الوسيط العقاري
30-10-2012, 02:51 PM
30/10/2012
إلى البؤساء الذين يشتمون دولة قطر!
حينما كتبت مقالتي الموسومة "هل ستنتقم إسرائيل من دولة قطر" كنت أتوقع بحكم المعرفة المسبقة بعقلية البعض من المتأزمين من القراء والمتابعين بأنني سأتعرض لهجمات مكثفة صاعقة وماحقة ولربما تكفيرية وستتوالى علي تهم العمالة والارتزاق والتملق والنفاق مع تطوع البعض بتوقع المبالغ و"الشرهات" التي تنهال علي من حكومة قطر! وتلك طبعا هي حصيلة العقلية التي تربى عليها بعض النفر من أولئك الذين لا يقيمون المواقف ووجهات النظر إلا من خلال مصالح مادية معينة ووسائل ارتزاق رخيصة , لقد وصل الأمر بأولئك لإشاعة الاتهامات العلنية غير الموثقة بدليل , بل وتطوع البعض بذكر عدد أرقام الريالات والدولارات المقبوضة كثمن للمقالة! وفي ذلك تجن كبير على الكاتب وعلى أبسط مستلزمات عرض وجهات النظر بعيدا عن أسلوب الفجاجة والارتزاق وتسويق الاتهامات وتحويل الأفكار من مناقشة المعلومات والحيثيات الفكرية للمقالة أو البحث والتوجه الفج والمريض لمهاجمة الكاتب شخصيا وملاحقته على أفكاره ونصب محاكم تفتيش فاشية ومريضة للأفكار والضمائر والتوجهات! وتلك لعمري مصيبة حقيقية في طبيعة التفكير والمناقشة , بكل تأكيد فإن لدولة قطر الصغيرة والفاعلة أعداء كثرا , ومنتقدين أكثر , وبما أسس لدى البعض عقدة مرضية إسمها العقدة القطرية والتي تلاحقهم حتى في المنام وتعكر عليهم أحلامهم الوردية.
القطريون في سياساتهم المعلنة لا يمارسون الزنا الفكري ولا النفاق السلوكي, ولا يعتمدون حتى التقية السياسية , فهم يعلنون ما يفكرون أو يتصرفون به , وهم في طريقة تعاملهم السياسي مع جميع الملفات في حالة وضوح شامل ومطلق , فهم مثلا لا يسبون ويشتمون الغرب والامبريالية في النهار ثم ينامون على فراشها الوثير في المساء ! وهم أيضا لا يرفعون شعارات الصمود والتصدي والممانعة وبقية "الكلاوات" المعروفة ! بل يعتمدون العمل السياسي المباشر ويباشرون اتصالاتهم حتى مع أعدائهم بعلنية وشفافية , نعم لا تمتلك دولة قطر ديمقراطية على النمط الغربي ولا تمتلك مجالس برلمانية أو شورية للنصب والاحتيال والنصب على الذقون وممارسة السرقة والاستفادة من الملفات والمزايا , ولكنها تمتلك بالمقابل ووفقا لظروف المجتمع القطري سلطة حيوية متصلة بالناس تمكنت في فترة زمنية وجيزة, ولا تقاس أبدا بتاريخ الشعوب, من بناء دولة ناجحة جدا, تمكنت من اختراق المحظور من الملفات , بل ونجحت في جعل اسم قطر المنسي كتعويذة عالمية يشار لها بالبنان , ويكفي النجاح الهائل مثلا لمؤسسة الخطوط الجوية القطرية التي وصلت لأبعد وأصغر نقطة في العالم وتمكنت من فرض هويتها وإزاحة شركات طيران دولية عريقة وقذفها خارج سوق المنافسة الدولية كدليل حي ومتجسد على نجاح التجربة القطرية في بناء الدولة العصرية الناجحة, وجعلها كنموذج حي للقدرة على إنجاز وتحقيق الملفات الصعبة والتي يحسبها البعض من العاجزين مستحيلة.
وعلى صعيد تنمية ورفاهية المواطن القطري فإن الشاتمين لدولة قطر يتجاهلون دورها وإنجازاتها المدهشة في نقل المواطن القطري لحالة من الرفاهية تحسده عليها شعوب العالم , والمثير للسخرية أن جل الشاتمين لدولة قطر والمستصغرين لشأنها ينتمون لمجتمعات غنية, ولكن فشل دولها قد حول شعوبها لحالة مأسوية وحيث يموت المواطن قبل الوصول للمستشفى الذي يعيش أوضاعا مزرية , وحيث تلد مواطنات بعض الدول في سيارات "التاكسي"! وحيث الهروب لشباب تلك الدول في قوارب الموت بحثا عن عمل, كنادل أو أجير في دول الشمال!
