المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قامع الشهوات وشفاء الأحياء الخوف والرجاء



امـ حمد
04-11-2012, 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قامع الشهوات وشفاء الأحياء
الخوف والرجاء
كيف بفؤادك وقلبك إذا تذكرت عظمة الله تعالى وعظيم كبريائه،وحال جوارحك إذا تذكرت ملكه،وجبروته وعزته التي لا توصف،أين ذهب قلبك وفكرك وأنت تقرأ كتابه العزيز،فتقف عند وعيده،وشديد عقابه،ما يتفطر له أكباد الخائفين،وتوجل



منه قلوب المتقين،قال تعالى(إن بطش ربك لشديد)البروج(وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)
هود،إن خوف الله تعالى ملأ قلوب العارفين،وملك أفئدة المتقين،ففارقوا اللذات،وهجروا الشهوات،وعكفوا على



الصالحات،فأناروا نهارهم بالذكر،وليلهم بالتهجد،قال تعالى(ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها،وادعوه خوفاّ وطمعاّ،إن رحمت الله قريب من المحسنين)الأعراف،لا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى والخشية منه إلا الصادقون المخلصون



الواقفون على بابه سبحانه وتبارك،وكلما كان العبد أقرب إلى ربه،كان أشد له خشية ممن دونه،وأعلى الخلق في الخوف من الله تعالى،وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله(يخافون ربهم ويفعلون ما يؤمرون)النحل،والأنبياء بقوله(الذين يبلغون
رسالات الله ويخشونه،ولا يخشون أحد إلا الله)الأحزاب،


وسر هذا الخوف،تحسه في نفسك،وتلمسه بين جوانحك إن صدق إيمانك،وعظم يقينك،فالعبد إن كان مستقيماً فخوفه من سوء العقابه لقوله تعالى(يحول بين المرء وقلبه)أو نقصان



الدرجة،وإن كان مائلاً فخوفه من سوء فعله،وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع عن ما مضى، فإن الخوف ينشأ بالتصديق بالوعيد وأن يُحرم التوبة، أولا يكون ممن شاء الله أن يغفر له، فهو مشفق من ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر

له،ومن أعجب أحوال الخائفين،عن عائشة رضي الله عنها قالت،سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية(والذين يؤتون ما اّتوا وقلوبهم وجلة) قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون،قال(لا يا بنت الصديق،ولكنهم


الذين يصومون ويصلون ويتصدقون،وهم يخافون أن لا يقبل منهم،أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)رواه الترمذي وأحمد والحاكم،عساك أن تكون من هذا الفريق،فيصلح قلبك،وتهفو نفسك إلى بارئك،إملأ قلبك من الخوف



منه تعالى،يؤمنك مما تخاف،ويختم لك بالحسنى عند آخر يوم المطاف،فلا تكن من اللاهين عن عظمة ملك الملوك،قال الحسن البصري،ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق،ومن وصايا الفضيل بن عياض،لهارون الرشيد،يا أمير المؤمنين


فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه،فيقطعاك عن معاصي الله،ويباعداك من عذاب النار،وقال ذو النون،الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق،وقال أبو سليمان الدارني،ما فارق الخوف قلباً إلا


خرب،وقال إبراهيم بن سفيان،إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها،وطرد الدنيا عنها،وقال ابن المبارك،من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصير ثم لا يبالي ولا يحزن عليه.

فخف الإله فإنه من خافه ،،، سكن الجنان مجاوراً رضوانا

ولمن عصى نار يقال لها لظى،،، تشوي الوجوه وتحرق الأبدانا.

كازانوفا
04-11-2012, 12:55 PM
جزيتي خيراا

امـ حمد
04-11-2012, 03:03 PM
جزيتي خيراا

وجزاك ربي جنة الفردوس