المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعجلت إليك ربي لترضى



امـ حمد
14-11-2012, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعجلت إليك رب لتر ضي

إلى الذين يسمعون داعي الله أن هلموا،فيتخاذلونَ في التلبية، وللذين تثاقلت خطواتهم،فلا تكاد تقدهم أقدامهم لمولاهم،فمن كان

سعيه وهمه مرضاة الله فليتعجل,فيا باغي الخير أقبل وأسرع في خطاك,وتأمل حال من سار لمولاه ماشياً كيف يقبل عليه الله(عن

أنس رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال(إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,وإذا

تقرب إلي ذراعاً،تقربت منه باعاً,وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)رواه البخاري،وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عز

وجل،وأنه بالخير إلى عباده أجود،فهو أسرع إليهم بالخير والكرم والجود منهم في أعمالهم،ومسارعتهم إلى الخير والعمل

الصالح،وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا

هرولته كهرولته، وهكذا غضبه،ورضاه،ومجيئه وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده،واستواؤه على العرش، وهكذا

نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه،فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث

الأخير من الليل،ومجيئه يوم القيامة،فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته،وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، يشابه فيه

خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل،وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه،حق يليق بالله

سبحانه وتعالى،وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو،فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

واعلم بأن الإستعجال لتلبية نداء الله مطلوب فما أجلَّ وأجمل أن يحملك شوقك لمولاك،الإستعجال مذموم إلاّ إذا كان لله وفي الله

عندها يُحمد,فبه يبادر للطاعات فتغتنم قبل أن تولي شمس الحياة مدبرةً,فكم من خيرٍ وطاعة قد غربت شمسها ولم تستدرك بسبب

(التسويف)فإن خطر لك خاطر خير فبادر،وإن برقت بارقة عطاء وبذل فاغتنمها,وإن دعيت لطاعة فاستجب على عجل،فإن داعي

الموت بك،لباه الملك على عجل،واقرأ لهؤلاء ممن كان لسان حالهم يردد،وعجلت إليك رب لترضى،عمرو بن الجموح رضي الله،عنه

طار به شوقه لله وذلك يوم أن عزم أن يطأ بعرجته إلى الجنة،أبو هريرة رضي الله عنه يتعجل الموت،فيقول،اللهم إني أُحب لقاءكْ

فأحب لقائي،وكان شوقهم للموت إلا لعلمهم أن الحياة هي التي تؤجل اللقاء بالله،نعم الله على عباده لا تعد لاتحصى,ونعمتين هي

من اعظم النعم,بها تعرف عظيم نعمة الله عليك,ومن ورائها ترى فضل الله لديك,وعندها تدرك من انت اعلم،انك أنت المؤمن بالله

وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،والقدر خيره وشره،أنت من عرفت رباً كريماً,عظيماً جوداً,لطيفاً بك رحيماً بحالك,عليماً

بشأنك,لا يخفى عليه شيئاً من أمرك،كم من خيرات تتوالى عليك منه،وكم من عطايا قد أُغدقت عليك،ومن عيب ستره,وذنب

غفره,وأمر يسره،لقد عرفت رباً يعفو ويصفح,ويقبل التوبة,ويثيب على الطاعة,ويجيب الدعاء,ويحقق المطلوب،كم من سؤال سألته

فأعطاك،ألم تكن جاهلاً فعلمك،وفقيراً فأغناك،ووحيداً فجعل لك زوجة وولداّ،ألم يصبك ضرٌ في ليل سقيم فقلت،يا رب

فعافاك,وأصابك كرب فقلت،يا لطيف فنجّاك،أنت من عرفته إلهاً عظيماً,ورباً جليلا,فوجهت له كل عبادتك,وصرفت له طاعاتك لعلمك

أنه مستحقً للعبادة دون سواه لكماله وعظمته،قال تعالى(قل إني أمرت أن أعبد اللَه مخلصاً له الدين)الزمر،فوجهت له العبادة وحده

دون سواه،لقد عرفت خطر الشرك وشؤمه على صاحبه من قوله تعالى (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن

عملك ولتكونن من الخاسرين)الزمر،لقد عرفت نعمة الله عليك وأنت ترى أهل الضلال يتخبطون في باب العبادات,فهذا يعبد

بقرة،وذاك يعبد صنماً,وآخر قد عكف على قبر ميت يرجو نفعه ويخاف ضره،فيا لله كم أنت في نعمة التوحيد, وهم ظلام الكفر،فمن

نظر بعين قلبه عرف فضل الله عليه,وسأله الموت على التوحيد والسنة،فهل أدركت فضل الله عليك بالتوحيد،أنت من اصطفاك الله

واجتباك,وجعلك من أتباع النبي الكريم محمد الأمين،من أكرمه ربه ورباه,لقد كان من فضل هذا النبي عليك أن علمك كيف تعبد ربك

وتتقرب إليه,علمك كيف تصلي وتصوم,وتحج وتزكي,وتحسن وتعطف,رأيت خلقه الكريم,وشمائله الجمة,وجميل تعامله مع

الناس,فجعلته لك أسوة في كل باب,وقدوة في كل مجال,ليقينك بأنك إن فعلت ذلك حزت بالكرامة,وفزت بخير العطايا،إن النسب لهذا

النبي الكريم,يعني الفوز بشفاعته بجميع أنواعها,من دخول الجنة,ورفع الدرجات فيها,وتهوين الحساب والجزاء,فأي نعمة

أعظم من نعمة أن تكون من أتباع سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام,من بيده لواء الحمد يوم القيامة،ومع ذا فإن هذا الشرف

يحملك تبعات منها،محبته أعظم من محبة النفس والأهل،ومنها تطبيق سنته في الحياة،والسعي في نشر سنته,وبيان مكانته عند

العالمين،ورد كيد الكائدين,الأفاكين الطاعنين فيه وفي سنته،فهل عرفت فضل الله عليك بهذا النبي الكريم،وليكن طربك وأنسك

وهمتك في(وعجلت إليك رب لترضى)فاللهم إنا نسألك الشوق للقاءك.

حلم الطفولة
14-11-2012, 06:09 AM
اللهم إنا نسألك الشوق للقاءك

تسلمين يا ام حمد

جزاك الله خير

الله يوفقك ويسعدك

امـ حمد
14-11-2012, 07:00 PM
اللهم إنا نسألك الشوق للقاءك

تسلمين يا ام حمد

جزاك الله خير

الله يوفقك ويسعدك

بارك الله فيج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس

الصغيره
15-11-2012, 07:45 AM
بارك الله فيك

ام حمد

وجزيت الجنه

وجعله الله بميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين

امـ حمد
15-11-2012, 04:13 PM
بارك الله فيك

ام حمد

وجزيت الجنه

وجعله الله بميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين


تسلمين حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري