المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بركة التقوى مع الغافلين .. قصة



The Edge
05-07-2006, 10:44 PM
بركة التقوى مع الغافلين


ذُكر أن شاباً فيه تقىً وفيه غفلة.. طلب العلم عند أحد المشايخ حتى إذا أصاب منه حظاً قال الشيخ : لا تكونوا عالةً على الناس فإنَّ العالِم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير . فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها.. وليتقِ الله فيها..


وذهب الشاب إلى أمه فقال لها : ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها..؟؟ فاضطربت المرأة فقالت : أبوك قد ذهب إلى رحمة الله ، فما بالك وللصنعة التي يشتغل بها..؟؟ فألحّ عليها وهي تتملص منه.. حتى اضطرها إلى الكلام . أخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصاً..!! فقال لها : إنّ الشيخ أمرنا أن يشتغل كلٌّ بصنعة أبيه ويتقي الله فيها.. قالت الأم : ويحك.. وهل في السرقة تقوى ..؟؟ وكان في الولد غفلة وحمق فقال لها : هكذا قال الشيخ ..

وذهب فسأل .. وتسقّط الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص فأعدّ عدّة السرقة.. وصلَّى العشاء وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ .. فبدأ بدار جاره وهمّ أن يدخلها ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى وليس من التقوى إيذاء الجار ... فتخطى هذه الدار ومرّ بأخرى .. فقال لنفسه : هذه دار أيتام والله حذّر من أكل مال اليتيم .. وما زال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني وليس فيه حرس ، ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيده عن حاجته.. فقال : ههنا.. وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها.. ففتح ودخل فوجد داراً واسعة وغرفاً كثيرة.. فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال.. وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئاً كثيراً.. فهمّ بأخذه ثم قال : لا يؤدِّ زكاة أمواله لنخرج الزكاة أولاً.. وأخذ الدفاتر وأشعل فانوساً صغيراً جاء به معه.. وراح يراجع الدفاتر ويحسب.. وكان ماهراً في الحساب خبيراً بإمساك الدفاتر.. فأحصى الأموال وحسب زكاتها فنحّى مقدار الزكاة جانباً واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات فنظر فإذا هو الفجر فقال: تقوى الله تقضي بالصلاة أولاً ..

وخرج إلى صحن الدار فتوضأ من البركة وأقام الصلاة.. فسمع رب البيت فنظر.. فرأى عجباً : فانوساً مضيئاً..!! ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاة فقالت له امرأته : ما هذا..؟؟ والله لا أدري .. ونزل إليه فقال : ويلك من أنت..؟؟ وما هذا..؟؟ قال اللص : الصلاة أولاً ثم الكلام.. فتوضَّأْ ، تقدَّمْ فصلِّ بنا فإن الإمامة لصاحب الدار.. فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره.. والله أعلم كيف صلَّى ..

فلما قُضيت الصلاة قال له: خبّرني من أنت..؟؟ وما شأنك..؟؟ قال: لص . قال : وما تصنع بدفاتري..؟؟ قال: أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنوات وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها.. فكاد الرجل يجن من العجب وقال له: ويلك ما خبرك..؟؟ هل أنت مجنون..؟؟ فخبّره خبره كله فلما سمعه التاجر ورأى ضبط حسابه.. ذهب إلى زوجته فكلمها.. وكان له بنت ثم رجع إليه فقال له: ما رأيك لو زوّجتك بنتي وجعلتك كاتباً وحاسباً عندي.. وأسكنتك أنت وأمك في داري ثم جعلتك شريكي..؟؟ قال: أقبل.. وأصبح الصباح فدعا المأذون بالشهود وعقد العقد..
وهذه الحادثة إنما ذكرتها لطرافتها على ما فيها من غرابة إستئناساً بها


بقلم : الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

**المصدر: عالم النور**

ROSE
05-07-2006, 11:43 PM
بالفعل قصة طريفة وجميله وبها العبر الرائعة

ولكن مأخذي على الشيخ الذي قال له لا تكونوا عالةً على الناس فإنَّ العالِم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير

كان المفروض ان يكون اكثر صبرا وان يكون لديه سعة البال ولكن الحمدلله

ان الشاب كان مهتدي

يزاك الله خير اخوي ذا ايدج على هذه القصة

The Edge
06-07-2006, 12:17 PM
بالفعل قصة طريفة وجميله وبها العبر الرائعة

ولكن مأخذي على الشيخ الذي قال له لا تكونوا عالةً على الناس فإنَّ العالِم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير

كان المفروض ان يكون اكثر صبرا وان يكون لديه سعة البال ولكن الحمدلله

ان الشاب كان مهتدي

يزاك الله خير اخوي ذا ايدج على هذه القصة
شكرا على المشاركة أختي روز
يعطيج العافية