عيون الدوحة
05-12-2012, 11:33 AM
يعتبر شرب شاي الكرك أحد أكثر العادات التي فرضت نفسها على الكثيرين في الفترة الأخيرة، حيث اعتادوا شربه أكثر من مرة حتى بلغ بالبعض أن يتناول ما يقارب عشرة أكواب يومياً، بل إن البعض يعتبر يومه ناقصاً إن لم يتوقف صباحاً لتناول الكرك قبل بدء العمل، ولم تنحصر هذه العادة على الشباب فقط وإنما امتدت إلى بعض الفتيات والأطفال متجاهلين الأضرار الكثيرة التي قد تنجم عن الإفراط في تناوله، حيث يؤكد الأطباء أن طريقة تحضير شاي الكرك تتطلب غليه البعض يفضل قضاء وقت الفراغ في المنتزة بالسيارة مع شرب الكرك لفترة زمنية طويلة مع الحليب وهذه العملية لها سلبياتها العديدة على الجهاز الهضمي كالتهاب جدار المعدة خاصة عند تناوله والمعدة فارغة، هذا فضلاً عن السلبيات الصحية الأخرى التي تتعلق بالأدوات المستخدمة وطرق التقديم.ومع ذلك فإن سعر الشاي يتفاوت من مكان إلى آخر حيث بدأت بعض المحلات باستغلال توافد الزبائن بكثرة وذلك من خلال وضع أسعار تصل إلى ثلاثة أو أربعة دراهم للفنجان بينما يتم بيعه في بعض المحلات بدرهم أو نصف الدرهم. ويحبذ الكثيرون قضاء وقت الفراغ من خلال التنزه بالسيارة وشرب شاي الكرك أثناء هذه النزهة وهذا ما أكده فلاح بن مفلح قائلاً: إنني أتناول ما يقارب 10 أكواب يومياً من الكرك حيث أني أقوم بالتجول بسيارتي الخاصة في الشوارع وفي كل ساعة تقريباً أقوم بالانعطاف إلى محل الكرك، وقد وجدت بأن محل الكرك نقطة تجمع والتقاء مع الكثير من الأصدقاء فأصبحت لدينا عادة بأن نلتقي وندردش مع بعضنا في هذه الأماكن وفي بعض الأحيان قد نتجمع ونشكل أعداداً كبيرة نقف بجانب بعضنا بالسيارات واتخذناها عادة وهي الذهاب إلى هذا المكان فور خروجنا من المنزل كما أنا قمنا بالتعرف على أشخاص هم الآن من أعز الأصدقاء وكل ذلك من خلال وقوفنا لشرب فنجان شاي. ويضيف بن مفلح قائلاً: استطاع بعض الأشخاص بيع سياراتهم من خلال محلات بيع الكرك حيث أن أحد الأصدقاء سأله شخصاً إذا يريد بيع سيارته استطاع بيعها لهذا الشخص رغم أن صديقي لم يصل قبل ذلك إلى أقل من السعر الذي باعه لهذا الشخص.
عادة يصعب تغييرها
وتختلف وجهات النظر في حب الكرك والتولع بتناوله المستمر حيث يرى كل فرد وجهة نظر تختلف عن الآخر، ويرى بعضهم المرور إلى محل المشروبات الساخنة قبل وأثناء العمل عادة اكتسبوها ويصعب عليهم تغييرها في الوقت الحالي. ويشير سالم عبيد إلى تمسكه بهذه العادة قائلاً: إنني أقوم يومياً في الصباح أثناء خروجي للعمل بالمرور إلى محل الكرك رغم أنه يتم صنع الشاي في البيت إلا أنني أفضل شربه أثناء ذهابي ولكن لا أستطيع القول بأن شاي البيت ليس لذيذاً حيث أنني أتناوله في الكثير من الأوقات إلا أن مروري بمحل الكرك عادة تمسكت بها كثيراً ولا أدري ما السبب ولكن إذا ذهبت للعمل ولم أمر ينتابني شعور بالنقص.
