المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة النفس وفضل الله علينا



امـ حمد
05-11-2012, 01:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى(ولولا فضل اللَه عليكم ورحمته ما زكا منكم من أَحدٍ أبداّ) يمتن على عباده بأنه الذي حفظهم،وهو الذي وفقهم وسددهم،وحماهم عن أن يخوضوا في شيء من المنكر،وعن أن يفعلوا

شيئاّ من المعاصي،فلولا أنه تفضل بحمايته عليهم،وبتسديدهم وتوفيقهم للحق،وبيان الحق لهم حتى يصلوا إليه ويسيروا عليه،لضلوا ولتاهوا،الزكاة هاهنا التطهير(ما

زكا منكم من أحد) يعني ،ما تطهر منكم أحد من الأدناس،والمعاصي،بإن الله،تعالي حماكم وحفظكم عن هذه المعاصي التي تدنس الأعراض، والتي تسيء السمعة والتي تقدح في

العدالة،وفي الديانة، فإذا وفق الله،تعالى المؤمنين لها وحفظهم عنها،زكوا وتتطهروا وابتعدوا عن الشرور، وإذا خذلهم وخلى بينهم وبين أعدائهم فإنهم يخوضون في تلك الذنوب التي تدنس

أعراضهم، وتجلب لهم سمعة سيئة،فالتزكية هنا، ما زكا منكم من أحد أبدا يعني،ما سلم من الخبث ومن الشرور والمنكرات، ونحو ذلك إلا من شاء الله تعالى،أن يزكيه قال الله تعالى( ألم تر إِلى

الذين يزكون أَنفسهم بل اللَه يزكي من يشاء)قد يراد بالتزكية هنا أنه يطهرهم، يزكي من يشاء، وقد يراد بالتزكية،المدح، أنه يمدحهم ويثني علهم،وذلك لأنهم أهل لذلك حيث إنهم طهروا

أنفسهم،وتطهير النفس من الذنوب يسمى تزكية قال تعالى(وقد أفلح من زكاها )يعني من طهر نفسه عن الأدناس وعن مساوئ الذنوب ومفاسدها،فالله تعالى،هو الذي يزكي ولا يجوز للإنسان

أن يمدح نفسه وذلك هو التزكية في قوله تعالى(فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) أي،لا تمدحوا أنفسكم، وتثنوا عليها بشيء غير حقيقي،فالفضل لله تعالى(ولولا فضل اللَّه عليكم ورحمته

ما زكا منكم من أحدٍ أبداّ ولكن اللَّه يزكي من يشاء) ثم أخبر بأن الله هو السميع،سميع عليم لأقوالكم، وعالم بأعمالكم،آفة العجب والغرور،

أن العبد يفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبر بها ويرى
نفسه ويعجب بها ويستطيل بها ويقول فعلت وفعلت فيورثه ذلك من العجب والكبر والفخر

والاستطالة ما يكون سبب هلاكه فإذا أراد الله بهذا المسكين خيراً ابتلاه بأمر يكسره به ويذل عنقه ويصغر به نفسه عنده وإن أراد به غير ذلك خلاه وعجبه وكبره وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه،

علامة التوفيق ألا يكلك الله تعالى إلى نفسك،والخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك،فمن أراد الله به خيراً فتح له

باب الذل والانكسار ودوام اللجوء إلى الله تعالى والافتقار إليه ورؤية عيوب نفسه وجهلها وظلمها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده،فالعارف

سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين ولا يمكنه إن يسير إلا بهما فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه،قال شيخ الإسلام(العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة

عيب النفس والعمل)

المرء منا يلحظ عيوب غيره،ويغفل عن عيوب نفسه،فيحسن الظن بها،وما يدري أن في ذلك هلاكه( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً ) [ سورة النساء،
فحين يتسرب إلى نفوسنا هذا النوع من الوثوق المغرر ، والطمأنينة الخادعة ، نتواكل على

صلاح موهوم ، ونركن إلى استقامة منتحلة،نرى أننا وافينا بلوغ الكمال أو كدنا ، ولا حاجة بنا إلى إصلاح،بل لا حاجة بنا إلى التفتيش عن نقص أو عيب ،فهذا أمر مستبعد ، أو هو لا يرد على

خواطرنا أصلاً ،قال العلامة ابن قيم الجوزية،ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين ، ويدنو العبد به من الله تعالى في لحظة واحدة أضعاف ما يدنو بالعمل،إن المسافة بين إحسان الظن بالنفس وبين مقتها في ذات الله تعالى،هي كالمسافة بين الكبر والتواضع ، بين الدعوى والحقيقة ، بين الكذب والصدق ، بين العلم

والجهل ،يخطئ من يحسب أن مقته لنفسه إهدار لمكانته ، فيدع ذلك بدعوى اتقاء تجرأ السفهاء،مع أن مقتها لا يكون بالضرورة جهرة بين الناس،وما يتجرأ عليك به إلا من لا قيمة لرأيه،ومن لا يرغب في رضاه،

اللهم وفقنا جميعا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات.

محمد 93
05-11-2012, 07:15 AM
آآآآآآآآآآمين , وجزاج الله كل خير ام حمد ..

امـ حمد
05-11-2012, 03:54 PM
آآآآآآآآآآمين , وجزاج الله كل خير ام حمد ..




بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس