن العيب في أن يصر
على الذنب ويترك لنفسه العنان،لماذا لم نبتعد عن المعاصي،والانضمام إلى ركب الصالحين،إن طريق الجنة محفوف بالمكاره،لكن الله سبحانه تعهد لمن جاهد نفسه أن يعينه قال تعالى
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)والصبر له طعم وعاقبته حلوة المذاق،ومن سلك الطريق سيصل إن شاء الله،ومن قال لك كن وسطاّ،لا تكون ملتزم،إن الوسط
هو أن تعيش في ظل رحمة الرحمن حتى يصل الإنسان إلى جنة عرضها السماوات والأرض،ففي يوم القيامة(فريق في الجنة وفريق في السعير)ليس هناك خيار آخر،وأهل
الاستقامة هم أسعد الناس ظاهراّ وباطناّ،كيف نصبر على المعاصي في ظل هذه الشهوات،
هناك حلاوة الإيمان والخوف من الله ،وهناك الهوى والشيطان،فإذا أردنا نصر احدهما فإننا نقويه،فالشيطان نضعفه بأي طريقة ممكنة ومن ذلك،إغلاق جميع الأبواب التي قد تقويه فيبتعد
الإنسان عن الأماكن والمواضع التي تزيد من الفتنة عليه وهو أعلم بحاله مثل القنوات أو بعض مواقع الانترنت أو غيرها من مصادر الشر كرفقاء ورفيقات السوء أو مجتمع السوء
وأن يحاول أن يجاهد نفسه في ذلك،وأن يفكر الإنسان في المفاسد التي تحصل من جراء ما يفعله سواءً عاجلاّ أو آجلا ّ،
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام، ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها، ... لا خير في لذة من بعدها النار
ثم يبقى الدين وتقويته ومن أمثلة ذلك،أن يعظم الإنسان مهابة الله في قلبه فلا يجعل الله عزوجل أهون الناظرين إليه،وأن يتذكر المرء أنه محب لله عزوجل ومن يحب ربه لا يفعل ما
يغضبه،وإحسان الله عليه فسبحانه أعطى الإنسان الصحة والعافية والمنظر الجميل والمال والثياب ثم يعصيه الإنسان بها وأن يحذر الإنسان ويتقي مواضع السخط للرب عزوجل فيخاف
من غضبه وانتقامه،وأن يتذكر الإنسان لذة الانتصار على النفس والهوى والشيطان،ما سيعوضه الله من اللذة في قلبه قال تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجا )وأن يتذكر معية الله
عزوجل فهو يراقبك في كل لحظة،الإنسان قد يأتيه الأجل في أي لحظة،فهل سيرضى أن يأتيه ملك الموت وهو على هذه الحالة من المعصية،وكم أخذ الموت من أحياء في ريعان
شبابهم،وأن يتذكر الإنسان أن الدنيا زائلة، فينبغي للإنسان أن يتزود من الطاعة،أن طريق الاستقامة هو طريق السعادة في الدارين، ومن جربه يدعوا ربه دوماّ أن يثبته،وأن يعيش حياة
إيمانية يصبح ويمسي ولسانه يلهج بذكر الله ، والقلوب كلها تدعو له،ويكتب الله محبته في قلوب الخلق،ويبارك له في أمور حياته كلها في دراسته وزواجه ووظيفته وكل شؤونه، فارجع
إلى الطريق فبالمجاهدة سيهديك ربنا للطريق(والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا )وأبشر بسعادة دائمة،وتوفيق من الله عزوجل
وفقنا الله في الدارين ورزقني وإياكم حلاوة الإيمان ، وهدانا جميعاّ إلى صراطه المستقيم وثبتنا حتى نلقاه .