المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *



الامل القديم
08-11-2012, 12:15 PM
قال تعالى في بداية سورة الطارق (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)) الطارق: 1-3(



لقد ظل الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالنجوم والأجرام السماوية من أكثر صور الإعجاز في القرآن اثارة لعقول الباحثين وذلك لارتباطها بأكثر الظواهر الكونية روعة وتعقيدا في نفس الوقت وأيضا للوتيرة المتسارعة التي تتقدم بها علوم الفلك مما يضيف دائما الكثير إلى معاني هذه الآيات ويزيد الدلالة العلمية فيها وضوحا.





سنتعرض في هذا البحث إلى ثلاث نقاط أساسية وهي:

1- النجم الثاقب وصف قرآني دقيق للظاهرة الأعنف في السماء ألا وهي الثقوب السوداء.

2- صوت الطرقات الكونية التي تسببها الثقوب السوداء تم تسجيلها بواسطة تليسكوب هابل الفضائي على هيئة موجات صوتية حقيقية.

3- هناك علاقة جوهرية بين كل مانراه في السماء من نجوم ومجرات وبين الثقوب السوداء، ولذلك كان القسم بالنجم الثاقب بالفعل قسم عظيم ولذلك قرنه الله بالسماء على عظم شأنها.

لقد تم تناول الدلالة العلمية في هذه الآيات وتتلخص في أنها تشير إلى أنواع من النجوم هي النجوم النيترونية التي تعرف باسم النوابض (Pulsars) والتي تصدر نبضات من الموجات الكهرومغناطيسية في مجال الموجات الراديوية والتي يتم تسجيلها بواسطة التليسكوبات الراديوية مما يعطينا صوتا كالطرق. ومن أهم مصادر الموجات الراديوية الكونية أيضا مايعرف باسم الكوازارات أو أشباه النجوم الراديوية (QUASi-stellAR radio source).(1)

ومن الجدير بالذكر أن سبب حدوث الكوازار مرتبط بظاهرة اعنف ألا وهي الثقوب السوداء الهائلة. ولقد أشار الدكتور زغلول النجار إلى أن النجوم النيترونية والكوازارات من أهم مصادر الطرقات الكونية في السماء.

والنجوم النيترونية والثقوب السوداء يتمتعان بكثير من الخصائص المشتركة التي تؤهلهما لانطباق الدلالة العلمية في الآيات عليهما وهذا يوضح مدى الإعجاز في الآيات لشمول الدلالة العلمية فيها لهاتين الظاهرتين العظيمتين في السماء، وحيث أنه قد تم دراسة العلاقة بين خصائص النجوم النيترونية والآيات في مقالات سابقة، فسنعرض بإذن الله في هذا البحث لدلالة الآيات على الثقوب السوداء.



رؤية جديدة

لقد طرحت الآيات سؤالا وهو * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * والجواب هو النجم الثاقب فما هو هذا النجم الثاقب وهل النجم الثاقب هو الثقب الأسود؟ ولماذا سمي الثقب الأسود بهذا الاسم؟.




الثقب الأسود

تعتبر الثقوب السوداء الظاهرة الأعنف والأكثر غموضا في السماء فالثقب الأسود يمثل المرحلة الآخيرة من حياة النجم حيث ينتج الثقب الأسود من انهيار نجم هائل على نفسه حيث تتكدس مادة النجم في حجم صغير جدا وبالتالي فكثافة الثقب الأسود تكون هائلة وجاذبيته مهولة بحيث أنها لا تسمح لأي شيء يقترب أن ينفلت منها حتى الضوء. ويحد الثقب الأسود سطح يعرف باسم أفق الحدث (event horizon) - وهنا يجب توضيح نقطة هامة جدا تسبب الخلط عند الكثيرين – وهي أنه يجب التفرقة بين الحجم الذي تتكدس فيه المادة وبين أفق الحدث للثقب الأسود والذي عنده لايمكن لشيء أن يفلت من الثقب الأسود.
فمثلا لو تحولت الشمس إلى ثقب أسود فإن قطره عند أفق الحدث سيصل فقط إلى 3 كيلو متر بينما ستتكدس كتلة الشمس كلها في نقطة في مركز الثقب الأسود وبقية الحجم إلى أفق الحدث سيكون عبارة عن فراغ حيث تسقط كل
المادة التي تعبر أفق الحدث في مركز الثقب، ولذلك فإن نظرية النسبية العامة تعرف الثقب الأسود كما يلي





