اسعاف
10-11-2012, 02:12 PM
مدونة - محمد الشيب
الجمعة، 9 نوفمبر، 2012
رد على كاتب مقال " الجهل .. بالحقيقة "
المنشور بجريدة الاتحاد الإماراتية
يوم الخميس 8 نوفمبر 2012
http://www.alittihad.ae/mobile/wajhatdetails.php?id=69047
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد
فقد اطلعت على المقال المشار إليه أعلاه .. ووجدت فيه من المغالطات والاتهامات والتجني الشيء الكثير ..
فرأيت أن من الواجب الشرعي الرد عليه وبيان الحق من الباطل في معظم ما ذكر .
وأبدأ بقولي :
إن من تصفهم بالإسلاميين ليسوا ( غرباء ) عن مجتمعاتهم ، بل هم جزء أصيل فيه .. يعيشون الانتماء لهذا المجتمع
- بوسطية وفهم رشيد لحقيقة هذا الدين - وإن أساء البعض فهم أسلوبهم في التعبير عن هذا الانتماء .
لذلك لا داعي لثقافة الإقصاء ؛ فأنت أول الرافضين لها في جوانب أخرى .. !!
أنت رجل إعلامي تدرك أننا اليوم نعيش في فضاء مفتوح للجميع ، وأنه لا يمكن الحجر على أي رأي كان ؛ فلماذا تريد أن تحجر على آراء من تسميهم بـ( التيار الإسلاموي ) .. !! .. يا من تنادي بالانفتاح وتوسيع المدارك ؛ لماذا تريده انفتاحاً في جانب يروق لك ، وتحجر على الآخر انفتاحه في جانبٍ أنت لا تطيقه ؟؟
فالدين عندنا - نحن شعوب الخليج - رُكنٌ من أركان حياتنا ، ومعيارٌ نُـقَـوِّم على أساسه جميع تحركاتنا وتصرفاتنا ، وليس فضلةً أو نباتاً متطفلاً حشرهُ الإسلاميون في حياتنا ، وإذا كان العالم كله يشهدُ لنا بحضارةٍ قامت على هذه الأرض ؛ فاعلم أن الجميع قد شارك في بنائها .
لماذا تنادي في كل محفل .. بأن تدخل الإسلاميين في السياسة يفسد المشروع الحضاري الذي يمكن أن يقوم على أرض الخليج؟ لماذا تريد أن تحرم من تسميهم ( الوعاظ والخطباء ) من شرف المساهمة في إعادة بناء هذه الحضارة التي ما كانت ولن تكون إلا نابعةً من العروبة والإسلام معاً .
لماذا تستغرب التأثير النافذ للعلماء والخطباء والوعاظ في نفوس الناس ؟ ولماذا تتعجب من استجابتهم لهم أكثر من استجابتهم للبيانات الرسمية ؟؟ فهذا حال الأمة الإسلامية منذ زمن طويل ، وهذه طبيعة العلاقة بين المسلمين وعلمائهم ، فللعالم والواعظ احترامه وتقديره ، فتصبح له المرجعية في الفتوى بالإضافة للمكانة والشرعية الاجتماعية .. وكيف لا يكون للعالِمِ عِندَنَا كُلُّ هذا .. وقد قاد العلماء انتصارات الأمة عبر تاريخها في كل زمان ومكان ؟؟ وإنما الاستغراب وكل التعجب من أناس يجهلون هذِهِ الحقيقة .. أو يعرفونها ويطعنون فيها .. !! لماذا تريد من صناع القرار أن يقربوا نخباً فكرية معينة وفئات تدَّعي الاستنارة دون فئات أخرى ؛ وقد كانت مجالس الخلفاء والحكام قديماً تعج بالعلماء والأدباء والشعراء معاً ؟؟ لماذا تفترض وجود صراع بين العلماء والحكام ؟؟
لماذا تقول عن الإسلاميين أنهم تغلغلوا في المجتمع ( تحت غطاءات وعظية ) ؟؟ إن الإسلاميين لم يتغلغلوا في هذا المجتمع ولم يعملوا في مؤسساته بخبث ودهاء منهم ولا بشفاعة فلان أو علان ؛ وإنما ارتقوا أعلى المناصب بمؤهلاتهم العلمية وجهودهم الذاتية ، وهم مواطنون صالحون لا يختلفون عنك في صفة المواطنة ، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات .
منهجهم هو المنهج الوسطي ينادون به في كل زمان ومكان ، لم يثبت عليهم في يوم من الأيام - ولن يثبت - أي ممارسة للعنف ولا أي ارتبط بجهات خارجية ، فضلاً عن اتهامك لهم بين الحين والآخر بتكوين خلايا سرية .. !
لماذا لم يعتبرك المجتمع القطري من الذين تغلغلوا في الإعلام واستغلوا وسائله في بث سمومهم عبر برامج ومسلسلات مختلفة على مدى عقود ؟ هل قال عنك المجتمع : إنك متغلغل في هذه الأماكن ؟ وها أنت ما زلت تمارس الدور نفسه ، وما زالت سمومك تقرأ وتشاهد ، وسيئاتك تفرخ سيئات تلو سيئات .. !
هل تعلم لماذا ؟ لأنه مجتمع يحترم مؤهلك العلمي ، كما يقدر قدراتك ومهاراتك المختلفة التي ارتقت بك إلى مناصب شتى ، مجتمعٌ يقدر صاحب المؤهل الذي تعب وأجهد نفسه في تحصيله ؛ فصار المنصب الذي يتقلده حقاً من حقوقه ؛ وليس ( شرهة ) من الدولة أو منحة تصدقت عليه دولته ... وكل ما فعله هذا المجتمع تجاهك وتجاه أفكارك : أن حصَّن نفسه وأبناءه وبناته وحاول أن يحميهم من السقوط في الهاوية ..
اعلم أن ما تقوله عن العلماء والوعاظ وأهل الصلاح والتقوى هو نهشٌ في لحومهم ؛ وعليك أن تدرك أن لحومهم مسمومة وعادةُ الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة .. ( ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ) و ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .. فلا تجهد نفسك في التحريض عليهم والمطالبة بمحاسبتهم والتحقيق معهم ؛ فهؤلاء سيبقون في منابرهم الرسمية بموافقةٍ رسمية ، وسيعلنون عن آرائهم ومواقفهم الشرعية في كل شيء ، وسيشحنون المصلين بما يشحنون .
فإن كان الإسلام الذي يعرضونه يختلف عن الإسلام الذي تدين بِهِ هذه الدولة أو تلك ؛ فلن يكون محل ترحيب من قبل الراعي ولا الرعية .. وهم يدركون جيداً أن لدولتهم - أياً كانت هذه الدولة - موروثها السياسي والاجتماعي ومدى حجم المسموح والممنوع فيما ينادون به .
وكذلك لن أجهد نفسي في الرد عليك في قولك أن الوعاظ وأصحاب المنابر لا يتحدثون في قضايا أخرى يحتاجها المجتمع ؛ فأنت آخر من يوجه الخطباء للحديث عن الإسلام النقي النظيف ، وعن قيم الأمانة والتقوى والخوف من الآخرة .. !!
وأما إيماءتك حول اختلاف أنظمة دول الخليج في التعامل مع الإسلاميين بقولك : " نحن نجهل الحقيقة عندما نفاجأ بتفاوت المواقف في دول مجلس التعاون من هؤلاء " ؛ فواضحٌ فيها أنها موجهة إلى دولة معينة تنتمي إليها ، لذلك قلها بصراحة .. إن كنت تعني دولة قطر - التاج الذي على رأسك - فاذكر اسمها تحديداً ، فهي المتهمة منذ زمن طويل بالتغريد خارج السرب .. لذلك أدعوك - يا من تغرد خارج سربها - إلى تقييمٍ واضح لسياسة هذه الدولة في التعامل مع الإسلاميين ، لا سيما وأنها أول الداعمين - سياسياً ثم مالياً - لثورات الربيع العربي ؛ وهو وسام شرف يعلق على صدر هذه الدولة وعلى صدر أميرها يحفظه الله تعالى .
بل إنها من الداعمين لحركة حماس - المصنفة عندك في سجل المشاكسة والإرهاب - كما أدعوك إلى البوح وبكل وضوح برأيك الخاص في زيارة أميرها إلى قطاع غزة الذي يقع تحت سيطرة تلك الحركة الإرهابية .. !! وفي قوله في الخطاب الذي ألقاه سموه في الجامعة الإسلامية ( الإسلامية .. ! ) :
" نحنُ في قطر كُنا وسنكون من أول المبادرين ، ولن نظن على أهلنا في غزة بما نستطيع من عون .. وإن مساعدة أهل غزة ليست منةً ولا هي وعودٌ لفظية ؛ بل هي واجبٌ من الأخ نحو أخيه " ؟؟
كما أنه وجَّهَ الشكر والتقدير للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الذي ينتمي لتلك الجماعة التي تعرفها جيداً .. !!
فهذا موقف قطر وهذا خطابُ أميرها الذي جعله شعب قطر وسام فخر واعتزاز لهم جميعاً ؛ لذلك أنصحك بعدم النبش تحت الرماد ، والحديث عن " المواقف الرسمية من التوجهات ( المريبة ) التي تأخذ أشكال الاحتواء والمساعدة والتدريب والإغاثة " ! فقد تبتلى بجمرةٍ تحرق أصابعك .. ! وسيبقى أصحاب البيانات والخطب الرنانة - حسب مصطلحاتك - في منابرهم يديرون مؤسساتهم الإسلامية الرسمية ، التي تعمل في مقارها المفتوحة بموجب تصاريح رسمية ، وبميزانيات شفافة .
وإذا كنت تعلم أن ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) فلماذا تلجأ إلى نوافذ الجيران تعبر فيها عن رأيك ؟ ألم تكن رئيس تحرير جريدة قطرية ؟ هل أغلقت الصحافة القطرية أمامك أبوابها لكي تقطع الفيافي والقفار وتنشر ما تريد قوله عبر صحيفة خارجية ؟؟ لذلك عليك أن تخبرنا من الذي يستقوي بالخارج ؟ ومن الذي يعتمد على الدعم الخارجي في نشر ما عنده ؟
إذا كنت تقر ( بالتوافقية المجتمعية بين الحاكم والمحكوم .. وأنها الملجأ الآمن والحضن الكبير للعديد من المطالب أو وجهات النظر ) كما تقول ؛ فما الذي يدعوك إلى ترك هذا الملجأ الآمن والاتجاه إلى النوافذ الخارجية ؟؟
أخيراً .. ماذا تريد أن تقول ؟
هل تريد أن تقول للإسلاميين : ( دعوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) ؟
إن كانت هذه هي زبدة كلامك ؛ فإني أدعو البقية الباقية من دينك وإسلامك إلى الاطلاع على كل ما نُشِر في من كتب الفقه السياسي في الإسلام - في القديم والحديث - بداية من ( الغياثي ) للجويني الشافعي ، ومروراً بكتب الأحكام السلطانية في مختلف المذاهب ، وختاماً بالكم الهائل من الكتب والأبحاث والأطروحات العلمية في زمننا المعاصر .
فإن لم تقتنع وتعود إلى رشدك ، أو قرأت وأخذتك العزة بالإثم ؛ فإني أدعوك للعودة إلى مهنتك الأصلية ، إلى صنعتك التي تتقنها جيداً ، إلى الانفلات من المحظور والموروث و "التابوه" الاجتماعي ، أدعوك للعودة إلى مربع معرفتك الأول : عُد إلى غرائز إحسان .. ونزوات (غ) السمان .. ورسائل غسان .. ثم ابلغ سن الرشد الأدبي على قواعد الفسق والعهر عند نزار .. ! أدعوك للعودة إلى ( فصولك الأربعة ) .. إلى ( قنبلتك ) .. إلى تخصصك الدقيق ( أدب غرف النوم المغلقة ) وثقافة ( اللانجري ) واللغة الحميمية .. المكشوفة !! فما زالت النساء يذكرن - أيها المعلم - دوراتك التدريبية في تعليمهن كيف يمكن للمرأة أن تعرف خيانة زوجها من خلال .. ( ....... ) أعز الله القارئ .. !!
وهدانا الله وإياك سواء السبيل .. والحمدلله رب العالمين .
أبو عمر محمد الشيب في 1:16 م
الجمعة، 9 نوفمبر، 2012
رد على كاتب مقال " الجهل .. بالحقيقة "
المنشور بجريدة الاتحاد الإماراتية
يوم الخميس 8 نوفمبر 2012
http://www.alittihad.ae/mobile/wajhatdetails.php?id=69047
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد
فقد اطلعت على المقال المشار إليه أعلاه .. ووجدت فيه من المغالطات والاتهامات والتجني الشيء الكثير ..
فرأيت أن من الواجب الشرعي الرد عليه وبيان الحق من الباطل في معظم ما ذكر .
وأبدأ بقولي :
إن من تصفهم بالإسلاميين ليسوا ( غرباء ) عن مجتمعاتهم ، بل هم جزء أصيل فيه .. يعيشون الانتماء لهذا المجتمع
- بوسطية وفهم رشيد لحقيقة هذا الدين - وإن أساء البعض فهم أسلوبهم في التعبير عن هذا الانتماء .
لذلك لا داعي لثقافة الإقصاء ؛ فأنت أول الرافضين لها في جوانب أخرى .. !!
أنت رجل إعلامي تدرك أننا اليوم نعيش في فضاء مفتوح للجميع ، وأنه لا يمكن الحجر على أي رأي كان ؛ فلماذا تريد أن تحجر على آراء من تسميهم بـ( التيار الإسلاموي ) .. !! .. يا من تنادي بالانفتاح وتوسيع المدارك ؛ لماذا تريده انفتاحاً في جانب يروق لك ، وتحجر على الآخر انفتاحه في جانبٍ أنت لا تطيقه ؟؟
فالدين عندنا - نحن شعوب الخليج - رُكنٌ من أركان حياتنا ، ومعيارٌ نُـقَـوِّم على أساسه جميع تحركاتنا وتصرفاتنا ، وليس فضلةً أو نباتاً متطفلاً حشرهُ الإسلاميون في حياتنا ، وإذا كان العالم كله يشهدُ لنا بحضارةٍ قامت على هذه الأرض ؛ فاعلم أن الجميع قد شارك في بنائها .
لماذا تنادي في كل محفل .. بأن تدخل الإسلاميين في السياسة يفسد المشروع الحضاري الذي يمكن أن يقوم على أرض الخليج؟ لماذا تريد أن تحرم من تسميهم ( الوعاظ والخطباء ) من شرف المساهمة في إعادة بناء هذه الحضارة التي ما كانت ولن تكون إلا نابعةً من العروبة والإسلام معاً .
لماذا تستغرب التأثير النافذ للعلماء والخطباء والوعاظ في نفوس الناس ؟ ولماذا تتعجب من استجابتهم لهم أكثر من استجابتهم للبيانات الرسمية ؟؟ فهذا حال الأمة الإسلامية منذ زمن طويل ، وهذه طبيعة العلاقة بين المسلمين وعلمائهم ، فللعالم والواعظ احترامه وتقديره ، فتصبح له المرجعية في الفتوى بالإضافة للمكانة والشرعية الاجتماعية .. وكيف لا يكون للعالِمِ عِندَنَا كُلُّ هذا .. وقد قاد العلماء انتصارات الأمة عبر تاريخها في كل زمان ومكان ؟؟ وإنما الاستغراب وكل التعجب من أناس يجهلون هذِهِ الحقيقة .. أو يعرفونها ويطعنون فيها .. !! لماذا تريد من صناع القرار أن يقربوا نخباً فكرية معينة وفئات تدَّعي الاستنارة دون فئات أخرى ؛ وقد كانت مجالس الخلفاء والحكام قديماً تعج بالعلماء والأدباء والشعراء معاً ؟؟ لماذا تفترض وجود صراع بين العلماء والحكام ؟؟
لماذا تقول عن الإسلاميين أنهم تغلغلوا في المجتمع ( تحت غطاءات وعظية ) ؟؟ إن الإسلاميين لم يتغلغلوا في هذا المجتمع ولم يعملوا في مؤسساته بخبث ودهاء منهم ولا بشفاعة فلان أو علان ؛ وإنما ارتقوا أعلى المناصب بمؤهلاتهم العلمية وجهودهم الذاتية ، وهم مواطنون صالحون لا يختلفون عنك في صفة المواطنة ، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات .
منهجهم هو المنهج الوسطي ينادون به في كل زمان ومكان ، لم يثبت عليهم في يوم من الأيام - ولن يثبت - أي ممارسة للعنف ولا أي ارتبط بجهات خارجية ، فضلاً عن اتهامك لهم بين الحين والآخر بتكوين خلايا سرية .. !
لماذا لم يعتبرك المجتمع القطري من الذين تغلغلوا في الإعلام واستغلوا وسائله في بث سمومهم عبر برامج ومسلسلات مختلفة على مدى عقود ؟ هل قال عنك المجتمع : إنك متغلغل في هذه الأماكن ؟ وها أنت ما زلت تمارس الدور نفسه ، وما زالت سمومك تقرأ وتشاهد ، وسيئاتك تفرخ سيئات تلو سيئات .. !
هل تعلم لماذا ؟ لأنه مجتمع يحترم مؤهلك العلمي ، كما يقدر قدراتك ومهاراتك المختلفة التي ارتقت بك إلى مناصب شتى ، مجتمعٌ يقدر صاحب المؤهل الذي تعب وأجهد نفسه في تحصيله ؛ فصار المنصب الذي يتقلده حقاً من حقوقه ؛ وليس ( شرهة ) من الدولة أو منحة تصدقت عليه دولته ... وكل ما فعله هذا المجتمع تجاهك وتجاه أفكارك : أن حصَّن نفسه وأبناءه وبناته وحاول أن يحميهم من السقوط في الهاوية ..
اعلم أن ما تقوله عن العلماء والوعاظ وأهل الصلاح والتقوى هو نهشٌ في لحومهم ؛ وعليك أن تدرك أن لحومهم مسمومة وعادةُ الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة .. ( ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ) و ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .. فلا تجهد نفسك في التحريض عليهم والمطالبة بمحاسبتهم والتحقيق معهم ؛ فهؤلاء سيبقون في منابرهم الرسمية بموافقةٍ رسمية ، وسيعلنون عن آرائهم ومواقفهم الشرعية في كل شيء ، وسيشحنون المصلين بما يشحنون .
فإن كان الإسلام الذي يعرضونه يختلف عن الإسلام الذي تدين بِهِ هذه الدولة أو تلك ؛ فلن يكون محل ترحيب من قبل الراعي ولا الرعية .. وهم يدركون جيداً أن لدولتهم - أياً كانت هذه الدولة - موروثها السياسي والاجتماعي ومدى حجم المسموح والممنوع فيما ينادون به .
وكذلك لن أجهد نفسي في الرد عليك في قولك أن الوعاظ وأصحاب المنابر لا يتحدثون في قضايا أخرى يحتاجها المجتمع ؛ فأنت آخر من يوجه الخطباء للحديث عن الإسلام النقي النظيف ، وعن قيم الأمانة والتقوى والخوف من الآخرة .. !!
وأما إيماءتك حول اختلاف أنظمة دول الخليج في التعامل مع الإسلاميين بقولك : " نحن نجهل الحقيقة عندما نفاجأ بتفاوت المواقف في دول مجلس التعاون من هؤلاء " ؛ فواضحٌ فيها أنها موجهة إلى دولة معينة تنتمي إليها ، لذلك قلها بصراحة .. إن كنت تعني دولة قطر - التاج الذي على رأسك - فاذكر اسمها تحديداً ، فهي المتهمة منذ زمن طويل بالتغريد خارج السرب .. لذلك أدعوك - يا من تغرد خارج سربها - إلى تقييمٍ واضح لسياسة هذه الدولة في التعامل مع الإسلاميين ، لا سيما وأنها أول الداعمين - سياسياً ثم مالياً - لثورات الربيع العربي ؛ وهو وسام شرف يعلق على صدر هذه الدولة وعلى صدر أميرها يحفظه الله تعالى .