ولا أتناول الكرك في هذه الأوقات فقط وإنما أقوم بتناوله أثناء العمل وفي حال خروجي من العمل أقوم بشربه قبل وصولي إلى المنزل ويمكن أن يكون ذلك في جانب يضر بصحتنا ويسبب لنا أخطار قد نجهلها أو نتجاهلها، ويشير سالم إلى أنه في العمل قام بتعليم عامل المكتب بطريقة طهي شاي الكرك وفق خلطات ومقادير الكرك التي تعرف إليها في المحل حيث ينتابه شعور بالراحة كلما تناوله.
أضرار نجهلها
وبالنسبة للأضرار التي يتسبب فيها شاي الكرك، كانت لنا وقفة مع اختصاصيي الطب والتغذية، حيث يقول الدكتور رائد حمزة اختصاصي تغذية بمستشفى خليفة: الكثير من الناس وخاصة من سكان الإمارات وبقية دول الخليج يميلون إلى تناول الشاي مع الحليب أو ما يعرف بـ«شاي الكرك»، ولكن النتائج المترتبة على الإفراط في تناوله يجهلها الكثيرون، حيث أن طريقة عمله وتحضيره تتطلب غليه لفترة زمنية طويلة وهذه العملية لها سلبياتها من الناحية التغذوية علاوةً على السلبيات الصحية الأخرى التي تتعلق بالأدوات المستخدمة وطرق التقديم. والجدير بالذكر أن الشاي الأسود(الأحمر) هو الأكثر استخداماً بين الأفراد رغم وجود الكرك، ويمتاز هذا النوع ببعض الفوائد الصحية وذلك من خلال احتوائه على مركبات الفلافونويدات والتي لها دور في المحافظة على مرونة الشرايين وبالتالي تحسن الدورة الدموية، إضافة إلى ذلك إن هذه المواد تعمل أيضاً كمضادات للأكسدة حيث ترتبط بالأجسام الحرة داخل الجسم وتمنعها من التراكم وبالتالي تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، لكن عند إضافة الحليب إلى الشاي فإن بروتين الحليب المسمى بـ«الكازيين» يرتبط بمركبات الشاي ويمنع فعاليتها ويقلل من استفادة الجسم منها، كذلك ينصح بتناول الشاي أو الحليب بشكل منفصل ولا ينصح بمزجهما مع بعض لتكون الفائدة أكبر للمادتين بحيث يستفيد الجسم من بروتينات الحليب إضافة إلى فوائد مركبات الشاي، وعلى الرغم من الفوائد الصحية لمركبات الشاي العضوية ومن ضمنها (التانينس) ومشتقاتها فإن عملية غلي الشاي لمرات عديدة واستخدامه أكثر من مرة يزيد من تحرر وإطلاق هذه المركبات بشكل كبير مما يعمل على اكتساب الشاي الطعم المر واللاذع وبالتالي يصبح غير مستساغ ويقلل امتصاص الجسم للحديد إضافة إلى حدوث الإمساك وأخيراً التهاب جدار المعدة خاصة عند تناوله والمعدة فارغة.
أخطار مستقبلية
ويشعر الكثيرون بالراحة النفسية عند تناولهم الشاي أثناء العمل وكان لذلك الأثر الكبير في إنجازهم والذي قد يترتب عليه أضرار مستقبلية وهذا ما أكد عليه الدكتور حسام العيسى أخصائي التغذية العلاجية في مركز نيوترشن الطبي حيث يقول: إن كان الهاجس المهم هو التمتع بالطعم الذي ينبعث معه الشعور بالبهجة مع هذا المشروب فالأهم هو الوقوف على دراسة مدى تأثير تناوله بإفراط على سلامة وصحة الجسم، فالحليب أساساً طعام سائل يوصف بأنه يتداخل في تركيبه البروتين مع الدهون والسكر وجميعهم مع الماء إضافة إلى العناصر المعدنية والفيتامينات الموجودة معه، وأهم ما يفسد هذا التناغم الكيميائي هو تعريض الحليب للغلي المتكرر على درجات حرارة عالية ولمدة زمنية مطولة وإعادة تسخينه لمرات عدة، الأمر الذي يفسد هذا التكوين المتجانس ويفكك البروتين ويحول قسماً من السكر المتفاعل مع البروتين المنحل إلى مركب جديد ذي رائحة متصاعدة ومميزة لكن طبيعته أنه مادة تولدت كناتج احتراق وتفاعل غير طبيعي، وأن هذا التصرف الغذائي يجلب عواقب ضارة على صحة الجهاز الهضمي ويتسبب في زيادة سعة الخلايا الدهنية خاصة المتواجدة في حزام منطقة البطن الأمر الذي يرفع نسبة الشحوم الضارة التي إن تكدست معه فإنها ستسبب تراجعاً واضحاً في معدل الحرق الحيوي وزيادة خطر السمنة المركزية في البطن والتي تعتبر أخطر درجات السمنة وأكثرها فتكاً بصحة الإنسان. وإن الحليب أساساً لا يحبذ أن تتم معاملته بدرجات حرارة عالية أو أن يتعرض للتسخين المتكرر والمستمر لأن التفاوت في درجة حرارته كمنتج غذائي يؤدي إلى أكسدة وخسارة أكثر العناصر الغذائية القيمة فيه ويلحق التغير الذي يؤدي إلى تزنخ مكون الدهن فيه حيث أنه يعتبر من الدهون المشبعة سريعة التأثر بدرجات الحرارة العالية والتي تتحول إلى دهون ضارة مع تغيير شكلها الكيميائي عند رفع درجة الحرارة التي يخضع لها تسخين الحليب مع الشاي.