لا أدري حقيقة لماذا يغمط بعض الناس حقوق الآخرين ويغمضون عيونهم عن إيجابيات التجربة القطرية ليدخلوا في مسلسل الشتائم وتوزيع الأحقاد وإشاعة التخرصات الرخيصة. الحكومة القطرية بقيادة سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني لم تطرح أبدا نفسها كمحرر للشعوب أو زعيمة لأحد, بل أنها تساهم قدر استطاعتها مع أشقائها في دول "مجلس التعاون" الخليجي في دعم تيارات الحرية في العالم العربي الهادفة الى التخلص من اللصوص والطغاة , واتشاعة الاتهامات مسألة سهلة للغاية وتلويث الأجواء بالاشاعات المسمومة عملية لا تتطلب الكثير من الجهد, بل تتطلب حجما هائلا من الخبث المريض.
السياسة القطرية بكل تأكيد لا تكترث لبذاءات وأراجيف حزب أعداء النجاح, وهي لا تحتاج لمرتزقة للدفاع عنها , فالنجاح والتألق يفرض نفسه وبحدة , ويهمني التأكيد شخصيا أن الاتهامات الرخيصة والمرفوضة المثارة ضد كل من يكتب بوحي من ضميره أو تعبيرا عن رؤيته الخاصة لن تحجب الحقائق أو تفرض قدرا معينا من الإرهاب التشهيري الفكري ضد كل من يقول الحقيقة , فلاعلاقة لي من أي نوع مع أي جهة قطرية حكومية أو خاصة , ودولة قطر إن أرادت تمتلك القدرة التامة على تجييش شركات الإعلام والعلاقات الخاصة, وهي بالتالي لا تحتاج لخدمة أفراد , لكن الدور القطري المتزايد المدعوم بملفات نجاح ميدانية واسعة قد خلق أعداء افتراضيين ووهميين يشيعون الأراجيف ويباشرون قذف الشرفاء برشقات من صواريخ الحقد والجهل, قطر اليوم ليست هي قطر ما قبل 1995 ? وقطر اليوم تخوض في مجالات دولية متعددة وبدرجة نجاح ملفتة للنظر لتسجل نجاحا عربيا مهما خصوصا في النقطة التي تجاهلها الكثيرون رغم كونها عماد التنمية والتغيير, وهي السياسة التعليمية الانفتاحية التي صرفت عليها مبالغ خيالية ولكنها ستحقق في المقابل دفعات هائلة من التقدم والتطوير. قطر برغم كل عومل الخلاف أو اللقاء والتوافق تسير على الخط الصحيح ونحو الهدف المباشر وبنتائج ميدانية رائعة وبأقل قدر ممكن من الوقت وهو ما يثير أعصاب "شبيحة" أنظمة الفشل والتخلف... وكان الله في عون الأحرار.
* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
المصدر : http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/214920/reftab/36/Default.aspx
إلى البؤساء الذين يشتمون دولة قطر!
حينما كتبت مقالتي الموسومة "هل ستنتقم إسرائيل من دولة قطر" كنت أتوقع بحكم المعرفة المسبقة بعقلية البعض من المتأزمين من القراء والمتابعين بأنني سأتعرض لهجمات مكثفة صاعقة وماحقة ولربما تكفيرية وستتوالى علي تهم العمالة والارتزاق والتملق والنفاق مع تطوع البعض بتوقع المبالغ و"الشرهات" التي تنهال علي من حكومة قطر! وتلك طبعا هي حصيلة العقلية التي تربى عليها بعض النفر من أولئك الذين لا يقيمون المواقف ووجهات النظر إلا من خلال مصالح مادية معينة ووسائل ارتزاق رخيصة , لقد وصل الأمر بأولئك لإشاعة الاتهامات العلنية غير الموثقة بدليل , بل وتطوع البعض بذكر عدد أرقام الريالات والدولارات المقبوضة كثمن للمقالة! وفي ذلك تجن كبير على الكاتب وعلى أبسط مستلزمات عرض وجهات النظر بعيدا عن أسلوب الفجاجة والارتزاق وتسويق الاتهامات وتحويل الأفكار من مناقشة المعلومات والحيثيات الفكرية للمقالة أو البحث والتوجه الفج والمريض لمهاجمة الكاتب شخصيا وملاحقته على أفكاره ونصب محاكم تفتيش فاشية ومريضة للأفكار والضمائر والتوجهات! وتلك لعمري مصيبة حقيقية في طبيعة التفكير والمناقشة , بكل تأكيد فإن لدولة قطر الصغيرة والفاعلة أعداء كثرا , ومنتقدين أكثر , وبما أسس لدى البعض عقدة مرضية إسمها العقدة القطرية والتي تلاحقهم حتى في المنام وتعكر عليهم أحلامهم الوردية.
القطريون في سياساتهم المعلنة لا يمارسون الزنا الفكري ولا النفاق السلوكي, ولا يعتمدون حتى التقية السياسية , فهم يعلنون ما يفكرون أو يتصرفون به , وهم في طريقة تعاملهم السياسي مع جميع الملفات في حالة وضوح شامل ومطلق , فهم مثلا لا يسبون ويشتمون الغرب والامبريالية في النهار ثم ينامون على فراشها الوثير في المساء ! وهم أيضا لا يرفعون شعارات الصمود والتصدي والممانعة وبقية "الكلاوات" المعروفة ! بل يعتمدون العمل السياسي المباشر ويباشرون اتصالاتهم حتى مع أعدائهم بعلنية وشفافية , نعم لا تمتلك دولة قطر ديمقراطية على النمط الغربي ولا تمتلك مجالس برلمانية أو شورية للنصب والاحتيال والنصب على الذقون وممارسة السرقة والاستفادة من الملفات والمزايا , ولكنها تمتلك بالمقابل ووفقا لظروف المجتمع القطري سلطة حيوية متصلة بالناس تمكنت في فترة زمنية وجيزة, ولا تقاس أبدا بتاريخ الشعوب, من بناء دولة ناجحة جدا, تمكنت من اختراق المحظور من الملفات , بل ونجحت في جعل اسم قطر المنسي كتعويذة عالمية يشار لها بالبنان , ويكفي النجاح الهائل مثلا لمؤسسة الخطوط الجوية القطرية التي وصلت لأبعد وأصغر نقطة في العالم وتمكنت من فرض هويتها وإزاحة شركات طيران دولية عريقة وقذفها خارج سوق المنافسة الدولية كدليل حي ومتجسد على نجاح التجربة القطرية في بناء الدولة العصرية الناجحة, وجعلها كنموذج حي للقدرة على إنجاز وتحقيق الملفات الصعبة والتي يحسبها البعض من العاجزين مستحيلة.
وعلى صعيد تنمية ورفاهية المواطن القطري فإن الشاتمين لدولة قطر يتجاهلون دورها وإنجازاتها المدهشة في نقل المواطن القطري لحالة من الرفاهية تحسده عليها شعوب العالم , والمثير للسخرية أن جل الشاتمين لدولة قطر والمستصغرين لشأنها ينتمون لمجتمعات غنية, ولكن فشل دولها قد حول شعوبها لحالة مأسوية وحيث يموت المواطن قبل الوصول للمستشفى الذي يعيش أوضاعا مزرية , وحيث تلد مواطنات بعض الدول في سيارات "التاكسي"! وحيث الهروب لشباب تلك الدول في قوارب الموت بحثا عن عمل, كنادل أو أجير في دول الشمال!
لا أدري حقيقة لماذا يغمط بعض الناس حقوق الآخرين ويغمضون عيونهم عن إيجابيات التجربة القطرية ليدخلوا في مسلسل الشتائم وتوزيع الأحقاد وإشاعة التخرصات الرخيصة. الحكومة القطرية بقيادة سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني لم تطرح أبدا نفسها كمحرر للشعوب أو زعيمة لأحد, بل أنها تساهم قدر استطاعتها مع أشقائها في دول "مجلس التعاون" الخليجي في دعم تيارات الحرية في العالم العربي الهادفة الى التخلص من اللصوص والطغاة , واتشاعة الاتهامات مسألة سهلة للغاية وتلويث الأجواء بالاشاعات المسمومة عملية لا تتطلب الكثير من الجهد, بل تتطلب حجما هائلا من الخبث المريض.
السياسة القطرية بكل تأكيد لا تكترث لبذاءات وأراجيف حزب أعداء النجاح, وهي لا تحتاج لمرتزقة للدفاع عنها , فالنجاح والتألق يفرض نفسه وبحدة , ويهمني التأكيد شخصيا أن الاتهامات الرخيصة والمرفوضة المثارة ضد كل من يكتب بوحي من ضميره أو تعبيرا عن رؤيته الخاصة لن تحجب الحقائق أو تفرض قدرا معينا من الإرهاب التشهيري الفكري ضد كل من يقول الحقيقة , فلاعلاقة لي من أي نوع مع أي جهة قطرية حكومية أو خاصة , ودولة قطر إن أرادت تمتلك القدرة التامة على تجييش شركات الإعلام والعلاقات الخاصة, وهي بالتالي لا تحتاج لخدمة أفراد , لكن الدور القطري المتزايد المدعوم بملفات نجاح ميدانية واسعة قد خلق أعداء افتراضيين ووهميين يشيعون الأراجيف ويباشرون قذف الشرفاء برشقات من صواريخ الحقد والجهل, قطر اليوم ليست هي قطر ما قبل 1995 ? وقطر اليوم تخوض في مجالات دولية متعددة وبدرجة نجاح ملفتة للنظر لتسجل نجاحا عربيا مهما خصوصا في النقطة التي تجاهلها الكثيرون رغم كونها عماد التنمية والتغيير, وهي السياسة التعليمية الانفتاحية التي صرفت عليها مبالغ خيالية ولكنها ستحقق في المقابل دفعات هائلة من التقدم والتطوير. قطر برغم كل عومل الخلاف أو اللقاء والتوافق تسير على الخط الصحيح ونحو الهدف المباشر وبنتائج ميدانية رائعة وبأقل قدر ممكن من الوقت وهو ما يثير أعصاب "شبيحة" أنظمة الفشل والتخلف... وكان الله في عون الأحرار.
* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
المصدر : http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/214920/reftab/36/Default.aspx