المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر تتبنى مشاريع ضخمة لمحاربة التغيّر المناخي



hma
03-12-2012, 12:40 PM
قطر تتبنى مشاريع ضخمة لمحاربة التغيّر المناخي


أكّد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة أن دولة قطر تتبنّى سياسات جديدة و"جادة" ومشاريع "ضخمة" في مجال تخفيض الانبعاثات الكربونية ومحاربة التغيّر المناخي الذي يهدّد مستقبل الكرة الأرضية، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه تمت إجازة المشروع الذي تقدّمت به قطر إلى الهيئات الخاصّة بالتغيّر المناخي تحت مظلة الأمم المتحدة حول جهودها في تخفيض الانبعاثات الضارة في "حقل الشاهين" وهو أحد أهم حقول النفط في البلاد، حيث تمّ التصديق رسميًا والاعتراف بتلك الجهود، بالإضافة إلى تقديم مجموعة مشاريع أخرى صديقة للبيئة في مجال الصناعة وقطاع الكهرباء لهذه الهيئات.

وأضاف سعادة وزير الطاقة والصناعة في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا" على هامش مشاركته في حلقة نقاشية أقيمت تحت عنوان "تحقيق التوازن بين أنواع الطاقة العالمية" ضمن أعمال قمة المناخ العالمية الثالثة التي انطلقت أمس، أن المحور الأساسي الذي تمّ نقاشه في هذه الحلقة هو كيفية تحقيق الموازنة بين الطاقة والاحتياج لها بأنواعها المختلفة وبين العناية بالبيئة.

وشدّد على أن العالم الآن أمام فرصة "جيّدة" لم تكن متاحة له منذ 10 سنوات، حيث تتمتّع كافة الدول الآن بتطور وتكنولوجيا كبيرين في سياستها البيئية وسياسة الطاقة، الأمر الذي أتاح للعالم فرصة استهلاك طاقة أقل مما يساهم في الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى التطورات التي تشهدها مجالات الطاقة المتجددة، التي أصبحت الآن أكثر كفاءة وأرخص.

وأشار إلى أن التطور الآخر الذي يشهده العالم الآن يكمن في مكانة الغاز الطبيعي الذي تنتجه كثير من الدول وعلى رأسها دولة قطر التي تنتج 77 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، معتبرًا أن قطر تساهم بذلك وبشكل أساسي في تخفيض الانبعاثات الضارة، كون الغاز طاقة نظيفة حيث يمثل محتواه الكربوني أقل بنسبة 50 % من الفحم بالنسبة لإنتاج الكهرباء، كذلك لا يحتوي على أكاسيد الكبريت وكذلك احتواؤه على نسب قليلة من الملوثات الأخرى كأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، بالإضافة إلى أنه أقل بنسبة حوالي 50 % من انبعاثاته لثاني أكسيد الكربون.

ولفت في السياق نفسه إلى أن هذه التطورات تتيح للإنسانية ككل مناقشة كافة الأمور الخاصة بالبيئة والطاقة، وأن تستفيد من هذه الأطروحات الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل.

وقال إن الغاز الطبيعي متاح الآن لمدة 250 سنة بالاستهلاك الحالي، أي أن المخزون العالمي منه كبير جدًا، الأمر الذي اعتبره يمثل خطوة هامة لمعالجة التلوث البيئي الناتج عن الصناعة والتقدم، بحيث تعطي هذه الفرص لدول العالم قاطبة سبل معالجة قضية الانبعاثات الضارة والتغير المناخي، وتمثل أدوات جديدة واعدة لأن تحلّ مثل هذه الصعوبات.

وردًا على سؤال حول السياسات التي تتخذها دولة قطر لمواجهة مشكلة التغير المناخي وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النهضة الصناعية التي تشهدها البلاد شدّد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة على أن دولة قطر سعت إلى الاستثمار في الغاز الذي يذهب إلى كثير من دول العالم، كمساهمة في تخفيض انبعاثات التلوث في هذه الدول مقارنة باستخدام طاقات أخرى كالفحم.

وأضاف: إن دولة قطر تشارك الآن في أكبر بحث في هذا المجال وهو تخزين ثاني أكسيد الكربون في طبقات الأرض، بالإضافة إلى تبنيها لبحث آخر كبير في هذا المجال بالتعاون مع شركة شل وامبيليار كولدج في لندن، تبلغ قيمته حوالي 75 مليون دولار، فضلاً عن مساهمة الدولة في مشاريع مثل "الواحة الشمسية" واستخدام الطاقة الشمسية "الواعدة" في قطر.

وتوقع أن تنجح مفاوضات الدوحة خلال مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغير المناخي الذي يترأسه سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، مشيدًا بخبرته في القيادة وبذله مجهودًا كبيرًا لتقريب كافة وجهات النظر ما بين الكتل المختلفة المتفاوضة في قطر الآن.

وقال: إن المؤتمر "في أيدٍ أمينة". وعبّر عن يقينه بأنه خلال رئاسة دولة قطر للمؤتمر سيكون هناك الكثير من الإنجازات، منوهًا بأن دولة قطر تحمل رسالة خلال مؤتمر المناخ مفادها أن جميع دول العالم متساوية على الكرة الأرضية، لذلك يجب التعاون فيما بينها لبذل جهد عالمي حيال قضية المناخ العالمية.

واختتم سعادة وزير الطاقة والصناعة تصريحاته لـ "قنا" بالقول إنه لا يوجد طرف في العالم يستطيع أن يصل إلى حلول بمفرده دون الأطراف الأخرى، "فمن يملك التكنولوجيا والعلم يستطيع أن يساعد ويساهم وعليه التزام، وكذلك من لديه القدرات والإمكانيات الأخرى سواء البشرية أو المادية عليه التعاون أيضًا، فتعاضد العالم ككل هو السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة"، منوهًا بأن الإيمان بدور العلم والتطور التكنولوجي كفيل بحل المشاكل البيئية والمناخية، وهذا ما نأمله خلال مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغيّر المناخي.