المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هبوط لا يفسره التصحيح... إنها «النفسيات»



مغروور قطر
10-05-2005, 04:32 AM
طال انتظار المتداولين لنهاية التصحيح القوي الذي تمر به سوق الكويت للأوراق المالية, لكن الانتظار بحد ذاته بات هو إحدى المشكلات التي تسهم في استمرار المسار النزولي.
فقد كان لتنحي بعض الصناديق جانبا ريثما تنجلي موجة «هبوط النفسيات»، أثر كبير أضيف الى إحجام الكثير من صغار المستثمرين، طالما ان الوقت ليس ملائما لتحقيق الأرباح من المضاربة.
والسؤال الذي يشغل بال الجميع الآن، كيف حال السوق بعدما جرى؟
نعم، السوق بخير، والتدليل على ذلك يحتاج دائما الى النظر الى اقفال المؤشر, ولا حاجة الى تهويل البعض بسبب هبوط الأمس.
فالقاعدة التي يستند اليها لفحص صحة السوق، هي أداء الشركات وأرباحها أولا، وأسعار اسهمها نسبة الى الربحية، والى القيم الدفترية، ونسبة الى معدلات السيولة.
وبجميع هذه المقاييس، لا يزال السوق الكويتي من أفضل نقاط الجذب لرؤوس الأموال في المنطقة، إن لم يكن أفضلها.
نعم، يمكن للمستثمرين، خصوصا الصغار منهم ان يطمئنوا لوضع السوق، ويكفيهم من أجل ذلك ان يستعرضوا مقدار نمو أرباح الشركات في الربع الأول, اما لماذا يسير المؤشر «عكس السير»؟ فتلك هي لعبة السوق,,, الموقتة!
ويرى أكثر المراقبين ان توصيف الهبوط بأنه تصحيح لحالات تضخم في أسعار الأسهم، لم يعد منطقيا الى حد بعيد, فالأسهم التي تهبط هي في معظمها دون قيمتها العادلة، وعليه، فإن ما يفسر ما يحصل هو تراجع معنويات المتداولين في الدرجة الأولى، جراء تصحيح طال أكثر من المتوقع.
ولا يمكن ان يغفل هنا الأثر النفسي لتراجع معظم البورصات الخليجية، والتي كانت تشهد في الفترات السابقة صعودا قياسيا متواصلا.
كل هذه المعطيات تؤكد ان ما يجري ليس مدعاة للقلق، لكن الأمر يحتاج الى «قوة قلب» من أهل السوق، ريثما ينجلي «ضباب المخازن»، وهو أمر لم يعد بعيدا.
«الرأي العام» استطلعت في يوم النزول النفسي الكبير، آراء فاعليات السوق، لتستشرف ما يرونه في المرحلة المقبلة.
وقالت مصادر مالية لـ «الرأي العام»: ليس هناك مبرر قوي وصريح لما حدث من نزول قوي للبورصة يوم أمس، حيث افادت ان ذلك لا يمت للعملية التصحيحية بصلة خاصة بعد ان جمع ما بين «الزين والشين» من السلع المدرجة.
وأشارت الى ان الأسواق العالمية كافة بها أسهم مرتفعة القيمة وأخرى منخفضة اضافة لوجود أسهم تفوق قيمتها الحقيقية بمراحل، ولكن ان كانت هذه العملية التي يطلق عليها البعض تصحيحاً جاءت لكبح جماح التضخم ان يروج لها عدد من المتداولين على سبيل المثال، فلم تأخذ معها الأسهم التي لم تمر بأي صعود منذ فترات طويلة,,, ملابسات غامضة يفرض توضيحها نفسه يأتي في مقدمتها أن مرور الأسواق الخليجية بحركات تصحيحية شيء كان متوقعا خاصة بعد التضخم الذي سادها حيث بلغ مضاعف الربحية الى سعر السوق الـ P/e في السوق السعودي على سبيل المثال الى 44 مرة والاماراتي 40 مرة والقطري 40 مرة اما البحريني والعماني فقد يصل الـ P/e فيها الى 18 مرة تقريبا.
