المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد بن حمد : 26 مليار دولار قيمة طلبات الصكوك التي أصدرتها



hma
11-12-2012, 01:21 PM
محمد بن حمد : 26 مليار دولار قيمة طلبات الصكوك التي أصدرتها قطر في 2012


تحت رعاية معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية افتتح سعادة الشيخ محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة بنك بروة أعمال مؤتمر الدوحة الثالث للمال الإسلامي تحت عنوان "الصناعة المالية والتحديات المعاصرة" الذي تنظمه شركة بيت المشورة للاستشارات المالية برعاية حصرية من بنك بروة.

وبهذه المناسبة قال سعادة الشيخ محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة بنك بروة ، ان العام الحالي الذي شارف على الانتهاء شهد تطورا ملحوظا وانتشارا بارزا في رقعة أعمال قطاع التمويل الإسلامي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وذلك في وقت سادت فيه عوامل الاضطراب وعدم اليقين التي أثرت على الاقتصاد العالمي وهو ما يؤكد متانة وقوة قطاع صناعة التمويل الإسلامي.

وأضاف سعادته أن الحدث الأبرز في الأسواق العالمية خلال العام الجاري يكمن في ما تم تسجيله من نمو بارز في إصدار الصكوك، حيث تمثلت أبرز مقتطفات تلك الإصدارات في الصكوك التي أصدرتها حكومة دولة قطر والتي استقطبت إجمالي طلبات بقيمة 26 مليار دولار من كافة أنحاء العالم كما لاقت صكوك الحكومة التركية التي طال انتظارها أصداء في غاية الإيجابية.

واوضح رئيس مجلس ادارة بنك بروة ان المؤشرات الإيجابية لاصدارات هذه الصكوك يمهد الطريق أمام المزيد من هذا النوع من الإصدارات، خاصة في ظل تنافس البنوك من كافة أنحاء المنطقة على أن تكون لها حصة في تلك الصكوك، كما حظي المستثمرون من المؤسسات التقليدية بالنصيب الأكبر في شراء الصكوك المذكورة بنسبة تزيد عن 50 بالمائة مما يدل على القبول والثقة المتزايدة بالاشتراك في فرص الاستثمار المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.

ولفت سعادة الشيخ إلى ما لاقته إدارة الثروات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية من رواج وإقبال في منطقة الخليج لاسيما من قبل المستثمرين الراغبين في المشاركة في فرص استثمارية محمية رأس المال ومتوافقة مع الشريعة ، مشيرا الي أن مجموعة بنك بروة قامت في هذا الإطار بتطوير منتجات استثمارية عدة من بينها إطلاق صندوق البرازيل العقاري المحدود وصندوق الولايات المتحدة للاستثمار العقاري كما تعمل حاليا على خلق فرص استثمارية جديدة في قطاع الطاقة متوافقة مع أحكام الشريعة وذلك في أسواق طالما كانت حكرا على المؤسسات المالية التقليدية.

وشدد على أنه في ظل ما يشهده القطاع من نمو سريع يفوق نظيره التقليدي في كافة الأسواق، إلا أنه لا ينبغي للقائمين على هذه الصناعة أن يغفلوا عن ضرورة بذل قصارى جهدهم للحفاظ على جودة وتطوير مصارف إسلامية ينصب تركيزها الأكبر على الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، مع الأخذ بكل ما هو حديث ومبتكر، واتخاذ التقنيات الحديثة وسيلة تزيد من كفاءة وجود الخدمات التي يسعى القطاع إليها تلبية لمتطلبات واحتياجات العملاء.

واشار سعادته إلى أن المصارف الإسلامية عليها أن تتذكر، انها مهما تنافست في ما بينها للحصول على أكبر قدر من العملاء، الا أنها جميعا تنافس قطاع البنوك التقليدية التي لاتزال تهيمن على سوق الخدمات المالية على الرغم من التقدم الذي أحرزته الصيرفة الإسلامية في السنوات الأخيرة.

وأكد سعادة رئيس مجلس إدارة بنك بروة أنه في الوقت الذي تظل فيه القيم غير قابل للتفاوض، "تظهر الحاجة إلى بناء مؤسسات مالية ذات درجة عالية تلبي احتياجات كافة العملاء وتمتاز بالشفافية وتضم موظفين تتمثل غايتهم في تقديم أعلى مستوى خدمة للعملاء إلى جانب إدارة فعالة للمخاطر وهي جميعها دعائم يتوجب علينا الحرص على وجودها خلال عملنا كما هو الحال في أعمال الصيرفة التقليدية" ، لافتا الي أن الشركات والأفراد يرغبون في إيجاد بدائل وحلول متوافقة مع الشريعة الإسلامية لتعكس القيم التي طالما كانت ولاتزال مصدر فخر للجميع ولتشمل تلك البدائل القيم التي عرفها المجتمع، إضافة إلى عوامل الاستقرار والثقة التي يتطلع إليها في قطاع الخدمات المالية.

من جانبه دعا فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى دعم دول الربيع العربي التي عانت اقتصاداتها لعقود من النهب والفساد وتهريب الأموال إلى الخارج بالترليونات وليس بالمليارات، عن طريق الاستثمار في هذه البلدان بإطلاق المشروعات وإنشاء المصانع وتعمير الأراضي.