ويضيف الدكتور العيسى: لأن الشاي يغلي بعد الحليب لتفاوت الكثافة فذلك يعني بأن إعداد الشاي مع الحليب سيجعل الحليب أكثر سخونة مما يتطلب عنده الاستهلاك الطبيعي العادي مع الحاجة لزمن أطول لغلي الشاي الأمر الذي يراكم هذا الضرر، وكذلك الحال بالنسبة للشاي لأن تكرار الغلي والتسخين المتواصل يغير من تركيبه الكيميائي ويجعله يفقد جل المواد المتطايرة المهمة ويكوِن مواد متأكسدة تسبب عبئاً على عمل الجهاز الهضمي وتهييج عصارة المعدة وقد تكون سبباً في حصول الطفرات الخبيثة لاحقاً التي تفسد معها جبهة الجسم الداخلية.
ويشير إلى أن الانخراط في مثل هذه العادات الغذائية التي تمارس يجب أن يكون مغلفاً بدرجة عالية من الوعي بسلامة التداول ومثالية الإعداد والصنع دون حرارة عالية ودون تسخين متكرر وأن يقوم كل من يعشق احتساء الشاي مع الحليب بإضافة الحليب بعد الانتهاء تماماً من إعداد فنجان الشاي كمبيض فقط لا كعنصر متداخل من خلال الغلي المشترك الذي يصحب معه أضراراً كثيرة.
ازدحام
فنجان شاي يعيق مرور المركبات
من الأمور التي تعيق حركة السير والمارة، تجمع سيارات الزبائن لشرب الشاي وهذا ما نلاحظه في الكثير من الشوارع الداخلية المجاورة لمحلات المشروبات الساخنة، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل رجال الشرطة والمرور إلا أن بعض الشباب يعيقون حركة السير والمارة من خلال وقوفهم في الطريق وإعاقة السيارات الأخرى في الحركة.
علاوة على ذلك، تم إغلاق بعض المحلات بسبب الازدحام الشديد الذي تسببه أمام منازل بعض السكان إضافة إلى أنه تم وضع حواجز في بعض الشوارع بسبب سير بعض الزبائن باتجاه معاكس ومخالف لقصد محلات الكرك والتي بدورها كانت تسبب ازدحاماً يحجب النظر عن بعض المحلات المجاورة وبالتالي عدم توفر المواقف الكافية لزبائن هذه المحلات، ولا يقف موضوعنا عند عرقلة حركة السير فقط وإنما يتعدى ذلك من خلال التحرشات التي يقوم بها بعض الشباب في الغالب للفتيات حيث أنه لا تجرؤ فتاة على الوقوف لطلب فنجان من الشاي إلا ورأيت تجمعاً كبيراً من السيارات حولها وترى البعض يقوم بحركات لشد انتباه الفتاة وانتظارها فور فتح نافذة السيارة من أجل الحديث معها أو القيام بالبحث من خلال هاتفه النقال بواسطة «البلوتوث».
فوائد
شيء من الإيجابية في مشروع «الكرك»
ينظر البعض إلى ظاهرة انتشار تعاطي الكرك والمجالس التي تجمع الشباب لتناوله بشيء من الإيجابية، فالبعض يرى بأنها مصدر رزق وبداية لفتح مشاريع أكبر مستقبلاً، فمحل الكرك نافذة تتوسع مع مرور الأيام بشكل أكبر، والأرباح التي تجنى من ورائه تتفاوت بين المرضِية والمتوسطة وهذا ما أكده أحد المواطنين ممن يملكون سلسلة محلات لشاي الكرك حيث كان بداية مشواره مشروع محل لبيع المشروبات الساخنة والكرك، وتطور الأمر بعد ملاحظة الإقبال المتزايد إلى افتتاح فرع جديد في منطقة أخرى، ونجح في ذلك حتى أصبح يملك ثلاثة محلات في الوقت الحالي، ويشير إلى أن اختيار الموقع في افتتاح المحل كان له دور كبير حيث كانت المواقع التي تسبب جذباً للزبائن وتسهل وقوف أكبر عدد من السيارات تعمل على زيادة الإنتاج وبالتالي فإن الأرباح تتزايد حيث يقدر لنا ناتج الأرباح الصافي من هذا المشروع الصغير أكثر من عشرة آلاف درهم تقريباً للمحل، ومع مرور الوقت تم ملاحظة وجود الكثير من محلات الكرك حالياً في معظم أرجاء الدولة.
عادة يصعب تغييرها
وتختلف وجهات النظر في حب الكرك والتولع بتناوله المستمر حيث يرى كل فرد وجهة نظر تختلف عن الآخر، ويرى بعضهم المرور إلى محل المشروبات الساخنة قبل وأثناء العمل عادة اكتسبوها ويصعب عليهم تغييرها في الوقت الحالي. ويشير سالم عبيد إلى تمسكه بهذه العادة قائلاً: إنني أقوم يومياً في الصباح أثناء خروجي للعمل بالمرور إلى محل الكرك رغم أنه يتم صنع الشاي في البيت إلا أنني أفضل شربه أثناء ذهابي ولكن لا أستطيع القول بأن شاي البيت ليس لذيذاً حيث أنني أتناوله في الكثير من الأوقات إلا أن مروري بمحل الكرك عادة تمسكت بها كثيراً ولا أدري ما السبب ولكن إذا ذهبت للعمل ولم أمر ينتابني شعور بالنقص.
ولا أتناول الكرك في هذه الأوقات فقط وإنما أقوم بتناوله أثناء العمل وفي حال خروجي من العمل أقوم بشربه قبل وصولي إلى المنزل ويمكن أن يكون ذلك في جانب يضر بصحتنا ويسبب لنا أخطار قد نجهلها أو نتجاهلها، ويشير سالم إلى أنه في العمل قام بتعليم عامل المكتب بطريقة طهي شاي الكرك وفق خلطات ومقادير الكرك التي تعرف إليها في المحل حيث ينتابه شعور بالراحة كلما تناوله.
