المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إدراك التقوى



امـ حمد
24-11-2012, 12:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إدراك التقوى

التقوى مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة وعنوان السعادة، والعبد أحوج ما يكون إلى لزوم التقوى في جميع أحواله ولا

يصلح حاله ويتيسر أمره إلا بذلك,والتارك للتقوى متعسر عليه أمره وفاقد للسعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة،وقد أمر

الله تعالى عباده بالتقوى،فقال سبحانه(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)وقال تعالى(يا أيها

الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)وقد وصى الله بها الأولين والآخرين فقال سبحانه(ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب

من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،ملازماّ للتقوى ومن أخشى العباد لله وأتقاهم,وكان يسأل

الله الثبات على التقوى,ويوصى أصحابه بذلك كما قال لأبى ذر،اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس

بخلق حسن)رواه الترمذي،وقال(أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)رواه أبو داود والترمذي, وبين أن أهل التقوى هم

أفضل الناس وأكرمهم عند الله،فقد سُئل صلى الله عليه وسلم(من أكرم الناس فقال اتقاهم)متفق عليه،وقال صلى الله عليه

وسلم(إن الله يحب العبد التقى النقي الخفي)رواه مسلم،وكان السلف الصالح يتواصون بالتقوى،والتقوى،أن يجعل العبد بينه

وبين عذاب الله وعقابه وقاية تقيه, ويكون ذلك بفعل الأوامر واجتناب النواهي,فالتقوى اسم جامع لطاعة الله والعمل بها في

ما أمر به أو نهى عنه,فإذا انتهى المؤمن عما نهاه الله وعمل بما أمره الله فقد أطاع الله وأتقاه،
وقال ابن القيم،التقوى ثلاث

مراتب،حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات،وحميتها عن المكروهات،والحمية عن الفضول وعما لا يعنى،وقد كان

السلف الصالح يتقون بعض المباحات خشية الوقوع في المحرمات,فيجعلون التقوى حائلاّ منيعاّ من الوقوع فيما حرم

الله,قال الحسن،ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراّ من الحلال مخافة الحرام،وفى الحديث(لا يبلغ العبد أن يكون من

المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس)أخرجه أحمد،والبخارى،وللتقوى ثمرات عظيمة،تحقق معية الله قال

تعالى(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)حصول محبة الله قال تعالى( إن الله يحب المتقين)ودوام المحبة بين

المتقين،قال تعالى(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)تيسير الأمور،قال تعالى(ومن يتق الله يجعل له من

أمره يسرا )والانتفاع بالقرآن،قال تعالى( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)الفلاح،قال تعالى(واتقوا الله لعلكم تفلحون)

الوقاية من الخوف والحزن،قال تعالى( فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)وقبول العمل،قال تعالى(إنما

يتقبل الله من المتقين)ومقعد الصدق،قال تعالى(إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر)غفران

الذنوب،قال تعالى(من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراّ)وحصول الرزق قال تعالى(ومن يتق الله يجعل له

مخرجاّ ويرزقه من حيث لا يحتسب)والحفظ من وساوس الشيطان,والنجاة من النار،قال تعالى(وان منكم إلا واردها كان

على ربك حتما مقضياّ،ثم ننجى الذين اتقوا)دخول الجنة ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياّ)وللتقوى طرق إذا

سلكها العبد أوصلته إليها،أداء الفرائض،قال تعالى(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

ومجاهدة النفس،قال تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )الدعاء(واجعلنا للمتقين إماماّ)وكان رسول الله صلى

الله عليه وسلم،يدعو(آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها) رواه مسلم،وإتباع الحق،قال تعالى

(وأن هذا صراطي مستقيماّ فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)وثمة أمور لا تنافى

التقوى،الوقوع في الكبائر أحياناً مع التوبة والإقلاع عنها,قال تعالى،في وصف المتقين (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا

أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)والاستمتاع بالمباحات

وملذات الدنيا،والحاصل أن من لزم الطاعة وغلب عليه امتثال الأوامر،واجتناب النواهي وكان ظاهره السلامة من الآثام،دخل

في عداد أهل التقوى واتصف بها ولو قارف صغيره أو ألم بكبيرة أو توسع في مباح كما دل الشرع على ذلك,والفرق بين

المتقي وغيره،أن المتقي وقاف عند حدود الله رجاع للحق إذا حصل منه تقصير،سريع الإنابة من الغي إلى الرشد لا يغتر

بحلم الله ولا يأمن مكره ، وهكذا كان حال الصحابة ، أما الفاجر فعاكف على شهوته ملازم للغفلة بعيد عن التوبة لا يقيم

لحدود الله شأناّ، ولا يرفع بالموعظة رأساّ عابداً للدنيا كأنه مخلداً فيها،ومن موانع التقوى،الجهل،وإتباع الهوى،وحب

الدنيا،وطول الأمل،وقد أمر الشرع باتقاء أمور عظيمة،اتقاء النار قال النبي صلى الله عليه وسلم(اتقوا النار ولو بشق

تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)صحيح البخاري الجامع الصحيح،واتقاء الشبهات،قال النبي صلى الله عليه وسلم(فمن

اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)صحيح البخاري،واتقاء الرياء،قال النبي صلى الله عليه وسلم(أيها

الناس اتقوا هذا الشرك فانه اخفي من دبيب النمل)رواه احمد،واتقاء دعوة المظلوم،قال النبي صلى الله(اتقوا الظلم فان

الظلم ظلمات يوم القيامة)صحيح مسلم،واتقاء الشح،قال النبي صلى الله عليه وسلم(واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان

قبلكم)رواه مسلم،واتقاء الدنيا والنساء،قال النبي صلى الله عليه وسلم(فاتقوا الدنيا واتقوا النساء)رواه الترمذي،واتقاء شر

اللسان،قال النبي صلى الله عليه وسلم(ألا أخبرك بملاك ذلك كله،قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال،كف عليك هذا) رواه الترمذي.

Eng/AbdallaH
24-11-2012, 02:16 AM
جزاكم الله خيرا

امـ حمد
24-11-2012, 03:23 AM
جزاكم الله خيرا

وبارك الله فيك وفي حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس