ضليع التبريد
14-11-2012, 04:32 PM
الليلة نهاية السنة الهجرية عام 1433 وغدا عام هجري جديد1434...
""الليلة رأس السنة الهجرية الجديدة""
كل عام وأنتم جميعا بخير
*******************************
لرأس السنة الهجرية..معاني ودلالات
للهجرة عند المسلمين معان عميقة في الوجدان والعقيدة، إذ تفصل بين الحق والباطل بالهجرة إلى الله، بالهجرة من الشرك والكفر إلى الإسلام، وبذلك تعد الحد الفاصل بين عوائد المجتمع الجاهلي ونظامه وتأسيس دولة الإسلام بالمدينة المنورة. ولذلك كله بدأ التأريخ الهجري أو (تقويم هجري) عند المسلمين انطلاقا من سنة الهجرة النبوية من "مكة" إلى "يثرب" التي أصبحت بعد ذلك تسمى "المدينة المنورة". ومما لا شك فيه أن ثمة دوافع للهجرة، كما كانت لها دلالات.
وللوقوف على معان الهجرة النبوية ودلالاتها توجهت Esyria في (28/12/2008) بمناسبة حلول العام الهجري الجديد (1430) إلى سماحة الدكتور الشيخ "محمد صهيب الشامي" عضو مجلس الإفتاء الأعلى ليحدثنا عن الهجرة النبوية، فقال سماحته: «لا ريب أن الشدة والظلم والطغيان كانت العوامل الأساسية الضاغطة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر الفريق الأول إلى الحبشة بأمر رسول الله فراراً بدينهم، ولما أن كان أمر الهجرة إلى المدينة سبق بعامل يجب ألا يغيب عنا هذا العامل هو الأصل في الهجرة، وهو الأصل في بناء الدولة، وهو الأصل في تكوين الأمة».
وجوابا على سؤال حول دلالات الهجرة النبوية الشريفة؟ قال سماحته:
«الهجرة تعطينا دلالات كثيرة منها أن على المؤمن الأخذ بالأسباب، وعليه أن يعد العدة وأن يعتقد أن النصر من
سماحة الدكتور الشيخ محمد صهيب الشامي.jpg
عند الله، فالمؤمن في هذه الدار، في هذا الوجود مبتلى، وهذا الاختباروالابتلاء ليميز الله الخبيث من الطيب، فالهجرة النبوية الشريفة الطاهرة عملية انتقال وعملية ترسيخ وتثبيت للمبادئ، فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج من داره وقد أحاط المشركون به، أخذوا من كل قبيلة شاباً جلداً قوياً حتى إذا ما خرج رسول الله انهالوا عليه بضربة رجل واحد، فينهدر دمه في القبائل.
حينما أحاط المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، ماذا فعل رسول الله؟ فتح باب الدار، وأخذ حفنة من التراب وراح يقرأ سورة (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ* إِنَّا جَعَلْنَا
فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)، ثم وضع صلى الله عليه وسلم التراب على رؤوسهم ، وخرج من بينهم وهم لا يرونه، وهو ما يدلنا على أن على المؤمن أولا إعداد العدة والأخذ بالأسباب وعليه أن يعتقد أن النصر من عند الله».
أما فضيلة الدكتور "محمود عكام" مفتي "حلب" فقد حدثنا عن الهجرة النبوية قائلا:
«الهجرة تحوّل وانتقال وتحسُّن وارتقاء، وهي مطلوبةٌ في كل آنٍ وزمان، مُؤتَسية بهجرة صاحب السِّيادة العظمى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم والهجرة تضحية بنفيسٍ من أجل أنفس وهي دليل ثبات وهي توكل على الله واعتماد عليه، والهجرة كلمة غدت محببة لأنها فعلة صدرت عن أحب
الخلق إلى الله عز وجل، وأحب الخلق إلينا صلى الله عليه وآله وسلم، الهجرة مصطلح معبأ بدلالات كثيرة هذه الدلالات هي بمثابة الدروس، وعلى كل واحد منا ينتمي للمهاجر الأعظم عليه الصلاة والسلام، أن يعيش هذه الدلالات وأن يعيش هذه الدروس».
وعن السنة الهجرية وارتباطها بالفكرة قال سماحة المفتي:«ربطت السنة الهجرية بالفكرة ولم تربط بالشخص من أجل أن نعيش الهجرة فكرة، من أجل أن نعيش الهجرة معرفة، من أجل أن نعيش الهجرة حالاً وسلوكاً وارتباطاً، الهجرة ممارسة».
وفي ختام الحديث قال سماحة المفتي:
«كل سنةٍ هجرية والإنسانية تغادر السوءَ إلى الحسن والخير، وترتقي سنةً بعد سنة لتهجر الفساد إلى الصَّلاح، والضَّلال إلى الهدى، والخيانة إلى الأمانة، والكسل إلى العمل، والتفرّق والبغضاء إلى الوحدة والسَّلام والأمان، والظلم إلى العدل. وكل سنة هجرية والإنسانية في كل بقاع الأرض بألف خير».