في حين ان سوق المال الكويتي لم يتعد متوسط مضاعف الربحية الى السعر السوقي فيها P/e الـ 20 مرة.
متسائلة: كيف تضخمت الأسعار في البورصة الكويتية؟ هذا وتوقعت المصادر ان يعاود السوق نشاطه قريبا جدا خاصة في ظل وجود مستوى السيولة العادل اضافة لربحية الشركات ونتائجها القياسية.
وفي النهاية قالت المصادر ليس من العقلانية ان يكون بالسوق أسهم دون المستوى وقد تصل الى سعرها الدفتري وتحتويها عمليات تصحيح,,, فهل السيئة تعم؟
فليس هناك أدنى علاقة لسهم شركة المخازن العمومية وما تبعها من شركات بأغلب الأسهم المدرجة ان كان الأمر موجها للمخازن كما يقول البعض.
الموسى
من جهته أفاد رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في شركة مجموعة الأوراق المالية علي الموسى ان ما مر به السوق خلال مجريات تداول الأمس من نزول لم يخرج عن نطاق العملية التصحيحية التي تواجهه حاليا لافتا الى ان ذلك كان له مؤشراته الواضحة على مدار الأيام الأخيرة من تداولات الاسبوع الماضي متوقعا استمرارها ومن ثم معاودة السوق لنشاطه الطبيعي.
وعن تداعيات الموجة التصحيحية ذكر الموسى ان هذه الحركة خلفت وراءها فقدان الكثير من صغار المستثمرين ممن توجهوا للبورصة الكويتية خلال آخر شهرين «لتحويشة العمر» على حد قوله.
السعيد
بدوره، دعا نائب رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار عبدالرحمن السعيد المستثمرين لعدم الافراط في التشاوم حول ما يدور من أحاديث فيم يمر به سوق الأوراق المالية من موجة تصحيحية كانت متوقعة,,, ذلك في الوقت الذي أوضح فيه ان كثرة التفاؤل غير مرغرب فيها حاليا ونفى السعيد ان يكون ما حدث أخيرا هو بداية لهبوط أكبر سيصيب السوق مستقبلا ولكن هذا أمر طبيعي وكان متوقعا خاصة ان هذه الحركة ستعيد أغلب الأسهم الى مسارها الطبيعي,,, موضحا ان السوق سيعاود نشاطه قريبا.
وقال لعل الارتفاع غير الطبيعي لعدد من الأسهم الى جانب المؤشرات العامة كان ضمن الأسباب الرئيسية لما حدث.
الرويح
أرجع نائب الرئيس العضو المنتدب في بيت الاستثمار الخليجي وليد الرويح النزول الذي مني به السوق أخيرا الى عمليات البيع غير المدروس اضافة للصناديق الاستثمارية التي فضلت ان تأخذ الحياد للترقب,، ذلك لاقتناص الفرص والشراء بالحدود الدنيا ما كان له بالغ الأثر فيما أحاط بالسوق على مدى الأيام الأخيرة وقال الرويح ان الارتفاع الذي شهدته وتيرة التداول منذ بداية العام كان متصارعا لأنه اعتمد في المقام الأول على الصعود القوى لعدد من السلع المدرجة وبخاصة المخازن العمومية وتوابعها والذي نتج عن عقدها الأخير,,, مؤكدا انها بمثابة نقطة ضعف مر بها السوق وجعل أغلب الأسهم تنساق وراءها وذكر ان الوضع العام صحي ولا يدعو للقلق حيث ان التعديل دائما ما يكون في صالح السوق وليس ضده.
وكشف الرويح في مضمون حديثه لـ «الرأي العام» ان العوائد الاستثمارية بالسوق ما زالت جيدة وان الأسعار الحالية اصبحت مغرية للشراء متوقعا عدم استمرار حركة النزول ومن ثم استعادة النشاط مرة أخرى ولكن بشكل مبرر لا يدعو للخوف والهلع.