امـ حمد
11-11-2012, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين المفر
أعلموا أن هناك حقيقة طالما غفل عنها الإنسان، ولحظة حاسمة ومصير،إنها لحظة ملاقيكم،وإلى أين المفر،الى الأمام ملاقيكم والوراء ملاقيكم،إلى اليميني والشمال ملاقيكم،إلى أعلا إلى أسفل ملاقيكم،لا تمنع منه
جنود،ولا يتحصن منه في حصون،مدريككم أينما كنتم،يأخذ الغني والفقير،والصحيح والسقيم،والزاهد والعابد، والصغير
والكبير، الذكر والأنثى،كل نفسٍ ستذوقه شاءت أم أبت،إنه الموت(كل نفس ذائقة الموت وإِنما توفون أجوركم يوم
القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إِلا متاع الغرور)الموت،يخرج بصاحبه إلى الجنة أو
إلى النار،ما زال لأهل اللذات مكدراّ،كيف وورائه قبر وحساب، وسؤال وجواب،السكرات،عانى منها رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فكان يقول،لا إله إلا الله إن للموت سكرات، اللهم هون علينا سكرات الموت،يقول العلماء كل
سكرة منها أشد من ألف ضربة بالسيف،روي عن الحسن أنه قال،رأي أحد الصالحين بعد موته فقيل له كيف وجدت طعم
الموت،قال أواه أواه وجدته والله شديداّ،والذي لا إله إلا هو لهو أشد من الطبخ في القدور والنشر بالمناشير، أقبل ملك
الموت نحوي حتى استل الروح من كل عضو مني فلو أني طبخت في القدور سبعين مرة لكان أهون علي،فى بالموت
طامة وما بعد الموت أطم وأعظم،يرى آخر بعد موته في المنام فيقال له،كيف وجدت نفسك ساعة الاحتضار،كعصفور
في مقلاة لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير،فالله المستعان على تلك اللحظات،واللهم هون علينا السكرات وجعلها لنا
كفرات وآخر المعاناة،وفي تلك اللحظات الحرجة ينقسم الناس إلى قسمين، إلى فريقين شقي وسعيد،فريق السعداء،ما حالهم
(تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأَبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)ها هي أسماء بنت عميس رضي الله عنها
تقول كما روي عنها،علي رضي الله عنه وأرضاه بعدما ضربه ابن ملجم عليه من الله ما يستحق،إذ بعلي يشهق شهقة
فيغمى عليه، ثم يفيق ثانية وهو يقول،مرحباً مرحبا، الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنةَ، الحمد لله الذي أذهب عنا
الحزن، لمثل هذا فليعملِ العاملون، وليتنافس المتنافسون،وآخر يقضي حياته مؤذنا يهتف بالتوحيد كل يوم
وليلة خمس مرات، ويؤذن يوما من الأيام ثم يشرع ليقيم الصلاة، ولما انتصف في إقامة الصلاة سقط ميتاّ
فعليه رحمة الله، سنوات يؤذن ثم يجيب داع الله مؤذناّ فيبعث يوم القيامة من أطول الناس أعناقاّ،وفريق آخر،شقي،
حسب أن الحياة عبث ولهو ولعب، وإذا به يعاني أول المعاناة،نزلت عليه ملائكة سود الوجوه يتقدموهم ملك
الموت،يقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب،فتنتزع نزعاً بعد أن تفرق في الجسد، ثم ترفع فلا
تفتح لها أبوب السماء، تحمل الجنازة على الأكتاف وهي تصيح، يا ويلها أين تذهبون بها، ثم تسأل فلا تجيب، ويفرش
لها من النار، ويفتح لها باب إلى النار، فنعوذ بالله من النار ومن سوءِ الختامِ وغضبِ الجبار،فريقان لا ثالث، شقي
وسعيد،فريق في الجنة وفريق في السعير،فريق استراح، وفريق استراح منه العباد والبلاد ومضى إلى جهنم وبئس
المهاد،انتهى أجله وأمله، تبعه أهله وماله وعمله، فرجع الأهل والمال وبقي العمل،وولله لو كان الأمر سينتهي بالموت
لكان هيناً سهلاً، لكنه مع شدته وهوله أهون مما يليه، والقبر مع ظلمته أهون مما يليه، كل ذلك هين إذا قرن بالوقوف بين
يدي الله الكبير المتعال،فيا له من موقف تذهل المرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى
وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد،روي عن الحسن رضي الله عنه،أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان
رأسه ذات يوم في حجرِ عائشة، فنعس فتذكرت الآخرة فسالت دموعها على خد رسول لله (صلى الله عليه وسلم)، فأستيقظ
بدموعها ورفع رأسه وقال ما يبكيك،قالت يا رسول الله ذكرت الآخرة، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة،قال (صلى الله عليه
وسلم)والذي نفسي بيده في ثلاثة مواطن فإن أحداً لا يذكرُ إلا نفسه،إذا وضعت الموازين حتى ينظرَ أبن أدم أيخف ميزانه
أم يثقل،وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ أم بشماله،وعند الصراط حتى ينظر أيمرَ أم يكردس على وجهه
في جهنم،الأمر خطير جد خطير، إبليس قد قطع العهد على نفسه ليغوينكم أجمعين، فقال،وعزتك وجلالك يا رب لا أزال
اغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم،الله برحمته يقول،وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني،فالبدار
البدار، والتوبة التوبة، والاستغفار الاستغفار ،اصدقوا الله يصدقكم،احفظوه يحفظكم، فلن تخيبوا( واتقوا يوماً ترجعون
فيه إِلى اللّه ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون)اعلموا أن الآمال تطوى، والأعمار تفنى، والأبدان تحت
التراب تبلى، والليل والنهار يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين المفر