(General relativity describes a black hole as a region of empty space with a pointlike singularity at the center and an event horizon at the outer edge)
أي ( تصف النسبية العامة الثقوب السوداء عل انها منطقة من الفضاء الفارغ والذي يحتوي في مركزه على نقطة التفرد

وعند حافته يوجد أفق الحدث)



وبالتالي فإن كلمة الثقب كلمة صحيحة من الناحية العلمية وليس كما كان يظن البعض بسبب الخلط السابق ذكره، حيث يعتقد الكثيرون أن مادة النجم المنهار ستشغل كل الثقب الأسود حتى أفق الحدث. ولكن كما ذكرنا فإن مادة النجم المكدسة في حجم متناهي الصغر في مركز الثقب سيصل تأثيرها فقط إلى أفق الحدث مسببة الفراغ الذي يوجد عليه الثقب.(2)

وتعرف النقطة التي تتكدس فيها المادة في مركز الثقب الأسود بنقطة التفرد (singularity) وهي النقطة التي تتحطم عندها كل قوانين الفيزياء وكما تصف النظريات هذه النقطة فإن حجمها يساوي صفر وكثافتها تبلغ مالا نهاية ويبلغ عندها تقوس الزمن - والفضاء نهايته العظمى.

إشارة الآيات لوجود الثقب

ولقد أشارت الآيات إلى هذه الصفة العجيبة والمعقدة لهذه المرحلة النهائية من حياة النجم بل إن وصف الآيات للنجم بأنه ثاقب هو وصف دقيق جدا وذلك لأن النجم وإن كان هو سبب حدوث هذا الثقب الذي يمتد إلى أفق الحدث إلا أن مادة النجم لا تزال مكدسة في مركز الثقب، فالنجم بحد ذاته لم يصبح ثقبا بل لايزال النجم موجودا في مركز الثقب ومادته التي تكدست في هذا الحجم المتناهي الصغر هي التي سببت وجود الثقب، ولهذا فمن الناحية العلمية هناك ثقب وسبب تكونه هو الثاقب والثاقب هو النجم في حالته المكدسة.



ومن معاني الثاقب في اللغة العربية أيضا (المضيء) وبالرغم من أن الثقوب السوداء ليست مضيئة بل لا تفلت الضوء نهائيا
ولكنها تتسبب في تكون أكثر الظواهر في السماء لمعانا سواء أكانت الكوازارات أو النفثات الكونية من أشعة جاما كما سنرى في هذا البحث.

ولقد أشار القرآن الكريم إلى بقية صفات الثقوب السوداء في آيات أخرى في سورة التكوير في قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) التكوير:15-16
فبسب هذه الجاذبية المهولة والتي لا تفلت الضوء تكون الثقوب السوداء خانسة أي مختفية، كما أنها تجري في السماء وتكنس كل شيء يقترب منها بسبب جاذبيتها المهولة التي لا تفلت أي شيء.



الثقوب السوداء في السماء

تنقسم الثقوب السوداء الموجودة في صفحة السماء إلى نوعين أساسيين

الأول هو الثقوب السوداء النجمية (العادية) (Stellar black holes)

أما النوع الآخر من الثقوب السوداء التي وبالفعل تعتبر

الظاهرة الأهم والأكبر في السماء إنها الثقوب السوداء الهائلة (Super massive black holes) بل إن كل مايوجد في السماء من مجرات ونجوم يربط العلم الآن بين نشأته وبين هذه النوع من الثقوب.
وهذا يؤكد لنا لماذا كان القسم بالنجم الثاقب بالفعل قسم عظيم ولذلك قرنه الله بالسماء على عظم شأنها في بداية سورة الطارق قال تعالى (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)) الطارق: 1-3(.



خواص الثقوب السوداء الهائلة

إن أهم خاصية تميز هذا النوع من الثقوب السوداء هي كتلتها التي تتخطى كل حدود التصور

فإذا كانت كتلة الثقوب السوداء العادية تصل إلى 30 مرة مثل كتلة الشمس
فإن كتلة الثقوب السوداء الهائلة تتراوح من مائة ألف إلى عشرة مليارات كتلة الشمس

وتتكون نتيجة انهيار نجم تصل كتلته إلى مائة ألف مرة أو أكثر مثل كتلة الشمس بحيث تتكدس مادته في نقطة التفرد في مركز الثقب الأسود الهائل، ولذلك نؤكد مرة أخرى
أن وصف الآيات للنجم بأنه ثاقب هو وصف دقيق جدا وذلك لأن النجم وإن كان هو سبب حدوث الثقب الذي يمتد إلى أفق الحدث إلا أن مادة النجم لا تزال مكدسة في مركز الثقب.

وبالتالي فإن النجوم الثاقبة المسببة للثقوب السوداء الهائلة هي أثقل النجوم الموجودة في السماء على الإطلاق.(3)


يوجد ثقب أسود هائل في قلب كل مجرة وتصل كتلته إلى مليارات المرات كتلة الشمس



وتبدأ القصة مع الكوازارات

لقد مر اكتشاف العلماء للثقوب السوداء الهائلة بعدة مراحل كان بدايتها اكتشاف مايعرف باسم الكوازارات أو أشباه النجوم الراديوية (QUASi-stellAR radio source) وهي عبارة عن نوى مجرات شديدة النشاط والبريق
حيث أن درجة البريق تصل إلى 2 تريليون مرة مثل بريق الشمس
كما أن هذه الكوازارات تعتبر من أهم مصادر الموجات الراديوية في السماء والتي يتم تسجيلها بواسطة التليسكوبات الراديوية على هيئة صوت
ومن أنواعها ما يعرف باسم الكوازارات ذات الموجات الراديوية المرتفعة (Radio-loud quasars). ولذلك أشار الدكتور زغلول النجار إلى أن الكوازارات (Quasars) والنوابض (Pulsars) هي من مصادر الطرقات في السماء.

ولقد حير العلماء لفترة طويلة ماهي طبيعة الكوازارات وكيف تصدر هذا البريق الشديد بالرغم من بعدها الكبير عنا والذي يصل إلى مليارات من السنين الضوئية.

وتأتي الإجابة من صورة جديدة لأكثر الأشياء عنفا وغموضا في السماء ألا وهي الثقوب السوداء ولكنها هذه المرة ليست ثقوب سوداء عادية ولكنها نوع آخر من الثقوب السوداء تصل كتلتها إلى بلايين المرات كتلة الشمس.

لقد اكتشف العلماء أن الكوازارت عبارة عن كميات هائلة من الغاز الكوني
وهذه الكميات الهائلة موجودة على هيئة قرص كبير جدا يعرف باسم (Accretion disk) يدور حول ثقب أسود هائل في قلب المجرة وهذا القرص بما فيه من مادة يدور بسرعات هائلة
ونتيجة ابتلاع المادة بواسطة الثقب الأسود الهائل يؤدي ذلك إلى انتاج كميات هائلة من الطاقة تسبب ظهور هذا البريق الشديد للكوازارات.