أضرار نجهلها
وبالنسبة للأضرار التي يتسبب فيها شاي الكرك، كانت لنا وقفة مع اختصاصيي الطب والتغذية، حيث يقول الدكتور رائد حمزة اختصاصي تغذية بمستشفى خليفة: الكثير من الناس وخاصة من سكان الإمارات وبقية دول الخليج يميلون إلى تناول الشاي مع الحليب أو ما يعرف بـ«شاي الكرك»، ولكن النتائج المترتبة على الإفراط في تناوله يجهلها الكثيرون، حيث أن طريقة عمله وتحضيره تتطلب غليه لفترة زمنية طويلة وهذه العملية لها سلبياتها من الناحية التغذوية علاوةً على السلبيات الصحية الأخرى التي تتعلق بالأدوات المستخدمة وطرق التقديم. والجدير بالذكر أن الشاي الأسود(الأحمر) هو الأكثر استخداماً بين الأفراد رغم وجود الكرك، ويمتاز هذا النوع ببعض الفوائد الصحية وذلك من خلال احتوائه على مركبات الفلافونويدات والتي لها دور في المحافظة على مرونة الشرايين وبالتالي تحسن الدورة الدموية، إضافة إلى ذلك إن هذه المواد تعمل أيضاً كمضادات للأكسدة حيث ترتبط بالأجسام الحرة داخل الجسم وتمنعها من التراكم وبالتالي تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، لكن عند إضافة الحليب إلى الشاي فإن بروتين الحليب المسمى بـ«الكازيين» يرتبط بمركبات الشاي ويمنع فعاليتها ويقلل من استفادة الجسم منها، كذلك ينصح بتناول الشاي أو الحليب بشكل منفصل ولا ينصح بمزجهما مع بعض لتكون الفائدة أكبر للمادتين بحيث يستفيد الجسم من بروتينات الحليب إضافة إلى فوائد مركبات الشاي، وعلى الرغم من الفوائد الصحية لمركبات الشاي العضوية ومن ضمنها (التانينس) ومشتقاتها فإن عملية غلي الشاي لمرات عديدة واستخدامه أكثر من مرة يزيد من تحرر وإطلاق هذه المركبات بشكل كبير مما يعمل على اكتساب الشاي الطعم المر واللاذع وبالتالي يصبح غير مستساغ ويقلل امتصاص الجسم للحديد إضافة إلى حدوث الإمساك وأخيراً التهاب جدار المعدة خاصة عند تناوله والمعدة فارغة.
أخطار مستقبلية
ويشعر الكثيرون بالراحة النفسية عند تناولهم الشاي أثناء العمل وكان لذلك الأثر الكبير في إنجازهم والذي قد يترتب عليه أضرار مستقبلية وهذا ما أكد عليه الدكتور حسام العيسى أخصائي التغذية العلاجية في مركز نيوترشن الطبي حيث يقول: إن كان الهاجس المهم هو التمتع بالطعم الذي ينبعث معه الشعور بالبهجة مع هذا المشروب فالأهم هو الوقوف على دراسة مدى تأثير تناوله بإفراط على سلامة وصحة الجسم، فالحليب أساساً طعام سائل يوصف بأنه يتداخل في تركيبه البروتين مع الدهون والسكر وجميعهم مع الماء إضافة إلى العناصر المعدنية والفيتامينات الموجودة معه، وأهم ما يفسد هذا التناغم الكيميائي هو تعريض الحليب للغلي المتكرر على درجات حرارة عالية ولمدة زمنية مطولة وإعادة تسخينه لمرات عدة، الأمر الذي يفسد هذا التكوين المتجانس ويفكك البروتين ويحول قسماً من السكر المتفاعل مع البروتين المنحل إلى مركب جديد ذي رائحة متصاعدة ومميزة لكن طبيعته أنه مادة تولدت كناتج احتراق وتفاعل غير طبيعي، وأن هذا التصرف الغذائي يجلب عواقب ضارة على صحة الجهاز الهضمي ويتسبب في زيادة سعة الخلايا الدهنية خاصة المتواجدة في حزام منطقة البطن الأمر الذي يرفع نسبة الشحوم الضارة التي إن تكدست معه فإنها ستسبب تراجعاً واضحاً في معدل الحرق الحيوي وزيادة خطر السمنة المركزية في البطن والتي تعتبر أخطر درجات السمنة وأكثرها فتكاً بصحة الإنسان. وإن الحليب أساساً لا يحبذ أن تتم معاملته بدرجات حرارة عالية أو أن يتعرض للتسخين المتكرر والمستمر لأن التفاوت في درجة حرارته كمنتج غذائي يؤدي إلى أكسدة وخسارة أكثر العناصر الغذائية القيمة فيه ويلحق التغير الذي يؤدي إلى تزنخ مكون الدهن فيه حيث أنه يعتبر من الدهون المشبعة سريعة التأثر بدرجات الحرارة العالية والتي تتحول إلى دهون ضارة مع تغيير شكلها الكيميائي عند رفع درجة الحرارة التي يخضع لها تسخين الحليب مع الشاي.
ويضيف الدكتور العيسى: لأن الشاي يغلي بعد الحليب لتفاوت الكثافة فذلك يعني بأن إعداد الشاي مع الحليب سيجعل الحليب أكثر سخونة مما يتطلب عنده الاستهلاك الطبيعي العادي مع الحاجة لزمن أطول لغلي الشاي الأمر الذي يراكم هذا الضرر، وكذلك الحال بالنسبة للشاي لأن تكرار الغلي والتسخين المتواصل يغير من تركيبه الكيميائي ويجعله يفقد جل المواد المتطايرة المهمة ويكوِن مواد متأكسدة تسبب عبئاً على عمل الجهاز الهضمي وتهييج عصارة المعدة وقد تكون سبباً في حصول الطفرات الخبيثة لاحقاً التي تفسد معها جبهة الجسم الداخلية.
ويشير إلى أن الانخراط في مثل هذه العادات الغذائية التي تمارس يجب أن يكون مغلفاً بدرجة عالية من الوعي بسلامة التداول ومثالية الإعداد والصنع دون حرارة عالية ودون تسخين متكرر وأن يقوم كل من يعشق احتساء الشاي مع الحليب بإضافة الحليب بعد الانتهاء تماماً من إعداد فنجان الشاي كمبيض فقط لا كعنصر متداخل من خلال الغلي المشترك الذي يصحب معه أضراراً كثيرة.
ازدحام
فنجان شاي يعيق مرور المركبات
من الأمور التي تعيق حركة السير والمارة، تجمع سيارات الزبائن لشرب الشاي وهذا ما نلاحظه في الكثير من الشوارع الداخلية المجاورة لمحلات المشروبات الساخنة، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل رجال الشرطة والمرور إلا أن بعض الشباب يعيقون حركة السير والمارة من خلال وقوفهم في الطريق وإعاقة السيارات الأخرى في الحركة.
علاوة على ذلك، تم إغلاق بعض المحلات بسبب الازدحام الشديد الذي تسببه أمام منازل بعض السكان إضافة إلى أنه تم وضع حواجز في بعض الشوارع بسبب سير بعض الزبائن باتجاه معاكس ومخالف لقصد محلات الكرك والتي بدورها كانت تسبب ازدحاماً يحجب النظر عن بعض المحلات المجاورة وبالتالي عدم توفر المواقف الكافية لزبائن هذه المحلات، ولا يقف موضوعنا عند عرقلة حركة السير فقط وإنما يتعدى ذلك من خلال التحرشات التي يقوم بها بعض الشباب في الغالب للفتيات حيث أنه لا تجرؤ فتاة على الوقوف لطلب فنجان من الشاي إلا ورأيت تجمعاً كبيراً من السيارات حولها وترى البعض يقوم بحركات لشد انتباه الفتاة وانتظارها فور فتح نافذة السيارة من أجل الحديث معها أو القيام بالبحث من خلال هاتفه النقال بواسطة «البلوتوث».
فوائد
شيء من الإيجابية في مشروع «الكرك»
ينظر البعض إلى ظاهرة انتشار تعاطي الكرك والمجالس التي تجمع الشباب لتناوله بشيء من الإيجابية، فالبعض يرى بأنها مصدر رزق وبداية لفتح مشاريع أكبر مستقبلاً، فمحل الكرك نافذة تتوسع مع مرور الأيام بشكل أكبر، والأرباح التي تجنى من ورائه تتفاوت بين المرضِية والمتوسطة وهذا ما أكده أحد المواطنين ممن يملكون سلسلة محلات لشاي الكرك حيث كان بداية مشواره مشروع محل لبيع المشروبات الساخنة والكرك، وتطور الأمر بعد ملاحظة الإقبال المتزايد إلى افتتاح فرع جديد في منطقة أخرى، ونجح في ذلك حتى أصبح يملك ثلاثة محلات في الوقت الحالي، ويشير إلى أن اختيار الموقع في افتتاح المحل كان له دور كبير حيث كانت المواقع التي تسبب جذباً للزبائن وتسهل وقوف أكبر عدد من السيارات تعمل على زيادة الإنتاج وبالتالي فإن الأرباح تتزايد حيث يقدر لنا ناتج الأرباح الصافي من هذا المشروع الصغير أكثر من عشرة آلاف درهم تقريباً للمحل، ومع مرور الوقت تم ملاحظة وجود الكثير من محلات الكرك حالياً في معظم أرجاء الدولة.