المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفتاح الرجاء في عبادة الخفاء



امـ حمد
30-11-2012, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مفتاح الرجاء في عبادة الخفاء

ان القيمه الحقيقيه للعباده هي في تجلي مظاهر الانصياع لله قلبياّ والعمل بها بدنياّ،وجاهد نفسه وصابر وكابر،ورأى الفضل لله


واستقل مافي نفسه مبتعداّ عن الغرور،خائضاّ بحر الاخلاص
ولايكون ذلك بتكلف ولاتظاهر ولا إدعاء،فغالب تجليات القلب هي


يقينه تجلب حلاوة الايمان للنفس وتبعده عن الاستعلاء وحب الظهور وقلة الاخلاص ويحصل هذا اليقين بمجموعه اعمال يدرك


بها العبد مراتب العبوديه الحق ولعل اسماها قرباّ من تحقيق تلك المراتب هو العمل الخفي والجهد في استواء الحال ظاهراّ


وباطناّ،فتلك مرتبه عظيمه قليلة النوال،قال تعالى(من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقَلب منيب،ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود،لَهم ما


يشاءون فيها ولَدينا مزيد )سورة ق،والنفس أماره حين يسوقها الهوى والشهوات،وحين تظن انها في غياب عن مراقبة الله،فحينها


لايمنعها الحياء ولا الخوف من فعل مالايجوز والوقوع في المحظور والمنهي عنه تحريماّ،وكما قيل(النفس كالطفل ان تهمله شبَّ على


حب الرضاع وان تفطمه ينفطم،فرعاية الطفل واجب شرعي أوجبته احكام الله ومادامت نفوسنا تحتاج للرعايه فالاولى ان نحسن تربيتها


على أسمى من الخلق الذي منهجه السيره المشرفه لنبي الحق والهدايه صلى الله عليه وسلم، فترك النفس يمنحها الجرأه على اتيان


كل قبيح خصوصاّ اننا في عالم يفسح المجال لنيل تلك الرغبات والانتهاكات بيسر،ويحرضها على المزيد بعد ان اضمحلت التقوى


في النفوس وصار عالمنا قريه في تيسير الرذائل وتقبيح الفضائل،فكل وسائل الاتصال الحديثه اباحت للنفس التمرغ في


اسباب الرذيله فحيثما توجهت تجد منها ماتشتهي وتطيب بها النفس الضعيفه،وكل النفوس معرضه لأن تهوي ان لم يعصمها الله وتعصم


نفسها بالذكر والصلاه والخوف من الجليل سراّ وعلانيه،فالدنيا محبوبة للطبع،على طالبها ومؤثر شهواتها‏،ولكن ينبغي له أن ينظر


في كسبها ويعلم وجة أخذها ليسلم له عاقبة لذته‏،‏وإلا فلا خير في لذة من بعدها نار‏)ابن الجوزيه،صيد الخاطر،واستفرغ الدمع من عين


امتلأت من المحارم والزم حمية الندم،يقول ابن القيِّم،رحمه الله(أصل الانتكاسات ذنوب الخلوات، كما أنَّ أصل الثبات عبادة


الخلوات)ورد حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيه من الاثر،وفيه من دواعي التفكر،وقد امتلات به خوفاّ وتردداّ خصوصاّ


ان لنا نفوساّ طامعه ، وعيوناّ لاترى بأساّ في هذا ولاذاك،وأحياناّ ترى لذة في مشهد واستئناساّ بحرام، خصوصاّ فيما يتعلق بتواجدنا


عند حافة الخطر الحقيقي (محيط النت الكبير وهاويته السحيقه)قال النبي الحبيب صلوات الله عليه وسلم(لأعلمنّ أقواماّ من أمتي يأتون


يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامةَ بيضاّ،يجعلها الله عزَّ وجل،هباءً منثوراّ،قال ثوبان،يا رسول الله،جلِّهم لنا، أن لا نكون


منهم ونحن لا نعلم، قال،أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم،ويأخذون من الليل ما تأخذون،ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)رواه ابن


ماجه من حديث ثوبان بسند صحيح،هذا الحديث فيه الكفايه لكل ذي لب وفيه تذكير للغافلين ان كثرة العمل لن تنفع ان قورنت بذنب


خفي قمنا به متمنين ان لايرانا أحد تذاكياّ واستغفالاّ لأنفسنا قبل الاخرين وفيه من الإعتبار والقيمه لأن يستجيب أحدنا على عجل


ويهرب من غيه وانخراطه في غياهب الوحل الذي بإمكاننا الخلاص منه لو اشتغلنا برفع بصيرة الروح لبصر الخالق الذي


لاينام ولايسهو(الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه


يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي


العظيم)وهذا يجعل من أهل النفوس السليمه في يقظه روحيه خشية الإنزلاق والإنفلات، حينها لاينفع الندم وقد تمرغت النفس بشوائب


ووسخ الرذيله،فساعة انصراف النفس لتلك الرغبات يعني تماماّ غياب مراقبة النفس لله او بالاحرى انكار مراقبة الله وهذا استهتار


قبيح،من كان الله معه وناظراّ إليه وشاهده،أيعصيه،من كان بربه اوثق فلابد انه يراه كل حين ولايغيب عنه ، والمراقبه الحقيقيه


تقتضي ان لايجدنا الله حيث يكره وان نسعى لأن يجدنا حيث يحب ويرضى ، وفي المكان الذي يسر رسوله ويحببنا الى ملائكته


وعبيده،ذلك امر يسير لمن ارتضى الله رباّ والاسلام ديناّ ومحمد نبياّ ورسولاّ صلى الله عليه وسلم،وجاهد لأن يجعل سره اكثر عملاّ من
جهره،فيجعل لسره الحيز الاعظم من العمل،




أنسأل الله أن يمنحنا الطمأنينه في السر والجهر.

الصغيره
07-12-2012, 03:53 AM
جزاك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين

امـ حمد
07-12-2012, 03:33 PM
جزاك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين

بارك الله فيج حبيبتي
وجزاك ربي جنة الفردوس