ويذكر أن الثقب الأسود الهائل يمكن أن يبتلع في العام الواحد كمية من المادة تصل إلى عشرة نجوم.(4)



البريق الشديد للكوازارات مستمد من ثقب أسود هائل موجود في قلب المجرة

الامل القديم
08-11-2012, 12:16 PM
يتبع ج2

الطرقات الكونية التي تصدرها الثقوب السوداء الهائلة

إن أصل معنى كلمة الطرق كما جاء في لسان العرب وغيره من قواميس اللغة هو الضرب ومنه سميت المطرقة.

إن الثقوب السوداء الهائلة التي تبتلع كميات كبيرة من المادة تطرق الكون طرقا ماديا حقيقيا حيث أن جزء من المادة التي توشك أن تسقط في الثقب يتم إعادة إطلاقها على هيئة دفق هائل (Jet) من البلازما المكونة من جسيمات ذرية مثل الالكترونات والبوزترونات والبروتونات والتي تنطلق بسرعة قريبة من سرعة الضوء في اتجاهين متعاكسين على امتداد محور الثقب الأسود ويضرب هذا الدفق المادي كل مايوجد في طريقه بقوة وعنف ولمسافات كبيرة جدا.



دفق حقيقي يطرق السماء لمسافة تصل إلى 5000 سنة ضوئية تم تسجيله بواسطة تليسكوب هابل الفضائي ناتج عن ثقب أسود هائل في قلب مجرة تسمى (M87)
وها نحن نرى بأعيننا الطرق الذي يصدره نجم ثاقب وصدق ربي إذ يقول (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)




ونتيجة لحركة البلازما في الدفق ودفعها للوسط بين النجوم (Interstellar medium) والوسط بين المجرات (Intergalactic medium) فإنها تصدر موجات صوتية حقيقية.

ولأن سرعة البلازما في الدفق يمكن أن تكون اكبر من سرعة الصوت (supersonic) فعند دفعها وطرقها للوسط المحيط تتسبب في حدوث موجات صدمية (shockwaves) كالتى تحدثها الطائرات النفاثة عند اختراقها حاجز الصوت وتظهر هذه المنطقة التي تحدث عندها الموجات الصدمية عند نهاية الدفق على هيئة بقع حارة (hot spots).

كما أن آثر هذا الصوت الذي ينتج من طرق السماء بواسطة الدفق المادي يمتد إلى مسافات تصل إلى آلاف السنين الضوئية على هيئة موجات صوتية يظهر آثرها في الدخان والغاز الكوني المحيط.




المناطق الاكثر إضاءة (hot spots) هي التي تحدث عندها الموجات الصدمية العنيفة



ولقد استطاعت وكالة ناسا عام 2003 تسجيل موجات صوتية حقيقية صادرة عن الدفق المادي للثقب الأسود الهائل الموجود في التجمع المجري المسمى برزيس (Perseus).(5)



الثقب الأسود الهائل يطلق الدفق المادي والذي يتمثل في الصورة بالفراغات (Cavities) وهذا الدفق يطرق الوسط بين النجوم ويصدر عن هذا الطرق صوت يمتد لآلاف السنين الضوئية




وليتضح لنا مدى الإعجاز في الآيات فالثقب الاسود الهائل (الطارق) يطرق الوسط بين النجوم والمجرات بواسطة الدفق المادي – الذي يعمل كأنه المطرقة- ويصدر عن هذا الطرق موجات صوتية حقيقية تمثل صوت الطرق.