بل إنها من الداعمين لحركة حماس - المصنفة عندك في سجل المشاكسة والإرهاب - كما أدعوك إلى البوح وبكل وضوح برأيك الخاص في زيارة أميرها إلى قطاع غزة الذي يقع تحت سيطرة تلك الحركة الإرهابية .. !! وفي قوله في الخطاب الذي ألقاه سموه في الجامعة الإسلامية ( الإسلامية .. ! ) :
" نحنُ في قطر كُنا وسنكون من أول المبادرين ، ولن نظن على أهلنا في غزة بما نستطيع من عون .. وإن مساعدة أهل غزة ليست منةً ولا هي وعودٌ لفظية ؛ بل هي واجبٌ من الأخ نحو أخيه " ؟؟
كما أنه وجَّهَ الشكر والتقدير للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الذي ينتمي لتلك الجماعة التي تعرفها جيداً .. !!
فهذا موقف قطر وهذا خطابُ أميرها الذي جعله شعب قطر وسام فخر واعتزاز لهم جميعاً ؛ لذلك أنصحك بعدم النبش تحت الرماد ، والحديث عن " المواقف الرسمية من التوجهات ( المريبة ) التي تأخذ أشكال الاحتواء والمساعدة والتدريب والإغاثة " ! فقد تبتلى بجمرةٍ تحرق أصابعك .. ! وسيبقى أصحاب البيانات والخطب الرنانة - حسب مصطلحاتك - في منابرهم يديرون مؤسساتهم الإسلامية الرسمية ، التي تعمل في مقارها المفتوحة بموجب تصاريح رسمية ، وبميزانيات شفافة .
وإذا كنت تعلم أن ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) فلماذا تلجأ إلى نوافذ الجيران تعبر فيها عن رأيك ؟ ألم تكن رئيس تحرير جريدة قطرية ؟ هل أغلقت الصحافة القطرية أمامك أبوابها لكي تقطع الفيافي والقفار وتنشر ما تريد قوله عبر صحيفة خارجية ؟؟ لذلك عليك أن تخبرنا من الذي يستقوي بالخارج ؟ ومن الذي يعتمد على الدعم الخارجي في نشر ما عنده ؟
إذا كنت تقر ( بالتوافقية المجتمعية بين الحاكم والمحكوم .. وأنها الملجأ الآمن والحضن الكبير للعديد من المطالب أو وجهات النظر ) كما تقول ؛ فما الذي يدعوك إلى ترك هذا الملجأ الآمن والاتجاه إلى النوافذ الخارجية ؟؟
أخيراً .. ماذا تريد أن تقول ؟
هل تريد أن تقول للإسلاميين : ( دعوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) ؟
إن كانت هذه هي زبدة كلامك ؛ فإني أدعو البقية الباقية من دينك وإسلامك إلى الاطلاع على كل ما نُشِر في من كتب الفقه السياسي في الإسلام - في القديم والحديث - بداية من ( الغياثي ) للجويني الشافعي ، ومروراً بكتب الأحكام السلطانية في مختلف المذاهب ، وختاماً بالكم الهائل من الكتب والأبحاث والأطروحات العلمية في زمننا المعاصر .
فإن لم تقتنع وتعود إلى رشدك ، أو قرأت وأخذتك العزة بالإثم ؛ فإني أدعوك للعودة إلى مهنتك الأصلية ، إلى صنعتك التي تتقنها جيداً ، إلى الانفلات من المحظور والموروث و "التابوه" الاجتماعي ، أدعوك للعودة إلى مربع معرفتك الأول : عُد إلى غرائز إحسان .. ونزوات (غ) السمان .. ورسائل غسان .. ثم ابلغ سن الرشد الأدبي على قواعد الفسق والعهر عند نزار .. ! أدعوك للعودة إلى ( فصولك الأربعة ) .. إلى ( قنبلتك ) .. إلى تخصصك الدقيق ( أدب غرف النوم المغلقة ) وثقافة ( اللانجري ) واللغة الحميمية .. المكشوفة !! فما زالت النساء يذكرن - أيها المعلم - دوراتك التدريبية في تعليمهن كيف يمكن للمرأة أن تعرف خيانة زوجها من خلال .. ( ....... ) أعز الله القارئ .. !!
وهدانا الله وإياك سواء السبيل .. والحمدلله رب العالمين .
أبو عمر محمد الشيب في 1:16 م