qatarface
10-11-2012, 12:22 AM
المتاجرة بحقوق المرأة!
من مقالاتى القديمة التى نشرت في جريدة الشرق القطرية بتاريخ 9/5/2007
«الحرب على الحجاب» أصبحت القضية الساخنة في عرف أدعياء تحرير المرأة العربية، كلما خبت أشعلوها من جديد، فمرة يدعون ان الحجاب رمز للتخلف كما زعم وزير الثقافة المصري فاروق حسني، ومرة يصرحون بأنه من العادات لا من العبادات وأخرى انه بدعة خليجية وفتنة وإثارة وليس من الفضيلة في شيء، وان الحجاب إغراء والسفور طاعة، وأ... خر من دخل المعركة بخيله ورجله رئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا عندما قام بانتقاد الحجاب وأعلن على رؤوس الإشهاد فخره واعتزازه بمنع ابنته من لبس الحجاب، والمصيبة في هذا الإعلان ان يصدر منه وهو في كنيسة، كما ذكر الزميل طه خليفة في مقالة الأسبوع الماضي في جريدة الراية.
والغريب في أمر هؤلاء المحاربين للحجاب ان الفساد وقلة الحياء الموجودين في العواصم العربية والفنادق السياحية وعرض المرأة من غير «هدوم» في القنوات الفضائية كل هذا الإسفاف لم يحرك فيهم ساكنا.
وإنما الحجاب فقط هو الفعل الفاضح الذي يستحق الإزالة ويستأهل الاستهجان فيا عجبا كيف أصبح الحق باطلا والباطل أولى بالمعروف كأن حقوق المرأة اكتملت وانتهت ولم يبق من الحقوق المضيعة للمرأة إلا السفور وإماطة الحياء عن الوجوه النسائية.
والغريب في أمر هؤلاء أنهم يحترمون التخصص في كل شيء إلا في الاجتهاد الفقهي الشرعي فهو مباح لكل من هب ودب لمن يعرف ولمن لا يعرف، حتى أصبح حكم «الحجاب» لعبة في يد وزير ثقافة ورئيس تحرير جريدة.
ومع ان الحجاب فريضة وليس فقط فضيلة، عبادة وليس فقط عادة، فهو مع ذلك حرية شخصية كفلته للمرأة كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وحتى كثير من الدول العلمانية الغربية.
فلماذا تحجرون على المرأة حقها في لبس ما تراه مناسبا لها؟! أين حقوق المرأة إذن؟! يقول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اتفقت الأسرة الدولية على احترام نصوصه في المادة الثامنة عشرة منه «لكل شخص حقه في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه او معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده او مع جماعة، وإمام الملأ أو على حدة».
إذن إذا كانت المسألة حرية شخصية وحقا من حقوق الإنسان فلماذا كل يوم نسمع من يهرف بما لا يعرف ومن يرفع العصا الغليظة على المحجبات، هل المسألة افتعال قضية من لا شيء ومحاربة في المعركة الخطأ؟!
لقد أصبح الحجاب عند بعض الدول العربية عدو الأمة رقم واحد، حتى ان هناك دولة في المغرب العربي تمنع المحجبة من ابسط حقوقها إلا وهو العمل بدعوى ان الحجاب الإسلامي دليل على العدوانية ورمز للتطرف «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا».
وترى هذه الدولة نفسها ترعى حقوق الماجنات وتهدر حقوق الماجدات، تصفق لبنات الليل وتعتبر المحجبات خطراً امنياً يهدد المجتمع.
مع ان الكل يعرف ان السفور والتبرج وقلة الحياء عند النساء والرجال في بلاد العرب واختلاط حابل المرأة بنابل الرجل هو «الداء» و«الحجاب» هو «الدواء» ولكن الزمن زمن انقلاب المفاهيم والدعوة إلى النار بدعوى الإصلاح، والمرأة المسلمة العفيفة الشريفة محاربة من الجميع في أكل عيشها وخدمة وطنها والمحافظة على دينها وعرضها من الخدش.
فالسهام تتقاذفها من كل جانب والكل يدفع بها دفعاً إلى قارعة الطريق، بدعاوى براقة خداعة تهتم بالصغائر والزبد من القضايا وتترك ما ينفع المرأة.
لهذا أقول لأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام ومن لف لفه: سيب المحجبات لحالهن، وامسك الحمار واترك البردعة، وشارع الهرم أولى بالإزالة من غيره، إما الحجاب فله رب يحميه. والسلام .
محمد فهد القحطاني _كاتب من قطر
mohdwaves@hotmail.com
من مقالاتى القديمة التى نشرت في جريدة الشرق القطرية بتاريخ 9/5/2007
«الحرب على الحجاب» أصبحت القضية الساخنة في عرف أدعياء تحرير المرأة العربية، كلما خبت أشعلوها من جديد، فمرة يدعون ان الحجاب رمز للتخلف كما زعم وزير الثقافة المصري فاروق حسني، ومرة يصرحون بأنه من العادات لا من العبادات وأخرى انه بدعة خليجية وفتنة وإثارة وليس من الفضيلة في شيء، وان الحجاب إغراء والسفور طاعة، وأ... خر من دخل المعركة بخيله ورجله رئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا عندما قام بانتقاد الحجاب وأعلن على رؤوس الإشهاد فخره واعتزازه بمنع ابنته من لبس الحجاب، والمصيبة في هذا الإعلان ان يصدر منه وهو في كنيسة، كما ذكر الزميل طه خليفة في مقالة الأسبوع الماضي في جريدة الراية.
والغريب في أمر هؤلاء المحاربين للحجاب ان الفساد وقلة الحياء الموجودين في العواصم العربية والفنادق السياحية وعرض المرأة من غير «هدوم» في القنوات الفضائية كل هذا الإسفاف لم يحرك فيهم ساكنا.
وإنما الحجاب فقط هو الفعل الفاضح الذي يستحق الإزالة ويستأهل الاستهجان فيا عجبا كيف أصبح الحق باطلا والباطل أولى بالمعروف كأن حقوق المرأة اكتملت وانتهت ولم يبق من الحقوق المضيعة للمرأة إلا السفور وإماطة الحياء عن الوجوه النسائية.
والغريب في أمر هؤلاء أنهم يحترمون التخصص في كل شيء إلا في الاجتهاد الفقهي الشرعي فهو مباح لكل من هب ودب لمن يعرف ولمن لا يعرف، حتى أصبح حكم «الحجاب» لعبة في يد وزير ثقافة ورئيس تحرير جريدة.
ومع ان الحجاب فريضة وليس فقط فضيلة، عبادة وليس فقط عادة، فهو مع ذلك حرية شخصية كفلته للمرأة كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وحتى كثير من الدول العلمانية الغربية.
فلماذا تحجرون على المرأة حقها في لبس ما تراه مناسبا لها؟! أين حقوق المرأة إذن؟! يقول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اتفقت الأسرة الدولية على احترام نصوصه في المادة الثامنة عشرة منه «لكل شخص حقه في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه او معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده او مع جماعة، وإمام الملأ أو على حدة».
إذن إذا كانت المسألة حرية شخصية وحقا من حقوق الإنسان فلماذا كل يوم نسمع من يهرف بما لا يعرف ومن يرفع العصا الغليظة على المحجبات، هل المسألة افتعال قضية من لا شيء ومحاربة في المعركة الخطأ؟!
لقد أصبح الحجاب عند بعض الدول العربية عدو الأمة رقم واحد، حتى ان هناك دولة في المغرب العربي تمنع المحجبة من ابسط حقوقها إلا وهو العمل بدعوى ان الحجاب الإسلامي دليل على العدوانية ورمز للتطرف «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا».
وترى هذه الدولة نفسها ترعى حقوق الماجنات وتهدر حقوق الماجدات، تصفق لبنات الليل وتعتبر المحجبات خطراً امنياً يهدد المجتمع.
مع ان الكل يعرف ان السفور والتبرج وقلة الحياء عند النساء والرجال في بلاد العرب واختلاط حابل المرأة بنابل الرجل هو «الداء» و«الحجاب» هو «الدواء» ولكن الزمن زمن انقلاب المفاهيم والدعوة إلى النار بدعوى الإصلاح، والمرأة المسلمة العفيفة الشريفة محاربة من الجميع في أكل عيشها وخدمة وطنها والمحافظة على دينها وعرضها من الخدش.
فالسهام تتقاذفها من كل جانب والكل يدفع بها دفعاً إلى قارعة الطريق، بدعاوى براقة خداعة تهتم بالصغائر والزبد من القضايا وتترك ما ينفع المرأة.
لهذا أقول لأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام ومن لف لفه: سيب المحجبات لحالهن، وامسك الحمار واترك البردعة، وشارع الهرم أولى بالإزالة من غيره، إما الحجاب فله رب يحميه. والسلام .
محمد فهد القحطاني _كاتب من قطر
mohdwaves@hotmail.com