النجم الثاقب والسماء

لقد قرن الله القسم بالسماء على عظم شأنها مع القسم بالطارق النجم الثاقب مما يدل على عظم هذا النوع من النجوم وعلاقته الجوهرية بتكوين السماء وما بها من مجرات ونجوم وهذا ماسأوضحه فيما يلي



النجم الثاقب في قلب كل المجرات

لقد ارتبطت الكوازارات ومايتعلق بها من ثقوب سوداء هائلة بنوع من المجرات التي عرفت باسم المجرات ذات النوى النشيطة (Active galactic nucleus) أما النوع الآخر من المجرات والذي عرف بالمجرات الغير نشيطة والتي منها مجرتنا درب

اللبانة فقد ظل العلماء يعتقدون أنها لا تحتوي في قلبها على ثقوب سوداء هائلة إلا أنه منذ حوالي عقدين وجد العلماء طريقة لتحديد وجود ثقوب سوداء هائلة في قلب كل أنواع المجرات عن طريق تحديد سرعات النجوم القريبة من القلب

وكانت المفاجأة فعند دراسة الكثير من المجرات طوال العقدين الماضيين وجد العلماء أنها جميعا تحتوي على ثقوب سوداء هائلة.

واتجه البحث لمعرفة هل يوجد في قلب مجرتنا ثقب أسود هائل أم لا؟

وفي الاعوام القليلة الماضية استطاعت عالمة الفلك الأمريكية أندريا جاز (Andrea Ghez) وفريقها العلمي (UCLA) ومن خلال تقنيات جديدة استخدموها في واحد من أكبر تليسكوبات العالم في جزر هاواي تأكيد وجود ثقب أسود هائل في قلب مجرة درب اللبانة.

واكتملت الصورة الآن فكل المجرات تحتوي في قلبها على ثقوب سوداء هائلة ولكن لماذا هناك مجرات نشيطة وآخرى غير نشيطة؟ وإجابة هذا السؤال تتعلق بتطور المجرات.(6)



الثقوب السوداء الهائلة وميلاد المجرات

لقد وجد العلماء علاقة بين سرعة النجوم على حافة كل مجرة وبين كتلة الثقب الأسود الهائل في قلب المجرة

ولأن هذه النجوم بعيدة جدا عن قلب المجرة فإن هذه العلاقة تعود إلى وقت سابق إنه وقت ميلاد المجرة.

وأدت هذه الملاحظة إلى استنتاج أن المجرات ولدت نتيجة تكون ثقب أسود هائل،

ففي البداية كانت المجرة عبارة عن سحابة هائلة من الدخان الكوني
وفي لحظة ما ينهار قلب هذه السحابة مكونا ثقب أسود هائل
والذي يبدأ في ابتلاع الغاز المحيط مسببا تكون كوازار
ونتيجة للطاقة التي يطلقها الكوازار تحدث تغيرات كبيرة في درجات الحرارة في سحابة الدخان الهائلة
مما يؤدي إلى ميلاد كل نجوم المجرة.

ويستمر الثقب الأسود الهائل في قلب المجرة في ابتلاع الغاز المحيط مسببا وجود الكوازار في قلب المجرة النشيطة
ولكن هناك عوامل تؤدي مع الوقت إلى ابتعاد الغاز المحيط عن مجال الثقب الأسود الهائل مما يتسبب في انتهاء الكوازار وتحول قلب المجرة من قلب نشيط إلى قلب غير نشيط كقلب مجرتنا درب اللبانة.

إذا فكل المجرات وما يوجد بها من نجوم ولدت نتيجة تكون ثقب أسود هائل (نجم ثاقب) في قلبها، إنها بالفعل علاقة جوهرية بين كل ما نراه في السماء وبين النجم الثاقب.

وإنه بالفعل لقسم عظيم أن يقسم ربي بالطارق النجم الثاقب وليعلم العالم كله أن هذا الكتاب العظيم المنزل على قلب النبي الأمي في قلب الجزيرة العربية هو كلام الخالق عز وجل.