ياسر عبدالرحيم
""الليلة رأس السنة الهجرية الجديدة""
كل عام وأنتم جميعا بخير
*******************************
لرأس السنة الهجرية..معاني ودلالات
للهجرة عند المسلمين معان عميقة في الوجدان والعقيدة، إذ تفصل بين الحق والباطل بالهجرة إلى الله، بالهجرة من الشرك والكفر إلى الإسلام، وبذلك تعد الحد الفاصل بين عوائد المجتمع الجاهلي ونظامه وتأسيس دولة الإسلام بالمدينة المنورة. ولذلك كله بدأ التأريخ الهجري أو (تقويم هجري) عند المسلمين انطلاقا من سنة الهجرة النبوية من "مكة" إلى "يثرب" التي أصبحت بعد ذلك تسمى "المدينة المنورة". ومما لا شك فيه أن ثمة دوافع للهجرة، كما كانت لها دلالات.
وللوقوف على معان الهجرة النبوية ودلالاتها توجهت Esyria في (28/12/2008) بمناسبة حلول العام الهجري الجديد (1430) إلى سماحة الدكتور الشيخ "محمد صهيب الشامي" عضو مجلس الإفتاء الأعلى ليحدثنا عن الهجرة النبوية، فقال سماحته: «لا ريب أن الشدة والظلم والطغيان كانت العوامل الأساسية الضاغطة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر الفريق الأول إلى الحبشة بأمر رسول الله فراراً بدينهم، ولما أن كان أمر الهجرة إلى المدينة سبق بعامل يجب ألا يغيب عنا هذا العامل هو الأصل في الهجرة، وهو الأصل في بناء الدولة، وهو الأصل في تكوين الأمة».
وجوابا على سؤال حول دلالات الهجرة النبوية الشريفة؟ قال سماحته:
«الهجرة تعطينا دلالات كثيرة منها أن على المؤمن الأخذ بالأسباب، وعليه أن يعد العدة وأن يعتقد أن النصر من
سماحة الدكتور الشيخ محمد صهيب الشامي.jpg
عند الله، فالمؤمن في هذه الدار، في هذا الوجود مبتلى، وهذا الاختباروالابتلاء ليميز الله الخبيث من الطيب، فالهجرة النبوية الشريفة الطاهرة عملية انتقال وعملية ترسيخ وتثبيت للمبادئ، فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج من داره وقد أحاط المشركون به، أخذوا من كل قبيلة شاباً جلداً قوياً حتى إذا ما خرج رسول الله انهالوا عليه بضربة رجل واحد، فينهدر دمه في القبائل.
حينما أحاط المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، ماذا فعل رسول الله؟ فتح باب الدار، وأخذ حفنة من التراب وراح يقرأ سورة (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ* إِنَّا جَعَلْنَا
فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)، ثم وضع صلى الله عليه وسلم التراب على رؤوسهم ، وخرج من بينهم وهم لا يرونه، وهو ما يدلنا على أن على المؤمن أولا إعداد العدة والأخذ بالأسباب وعليه أن يعتقد أن النصر من عند الله».
أما فضيلة الدكتور "محمود عكام" مفتي "حلب" فقد حدثنا عن الهجرة النبوية قائلا:
«الهجرة تحوّل وانتقال وتحسُّن وارتقاء، وهي مطلوبةٌ في كل آنٍ وزمان، مُؤتَسية بهجرة صاحب السِّيادة العظمى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم والهجرة تضحية بنفيسٍ من أجل أنفس وهي دليل ثبات وهي توكل على الله واعتماد عليه، والهجرة كلمة غدت محببة لأنها فعلة صدرت عن أحب
الخلق إلى الله عز وجل، وأحب الخلق إلينا صلى الله عليه وآله وسلم، الهجرة مصطلح معبأ بدلالات كثيرة هذه الدلالات هي بمثابة الدروس، وعلى كل واحد منا ينتمي للمهاجر الأعظم عليه الصلاة والسلام، أن يعيش هذه الدلالات وأن يعيش هذه الدروس».
وعن السنة الهجرية وارتباطها بالفكرة قال سماحة المفتي:«ربطت السنة الهجرية بالفكرة ولم تربط بالشخص من أجل أن نعيش الهجرة فكرة، من أجل أن نعيش الهجرة معرفة، من أجل أن نعيش الهجرة حالاً وسلوكاً وارتباطاً، الهجرة ممارسة».
وفي ختام الحديث قال سماحة المفتي:
«كل سنةٍ هجرية والإنسانية تغادر السوءَ إلى الحسن والخير، وترتقي سنةً بعد سنة لتهجر الفساد إلى الصَّلاح، والضَّلال إلى الهدى، والخيانة إلى الأمانة، والكسل إلى العمل، والتفرّق والبغضاء إلى الوحدة والسَّلام والأمان، والظلم إلى العدل. وكل سنة هجرية والإنسانية في كل بقاع الأرض بألف خير».
ياسر عبدالرحيم