وطالب القرضاوي في كلمته أمام المؤتمر بلدان الربيع العربي من جهتها بفتح المجال أمام البنوك الإسلامية وسن التشريعات والقوانين المناسبة التي تتيح إنشاء بنوك إسلامية وتتيح للموجودة منها التوسع في أعمالها بما يخدم اقتصاداتها.

ودعا كلية الشريعة بجامعة قطر وغيرها من كليات الشريعة في الجامعات الإسلامية المختلفة إلى إنشاء قسم للصيرفة الإسلامية لربط طالب الكلية بما يدور في الحياة من حوله، والتوسع في دراسة البنوك الإسلامية والشركات الإسلامية المعاصرة والمعاملات التي يتعامل بها الناس في العصر الحالي.
وشدد على أهمية الاعتزاز والتمسك بمبادئ الاقتصاد الإسلامي وآلياته، مبينا أن تميز البنوك الإسلامية لا ينبع من محاكاتها البنوك التقليدية مع اختلاف في الإجراءات والشكليات بل بمقدار تمسكها بأصول الاقتصاد الإسلامي ومبادئه وقضاياه.

كما ألقى القرضاوي الضوء على مراحل تطور الاقتصاد الإسلامي، والدور الاجتماعي للمؤسسات الاقتصادية الإسلامية، مشيرا إلى دوره في رعاية تلك البنوك من الوجهين العلمي والعملي.

وقال إنه بعد 37 عاما على إنشاء أول بنك إسلامي وُجد الاقتصاد الإسلامي والبنوك الإسلامية التي لاتقوم على الفائدة وتتجنب المخاطر الاقتصادية التي تضرب العالم المعاصر لإغراقه في استعمال الديون والفوائد المركبة.

من جانبه قال الدكتور أسامة الدريعي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة ان الصيرفة الإسلامية حققت خلال الاربعين عاما الماضية منذ انطلاقها مكاسب اعتبارية ومادية أبهرت العالم باسره وتهافت عليها الشرق والغرب سعيا منهم لفهم مكنونها وتطبيق مضمونها ، مشيرا الي ان الناظر اليوم الي الواقع المالي العالمي يري أن موازين القوى المالية بدأت تتبدل، وان نظريات الاقتصاد التي تبناها العالم ودافع عنها اربابها تتهاوى شيئا فشيئا .

وأضاف الدريعي إلى أن العديد من الدول في العالم غيرت دساتيرها كي تسمح للصيرفة الإسلامية بالعمل على أرضها، كما يسعى البنك الدولي جاهدا إلى دخول مضمار الصناعة المالية الإسلامية لا بل يسارع الي دراستها والاستفادة منها وهي امور لم يكن احد يتصورها ، إضافة إلى مطالبة بعض الجهات المرموقة في العالم بتطبيق مبادئ الصناعة المالية الإسلامية في الاقتصاد المالي العالمي مما يؤشر على جدية العالم في تبني مبادئ الصيرفة الإسلامية كحل للمشكلات المالية الصادمة.

ولفت الدريعي الي انه قد يقول قائل بان هذه النظرة وهذا الاقبال هي من باب استقطاب الاموال ليس الا ، فليكن ذلك ، خصوصا اننا نعرف جميعا ان التجار الابرار " الورعون " نجحوا في استقطاب قلوب الوثنيين في شرق اسيا فدخلو في الاسلام فرادا وجماعات بسيف الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والصدق في التعمل ، لا بسلطان القوة والقهر والاذلال ، فاصبحت تلك الدول في مصاف الدول المتقدمة وتبوءت المكانة الرفيعة في العمل المالي ، مشددا علي أن المسؤولية والتحديات أضحت اليوم أكثر من ذي قبل، حيث تنظر الشعوب والمجتمعات إلى هذه الصناعة وأهلها بوصفهم طوق نجاة من براثن الربا ومشتقاته، مما يتطلب أن تكون الصناعة المالية الاسلامية قادرة على تلبية تطلعات الشعوب لتصبح لاعبا أساسيا بين المجتمعات.

وبين الدريعي أن المؤتمر الثالث للمال الإسلامي يمثل لبنة في صرح هذه الصناعة ويسلط الضوء على مواضيع تحتاج للبحث والنظر بغية تحقيق المساهمة في نشر ثقافة الصناعة المالية الإسلامية بين أفراد المجتمع وجمع المؤسسات تحت قبة واحدة للتدارس والبحث مع العلماء والباحثين والخبراء للوصول إلى الي ما هو صالح للعباد والبلاد ، وهو ما يتماشي مع منطلقاتنا في بيت المشورة للاستشارات المالية في نشر المفاهيم والقواعد والاحكام المتعلقة بالصناعة المالية الاسلامية ومتابعة تطبيقها باعلي معايير الجودة والتميز من خلال الاساليب العلمية الحديثة والعنصر البشري المؤهل وختم العضو المنتدب والرئيس التنفيذي بشكر سعادة الشيخ محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس ادارة بنك بروة علي مبادرته المباركة برعاية البنك الحصرية للمؤتمر ، وكذلك العلماء والفقهاء والخبراء والاساتذة المشاركين في المؤتمر علي تلبيتهم للدعوة ومساهمتهم في تطوير هذه الصناعة وفي ختام الجلسة الافتتاحية قام فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتكريم سعادة الشيخ محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة بنك بروة علي جهوده في خدمة الصناعة المالية الاسلامية والارتقاء بها.