نوع آخر من الطرقات الكونية ينتج من الثقوب السوداء العادية

إن من أكثر الظواهر الكونية التي تطرق وتضرب السماء بشدة والتي يقول عنها العلماء أنها أعنف وأقوى مصدر للطاقة منذ الانفجار الكبير
إنه ما يعرف باسم النفثات الكونية من أشعة جاما ((Cosmic Gamma ray bursts حيث تعتبر هذه النفثات أكثر الظواهر لمعانا وبريقا في الكون منذ الانفجار الكبير. (7)

لقد تم اكتشاف هذه الأشعة لأول مرة في الستينات
ومنذ ذلك الحين وهي تذهل العلماء بما تتميز به من خواص خارقة للمعتاد،
ومن أهم هذه الخواص كم الطاقة الهائل الذي تحمله هذه النفثات لدرجة أن الواحدة منها تعطي بريقا أكبر من مليون تريليون ضعف البريق الذي تنتجه الشمس.

إن من الخواص المبهرة لهذه النفثات أنه يتم اكتشاف وتحديد أحدها بواسطة الأقمار الصناعية تقريبا ثلاث مرات أسبوعيا من مناطق متفرقة من السماء وتتراوح مدة كل نفثة من هذه النفثات من بضعة أجزاء من الثانية إلى عدة دقائق.

ويجدر الإشارة إلى أن معدل حدوث هذه النفثات أكبر كثيرا من الذي نستطيع اكتشافه لأننا لا نستطيع إلا تسجيل النفثات المتجهة مباشرة إلى الأرض.

وهكذا فنتيجة لكم الطاقة الهائل الذي تحمله هذه النفثات فإنها تحقق أصل معنى كلمة الطرق الذي ورد في قواميس اللغة وهو الضرب كما أن تكرارها يشير إلى مفهومنا حول طرق الباب أو الطرق بالمطرقة.

ومن الجدير بالذكر أن العلماء يقولون بالنص أنه إذا (ضربت) نفثات أشعة جاما الأرض من مسافة تصل إلى 1000 سنة ضوئية

فإنها ستعادل مائة ألف مليون طن من الانفجارات النووية ولكن من رحمة الله سبحانه وتعالى أن هذه النفثات تحدث بعيدا جدا عنا.(



الدمار الشامل الذي يمكن أن تسببه نفثات أشعة جاما لو ضربت الأرض من مسافة تصل إلى ألف سنة ضوئية



وعند تحديد العلماء بعد مصادر هذه النفثات عن الأرض كانت الصدمة شديدة جدا حيث اكتشفوا أنها تبعد مسافات هائلة عن الأرض تصل إلى مليارات من السنين الضوئية وكانت الصدمة الأكبر عندما قاسوا كمية الطاقة التي تضرب بها هذه النفثات الأرض بعد قطعها هذه المسافات الهائلة وفي هذه المدد القصيرة التي تستمر النفثات فيها....
لقد اخترقت كمية الطاقة قوانين الفيزياء!

إن الانفجار الذي أنتج هذه النفثات من أشعة جاما لابد أن يخضع لقانون أينشتين الشهير

الطاقة = الكتلة X مربع سرعة الضوء. ((E = M*C² وهذا ما لم يحدث.

ولكي تخضع الطاقة التي تحملها هذه النفثات من أشعة جاما مرة آخرى لقوانين الفيزياء
بذل العلماء جهودا كبيرة لتفسير مايحدث
واستنتجوا أن الانفجار الذي أطلق هذه النفثات لابد أنه لم يحدث في جميع الاتجاهات كما هو متوقع
ولكن قد حدث في اتجاه معين، وبالتالي فإن الطاقة التي تحملها النفثات في هذا الاتجاه تحمل الطاقة الكلية للانفجار
وليس جزء من هذه الطاقة.
ولذلك فهذه النفثات تطرق وتضرب كل شيء في طريقها في اتجاه واحد ويتم تسجيلها فقط إذا كانت الأرض في هذا الاتجاه. وهذا التوقع قاد العلماء لمعرفة مصدر هذه النفثات.


النفثات الكونية من أشعة جاما تحدث في اتجاه واحد حاملة كل طاقة الانفجار



مصدر النفثات الكونية من أشعة جاما

إن توقع العلماء بأن هذه النفثات تنتج في اتجاه معين وجه أنظارهم إلى أكثر الأشياء في السماء عنفا وغموضا ألا وهي الثقوب السوداء.

