المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفائل وأثره في المحن والشدائد



امـ حمد
25-11-2012, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما جاءت إبراهيم عليه السلام البشرى بالولد في سن كبير أبدى تعجبه فقال(قال أَبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون)

الحجر،فماذا كان جوابهم(قالوا بشرناك بالحق فَلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إِلاَّ الضالون)

الحجر،ويعقوب عليه السلام وقد فقد ولديه،وبصره أربعين عاماً وما زال أمله بالله أن يردهما إليه وأن يجمعهما به فكان يوصى

أبنائه قائلاً لهم(يا بني اذهبواْ فتحسسوا من يوسف وأَخيه ولا تيأَسوا من روح الله إِنه لا ييأس من روح الله إِلا القوم الكافرون)


سورة يوسف،وحقق الله أمل يعقوب ورجاءه،ورد عليه بصره وولديه،لم يتطرق اليأس إلى قلبه لحظة واحدة لأن قلبه موصول


بالله متوكل عليه واثق من فرجه وقدرته ورحمته،وهذا موسى عليه السلام وقومه وقد تبعهم فرعون وجنوده حتى إذا وصلوا


إلى شاطئ البحر وفرعون من خلفهم قال اليائسون والمتشائمون(إِنا لمدركون)الشعراء,فقال لهم نبي الله موسى عليه السلام في


ثقة وتفاؤل ويقين(كلا إِن معي ربي سيهدين) الشعراء،فأمره الله سبحانه أن يضرب بعصاه البحر،فانشق نصفين وكان كل فرق


كالطود العظيم ومشى مع قومه في طريق يبساّ،إن الأمور وإن تعقدت، وإن الخطوب وإن اشتدت، والعسر وإن زاد، وإن


المصائب وإن توالت والفتن وإن تعددت وكثرت فإن المسلم ينبغي له أن يتفاءل بالخير والفرج واليسر بعد العسر لأنه يدرك أن كل


شيء في هذا الكون لا يجري إلا بإرادة الله ومشيئته فالرزق بيده والموت والحياة بيده وهو ألطف بعباده وأرحم بهم من أنفسهم


وأنه لن يترك عباده تلعب بهم الفتن والابتلاءات والمصائب، بل هي قدر الله يمتحن بها العباد ليرفع الدرجات ويغفر الزلات،فما بعد


العسر إلا يسرا وما بعد الكرب إلا فرجاّ وما بعد الضيق إلا سعة،
ولا يغلب عسر يسرين(فإن مع العسر يسراً،إِن مع العسر يسراً)


سورة الشرح،إن التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن، ويحفزه للعمل، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب والمتفائل لا يبني من


المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق، ولليسر الذي يتبع كل عسر،فأمرنا صلى الله عليه وسلم بأن


نلقى إخواننا بوجه طلق حتى نشيع في المجتمع روح التفاؤل والأمل,عن جابر بن عبد الله،قَال،قَال رسُول اللهِ صلى الله عليه


وسلم(كل معروف صدقة،وإِن من المعروف أَن تلقى أَخاك بوجه طلق،وأَن تفرغ من دلْوك في إِنَاء أَخيك)أخرجه


أحمد،والبخاري،كما أمرنا بإفشاء السلام بيننا حتى تسود المحبة والألفة,عن أَبي هريرة،قال،قال رسول الله صلى الله عليه


وسلم،والذِي نفسي بيده لاَ تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا،ولاَ تؤمنوا حتى تحابوا،أَولاَ أَدلكم على شيءٍ إِذَا فعلتموه تحاببتم،اَفْشوا


السلام بينكم)رواه أحمد، ومسلم،وأمرنا كذلك بمجالسة الجليس الصالح الذي يشبه حامل المسك حتى نتلمس من مصاحبته روح


الصلاح والخير،وفي حديث الأنصاري الذي لزم المسجد حزيناً من كثرة همومه وديونه , أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى


استبدال اليأس بالأمل والتفاؤل, وأن عليه أن يترك اليأس والتشاؤم ويحسن التوكل على الله تعالى,عن أَبى سعيد الخدرى قال،دخل


رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فَإذا هو برجل من الأَنصار يقال له،بو أمامة فقال(يا أَبا أمامة ما لي أَراك جالساّ


في المسجد في غير وقتِ الصلاة)قال هموم لزمتنى وديون يا رسول الله، قَال،أَفلا أعلمك كلاماّ إِذَا أنت قلته أَذهب الله عز وجل


همك وقضى عنك دينك،قَال قلت بلى يا رسول الله،قال(قل إِذَا أَصبحت وإِذا أَمسيت اللهم إِني أَعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ


بِك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأَعوذ بك من غلبة الدين وقَهر الرجال)قال فَفعلت ذلك فَأَذهب اللَّه عز وجل


همى وقَضى عنى دينى)أخرجه أبو داود،كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إشاعة روح التشاؤم في المجتمع بسب الدهر أو


الإدعاء بأن الناس قد هلكوا وأن الخير قد انتهى من الناس,وعن أَبِي هريرة،قَال،قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم(لا تسبوا الدهر


،فَإِن الله هو الدهر،قَال الله تعالى(يؤذِيني ابن آدم،يسب الدهر وَأَنَا الدهر،بيدي الخير،أقلب الليل والنهار) (أخرجه


أحمد،والبخاري،ومسلم،وإن للتفاؤل ثمرات في حياة الإنسان مهما كانت الظروف والأحوال فبه تتجدد الحياة ويزيد الإنتاج والعطاء


وبه يتغلب المرء على المعوقات والصعاب وهو طريق للتوبة والرجوع إلى الله وترك الذنوب والمعاصي والسيئات،والتفاؤل يبعث


في النفوس الراحة والطمأنينة فلا يخاف المؤمن على رزقه ولا يخشى من أجله قال تعالى(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله


كتابا مؤجلاّ)آل عمران،والتفاؤل يدفع المؤمن ليحسن الظن بالله ويوجهه ليصنع من المحنة منحة ومن الكرب والعسر والضيق

طريقاً وسبيلاً للبحث عن الفرج واليسر والخلاص،فهو سبحانه وتعالى من يبدل من بعد الخوف أمناّ،ومن بعد العسر يسرا

ويجعل لكل ضيق مخرجا ولكل هم فرجاّ،لذا كان أمر المؤمن كله خير لحسن ظنه بالله تعالى وتفاؤله لبلوغ الآمال،قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم(عجباّ لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له

،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)صحيح مسلم،فابشروا وأملوا وثقوا بالله وتوكلوا عليه واعلموا أن كل شيء

بيده وإننا نحن البشر عاجزون عن دفع الأسباب وإجراء الأقدار وتبديل الأحوال إلا بإذن الله وإرادته،فلنملأ قلوبنا بالإيمان وذكر الله

والدعاء ولنؤدي ما افترضه الله علينا من الطاعات والعبادات ونكثر من قراءة كتاب الله وتدبر آياته،

فاللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله وزين قلوبنا بالإيمان،واجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية،
اللهم امين

المليونير الفقير
25-11-2012, 11:35 PM
الله يجزاج خير ياأم حمد وربي يفرجها على امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام

Eng/AbdallaH
26-11-2012, 02:02 AM
جزاكى الله خيرا

امـ حمد
26-11-2012, 04:34 AM
الله يجزاج خير ياأم حمد وربي يفرجها على امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام

اللهم امين

بارك الله فيك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
26-11-2012, 04:34 AM
جزاكى الله خيرا

بارك الله فيك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

لاجل QT
26-11-2012, 05:07 AM
الحمدالله على كل حال

جزاج الله خير ام حمد

حفيد الأنصار
26-11-2012, 09:52 AM
جزاك الله خير أختي ام حمد

امـ حمد
26-11-2012, 06:17 PM
الحمدالله على كل حال

جزاج الله خير ام حمد


بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
26-11-2012, 06:18 PM
جزاك الله خير أختي ام حمد


بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس

ابومحمد 123
26-11-2012, 09:08 PM
جزاكم الله خير وبارك فيكم وفي ميزان حسناتكم .

امـ حمد
26-11-2012, 10:19 PM
جزاكم الله خير وبارك فيكم وفي ميزان حسناتكم .


بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس