المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله



امـ حمد
04-12-2012, 06:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرفق صفة من أعظم الصفات،وقد تسمى الله جل جلاله بها،وهي طريق موصل إلى الجنة،ودليل على كمال

الإيمان،وحسن الإسلام،تثمر محبة الله ومحبة الناس,وهي علامة على صلاح العبد وحسن استقامته ورفعة خلقه،تقتل في

قلب صاحبها كل غل وحسد،وهي سعادة للعبد في الدارين،وفي صحيح مسلم،عن عائشة رضي الله عنها،أن النبي صلى الله

عليه وسلم قال(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)وهذا يدل على أهمية هذا الخلق وحاجة

الخلق إليه في سائر شؤونهم،والرفق في الدعوة مطلوب من الداعية،فإن الله تعالى امتدح خير خلقه وصفوت رسله،بقوله

(‏فبما رحمةٍ من اللَه لنت لهم) سورة آل عمران،وقد حث رسول الله،صلى الله عليه وسلم،على الرفق فقال(إن الله رفيق

يحب الرفق في الأمر كله)متفق عليه، والإنسان المسلم برفقه ولينه يصير بعيداً عن النار،ويكون قريباً من أهل الجنة،فقد

قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ألاأخبركم بمن يحرم على النار،وبمن تحرم عليه النار،على كل قريب هين سهل)رواه

عبد الله بن مسعود،وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة،فانظروا جزاء من يتعامل برفق،وإذا كان المسلم

رفيقاً فإن الله سبحانه وتعالى،سوف يرفق به يوم القيامة،فانظر كل هذا الفضل العظيم ينتظرك وأنت غافل

عنه،فأسرع وغير من نفسك وكن رفيقاً حتي يرفق الله بك،ما هو الرفق،الرفق هو التلطف في الأمور،والبعد عن

العنف والشدة والغلظة،وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور،فقال(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي

أحسن فَإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)فصلت،
فضل الرفق،وقال الله صلى الله عليه وسلم(إن الله رفيق، يحب

الرفق،ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف،وما لا يعطي على ما سواه)رواه مسلم،وإذا كان المسلم رفيقاً مع

الناس،فإن الله سبحانه،سيرفق به يوم القيامة،أنواع الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها(الرفق بالناس)فالمسلم لا يعامل

الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم،أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة،قال تعالى(ولو كنت فظاً

غليظ القَلب لانفضوا من حولك)‏آل عمران،والمسلم لا يعير الناس بما فيهم من عيوب،بل يرفق بهم،روي أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال(لا تظهر الشماتة لأخيك،فيرحمه الله ويبتليك(أي،يصيبك بمثل ما أصابه) الترمذي،والمسلم لا يسب

الناس،ولا يشتمهم،والرفق بالخدم،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،رفيقاً بالخدم،وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما

يأكل،ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق،فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه،يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم

(من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه (يجعله حراً)مسلم،والرفق بالحيوانات،نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات

والطيور وكل شيء فيه روح،وقد مر أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفاً لهم،وأخذوا يرمونها

بالحجارة،فقال أنس(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم،أن تصبر البهائم(أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت)

مسلم،وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم،أن الله سبحانه قد غفر لرجل،لأنه سقى كلباً كاد يموت من العطش،بينما دخلت امرأة

النار،لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تسقها حتى ماتت،
والرفق بالجمادات،المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع

الجمادات،فيحافظ على أدواته،ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق،ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال

والإهمال،نماذج من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم
انظر إليه عليه الصلاة والسلام،وقد جاءه شاب يافع فقال له،يا

رسول الله ائذن لي في الزنا،عجباً هذا الشاب يريد الائذن في هذه الفاحشة العظيمة،والمصيبة الكبيرة،يريد أن تستباح

الأعراض،وتنتهك الحرمات،يريد أن يفعل ذلك الفعل المشين،والإثم المبين،بل وأن يؤذن له في ذلك من سيد الأولين

والآخرين،فصاح به الناس،فيقول عليه الصلاة والسلام دعوه،
فيقربه ويدنيه،ويفتح معه ذلك الحوار العظيم،أترضاه

لأمك،فيجيب الشاب،لا،فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم،أترضاه لأختك،فيقول الشاب،لا،فكذلك الناس لا

يرضونه لأخواتهم،أترضاه لعمتك أترضاه لخالتك،وفي كل ذلك يجيب الشاب،لا،فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم،يده

على صدره فقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه،فما كان الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء،عن عائشة رضي الله عنها

قالت،إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود،السام عليكم (الموت عليكم)فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم،وعليكم،قالت عائشة رضي الله عنها، السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،مهلاً يا

عائشة(عليك بالرفق،وإياك والعنف والفحش،فقالت عائشة رضي الله عنها،أو لم تسمع ما قالوا فقال الرسول صلى عليه

وسلم ( أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم ،فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في) رواه البخاري،وفي رواية مسلم( لا تكوني

فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش)وعن أنس رضي الله عنه قال،بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به،مه مه(أي أترك ) فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم،لا تزرفوه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعوا الرسول

عليه الصلاة والسلام الأعرابي،فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم،للأعرابي،إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول

والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه،إنما بعثتم

ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء،فقال الأعرابي،اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً،فقال

الرسول صلى الله عليه وسلم(لقد تحجرت واسعاً)أي ضيقت واسعاً،متفق عليه،فانظر إلى الآثار المباركة بالرفق فاعمل به

تسعد وتسعد الآخرين وإياك والعنف فإنه شقاء لك وللآخرين،إلى كل إنسان مسئول كن رفيقاً بمن هم في تحت

مسئوليتك لا تعاملهم بقسوة،وفي صحيح مسلم،عن عائشة رضي الله عنها قالت،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم

(اللهم من ولي من أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه)فيجب عليك أن

تساعدهم وتحاول أن تفعل كل ما بوسعك لسعادتهم،وإن أحسنت فسيحسن الله إليك وإن أسأت فسوف يجزيك الله على

إساءتك،رسالة إلى كل ابن،ارفق بوالديك فهم أقرب الناس إليك لا تعاملهم بقسوة وإذا فكرت يوماً بأن تعاملهم بغلظة

فتذكر فضلهم الكبير عليك فهما اللذان سهرا على تربيتك،ولا تتأفف لهم أبداً ولكن كن رفيقاً بهم،وصديقاً لهم،وحاول أن

ترضيهم بأي شي،إنها وصية من الله تعالى لك من كتابه فعليك بالبر والإحسان لهما وعاملهما بلطف ومحبة،رسالة إلى

الأزواج،ارفقوا بزوجاتكم وكونوا رحماء لهم فقد كان الرسول،صلى الله عليه وسلم،أرفق الناس بعائشة رضي الله

عنها والذي يدل على ذلك أنه حينما جرى بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم،كلام حتى دخل أبو بكر حكماً

بينهما،فقال النبي صلى الله عليه وسلم،تكلمي أو أتكلم،فقالت رضي الله عنها،تكلم أنت ولا تقل إلا حقاً،فلطمها أبو بكر

رضي الله عنه،حتى أدمى فاها وقال،أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها،فاستجارت برسول الله صلى الله عليه

وسلم،وقعدت خلف ظهره،فقال النبي صلى الله عليه وسلم،إلى ابو بكر(إنا لم ندعك لهذا,ولم نرد منك هذا)صحيح

البخاري،فانظروا رحمة رسول الله بزوجته فهيا اقتدوا به وافعلوا مثله،رسالة إلى الزوجات،ارفقوا بأزواجكن ولا

تكلفوهم الكثير،وامتثلوا لأمر أزواجكن وقدروا ظروفهم،واجعلوا أمهات المؤمنين قدوة لكن،وحاولن أن تفعلن كل ما بوسعكن من أجل إسعادهم.

محمد 93
04-12-2012, 08:59 AM
بارك الله فيج

امـ حمد
04-12-2012, 10:15 PM
بارك الله فيج

وجزاك ربي جنة الفردوس