فآلية حدوث هذه النفثات تبدأ بتكون نجوم كبيرة جدا
ونتيجة لكبر هذه النجوم فإن معدل حدوث عمليات الاندماج النووي بداخلها يكون سريع جدا ويحرق النجم كل وقوده خلال مليون سنة فقط ثم ينهار على نفسه

ويتحول إلى ثقب أسود مع حدوث انفجار هائل يسمى هيبرنوفا (hypernova) ويحمل كل طاقة الانفجار كم كبير من أشعة جاما والتي تنطلق في اتجاهين متعاكسين على امتداد محور الثقب الأسود حاملة هذا الكم الهائل من الطاقة لتقطع مسافات مهولة تصل كما ذكرنا إلى بلايين السنين الضوئية. (9)


وبالإضافة إلى هذه النفثات فإن النجم عند انهياره يصدر دفق هائل (Jet) من البلازما المكونة من جسيمات ذرية مثل

الالكترونات
والبوزترونات
والبروتونات
والتي تنطلق بسرعة قريبة من سرعة الضوء في اتجاهين متعاكسين على امتداد محور الثقب الأسود
ويضرب هذا الدفق المادي كل مايوجد في طريقه بقوة وعنف ولمسافات كبيرة جدا.
إنها بالفعل الطرقات الكونية الأعنف على الإطلاق منذ الانفجار الكبير.



النجم يحرق كل وقوده بمعدل سريع ثم ينهار على نفسه مكونا الثقب الأسود ومطلقا نفثة كونية من اشعة جاما


ومن الجدير بالذكر أن وكالة ناسا استطاعت تحديد مصدر مايعرف باسم نفثات أشعة جاما القصيرة ((Short Gamma ray bursts وهي تنتج أيضا من تكون ثقب أسود
ولكن هذه المرة يتكون الثقب الأسود من اصطدام اثنان من النجوم النيترونية الموجودة في نظام ثنائي
حيث يندمج النجمان مع بعضهما ليكونوا الثقب الأسود مع إطلاق نفثة قصيرة من أشعة جاما. (10)



اصطدام اثنان من النجوم النيترونية مع إطلاق (SGRB)


ومن هنا يتضح أن هذه الرؤية الجديدة للإعجاز في هذه الآيات لاتعاكس الرؤية السابقة كليا
بل هي تضيف نظرة أكثر شمولا ودقة إلى الإعجاز في الآيات.

إن إشارة القرآن إلى هذه الظواهر العلمية المعقدة والعجيبة تؤكد لكل ذي عقل أن هذا الكتاب العظيم منزل من عند خالق هذا الكون.

الملخص

هناك نوعان أساسيان من الثقوب السوداء
الثقوب السوداء النجمية (العادية)
والثقوب السوداء الهائلة
وينطبق الوصف القرآني الدقيق النجم الثاقب على النجوم عندما تتكدس على نفسها وتتسبب في تكون كلا النوعين من الثقوب السوداء.
وعندما يدور حول هذه الثقوب قرص من الغاز والمواد الأولية
فإنها تطرق السماء بدفق مادي وينتج عن هذا الطرق موجات صوتية حقيقية.
وبالإضافة إلى هذا النوع من الطرق فإنه هناك شريحة من الثقوب السوداء النجمية التي تعتبر مصدر النفثات الكونية من أشعة جاما والتي تطرق السماء بكمية هائلة من الطاقة ولبلايين السنين

قطررية كشخه
10-11-2012, 06:24 PM
سبحان الله

يعطيج العافيه اختي

كازانوفا
12-11-2012, 12:35 PM
جزيتي خيرااا على الموضووووع الطويل

meme-93
19-11-2012, 05:01 PM
جزاك الله خير