أعلموا أن هناك حقيقة طالما غفل عنها الإنسان، ولحظة حاسمة ومصير،إنها لحظة ملاقيكم،وإلى أين المفر،الى الأمام ملاقيكم والوراء ملاقيكم،إلى اليميني والشمال ملاقيكم،إلى أعلا إلى أسفل ملاقيكم،لا تمنع منه
جنود،ولا يتحصن منه في حصون،مدريككم أينما كنتم،يأخذ الغني والفقير،والصحيح والسقيم،والزاهد والعابد، والصغير
والكبير، الذكر والأنثى،كل نفسٍ ستذوقه شاءت أم أبت،إنه الموت(كل نفس ذائقة الموت وإِنما توفون أجوركم يوم
القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إِلا متاع الغرور)الموت،يخرج بصاحبه إلى الجنة أو
إلى النار،ما زال لأهل اللذات مكدراّ،كيف وورائه قبر وحساب، وسؤال وجواب،السكرات،عانى منها رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فكان يقول،لا إله إلا الله إن للموت سكرات، اللهم هون علينا سكرات الموت،يقول العلماء كل
سكرة منها أشد من ألف ضربة بالسيف،روي عن الحسن أنه قال،رأي أحد الصالحين بعد موته فقيل له كيف وجدت طعم
الموت،قال أواه أواه وجدته والله شديداّ،والذي لا إله إلا هو لهو أشد من الطبخ في القدور والنشر بالمناشير، أقبل ملك
الموت نحوي حتى استل الروح من كل عضو مني فلو أني طبخت في القدور سبعين مرة لكان أهون علي،فى بالموت
طامة وما بعد الموت أطم وأعظم،يرى آخر بعد موته في المنام فيقال له،كيف وجدت نفسك ساعة الاحتضار،كعصفور
في مقلاة لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير،فالله المستعان على تلك اللحظات،واللهم هون علينا السكرات وجعلها لنا
كفرات وآخر المعاناة،وفي تلك اللحظات الحرجة ينقسم الناس إلى قسمين، إلى فريقين شقي وسعيد،فريق السعداء،ما حالهم
(تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأَبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)ها هي أسماء بنت عميس رضي الله عنها
تقول كما روي عنها،علي رضي الله عنه وأرضاه بعدما ضربه ابن ملجم عليه من الله ما يستحق،إذ بعلي يشهق شهقة
فيغمى عليه، ثم يفيق ثانية وهو يقول،مرحباً مرحبا، الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنةَ، الحمد لله الذي أذهب عنا
الحزن، لمثل هذا فليعملِ العاملون، وليتنافس المتنافسون،وآخر يقضي حياته مؤذنا يهتف بالتوحيد كل يوم
وليلة خمس مرات، ويؤذن يوما من الأيام ثم يشرع ليقيم الصلاة، ولما انتصف في إقامة الصلاة سقط ميتاّ
فعليه رحمة الله، سنوات يؤذن ثم يجيب داع الله مؤذناّ فيبعث يوم القيامة من أطول الناس أعناقاّ،وفريق آخر،شقي،
حسب أن الحياة عبث ولهو ولعب، وإذا به يعاني أول المعاناة،نزلت عليه ملائكة سود الوجوه يتقدموهم ملك
الموت،يقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب،فتنتزع نزعاً بعد أن تفرق في الجسد، ثم ترفع فلا
تفتح لها أبوب السماء، تحمل الجنازة على الأكتاف وهي تصيح، يا ويلها أين تذهبون بها، ثم تسأل فلا تجيب، ويفرش
لها من النار، ويفتح لها باب إلى النار، فنعوذ بالله من النار ومن سوءِ الختامِ وغضبِ الجبار،فريقان لا ثالث، شقي
وسعيد،فريق في الجنة وفريق في السعير،فريق استراح، وفريق استراح منه العباد والبلاد ومضى إلى جهنم وبئس
المهاد،انتهى أجله وأمله، تبعه أهله وماله وعمله، فرجع الأهل والمال وبقي العمل،وولله لو كان الأمر سينتهي بالموت
لكان هيناً سهلاً، لكنه مع شدته وهوله أهون مما يليه، والقبر مع ظلمته أهون مما يليه، كل ذلك هين إذا قرن بالوقوف بين
يدي الله الكبير المتعال،فيا له من موقف تذهل المرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى
وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد،روي عن الحسن رضي الله عنه،أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان
رأسه ذات يوم في حجرِ عائشة، فنعس فتذكرت الآخرة فسالت دموعها على خد رسول لله (صلى الله عليه وسلم)، فأستيقظ
بدموعها ورفع رأسه وقال ما يبكيك،قالت يا رسول الله ذكرت الآخرة، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة،قال (صلى الله عليه
وسلم)والذي نفسي بيده في ثلاثة مواطن فإن أحداً لا يذكرُ إلا نفسه،إذا وضعت الموازين حتى ينظرَ أبن أدم أيخف ميزانه
أم يثقل،وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ أم بشماله،وعند الصراط حتى ينظر أيمرَ أم يكردس على وجهه
في جهنم،الأمر خطير جد خطير، إبليس قد قطع العهد على نفسه ليغوينكم أجمعين، فقال،وعزتك وجلالك يا رب لا أزال
اغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم،الله برحمته يقول،وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني،فالبدار
البدار، والتوبة التوبة، والاستغفار الاستغفار ،اصدقوا الله يصدقكم،احفظوه يحفظكم، فلن تخيبوا( واتقوا يوماً ترجعون
فيه إِلى اللّه ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون)اعلموا أن الآمال تطوى، والأعمار تفنى، والأبدان تحت
التراب تبلى، والليل والنهار يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد.